كلمة سواء

كلمة سواء

منذ يوم

كيف ينظر الإسلام إلى أهل الكتاب؟


كيف ينظر الإسلام إلى أهل الكتاب؟
لهم عهدُ الله ورسوله بالأمان
_______الشيخ أحمد تركي*_______

«والذِّمّة معناها العهد والأمان والضَّمان، وسُمُّوا بذلك لأنَّ لهم عهد الله وعهد رسوله وعهد المؤمنين بأن يعيشوا في حماية الإسلام وفي كَنف المسلمين آمنين مطمئنِّين».
نظرة الإسلام إلى أهل الكتاب من غير المسلمين، كما يراها الدّاعية الإسلامي الشيخ أحمد تركي.
 

قال تعالى: ﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم..﴾ هود:118-119.
وإذا كانت ثقافات وحضارات كثيرة تتعامل مع الآخر بعقليّة الصِّراع، فإنَّ الإسلام علَّم أتباعه الحوار الهادف الذي يؤدِّي إلى التّعارف والسّلام والتّعايش.
قال تعالى: ﴿يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إنه عليم خبير﴾ الحجرات:13. وهذه الآية تؤكِّد أنَّ ميزان التّفاضل بين النّاس هو العمل الصّالح الذي يعمر الحياة ولا يخربها.
وهنا يؤكِّد الإسلام رفض ثقافة صدام الإنسان بالإنسان، وصدام الحضارات والثّقافات، لأنَّها توظِّف الإختلاف نحو الصِّراع والحروب. ويؤكِّد أنَّ العلاقة بين الحضارات والثّقافات هي علاقة تعاون وحوار ومعايشة، وقد استفادت الخلافة الإسلاميّة من الحضارات السّابقة عبر حركة التّرجمة في القرن الرابع الهجري، وتفاعلت مع كثير من ثقافات العالم.
لقد بيَّن لنا الإسلام أنَّ من أركان الإيمان، الإيمان بالكُتُب الساّبقة المُنزَّلة على الأنبياء السّابقين، وإيمان المسلمين برسول الله محمَّد صلّى الله عليه وآله على أساس أنَّ رسالته جاءت تصديقاً لِمَا قبلها، ومحواً للفوارق والخلافات التي مزَّقت شمل العالم؛ قال تعالى: ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ البقرة:285.
وعندما جاء الإسلام وجد أتباع ديانتَين كبيرتَين ينتشرون في قارّات الأرض، خاصّة في الجزيرة العربيّة من اليهود والنصارى، فشرّع الإسلام للمسلمين أحكاماً خاصّة بهم عندما يتواجدون بينهم، ودرج علماؤنا على تسميتهم بـ«أهل الذِّمّة».
والذِّمّة معناها العهد والأمان والضَّمان، وسُمُّوا بذلك لأنَّ لهم عهد الله وعهد رسوله وعهد المؤمنين بأن يعيشوا في حماية الإسلام وفي كنف المسلمين آمنين مطمئنِّين، ويتضمَّن عقد الذِّمّة إقرار غير المسلمين في المجتمع الإسلامي على دينهم وتمتُّعهم بالحماية، وكذلك سمّاهم القرآن أهل الكتاب باعتبارهم أتباع كُتُبٍ سماويّة.
والأصل في هذه العلاقة -علاقة المسلمين بأهل الكتاب- قوله تعالى ﴿لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرُّوهم وتقسطوا إليهم إن الله لا يحب المقسطين﴾ الممتحنة:8.
ولم يكتفِ الإسلام بالتّوصية بمعاملة أهل الكتاب بالتي هي أحسن إجمالاً، بل فَصَّل في الأحكام والحقوق ضماناً للأمان والأمن الذي ينبغي أن يعيشوا فيه في ظلِّ الإسلام وأحكامه. فعلى سبيل المثال لا الحصر: فرض الإسلام للذمّيِّين حقوقاً ليست قابلة للمساومة أو التّغيير، ومنها حقّ الحماية، وهي تمتُّع أهل الكتاب بحماية الدَّولة حماية كاملة من أيّ عدوان داخلي أو خارجي حتىّ ينعموا بالأمن والإستقرار. ".." وتطبيقاً لهذا المبدأ -حماية الذمّيّين داخلياًّ- ذكر التاريخ آلاف الأحداث حول حماية المسلمين للذمّيِّين وصيانة حقوقهم.
علينا نحن الدُّعاة تقديم هذا الطَّرح للشَّباب كي نكون قدوة له في السّلام وقبول الآخر، كما علَّمتنا الأديان بوسائل مختلفة.
__________
* داعية إسلامي من مصر.


اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعة

دوريات

  كتب أجنبيّة

كتب أجنبيّة

منذ 0 ساعة

كتب أجنبيّة

نفحات