الموقع ما يزال قيد التجربة
المراقبات، وحُسْنُ التّأسِّي
قالَ اللهُ تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ الأحزاب:21.من أخطرِ مجازرِ الغزو الثقافي، إعراضُ كثيرٍٍ من المتديّنين عن الأعمال العباديّة المستحبّة سواءً المؤقّت منها بوقتٍ خاصّ أو غيره، والإعراض كذلك عن الاهتمام بترك المكروهات. بكلمة: الإعراض عن (المراقبات). إنّها «مجزرة» ثقافيّة ضحاياها: 1- كلّ مَن خسروا بناء أنفسِهم في الخطّ العبادي الذي يشكِّلُ امتداداً لسيرة رسول الله صلّى الله عليه وآله التي لا يُمكن أن تُعرف ويُقتدََى بها ويُتأسَّى إلّا عبر سيرة أهل البيت عليهم السلام. 2- وضحاياها أيضاً كلُّ الأعمال التي ملأَت المجاميعَ الفقهيّة وكُتب الأعمالِ العباديّة، حين نتعامل معها على أساس أنّها «شغلُ مَن لاشغلَ له» من الشَّيَبة والعجائز، وبعض من «تضربُهم لوثةُ العُجَّز»!! كي نعودَ إلى رُشدِنا في التّعاملِ مع «المراقبات» كما هو حقُّها، ينبغي أن نُطيلَ التّأمُّل في حقيقة التّأسِّي برسول الله صلّى الله عليه وآله، وهل يُمكن أن نكونَ متَأسِّين به صلّى الله عليه وآله ومُقتدين، إذا كنّا نصرُّ على عدم التّصالحِ مع ثقافةِ الإسلامِ الأبرز. * حول آية التّأسّي، قال المرجعُ الدّينيّ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: «.."الأسوة" تعني في الأصل الحالةَ التي يتلبّسُها الإنسانُ لدى اتّباعه لآخر، وبتعبيرٍ آخر: هي التّأسّي والاقتداء، وبناءً على هذا فإنّ لها معنى المصدر لا الصّفة، ومعنى جملة: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..﴾ الأحزاب:21، هو أنّ لكم في النّبيّ صلّى الله عليه وآله تأسّياًً واقتداءً جيّداً، فإنّكم تستطيعون بالاقتداء به واتّباعِه أن تُصلحوا أمورَكم وتسيروا على الصّراطِ المستقيم. والطّريف أنّ القرآنَ الكريم يعتبرُ هذه الأسوة الحسَنة في الآية أعلاه مختصّة بمن لهم ثلاثُ خصائص: الثّقة بالله، والإيمان بالمَعاد، وأنّهم يذكرون اللهَ كثيراً. إنّ الإيمانَ بالمبدأ والمعاد هو في الحقيقة سببُ هذه الحركة وباعثُها، وذكرُ الله يعملُ على استمرارِه، إذ لا شكَّ أنّ مَن لم يمتلئ قلبُه بمثلِ هذا الإيمان، لا يقدرُ أن يضعَ قدمَه موضعَ قَدَمِ النبيّ صلّى الله عليه وآله [أي: يُحسِن التّأسّي]، وإذا لم يُدِم ذكرَ الله ويَعمر قلبَه به أثناء استمرارِه في هذا الطريق، ويُبعد الشّياطين عنه، فسوف لا يكون قادراً على إدامةِ التّأسّي والاقتداء». (الأمثل في تفسير الكتاب المنزل)
«شعائر»
|
المراقبات: «هذا الشّهر كاسمِه ربيع الشُّهور، حيث اتّفق فيه ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله، والذي يمكن أن يَدَّعي مدّعٍ أنّه ما نَزَل -منذ خُلِقت الأرض- عليها رحمةٌ مثلها ".." فكأنّه يومٌ بُنِيَت فيها مِن الهدايات أتمُّها، ومِن الكرامات أعظمُها، ومِن الرّحمات أشمَلُها، ومِن البركات أشرفُها، ومِن الأنوار أبهاها، ومِن الأسرار أخفاها». ومن أبرز المناسبات الأخرى في شهر ربيع الأوّل: * مبيتُ أمير المؤمنين عليه السلام على فراش رسول الله ليلة هجرته صلّى الله عليه وآله إلى المدينة. * ولادة الإمام الصّادق عليه السلام في السّابع عشر منه سنة 83 للهجرة. * شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في الثّامن منه، سنة 260 للهجرة. |
مفاتيح الجنان: قال العلماء يستحبُّ فيه الصِّيام شكراً لله على ما أَنْعَم من سلامة النّبيّ وأمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِما، ومن المناسب زيارتهما عليهما السلام في هذا اليوم. وقد روى السيِّد في (الإقبال) دعاءً لهذا اليوم، أوّلُه: (أللّهمَّ لا إلهَ إلَّا أنتَ، يا ذا الطَّوْل والقوَّة، والحَوْل والعزّة، سبحانَك ما أعظم وحدانيّتك..)
ثمّ يَشكر اللهَ لخلافة إمامه عليه السلام، ويَتَأثَّر من غَيْبته وفَقْدِه، ويَتذكَّر زمنَ ظهوره وفوائد أنواره، وخيرَه وبركتَه. مفاتيح الجنان: ومن المناسب زيارتهما عليهما السلام في هذا اليوم. فهذا اليوم يكون أوَّل يوم من عصر إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء، وهذا ممَّا يزيد اليوم شرفاً وفضلاً.
المراقبات: تزويج رسول الله صلّى الله عليه وآله (من) خديجة سلام الله عليها، فعلى الشِّيعة تعظيم هذا الأمر لِمَا وَقع من تأثير هذا التّزويج المُبارَك الميمون في الخيرات والبركات، وانتَشَرَت منه الأنوار الباهرات الطَّاهرات، مِن جهاتٍ شتّى.
الإقبال عن (الحدائق) للشّيخ المفيد: وفي مثله سنة اثنتين وثلاثين ومائة من الهجرة، كان انقضاءُ دولة بني مروان، فيستحبُّ صومه شكراً لله تعالى على ما أَهْلَك من أعداء رسوله وبُغاة عِبادِه.
أقول: فهذا اليوم الرّابع عشر حقيقٌ بالصّيام، شكراً على هلاكِ إمامِ الظُّلم والغدر، وهو يوم الصَّدقات، والمبالغة في الحمد والشُّكر.
الإقبال: فإنْ صحَّ ما قد ذُكِر من الإسراء في اللّيلة المذكورة، فينبغي تعظيمُها ومراعاةُ حقوقها بالأعمال المشكورة.
مسارّ الشيعة: وفي السّابع عشر منه مولدُ سيِّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل، وهو يومٌ شريف، عظيمُ البركة، ولم يَزَل الصَّالحون من آلِ محمَّدٍ عليهم السلام على قديم الأوقات يُعظِّمونه ويَعرفون حقَّه، ويَرعون حُرْمته، ويَتَطوَّعون بصيامه. |
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.