التّوالي، والتّحزُّب
وقوى المجتمع
______إعداد: عماد مرتضى______
تقدم «شعائر» في ما يلي تعريفاً موجزاً ومكثّفاً بثلاثة مصطلحات؛ التّوالي، والتّحزُّب، و"قوى المجتمع". والتعريف مقتطف من كتاب (المصطلحات السّياسيّة في الإسلام) للدكتور حسن الترابي. |
التّوالي
التّساند والتّناصر في صراعات الحياة العامّة السّياسيّة، تسري عليها كلمة (التّوالي). والتّفاعل تعريف أفقي للتّساوي والتّشارك، أمّا (الموالاة) وهي مفاعلة فهي أيضاً بمعنى الصّلة النّاصرة، ولكن قد تكون رأسيّة، فالله تعالى مولى العباد، والتّابع مولى، والمتبوع في المجتمع مولى، والمؤمنون يتوالون في كلّ شيء، ولكنّهم كذلك في السّياسة بعضهم أولياء بعض ﴿والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر﴾ التوبة:71، و﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون﴾ المائدة:55، وفي العلاقات الخارجيّة يتولّى القوم قوماً ولاءً أو يعادونهم عداءً.
الحِزب
و(الحزب) في القرآن كلمة تعني التّرابط المنظّم، لكنّها عامّة قد تشير إلى بعض جزء من آي القرآن.
وقد تُطلق في شأن الإنسان فتشمل التّناصر في مذهب كلّ الحياة، يحزب النّاس ويربطون كلّ أمورهم. وقريباً من ذلك ينشأ التَّحزُّب السّياسي مدافعة في صراعات الحياة العامّة (حزب الله) و(حزب الشيطان):
﴿استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله اولئك حزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون ان الذين يحادون الله ورسوله اولئك في الأذلين كتب الله لأغلبن أنا ورسلي ان الله قوي عزيز لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله ألا ان حزب الله هم المفلحون﴾ المجادلة:19-22.
ومن ذلك أحزاب التّحالف الحربي ﴿يحسبون الاحزاب لم يذهبوا وان يأت الاحزاب يودوا لو انهم بادون في الأعراب يسألون عن انبائكم ولو كانوا فيكم ما قاتلوا الا قليلاً لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ولما رءا المؤمنون الاحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم الا ايماناً وتسليماً﴾ الأحزاب:20-22.
لكنَّ المصطلح السّياسي العربي الحديث طبعته التّرجمة من اللّغة الأوروبيّة بقصر كلمة (الحزب) على الرِّباط السِّياسي المنظَّم، وذلك من كلمة (Party) جزءاً من المجتمع السّياسي.
أمّا سائر إشارات القرآن فهي فِرَقٌ وطوائف وما بينها في العلاقات السّياسيّة من تحالف أو صراع، وفي عبارات القرآن بشأن علاقاتها كلمات: المودّة والموالاة أو الخصومة والمدافعة.
قِوى المجتمع
وقوى المجتمع التي تعمل في السّياسة، منها ما لا يتوثَّق بنظام مصوَّب نحو مقاصد السّياسة أساساً، بل تتعاون على شأنها الخاصّ وتعمل في السّياسة، ومنها بعد العهود الأولى طبقة (العلماء). وذلك مصطلح تاريخي نشأ وصفاً لِمَن يتَّخذون النّسبة للعلم الدِّيني التّراثي النَّقلي مهنة حياة، وليست بالضّرورة اليوم موافقة لمعناها في القرآن ممَّن يحملون العلم بحقّ مرويات الدّين، أو معقولات الطّبائع والوقائع لما خلق الله.
وكلّ هؤلاء بالطّبع خبراء لرأيهم وزن في السياسة، يؤثِّر على الولاة وعلى جمهور الرأي العامّ.
ومن القوى السّياسيّة (النّقابات) التي تمثّل في أصل المصطلح الصّفوات الكريمة ذات المناقب، ومن قوى المجتمع (جماعات الضّغط السياسي)، وهي تجمّعات تتناصر بقوّتها في المجتمع وتصوِّب حملتها للتّأثير على وجهة السّياسة العامّة في سبيل قضيّة أو تيّار أو مذهب عام.