الكتاب: «الرّحمة يا ملياردير» Pity the Billionaire
المؤلِّف: توماس فرانك
النّاشر: «Macmillan»، لندن 2012
(الرَّحمة يا ملياردير) عنوانٌ اختارَه توماس فرانك لكتابه الذي يتناول فيه التّغيُّرات العميقة في الثّقافة السّياسيّة الأميركيّة، وأسباب تعاظم ما يُعرَف بالنَّزعة الشّعبويّة اليمينيّة التي تتوشَّح بمظاهر التَّطرّف بصورةٍ محمومة، فيما يَشحب «الحُلم الأميركي» ويتراجع، وفق تعبيره.
ويوضح فرانك أنَّ هذه النَّزعة اقتَرَنت وتزامَنَت مع تزايُد المتاعب التي يواجهها المواطن الأمريكي فى حياته اليوميّة والتي تصاعدت حتّى انفجار الأزمة الماليّة الأخيرة والمستمرَّة بتداعياتها السّلبيّة، فضلاً عمَّا كَشَفت عنه من انحرافاتٍ أخلاقيّة وقِيَميّة.
وقال: «ها هي القيادات المصرفيّة تُفلِت من العقوبات، والرّئيس الأميركي باراك أوباما يجفل ويتراجع مكتفياً بكلماتٍ عن الإصلاح الماليّ، بينما دافع الضّرائب هو الذي يدفع ثمن كلّ الأخطاء والخطايا التي أدَّت لانفجار هذه الأزمة الماليّة، والتي تحوَّلت لأزمةٍ عالميّة».
أضاف، أنَّ الأزمة تتحوَّل إلى شعورٍ عميق بخيبة الأمل لدى قِطاع كبير من الأميركيّين الذين مَنَحوا أصواتهم لِأوباما فى الانتخابات الرّئاسيّة على أمل تحسين ظروف معيشتِهم، فإذا به يَخذلُهم ويَنتهج سياسات لا تتوافق مع أمانيهم، ويُبدي ضعفاً أمام الشّركات العملاقة على حساب مصالح رجل الشّارع، مشيراً إلى أنَّ هذا المُواطِن راح ينظر بغضبٍ لتدخُّل إدارة أوباما لحماية الشّركات الكبرى من الانهيار، بينما لا تُولي الاهتمام الكافي لمطالبه واحتياجاته بعيداً عن الشّركات العملاقة والاحتكارات الهائلة.
|