دوامُ الذِّكر
سِمةُ المَحبوبين
ــــ إعداد: «شعائر» ــــ
شهر رمضان المبارك هو أبرزُ مواسم ذكر الله تعالى على مدار العام. وفي خطبة الرّسول الأكرم صلّى الله عليه وآله في استقبال الشهر الشريف: «وأنفاسُكم فيه تسبيح»، ولعلّ التدبُّر في هذه الفقرة يُفضي إلى أنّ دوام التّسبيح -والذِّكر عموماً- من مقوّمات حياة الرّوح، كما أن دوام الأنفاس وعدم انقطاعها ألزمُ مقوّمات حياة الجسد.
وعليه، يجدر بمَن أكرمه الله تعالى فخصّه بضيافتِه، أن يلهج لسانُه بالشُّكر والتّمجيد والتّحميد، فيكونَ موقفُه على مدار هذا الموسم الربّانيّ ذِكراً، بالجَنان وباللِّسان.
***
قال العلّامة السيّد محمّد حسين الطّباطبائي رحمه الله تعالى: تكاثرت الأخبار في فضل الذِّكر من طُرُق العامّة والخاصّة، فقد رُوي بطُرُقٍ مختلفة أنَّ ذكر الله حَسَنٌ على كلّ حال. ورُوي أنَّ رسول الله قد خرج على أصحابه، فقال: ارتَعوا في رياض الجنّة، قالوا: يا رسول الله، وما رياضُ الجنّة؟ قال: مجالسُ الذِّكر، اغدوا وروحوا واذكروا، ومَن كان يحبّ أن يعلم منزلتَه عند الله فَلْيَنظر كيف منزلةُ الله عندَه، فإنَّ الله تعالى يُنزل العبدَ حيث أنزلَ العبدُ اللهَ من نفْسِه، واعلموا أنَّ خير أعمالِكم عند مليكِكم وأزكاها وأرفعَها في درجاتكم، وخير ما طلعت عليه الشّمس، ذكرُ الله تعالى، فإنّه تعالى أخبر عن نفسه، فقال: أنا جليسُ مَن ذكرَني، وقال تعالى: فاذكروني أذكُرْكم بِنعمتي، اذكروني بالطّاعة والعبادة أذكركم بالنِّعم والإحسان والرّاحة والرّضوان.
وعن الإمام الصّادق عليه السلام لبعض أصحابه أنّ من أشدِّ ما فرضَ الله تعالى على خلقِه ذِكرُه تعالى في كلّ موطن، ثمّ قال عليه السلام: «..أَمَا إنِّي لا أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إلهَ إلّا الله واللهُ أكبر، وإنْ كان هذا من ذاك، ولكنْ ذِكرُ الله في كلِّ موطن، إذا هجمتَ على طاعتِه أو معصيتِه».
وهذا المعنى المشار إليه في الرّواية مرويٌّ بطُرق كثيرة عن النّبيّ وأهل بيتِه عليهم السلام. وفي بعض هذه الرّوايات أنّه هو المُراد في قوله تعالى: ﴿إنّ الذين اتقوا إذا مسَّهم طائف من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون﴾ الأعراف:201.
(تفسير الميزان - مختصر)
***
أنا أَذِنتُ له، وأنا أُحِبُّه
* جاء في الحديث القدسيّ: «إذا رأيتَ عبدي يُكثِرُ ذِكْرِي فَأَنا أَذِنْتُ لَه فِي ذَلك وأنَا أُحِبُّه، وإذَا رَأيتَ عَبدي لا يَذكُرُني فَأَنا حَجَبتُه عَن ذلِك، وأنَا أَبْغَضتُه».
* عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «إنَّ الله تعالى يُحِبُّ الملحّين في الدّعاء».
* وعنه صلّى الله عليه وآله: «ما مِن الذِّكر شيءٌ أفضل من قول لا إله إلّا الله، وما مِن الدّعاء شيءٌ أفضلُ من الإستغفار، ثمّ تلا قوله تعالى: ﴿فاعلم أنّه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك..﴾ محمد:19».
* عن الإمام الصّادق عليه السلام: «إنّ الله يقول: مَن شغل بذكري عن مسألتِي أعطيتُه أفضلَ ما أُعطِي مَن يسألُني».
* وقال عليه السلام: «مَن ذكر الله في السّرِّ فقد ذكرَ الله كثيراً، إنَّ المنافقين يذكرون اللهَ علانية، ولا يذكرونَه في السّرِّ، قال الله تعالى: ﴿..يُراؤون الناس ولا يذكرون الله إلّا قليلاً﴾ النساء:142».
(الدّعوات، الراوندي)