مرابطة

مرابطة

منذ 5 أيام

«لبَّيك يا رسولَ الله»

«لبَّيك يا رسولَ الله»
السيّد نصرالله يرسم استراتيجيّة المواجهة العالميّة

في السادس عشر من أيلول الفائت ألقى سماحة الأمين العام لحزب ‌الله السيّد حسن نصر الله حفظه الله، خطاباً متلفزاً خصَّصه لشرح الأهداف الكامنة وراء نشر مقاطع من الفيلم الأميركي المُسيء «براءة المسلمين»، وتحديد سُبل مواجهة هذه الإساءة المستجدّة على أقدس مقدّسات المسلمين، بما يحول دون تكرارها، كما وجَّه سماحتُه دعوةً إلى المشاركة في سلسلة مسيراتٍ احتجاجيّة نظّمها حزبُ الله تحت عنوان «الولاء للرّسول صلّى الله عليه وآله» كانت أولاها في السابع عشر من أيلول في ضاحية بيروت الجنوبيّة.
وفي هذا الخطاب تحديدٌ للخلفيّات التاريخية والثّقافية التي ينبني عليها مثل هذا النوع من التّشويه للنّبيّ ‌الأعظم صلّى الله عليه وآله، وإيضاحٌ بيّنٌ للإستراتيجيات الهادية للمواجهة.
على أنّ الأهمّية الإستثنائية التي ينطوي عليها مضمون الخطاب، تكمن في آثاره وتداعياته الثّقافية، والفكرية، والسياسيّة‌ على ‌مستوى‌ العالم الإسلامي، وبقيّة عواصم ‌العالم.
في هذا المجال، وجدنا في «شعائر» تلخيصَ هذه الآثار والتداعيات بالنقاط التالية:
أوّلاً: إنّه يقدّم استراتيجية متكاملة لمواجهة حدَث كبير بحجم التعرّض لنبيّ الإسلام صلّى الله عليه وآله.
ثانياً: إنتظامُ حركة العالم الإسلامي في الشارع، وعلى مستوى النُّخب، وحتّى الحكومات، على منظومة المبادىء التي حدّدها الخطاب.
ثالثاً: تحرّكُ عددٍ من الدّول والحكومات في العالم لمنع نشر الفيلم المسيء في وسائل الإعلام، وخصوصاً على الإنترنت.
رابعاً: شكّل الخطاب نقطة لقاءٍ لوحدة المسلمين، من خلال توجيه مؤشّر الصّراع نحو عدوّهم الأساس «إسرائيل»، والصّهيونية العالمية، وأميركا وحلفاءها من الحكومات الغربيّة.
خامساً: أسّس الخطاب لمقدّمات حقيقية لشِرعة حقوق إنسانٍ مستأنفَة، تتعلّق هذه المرّة بحقّ حماية المعتقدات التي يقدّسها مئات الملايين في المجتمعات الإنسانية المعاصرة.
في ما يلي، تُعيد «شعائر» نشرَ أبرز الفقرات الواردة في الخطاب، والتي تُشكّل أركان استراتيجية المواجهة المُشار إليها، مع الإشارة إلى أنّ الفقرات المقتطفة مختصرَة من كلام سماحته، من دون تصرُّف في العبارات.
«شعائر»

أوّلاً: هذا حدثٌ خطير جدّاً في مسار الحرب على الإسلام والرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله والإساءة إليهما. ما حصل هو أخطر من حادثة إحراق المسجد الأقصى عام 1969. الأمّة التي تسكت عن إساءةٍ بهذا المستوى لنبيّها هي تُعطي رسالة خاطئة «للإسرائيليين»، أنّ بإمكانكم أن تهدموا المسجد الأقصى، لأنّكم أمام أمّة نائمة وعاجزة عن فعل أيّ شيء.
ثانياً: في مواجهة أيّ عدوان، عادةً يتمّ العمل على خطّين:
الخطّ الأوّل: معرفة الأهداف من العدوان، والعمل على تعطيلها.
الخطّ الثاني: العمل على منع تكرار هذا العدوان في المستقبل.

الخطّ الأوّل
معرفة الأهداف من العدوان، والعمل على تعطيلها: أحد الأهداف الخطيرة، هو إيقاع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين. في مواجهة هذا الحدث الجديد، إنصبّ غضب الشعوب العربيّة والإسلاميّة على سياسات الولايات المتحدة الأميركية و«إسرائيل»، ولم يذهب الغضب باتّجاه المسيحيين. يجب تأكيد هذا الوعي لدى المسلمين ولدى المسيحيين.
لقد تمّ إنتاج هذا الفيلم المُسيء في الولايات المتّحدة الأمريكية. والعالم الإسلامي الذي أُسِيء إلى أعظم ما لديه يطالب الحكومة الأمريكية:
1- بوقف نشر المشاهد المنسوبة لهذا الفيلم المُسيء، ولكنّ الحكومة الأمريكية لا تفعل شيئاً.
2- منع نشر الفيلم كاملاً لاحقاً.
3- محاسبة، ومحاكمة، ومعاقبة الذين اعتدوا على كرامة مليار وأربعة مئة مليون إنسان، لكنّ الإدارة الأمريكية تقول لنا إنّها لن تفعل شيئاً. تقدّم أمريكا شاهداً جديداً وإضافياً على نفاقها، وعلى خداعها، وعلى ازدواجية المعايير لديها في التّعاطي مع القضايا التي تعني أُمَماً بكاملها، ولدينا الكثير من الشّواهد على محاكمة، ومحاسبة، ومعاقبة شخصيّات وجمعيّات ودول بسبب الإتّجاه الفكري، أو بسبب ما يُعبّرون عنه من آرائهم فقط، لأنّهم مثلاً يأخذون موقفاً من الحركة الصّهيونية، أو يتحدّثون عن مجازر «إسرائيل» في فلسطين المحتلّة، إلى حدّ أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية تربط مساعداتها للكثير من الدول في العالم ليس بمستوى الأداء الرسميّ فقط، وإنّما أداء القطاع الخاصّ في هذه الدولة، حول مسألة معاداة السّامية. ألا يدخل هذا في حرّية التعبير عن الرأي؟
عام 2004، وقّع الرئيس الأميركي جورج بوش القانون المعروف باسم «قانون تعقّب معاداة الساميّة عالمياً». بعض الجهات لخّصت وقالت: إنّ هذا القانون يستهدف أيّ سلوك، أو تصريح، أو تلميح بالقول، أو الفعل، أو الصورة، أو الكاريكاتور، أو الرّسم، أو الكتابة، يمسّ اليهود، أو الصّهيونية، أو «إسرائيل» بشكل مباشر أو غير مباشر، باعتباره تمييزاً ضدّ اليهود، لا سيّما أنّه يساوي ما بين اليهود، و«إسرائيل»، والصّهيونية. وأكثر من ذلك، قاموا بوضع آليّات إجرائية، شكّلوا مكتباً خاصّاً في وزارة الخارجية الأمريكية، معنيّاً بمراقبة تنفيذ هذا القانون على مستوى أمريكا والعالم ككلّ، وعلى مستوى أداء الحكومات في العالم، وأيضاً الهيئات الخاصّة وغير الحكومية في العالم، على أن تُقدّم وزارة الخارجية الأمريكية سنويّاً تقريرها للإدارة الأمريكية، ولمجلس الشيوخ الإمريكي، وعلى ضوء هذا التقرير يتمّ اتّخاذ إجراءات وعقوبات بحقّ حكومات، ودول، ومؤسّسات وشخصيات. أليس كذلك؟ وهذا ليس على مستوى أمريكا فقط، وإنّما على مستوى العالم ككلّ. وهذا الأمر يُنفّذ ويُتابع منذ العام 2004 إلى اليوم.

الخطّ الثاني
العمل على خطّ منع العدوان في المستقبل: يجب أن نذهب باتّجاه إيصاد هذا الباب نهائيّاً. يمكن ذلك من خلال (عدّة أمور):
أوّلاً: العمل على إصدار قرار دوليّ في مختلف المؤسّسات الدولية، وأعلى المؤسّسات الدولية، يجرّم الإساءة إلى الأديان السماوية.
ثانياً: ألَيس الكونغرس الأميركي هو الذي أصدر «قانون تجريم معاداة الساميّة»؟ الكونغرس يستطيع أن يُصدر قانوناً مشابهاً، لتجريم الإساءة إلى أنبياء الله العظام. هي نفس الحيثيّة. نفس ما ذُكر من حيثيّات في معاداة الساميّة هو موجود هنا، لماذا هنا يتّم التّجريم، وهنا لا يتّم التّجريم؟
مَن يسمَّون أصدقاء أميركا في العالم الإسلامي والعربي، يستطيعون أن يضغطوا في هذا الاتّجاه أيضاً.
وكذلك الحال فيما يعني البرلمانات الأوروبّية، والبرلمان الأوروبّي. الآن في البرلمانات الأوروبّية تصدر قوانين مشابهة، من يُنكر المجزرة الفلانية يُجّرم، من ينكر المحرقة (الهولوكست) يجرّم.

آليّة المتابعة
في آلية المتابعة، الأمرُ يستحقّ دعوى طارئة لـ «منظّمة المؤتمر الإسلامي» على مستوى القمّة. هذا نبيّكم أيّها الحكّام، أيّها الملوك، أيّها الأمراء، أيّها الرؤساء، هذا نبيّكم، وهذا قرآنُكم، وهذا إسلامكم، وهذا دينُكم، وهذه أمّتكم التي تُهان كرامتُها اليوم. أضعفُ الإيمان، (فلْتنعقد) جلسة طارئة لوزراء خارجية دول «منظّمة التعاون الإسلامي»، ويُعمَل على مسودّة قرار، أو مسودة قانون، ونذهب جميعاً -دول العالم الاسلامي- إلى الأمم المتّحدة، وإلى أميركا، وإلى أوروبّا ونطالب بهذا القانون، أن يصبح قانوناً دوليّاً، وأن يصبح قانوناً أميركيّاً، وقانوناً أوروبّياً.
لبنان
لبنان يستطيع أن يلعب دوراً خاصّاً ومميّزاً، لأنّه بلد تعايش إسلامي - مسيحي. هذا الموضوع هو فوق الإنقسام السياسي والنّزاعات الداخلية. لبنان يستطيع أن يدعو إلى جلسة طارئة لـ «جامعة الدول العربية»، وأن يتقدّم بطلب لعقد قمّة إسلاميّة.
الحكومة اللبنانية يجب أن تتّخذ موقفاً حاسماً، البرلمان اللّبناني يجب أن يتّخذ موقفاً حاسماً.
على المستوى الشعبي، يجب أن تستمرّ المطالبة الشعبيّة.

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 8

ملحق شعائر 8

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  دوريات

دوريات

منذ 4 أيام

دوريات

نفحات