تبرز آثار الجهاد الأكبر، على مسار الجهاد الأصغر، في المنعطفات، وعند الشدائد. يتساقط من لم يصلب بالجهاد الأكبر عوده، وتمضي قوافل المجاهدين المنطلقة من وعي المبدأ والمعاد، في رحلتها المحببة إلى اللقاء، الوصال، الذي تستسهل في سبيله الصعب، وتستلين من أجله ما استوعره المترفون.
تبرز آثار الجهاد الأكبر، على مسار الجهاد الأصغر، في المنعطفات، وعند الشدائد.
يتساقط من لم يصلب بالجهاد الأكبر عوده، وتمضي قوافل المجاهدين المنطلقة من وعي المبدأ والمعاد، في رحلتها المحببة إلى اللقاء، الوصال، الذي تستسهل في سبيله الصعب، وتستلين من أجله ما استوعره المترفون.
قد يحصل هذا الفرز على أبواب معركة حامية الوطيس، أو في خضَمِّها، حيث يتعالى قصف الحمم كقصف الرعود، وتشتعل الأرض ناراً، وضراماً، فتنخلع الأفئدة الهلوع الخاوية، وتبلغ الحناجر، أو تتجاوزها.
وتشرق أرض القلوب المطمئنة بنور ربها، فإذا سنا النور الإلهي، يُطفيء جهنم الوغى فتغرد أرضها محراباً تتردد في جنبات دنياه أصداء أقدس وِرد، لأقدس عابد عرف أن الولاية الإلهية المحمدية العلوية، تتلخص في التوأمة بين الجهادين، في صراط العبودية لنِعْمَ المولى، جلّت قدرته، وتقدّست آلاؤه، والنعم.
وقد يحصل هذا الفرز في الساحات السياسية، على أبواب ساحات الجهاد، كما يحصل في هذه الأيام.
شكّل الدويّ الهائل من جرّاء سقوط عرفات ومنظمته، وكل الأنظمة العربية التي أعلنت موافقتها على الإعتراف بالغدّة السرطانية مقابل سراب، - شكّل هذا الدويّ الناتج عن سقوط هؤلاء- ما يشبه القصف الذي تشهده أشرس ساحات المعارك وأشدها ضراوة.
وستبرز هنا آثار الجهاد الأكبر.
الذين انطلقوا في ساحات مقارعة الشيطان الأكبر، وغدّته السرطانية، من مواقع الجهاد الأكبر، وتعميق الصلة بالله تعالى، وحدهم هم الذين سيتعاملون مع كل هذا الدويّ الهائل على أساس أنه فقاعة لا تعنيهم، وستظل مهما تعاظمت أعجز من أن تدخل الرعب إلى قلوبهم.
أما الذين انطلقوا في مواجهة العدو الأمريكي والصهيوني من منطلقات أخرى، فسيصابون بالإحباط وسيتصورون أن هذا هو آخر المطاف.
أيها العزيز، يتلخص كل ما حدث، في أنه تأكيد لنظرتك التي طالما عبّرت عنها، ورؤيتك التي طالما عقدت عليها القلب، كم قلت، وقال المجاهدون مثلك إن عرفات وأضرابه عملاء لا يحملون هَمَّ تحرير القدس.
كم ردّدت قول الله تعالى:
* فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد،. فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً* الإسراء 5
لا يحمل همّ تحرير فلسطين العزيزة والقدس الأعز، إلا عباد الله الذين نسبهم سبحانه إليه بل هم خاصة أوليائه عز وجل.
رغم فداحة الخسارة، فإن علينا أن نرى في ما حصل خيراً كثيراً، لنردد مع الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) "الخير في ما وقع"،
إن انكشاف زيف هؤلاء يزيح من طريق المجاهدين عقبات، ويفتح الساحة على تداعيات كبيرة لصالح المجاهدين الحقيقيين.
فلنكن أيها الأعزّاء بمستوى المرحلة، ولنعمِّقْ صلتنا بالله تعالى من خلال المحافظة على استمرار خط المراقبة للنفس والمحاسبة والحرص على الصلاة الحقيقية وتعزيز الخشوع والقرب والتواضع والعبودية، متفائلين بالمستقبل، واثقين بوعد الله تعالى ونصره المؤزر.
مهما ادلهمّ الأفق وغطت سحب التخاذل الأجواء، فلنردد مع سيدتنا زينب عليها السلام: " ما رأيت إلا جميلا"ً.
* ولينصرنّ الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز* الحج 40
والحمد لله رب العالمين.