تاريخ
..ما كنتُ لآتي لهم سروراً!
كان عبد الله بن الزُّبير في أيّام إمارته يخطب ولا يصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، فقِيل له في ذلك، فقال: إنّ له أُهَيل سوءٍ، إذا ذكرتُه اشرأَبُّوا وشَمخوا بأنوفهم.
وروى إبن أبي الحديد: لمّا كاشف ابن الزُّبير بني هاشم وأَظهَر بُغْضَهم ولم يذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله في خطبتِه، لا يوم الجمعة ولا غيرها، عاتَبه على ذلك قوم من خاصَّتة، وتشاءموا بذلك منه، وخافوا عاقبته. فقال: رأيتُ بني هاشم إذا سمعوا ذِكرَهُ اشرأبُّوا وأحمرَّت ألوانُهم وطالت رقابُهم، واللهِ ما كنتُ لآتي لهم سروراً وأنا أقدرُ عليه، والله لقد هَمَمْتُ أن أحظرَ لهم حظيرةً ثمَّ أُضرمها عليهم ناراً! فإنّي لا أقتل منهم إلَّا آثماً كفّاراً سحّاراً، لا أنماهُم الله، ولا بارك عليهم، بيت سوء، لا أوَّل لهم ولا آخر.
فقام إليه محمَّد بن سعد بن أبي وقّاص، فقال: وفَّقك الله يا أمير المؤمنين! أنا أوَّل مَنْ أعانَكَ في أمرهم، فقام عبد الله بن صفوان بن أميّة الجمحي، فقال: والله ما قُلتَ صواباً، ولا هَمَمْتَ بِرُشْدٍ، أَرَهْط رسولِ الله صلّى الله عليه وآله تُعيب، وإيّاهم تَقتل، والعرب حولك! والله لو قتلتَ عدَّتهم أهلَ بيتٍ من التُّرك مسلمين ما سوَّغه اللهُ لك، والله لو لم ينصرهم النّاسُ منك لَنَصَرَهُم الله بِنَصره. فقال: اجلس أبا صفوان، فلستَ بناموس [حاذق].
(مصادر - باختصار)
بلدان
مدينة قُمّ
قُمّ -بالضَّمّ وتشديد الميم- مدينة مُستحدَثة إسلاميّة كما يقول الحموي في (معجم البلدان)، وأوّل من مَصَّرها طلحة بن الأحوص الأشعري.
قال بعض المؤرّخين إنّ بدء تمصير قُمّ كان في أيّام الحجّاج بن يوسف سنة 83 للهجرة، وأنّ بني سعد بن مالك بن عامر الأشعري تركوا جيش عبد الرَّحمن بن محمّد بن الأشعث بن قيس لمّا خرج على الحجّاج ثمّ انهزم وعاد إلى كابل، فوقع بنو سعد بن مالك إلى ناحية قُمّ وافتتحوها واستوطنوها، ثمَّ اجتمع إليهم بنو عمّهم.
وقد ورد عن رسول الله وأئمّة أهل البيت عليهم السلام روايات في مَدْح مدينة قُمّ، فقد رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قوله لأمير المؤمنين عليه السلام إنّ الله تعالى عرض ولايته على السماوات والأرضين والبلدان، والتي سبقت غيرها إلى الإقرار بولايته عليه السلام خصّها بفضيلة، إلى أن قال صلّى الله عليه وآله: «..ثمّ سبقَ إليها قُم، فزيّنَها بالعربِ وفتحَ إليه باباً من أبواب الجنّة».
* وعن الإمام الصادق عليه السلام: «..ثمّ يظهرُ العلمُ ببلدةٍ يُقال لها قم، وتصير معدناً للعلم والفضل حتّى لا يبقى في الأرض مستضعَفٌ في الدِّين، حتّى المخدَّرات في الحِجال، وذلك عند قربِ ظهور قائمِنا..».
* وعنه عليه السلام: «إذا أصابتكم بليّة وعَناء فعليكم بقُمّ..».
* وعنه عليه السلام: «..وإنّ لنا حَرَماً وهو بلدة قُمّ، وستُدفن فيها امرأةٌ من أولادي تُدعى فاطمة، فمَن زارها وَجَبَت له الجنّة». (مصادر)