أيّها العزيز

أيّها العزيز

منذ أسبوع

التّبعيّة الثّقافيّة، ذلٌّ واستعباد


التّبعيّة الثّقافيّة، ذلٌّ واستعباد

مِن جملة المؤامرات جَعْل الدُّول المنكوبة بالإستعمار تعيش الغربة عن هويَّتها لتصبح مُنبهِرة بالغرب والشَّرق.
وقد عملوا -وما يزالون- على تسويقها بين الشّعوب بالمدح والثّناء. وعلى سبيل المثال: إذا كان في كتابٍ مّا أو مقالةٍ أو خطابةٍ عدّة مفرداتٍ أجنبيّة، فإنّهم يتقبّلونه بإعجابٍ دون التّحقيق في محتواه، ويعتبرون الكاتب أو الخطيب عالِماً ومثقّفاً.
وإذا لاحظنا من المهد إلى اللّحد، فكلُّ ما نراه إذا كان قد سمِّي بمفردة غربيّة أو شرقيّة فهو مرغوبٌ ويحظى بالإهتمام ويُعتبَر من مظاهر التّمدّن.
أما إذا سمِّي بإسمٍ محلّي ممّا نسمّي نحن فهو مرفوضٌ وقديمٌ ومتخلِّف.
أطفالنا إذا كانت أسماؤهم غربيّة فهم فخورون، وإذا كانت محلّيّة فهم خجلون ومتخلِّفون. الشّوارع، الأزقّة، المحلّات، الشّركات، الصّيدليّات، المكتبات العامّة، الأقمشة وسائر الأمتعة، كلّ ما يُنتَج في الدّاخل فلا بدَّ من اختيار إسمٍ أجنبيٍّ له ليُقبِل النّاس عليه ويَرضوا به.
التّفرنُج من الرّأس إلى القدم، وفي كلّ شيء؛ من الجلوس والقيام وجميع مظاهر العلاقات الإجتماعيّة وجميع شؤون الحياة سببٌ للإفتخار والإعتزاز والتّمدُّن والرُّقيّ.
وفي مقابل ذلك، الآداب والتّقاليد المحلّيّة رجعيّة وتخلُّف.
عند الإبتلاء بمرض ولو كان جزئيّاً يمكن علاجه في الدّاخل، يجب الذّهاب إلى الخارج وإشعار أطبّائنا باليأس.
الذّهاب إلى إنكلترا وفرنسا وأمريكا وموسكو افتخارٌ قيّم. والذّهاب إلى الحجّ وسائر الأماكن المباركة رجعيّةٌ وتخلُّف.
عدم احترام ما يَرتبط بالدِّين والمعنويّات من علائم التّجدُّد والتّمدُّن، وفي المقابل الإلتزام بهذه الأمور علامة التّخلُّف والرّجعيّة.
لا أقول إنّنا نمتلك كلّ شيء؛ فمِن الواضح أنّهم حَرَمونا طول التّاريخ غير البعيد كثيراً، وخصوصاً في القرون الأخيرة، من أيِّ تقدُّم.
ورجال الحُكم الخَوَنة، خصوصاً أسرة «بهلوي»، ومراكز الدّعاية ضدّ منجزاتنا، والإحساس بالضّعف أو عقدة النّقص، كلّ ذلك حَرَمنا من أيّة فعاليّة في سبيل التّقدُّم.
إستيراد البضائع من جميع الأنواع، وإلهاء النّساء والرِّجال خصوصاً طبقة الشّباب، بأقسام البضائع المستوردة من قبيل أدوات التّجميل والزِّينة والكماليّات والألعاب الصّبيانيّة، وجرُّ الأُسَر إلى التّنافس في الرّوح الإستهلاكيّة التي تبذل الجهود الكبيرة لتنميتها -ولهذا الأمر بالذّات قصصٌ مُخزية- وإلْهاء الشّباب وجرّهم إلى الفساد -وهم القوّة الفاعلة-، عبر توفير مراكز الفحشاء ودُور البِغاء وعشراتٍ من هذه المصائب المدروسة بهدف إبقاء الدّول متخلِّفة.






















اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ أسبوع

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ أسبوع

إصدارات عربية

نفحات