الرسالة الثانية
   إلى زوجة سماحة السيد أحمد
،
السيدة فاطمة الطباطبائي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"فاطمة التي طلبت مني رسالة عرفانيةً، طلبتْ من نملةٍ عرش سليمان، كأنها لم تسمع" ما عرفناك " ممن طلب منه جبريل نفحةً عرفانيةً". {1 }

أخيراً بعد الإصرار حملْتني على أن أكتب وبشكل ببغاويٍّ, عدة أسطر عمَّا قلبي غير مطلعٍ عليه, وأنا أجنبيّ عنه, وهذا في الوقت الذي رمى ضعف الشيخوخة ما كان في كنانتي – رغم أنه لم يكن شيئاً يذكر – في دائرة النسيان, وأضيفت إلى ذلك الإبتلاءات التي لا تُحكى ولا تُكتب, ويكفي أن أذكر تاريخ هذه الكتابة، ليُعلم في أي زمان بدأتُ  {الكتابة } حتى لا أرد طلبك: السبت 24 شعبان المعظم 1404 / 5 خرداد 1363, وليلاحظ القرّاء أوضاع العالم وإيران في هذا التاريخ.

من أين أبدأ, الأفضل أن يكون ذلك من الفطرة.

  {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله }

 هنا أكتفي بالفطرة الإنسانية، رغم أن هذه خاصية الخلقة  {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم }.

 "الكل يقولون: "نحن سميعون وبصيرون ومدركون إلا أننا معكم أيها الأجانب ساكتون".

 نحن أيضاً نلقي نظرةً على العرفان الفطري للناس، ونقول: بمقتضى الفطرة والخلقة، لا يمكن أن يتوجه الإنسان إلى غير الكمال المطلق، و{ لايمكن أن } يتعلق قلبه { إلا } به.

كل الأرواح والقلوب متوجهة إليه، ولا تبحث عن غيره، ولا يريدون أن تبحث, وتمدحه هو ولا تستطيع أن تمدح غيره.

 مدح كل شيء مدح له، رغم أن المادح - ما دام في الحجاب - يظن أنه يمدح غيره, وفي التحليل العقلي الذي هو أيضاً حجاب, الأمر كذلك أيضاً.

ذلك الذي يطلب الكمال كيفما كان {في كل مجال } يعشق الكمال المطلق، لا الكمال الناقص, كل كمال ناقص محكوم بالعدم،  والفطرة تنفر من العدم.

طالب العلم يطلب العلم المطلق، ويعشق العلم المطلق، وكذلك طالب القدرة، وطالب كل كمال.

الإنسان – فطرةً – عاشق الكمال المطلق, وما يريده في الكمال الناقص هو كماله، لا نقصه، لأن الفطرة منزجرةٌ منه، والحجب الظلمانية والنورانية هي التي توقع الإنسان في الخطأ.

الشعراء والمداحون يظنون أنهم يمدحون الأمير الفلاني، أو المقتدر الفلاني، أو الفقيه الفلاني.

 إنهم يمدحون القدرة والعلم لا بشكلهما المحدود، حتى إذا ظننَّا المحدودية، وهذه الفطرة لا يمكن تبديلها وتغييرها.

 {لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيّم}.

 وما دام الإنسان في حجاب نفسه، ومشغولاً بنفسه، ولم يخرق الحجب - حتى الحجب النورانية - ففطرته محجوبة، والخروج من هذا المنزل يحتاج – بالإضافة إلى المجاهدات – إلى هداية الحق تعالى.

 نقرأ في المناجاة الشعبانية المباركة:
 "إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك وأنِرْ أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقةً بعزّ قدسك, إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سراً
{3} ...".
 

 كمال الإنقطاع هذا، هو الخروج من منزل النفس والنفساني، وكل شيء، وكل شخص، والإلتحاقُ به والإنقطاع عن الغير، وهو هبة إلهية إلى الأولياء الخلّص بعد الصعق الحاصل من الجلال الذي يقع إثر اللحظ { ولاحظته } إلخ..

وما لم تُنوَّر أبصار القلوب بضياء نظرته، لا تُخرق حجب النور، وما دامت هذه الحجب باقية فلا سبيل إلى معدن العظمة، ولا تحصل الأرواح على التعلق بعز القدس، ولا تحصل مرتبة التدلّي "ثم دنا فتدلى" وأدنى من ذلك الفناء المطلق، والوصول المطلق.

"أيها الصوفي، يجب الحصول على الصفاء من طريق العشق.
" العهد الذي عاهدته يجب الوفاء به "..
ما لم يتحقق لك وصال المحبوب فيجب أن تفني نفسك في الطريق إليه".
 {4 }
لا تتحقق النجوى السرية للحق مع عبده الخاص، إلا بعد الصعق واندكاك جبل الوجود
 {5 }.
 رزقنا الله وإياك.

* إبنتي:
الإنشغال بالعلوم حتى العرفان والتوحيد، إذا كان لاكتناز الإصطلاحات – وهو كذلك – ولأجل هذه العلوم، لا يقرب السالك من الهدف بل يبعده عنه {العلم هو الحجاب الأكبر }.

وإذا كان البحث عن الحق والعشق له هو الهدف – وهو نادرٌ جداً – فذلك مصباح الطريق ونور الهداية.

  {العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده }  {6 }

 وللوصول إلى يسير منه يلزم التهذيب، والتطهير، والتزكية، تهذيب النفس، وتطهير القلب من غيره, فضلاً عن التهذيب من الأخلاق الذميمة، التي يحتاج الخلاص منها إلى كثيرٍ من المجاهدة، وفضلاً عن تهذيب العمل مما هو خلاف رضاه جل وعلا, والمواظبةُ على الأعمال الصالحة, من قبيل الواجبات التي هي في الطليعة, والمستحبات بقدر الميسور، وبالقدر الذي لا يوقع الإنسان في العُجب والأنانية.

* إبنتي:
العجب والغرور نتيجتان لغاية الجهل بحقارة النفس، وعظمة الخالق.

 إذا فكر  {الإنسان } قليلاً في عظمة الخلقة بالمقدار الذي وصل البشر – رغم كل هذا التقدم العلمي – إلى شيءٍ يسير منه, يدرك حقارة نفسه، وكلِّ المنظومات الشمسية والمجرات, ويفهم قليلاً من عظمة خالقها، ويخجل من عُجبه، وأنانيته، وغروره، ويشعر بالجهل.

في قصة حضرة سليمان نبي الله عليه السلام، نقرأ عندما يمر بوادي النمل:  {قالت نملةٌ يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون}.

النملة تصف سليمان النبي مع مرافقيه بعنوان {لا يشعرون }.
 والهدهد يقول له: {أحطتُ بما لم تحط به}.

 وعميُ القلوب لا يستطيعون تحمل نطق النملة، والطير، فضلاً عن نطق ذرات الوجود، وما في السماوات والأرض، التي يقول خالقها: { إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم }.

الإنسان الذي يرى نفسه محور الوجود – رغم أن الإنسان الكامل كذلك – غير معلوم أنه كذلك في نظر سائر الموجودات.

 والبشر الذين لم يبلغوا الرشد ليسوا كذلك   {مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار}.

 هذا مرتبط بالرشد العلمي باستثناء التهذيب، وقد جاء في وصفه  { كالأنعام بل هم أضلّ }.

* إبنتي:
بُعث الأنبياء ليعطوا البشر الرشد المعنوي، ويخلّصوهم من الحجب, وللأسف أن الشيطان أقسم وبواسطة أذنابه، أن لا يدع أهدافهم تتحقق   { فبعزتك لأغوينّهم أجمعين }.

نحن جميعاً نيام ومبتلون بالحجب   {الناس نيام وإذا ماتوا انتبهوا  {7 } }.
 كأن جهنم محيطة بنا, وخدر الطبيعة مانعٌ من الشهود والإحساس }{ إن جهنم لمحيطة بالكافرين}.
 وللكفر مراتب كثيرة: رؤية النفس، ورؤية العالم، والنظر إلى غيره {تعالى } من مراتب ذلك.

أول سورة من القرآن, إذا تدبرناها ونظرنا إليها بعينٍ غير هذه العين الحيوانية، ووصلنا إليها بعيداً عن الحجب الظلمانية والنورانية، تتدفق ينابيع المعارف إلى القلب, ولكن للأسف إننا غافلون حتى عن افتتاحها  {ومن اطلع وخرج من الغفلة لم يصلنا خبره }.  {8 }

أنا القائل الغافل وغير العامل، أقول لإبنتي: تدبري القرآن الكريم هذا المنبع للفيض الإلهي، ورغم أن صرف قراءته باعتباره رسالة المحبوب إلى السامع المحجوب له آثار محببة, لكن التدبر فيه يهدي الإنسان إلى المقامات الأعلى والأسمى:

 {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها }.

 وما لم تُفتح هذه الأقفال والأغلال وتتحطم، لا يحصل من التدبر ما هو نتيجته.

 يقول الله المتعال بعد قسمٍ عظيم:  { إنه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمسّه إلا المطهرون }.

 وطليعة أولئك هم الذين نزلت فيهم آية التطهير.

 أنتِ أيضاً لا تيأسي، لأن اليأس من الأقفال الكبرى, اسعي قدر الميسور في رفع الحجب، وكسر الأقفال، للوصول إلى الماء الزلال ومنبع النور.

ما دام الشباب في يدكِ فجدّي في العمل، وفي تهذيب القلب، وكسر الأقفال، ورفع الحجب، فإن ألف شاب هم أقرب إلى أفق الملكوت يوفقون، ولا يوفق هرم واحد.

القيود والأغلال والأقفال الشيطانية، إذا غُفل عنها في {مرحلة } الشباب،  تضرب جذورها في كل يوم يمضي من العمر، وتصبح أقوى.

 "الشجرة التي هي الآن تُقتلع من جذورها بقوة شخص، تصبح بمرور الزمان عصية لا يمكن اقتلاعها". { 9 }

من مكائد الشيطان الكبرى، والنفس الأخطر منه، أنهما يعدان الإنسان بالإصلاح في آخر {أمره } وزمانِ الشيخوخة، ويؤخران التهذيب والتوبة إلى الله، إلى الزمان الذي تصبح فيه شجرة الفساد، شجرة الزقوم قوية، والإرادة والقوة على التهذيب ضعيفتين، بل ميتتين.

لا نبتعد عن القرآن, في هذه المخاطبة بين الحبيب والمحبوب، والمناجاة بين العاشق والمعشوق، أسرار لا سبيل لأحد إليها غيره هو وحبيبه، ولا إمكان أيضاً للحصول على هذا السبيل.

لعل الحروف المقطعة في بعض السور مثل "ص" من هذا القبيل.

 وكثير من الآيات الكريمة التي لكل من أهل الظاهر، والفلسفة، والعرفان، والتصوف، تفسيره أو تأويله الخاص لها, أيضاً من هذا القبيل, رغم أن لكل طائفة بمقدار قابليتها حظاً أو خيالاً, وتصل إلى الآخرين نفحةٌ من هذه الأسرار بوسيلة أهل بيت الوحي الذين جرت عليهم {الأسرار} من منبع الوحي الفوار، وتصل منهم إلى الآخرين، كلٍّ بمقدار قابليته.

 وكأن أكثر المناجاة والأدعية خصّصت لهذا الأمر.

ما نجده في أدعية المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم ومناجاتهم, قليلاً ما نجده في الأخبار التي هي في الأكثر بلسان العرف والعموم, ولكنّ لسان القرآن لسانٌ آخر, لسان يرى كل عالمٍ ومفسرٍ أنه يعرفه, ولكنه لا يعرفه.

القرآن الكريم من الكتب التي لم يسبقه إلى معارفه سابق.

وتصوّر كثير من معارفه، أصعب من تصديقها.

كثيراً ما يمكن إثبات مطلب فلسفي بالبرهان الفلسفي، والرؤية العرفانية، ولكن مع العجز عن تصوّره.

تصوّر ربط الحادث بالقديم الذي عبّر تعالى عنه في القرآن الكريم بتعبيرات مختلفة.
 وكيفية معية الحق مع الخلق التي يقول البعض إنهها المعية
 {10 } القيومية التي  {يعتبر} تصوّرها حتى لأولئك القائلين {بها} من المعضلات.
 وظهورُ الحق في الخلق، وحضورُ الخلقة {الخليقة} لدى الحق.
 وأقربيتُه جل وعلا إلى المخلوق من حبل الوريد.
 ومفادُ {الله نور السماوات والأرض }.
و { هو الأول والآخر والظاهر والباطن }.
{ما يكون من نجوى ثلاثة } إلخ.
 و{ إياك نعبد وإياك نستعين }.

 وأمثال هذه، مما أظن أنه لم يتحقق تصوره لغير المخاطب، { وتحقق } بتعليمه, لقرباه, الذين كانوا أهلاً لمثل هذه المسائل, والوصولُ إلى كوّة منه، تلزمه المجاهدة المشفوعة بالتهذيب. 

"المؤسف أن عمر هذا المكسور القلم مضى، وليس من نتيجة لقيل المدرسة وقالها، إلا الكلام المحزن، بعد كل ذلك التوثب"  {11 } واليوم لا أثر للشباب الذي هو ربيع الحصول { والعثور }.
 ولا أرى إلا منسوجات السابق، التي ليست إلا حفنة من الألفاظ.

 أوصيك أنت وجميع الشباب الطالبين للمعرفة، أنكم وجميع الموجودات جلوته هو وظهوره هو.
 اسعوا وجاهدوا لتعثروا على بارقةٍ من ذلك، وتذوبوا فيه فتصلوا من العدم إلى الوجود المطلق.

عندما أصبح عدماً كانعدام "الأورغ" سيردد وجودي لحن  {إنا لله وإنا إليه راجعون }.  {12 }

* إبنتي:
الدنيا وكل ما فيها جهنم، ويظهر باطنها في آخر المطاف, وما وراء الدنيا إلى آخر المراتب، الجنة، ويظهر باطنه في آخر المطاف، وعند الخروج من خدر الطبيعة.

ونحن وأنتم والجميع، نسير إما نحو مقر جهنم، أو نحو الجنة والملأ الأعلى.

في الحديث أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، كان جالساً يوماً في جمع من الصحابة، فسمعوا فجأةً صوتاً مهيباً, سألوه, ما هذا الصوت؟ فقال: "حجرٌ ألقي من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها".  {13 }

قال أهل القلب, في ذلك الوقت، سمعنا أن رجلاً كافراً عمِّر سبعين سنة، مات الآن ووصل إلى جهنم.
 نحن جميعاً في الصراط, والصراط يمرّ على متن جهنم".
{14 }
 ويظهر باطنه في ذلك العالم, وهنا  {في الدنيا} لكل إنسان صراطه الخاص به, وهو يسير { في حال السير} إما  {في } الصراط المستقيم الذي ينتهي إلى الجنة وأعلى، أو{ في } الصراطِ المنحرف شمالاً، أو المنحرف يميناً، وكلاهما ينتهيان إلى جهنم.

 ونحن نسأل الله المنان الصراط المستقيم  {اهدنا الصراط المستقيم, صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم } الذي هو انحراف من جهة { ولا الضالين }  {الذي هو انحراف من الجهة الأخرى } وتُشاهد هذه الحقائق في الحشر عياناً.

صراط جهنم الذي وردت الروايات في وصفه من حيث الدقة والحدة والظلمة  {15 } هو باطن الصراط المستقيم في هذا العالم.

 كم هو طريق دقيق ومظلم, وكم هو صعبٌ العبور منه لأمثالنا نحن العاجزين.

أولئك الذين اجتازوه دون أي انحراف، يقولون "جزنا وهي خامدة"  {16 } وكل شخص ينعكس  {يظهر} هناك سيره في هذا الصراط، بمقدار ما سار فيه.

ضعي الغرور والآمال الشيطانية الكاذبة جانباً, وجدّي في العمل وتهذيب نفسكِ وتربيتها، فإن الرحيل قريب جداً, وكل يوم يمر وأنت غافلة, يجعلك متأخرة.
لا تقولي أيضاً ولماذا أنت لست مستعداً,  { انظر إلى ما قال لا إلى من قال
} {17 }.

مهما كنت أنا فأنا لنفسي.
 والجميع أيضاً كذلك.
 جهنم كل شخص وجنّنته نتيجة أعماله.
 نحصد الشيء الذي زرعناه.
 فطرة الإنسان وخلقته {مبنيتان} على الإستقامة والحسن.
 حب الخير فطرة الإنسان.
 نحن أنفسنا نحرف هذه الفطرة، ونحن أنفسنا ننشر الحجب، ونلبس أنفسنا هذه الشِباك " هؤلاء العاشقون الذين هم في الصراط كلهم يبحثون عن معين الحياة "
يطلبون الحق ولا يعرفونه, يطلبون الماء جميعاً، وهم في الفرات
{18 }".

الليلة الماضية سألتِ عن أسماء الكتب العرفانية, ابنتي، اهتمي برفع الحجب لا جمع الكتب.
{قولي لي} إذا نقلت الكتب العرفانية والفلسفية من السوق إلى المنزل، من مكان إلى مكان، أو جعلتِ نفسك مخزناً للألفاظ والإصطلاحات, وعرضت في المجالس والمحافل ما في جرابك، وخدعت الحضار بمعلوماتك، وزدتِ ثقل حملك بخداع الشيطان والنفس الأمارة الأخبث من الشيطان، وأصبحت بلعبة إبليس زينة المجالس وقصَدكِ – لا سمح الله – غرور العلم والعرفان، وسيقصد, فهل بهذه المحمولات الكثيرة زدت الحجب أم خففتها.

أورد الله عز وجل لإيقاظ العلماء الآية الشريفة:

{مثل الذين حمّلوا التوراة } ليعلموا أن اختزان العلوم – حتى إذا كان علم الشرائع والتوحيد – لا يخفف الحجب بل يزيدها، وينقل  {صاحبه} من الحجب الصغار إلى الحجب الكبار.

لا أقول اهربي من العلم والعرفان والفلسفة، واقضي عمركِ بالجهل، فإن هذا انحراف.
 أقول: اسعي وجاهدي كي يكون الدافع إلهياً، ومن أجل المحبوب, وإذا عرضتِ  {شيئاً من العلم } فليكن لله ولتربية عباده، لا للرياء والتظاهر فتصبحي – لا سمح الله – من علماء السوء الذين يتأذى أهل النار برائحتهم.
 {19 }

أولئك الذين وجدوه وعشقوه ليس لهم دافع سواه, وبهذا الدافع أصبحت كل أعمالهم إلهية, الحرب, والصلح, والضرب بالسيف, والكرّ,.. وكل ما تتصورين, {ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين  {20 } } لولا الدافع الإلهي لما كانت تعادل فلساً، حتى إذا كانت سبباً لفتح كبير.
 لا يظن أن مقام الأولياء خصوصاً ولي الله الأعظم عليه وعلى أولاده الصلوات والسلام، ينتهي هنا.

القلم لا جرأة له على المضي، والبيان لا طاقة له ليشرح, وماذا نقول للمحجوبين، نحن المحجوبين, وماذا نعلم نحن لنقول...
 ما هو موجود ليس مما يُحكى وهو أعلى من أفق وجودنا.

ولكن لا بأس, فإن ذكر الحبيب يؤثر في القلب والروح، حتى إذا لم يفهم من ذكره شيء كالعاشق الأمي الذي ينظر إلى كتابة رسالة المحبوب، فيأنس لأن هذه رسالة المحبوب, وكالفارسي المضطرب لعدم معرفته العربية ليقرأ القرآن الكريم، ويأنس به لأنه منه {تعالى} وتعتريه حالةٌ هي أفضل آلاف المرات من  {حالة} الأديب العالم، الذي شغل نفسه بإعراب القرآن، ومزاياه الأدبية، وبلاغته وفصاحته.
 وكالفيلسوف العارف الذي يفكر بمسائله العقلية والذوقية، ويغفل عن المحبوب، كمطالعة الكتب الفلسفية والعرفانية التي تنشغل بمستوى الكتاب ولا اهتمام لها بالقائل.

* إبنتي:
موضوع الفلسفة مطلق الوجود، من الحق تعالى إلى آخر مراتب الوجود، وموضوع علم العرفان، والعرفان العلمي، الوجود المطلق، أو فقولي: الحق تعالى، ولا بحث له في غير الحق وجلوته {مظهره}  الذي ليس غيره.

إذا بحث كتابٌ أو عارفٌ عن شيء غير الحق، فلا الكتاب عرفان، ولا القائل عارف.

وإذا نظر فيلسوف إلى الوجود بالشكل الذي هو عليه، وبحث ذلك، فنظره إلهي، وبحثه عرفاني، وكل هذه غير الذوق العرفاني الذي هو بعيد عن البحث وهو مهجور، فضلاً عن الشهود الوجداني، وبعده العدم في عين الغرق في الوجود  {إدفع السراج فقد طلعت الشمس}. {21 }

*إبنتي:
سمعت, كنت تقولين, أخشى أن أتأسف أيام الإمتحان لأني لم أعمل في أيام التعطيل, هذا التأسف وأمثاله – مهما كان – فهو سهل وسريع الزوال.

ذلك التأسف الدائم والأبدي, هو عندما تعودين إلى رشدك، وتدركين أن كل شيء ترينه ليس إلا هو، وأنّ تلك الأستار لا يمكن أن تزول, وتلك الحجب لا يمكن أن تُرفع.

يقول أمير المؤمنين في دعاء كميل: " فهبني يا إلهي وسيدي ومولاي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك".

أنا الأعمى القلب لم أستطع حتى الآن أن أقرأ بجدٍّ هذه الفقرة، وبعض الفقرات الأخرى في هذا الدعاء الشريف، بل أقرأها بلسان علي عليه السلام، ولا أعلم ما هو ذلك الذي الصبر عليه أشد من الصبر على عذاب الله في جهنم, ذلك العذاب الذي  {ناره } "تطلع على الأفئدة".

كأن "عذابك" هو "نار الله" التي تحرق الفؤاد.
 لعل هذا العذاب فوق عذاب جهنم.

نحن عمي القلوب لا نستطيع إدراك هذه المعاني التي هي فوق الفهم البشري، وتصديقها.

فاضربي الصفح, ولنضرب صفحاً,  { دعي هذا ولندعه } لأهله الذين هم قليلون جداً.

على كل حال، إنّ لكلٍّ من الكتب الفلسفية، خصوصاً كتب فلاسفة الإسلام، وكتب أهل الحال والعرفان أثراً.

الأول: أنها تعرّف الإنسان بما وراء الطبيعة، ولو من بعيد.

الثاني: إنّ بعضها خصوصاً – مثل "منازل السائرين" و "مصباح الشريعة"  {22} الذي يبدو أن عارفاً كتبه باسم الإمام الصادق عليه السلام بطريقة الرواية – تهيء القلوب للوصول إلى المحبوب.
 وأكثر شيء إثارةً للقلوب، مناجاة أئمة المسلمين وأدعيتهم.

إنهم قادة إلى المقصود، يرشدون ويأخذون بيد طالب الحق ويأخذونه إليهم.
للأسف, ومائة للأسف، أننا هجرناهم وابتعدنا عنهم فراسخ.

* إبنتي:
اسعي – إذا لم تكوني من أهله ولم تصبحي – أن لا تنكري مقامات العارفين والصالحين، ولا تعتبري أن معاندتهم من الواجبات الدينية.

كثير مما قالوه موجود في القرآن الكريم بشكل رمزي ومغلق, وقد ورد في أدعية أهل العصمة ومناجاتهم أكثر وضوحاً, ولأننا نحن الجاهلين محرومون منها  {المقامات} فإننا نبادر إلى معارضتها.

يقولون: إن صدر المتألهين رأى بجوار المعصومة سلام الله عليها شخصاً يلعنه, سأله:

لماذا تلعن صدرا؟

قال: لأنه يقول بوحدة واجب الوجود.

قال: إذاً, إلعنه.

هذا, حتى إذا كان قصة  {لا واقع له } فهو يدل على واقع معين.
 وقد رأيت أنا وسمعت قصصاً كانت في زماننا.
 أنا لا أريد أن أطهر  {أبرّيء } المدعين.
"فكثيراً ما تكون الخرقة مستوجبة النار".
 {23 }

أريد أن لا تنكري أهل المعنى والمعنوية, تلك المعنوية التي ورد ذكرها في الكتاب والسنة, والمخالفون تجاهلوها، أو تجاهلوهما، أو اعتمدوا التلفيقات العاميّة.

وأنا أوصيكِ أن الخطوة الأولى هي الخروج من حجاب الإنكار السميك، الذي يمنع من أي نموّ وأية خطوة إيجابية.
 وهذه الخطوة – الخروج من حجاب الإنكار – ليست كمالاً, إلا أنها تفتح الطريق نحو الكمال, كما أن اليقظة التي تعتبر في منازل السالكين المنزل الأول، لا يمكن حسابها من المنازل, بل هي مقدمة، وفتح للطريق إلى سائر المنازل.

على كل حال لا يمكن مع روح الإنكار، الإهتداء إلى طريق يوصل إلى المعرفة.
 أولئك الذين ينكرون مقامات العارفين ومنازل السالكين, ولأنهم أنانيون مغرورون, فكل ما لا يعرفونه لا يحملونه على جهلهم {لا يقولون قد يكون صحيحاً ولكنّا نجهله} فينكرونه حتى لا تخدش أنانيتهم ويخدش عُجبهم {بأنفسهم}.
 "نحن في الأصنام, الصنم نفسك
 {24}"
 وما لم تتم إزالة هذا الصنم، والشيطان القوي من الطريق، فلا سبيل إليه جلّ وعلا, وهيهات أن يكسر هذا الصنم, ويروض هذا الشيطان.

نقل عن المعصوم "شيطاني آمن بيدي  {25 }".
 ويعلم من هذا النقل أن لكل شخص مهما كان عظيم الرتبة شيطاناً, وأولياء الله وُفقوا للسيطرة عليه بل لحمله على الإيمان.

تعلمين ماذا فعل الشيطان بأبينا العظيم آدم صفي الله؟
 لقد أخرجه من جوار الحق, وبعد وسوسة الشيطان والإقتراب من الشجرة – التي قد تكون النفس أو بعض مظاهرها – جاء أمر
{اهبطوا}.
 وكان ذلك منشأ جميع أنواع الفساد، وجميع العداوات، وقد تاب آدم عليه السلام إذ أخذ الله بيده، واصطفاه الله تعالى.

أنا وأنت المبتليان بالشجرة الإبليسية، يجب أن نتوب ونطلب من الله تعالى في الخلوة والجلوة – السر والعلن – مستغيثين، أن يأخذ بأيدينا بأي وسيلة أراد، ويوصلنا أيضاً إلى التوبة، لعله يكون لنا حظ من الإصطفاء الآدمي.

وهذا لا يمكن أن يكون إلا بالمجاهدة وترك شجرة إبليس بكل غصونها وأوراقها وجذورها المنتشرة في وجودنا، وهي كل يوم تزداد قوةً واتساعاً.

بالتعلق بالشجرة الخبيثة وأغصانها وجذورها، لا يمكن – بدون شك – الإهتداء إلى الطريق, إلى الهدف, وإبليس هدّد بهذا ونجح نجاحاً كبيراً.

ولا يستطيع أحد أن يهرب من حيل الشيطان والنفس الخبيثة، مظهر إبليس، إلا معدودون من عباد الله الصالحين، وأيضاً الأولياء المقربون عليهم السلام, وإذا استطاع فإنه لا يستطيع أن يهرب من كل غصونها وجذورها الدقيقة والمعقدة جداً، إلا أن يأخذ الله المتعال بيده كما حرّر صفي الله, ولكن أين نحن من ذلك الإستعداد لقبول الكلمات.

الآية الكريمة في هذا الباب ينبغي التفكير فيها طويلاً حيث يقول سبحانه  {فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه}.
 لم يقل سبحانه "وألقى إليه كلمات" كأن المراد إنه بالسير إليه تلَقَّى, رغم أن في التلقّي إلقاءً أيضاً ولكن بدون السير الكمالي لم يكن القبول ممكناً.

ويجب التفكير أيضاً في الآية الأخرى المرتبطة بهذه القضية يقول سبحانه:  { فلما ذاقا الشجرة } وكأن كل ما كان منهما هو مجرد تذوُّق ليس إلا, ومع ذلك فحيث إن ذلك حصل من مثل أبي البشر، كانت له تلك النتائج.

في ضوء هذا يجب أن ننظر في ما نحن عليه، حيث إنّا حتماً مشدودون إلى جميع غصونهذه الشجرة وأوراقها وجذورها .

*إبنتي:
في الطريق آفات كثيرة, لكل عضو ظاهر وباطن منا آفات, لكلٍّ حجاب, إذا لم نتخطَّ ذلك ونتجاوزه فلن نصل إلى أول خطوة من السلوك إلى الله.

إني وأنا مبتلى, وجسمي وروحي ألعوبة الشيطان – أشير إلى بعض آفات هذا العضو الصغير, هذا اللسان الأحمر الذي يطيح بالرأس النضر ويجعله ألعوبةً للشيطان وأداةً فيفسد الروح والفؤاد.

لا تغفلي عن عدو الإنسانية والمعنوية الكبير هذا, أحياناً عندما تكونين في جلسات أنس مع صديقاتك، احسبي - مهما استطعت - الأخطاء الكبيرة لهذا العضو الصغير، وانظري ماذا يفعل في ساعة من عمرك ينبغي أن تنفقيها للحصول على رضا الحبيب، وأي مصائب يسبب.

إحدى هذه المصائب غيبة الأخوة والأخوات, أنظري بماء وجه أيّ أشخاص تلعبين, وأي أسرار للمسلمين تفرغينها في هذا المجلس. وأي حيثيات تخدشين، وأي شخصيات تحطمين!
 عندها خذي هذه الجلسة مقياساً، ولاحظي ماذا فعلتِ خلال سنة سرتها على هذا المنوال, وفي الخمسين أو الستين سنة القادمة ماذا ستفعلين, وأية مصائب ستتسببين بها لنفسك!
 ومع هذا تعتبرين ذلك صغيراً.

 وهذا الإستصغار نفسه من حيل إبليس.

حفظنا الله جميعاً منه بلطفه.

* إبنتي:
نظرة قصيرة إلى ما ورد في غيبة المؤمنين وأذاهم، والبحث عن عيوبهم، وكشف سرهم، واتهامهم، تجعل القلوب التي تُختم بختم الشيطان ترتجف، وتجعل الحياة للإنسان علقماً, وها أنذا ولعلاقتي بك وبأحمد، أوصيك باجتناب الآفات الشيطانية خصوصاً الآفات الكثيرة للسان, واهتمي بحفظه.

طبعاً في البداية سيكون ذلك صعباً نوعاً ما، لكنه بالعزم والإرادة والتفكير في عواقبه يصبح سهلاً.
 اعتبري من العبارة المعبّرة جداً للقرآن الكريم حيث يقول:
  {ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميْتاً فكرهتموه }.

 لعلها إخبار عن صورة العمل البرزخية، ولعل الحديث المنقول عن حضرة سيد الموحدين في مواعظه الكثيرة التي وعظ بها نوف البكالي، إشارةٌ إلى هذا الأمر بحسب أحد الإحتمالات, في ذلك الحديث طلب من المولى موعظة فقال له: "اجتنب الغيبة فإنها أدام كلاب النار" ثم قال: "يا نوف كذب من زعم أنه وُلد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة".  { 26 }

ونقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "وهل يكبّ الناس في النار يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم". { 27 }

من هذا الحديث ومن الأحاديث التي ليست قليلة، يُستفاد أن جهنم هي الصورة الباطنية لأعمالنا.

إلهي, اللهم ارحمنا بنجاة{منك}، وهذه النسوة والعوائل المرتبطة بنا { 28 } من الآفات الشيطانية، ولا تجعلنا ممن يؤذون المسلمين بلسانهم وعملهم.

هذه الصفحات كتبتها بناءً لطلب فاطمة، وأنا أعترف أني لم أستطع الهرب من مكايد الشيطان, الأمل أن توفّق لذلك فاطمة التي لها  {الآن } نعمة الشباب.

والسلام على عباد الله الصالحين.

12 شهر رمضان المبارك 1404 هجرية
روح الله الموسوي الخميني

 


هوامش
1- مضمون بيتين لمولوي, الدفتر الثالث.
2-
 {* } ما هو بين قوسين { } كلمات إيضاحية من المترجم.
{* } ما صدر بهذه العلامة * من المترجم وما عداه من هوامش الطبعة الفارسية تحت عنوان "ره عشق" طريق العشق.
إشارة إلى رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما عبدناك حق عبادتك وما عرفناك حق معرفتك" مرآة العقول 8 / 146.
{ * } أشار الإمام إلى هذه الرواية ضمن بيتين من الشعر افتتح بهما الرسالة.

3- بحار الأنوار 91 / 97.
{ * } من المناجاة الشعبانية التي كان الإمام رضوان الله عليه يكثر من الإستشهاد ببعض فقراتها، ويحث على المواظبة على قراءتها. وتجد توضيحاً لحجب النور في هوامش الرسالة الأولى.

 4- *مضمون بيتين.
5- إشارة إلى مضمون قوله تعالى:  { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً وخرّ موسى صعق } الأعراف / 143.
6- المحجة البيضاء 5 / 45 بحار الأنوار 1 / 225 باختلاف يسير.
7- عوالي اللئاليء 4 / 73 بحار الأنوار 4 / 43.
8- عجز بيت لسعدي وترجمة صدره: مدّعو البحث عنه لا علم لهم به.
9- ﮔلتسان سعدي الباب الأول الحكاية الرابعة.
10- * معية الحق مع الخلق, مصطلح مأخوذ من قوله تعالى { وهو معكم } فما هي حقيقة هذه المعية؟ يذكر الإمام أن البعض قالوا إنها المعية القيومية، وهي تعني أن فلاناً مثلاً قائم بالله تعالى " الله معه " لأنه لولا الله تعالى لما كان قائماً، وقد ذكر الشهيد دستغيب في "القلب السليم" عن كتاب " شفاء الصدور" أن المعية على ثلاثة أقسام: المعية القيومية, معية المصاحبة, المعية الروحانية، وذكر تعريف كل منها فقال عن الأولى إنها " عبارة عن الإحاطة بوجود الشيء بحيث يكون الإنفكاك عنه محالاً، بمعنى أن المقيم  {من قام به الشيء } إذا رفع علاقة الإقامة عنه، فإنه يفنى وينعدم، وهذه هي معية الله مع الخلق "وهو معكم أينما كنتم.." القلب السليم ج 1 / 297 ومراد الإمام رضوان الله عليه أن القائلين بهذه المعية القيومية – إذا أرادوا تصور ما قالوا، فهو عصي عليهم ومن "المعضلات".
11- مضمون بيتين.
12- مضمون بيتين.
13- تجد الحديث في علم اليقين 2 / 1002.
 14- "إن الصراط جسر على متن جهنم يمر عليه الخلائق" علم اليقين 2 / 967.
15- عن الإمام الصادق عليه السلام: "الصراط أدق من الشعر ومن حد السيف" بحار الأنوار 8 / 46.
16- في رواية عن المعصوم عليه السلام حين سئل عن عموم الآية:  {إن منكم إلا وارده } قال: "جزنا وهي خامدة" علم اليقين 2 / 971.
17- غرر الحكم فصل 30 ح 11.
18- مضمون بيتين.
19- إشارة إلى رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء فيها "وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه" الخصال 1 / 51.
20- بحار الأنوار 39 / 2.
21- روي أن كميل بن زياد سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن "الحقيقة" وبعد عدة إجابات وأسئلة قال كميل: "اطفيء  }إدفع } السراج فقد طلع الصبح" مجالس المؤمنين  }فارسي } 2/ 11.
22- منازل السائرين كتاب عرفاني وأخلاقي "للخواجة عبد الله الأنصاري" وقد شرح هذا الكتاب الشريف العالم العارف "كمال عبد الرزاق الكاشاني".
"ومصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة" كتاب في المعارف والمواعظ والأخلاق مشتمل على مائة باب يبدأ كل باب بجملة "قال الصادق" عليه السلام وفي هذا الكتاب ومؤلفه أقوال مختلفة وقد رجع إليه واعتمد عليه جمع من أجلاء الإمامية منهم: السيد ابن طاووس, ابن فهد الحلي, المجلسي, الشهيد الثاني, الفيض الكاشاني, الكفعمي, النراقي الأول رضوان الله عليهم.

23- عجز بيت لحافظ الشيرازي.
24- صدر بيت لمولوي. الدفتر الأول.
25- روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "ما منكم إلا وله شيطان" قالوا: وأنت يا رسول الله؟
قال: "وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم على يدي فلا يأمرني إلا بخير" علم اليقين 1 / 282.

26- بحار الأنوار 75 / 248 سفينة البحار مادة  }نوف }.
27- أصول الكافي كتاب الإيمان والكفر باب الصمت وحفظ اللسان ح 14 باختلاف يسير.
28- ورد الدعاء للأقارب عن العظماء والأولياء في موارد مختلفة كما جاء في القرآن الكريم  }رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي } إبراهيم / 40.
 }ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتن } البقرة / 128.
- وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه أوصى المصلين بالدعاء لأقاربهم. البحار 82 / 209.