تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

07/06/2013

تاريخ و بلدان

 

 

جَمَع اللهُ في الأئمّة عليهم السلام ما فرَّقه في المؤمنين

 

«عن الحسن بن الجهم، قال: حضرتُ مجلس المأمون يوماً وعنده عليُّ بن موسى الرِّضا عليه السلام، قد اجتَمَع الفقهاءُ وأهلُ الكلام من أهلِ الفِرَقِ المُختلِفة، فسأله بعضُهم، فقال له: يا ابن رسولِ الله، بأيِّ شيءٍ تصحُّ الإمامةُ لِمُدَّعيها؟

قال: بالنَّصّ والدّليل.

قال له: فدلالةُ الإمام فيمَ هي فيه؟

قال عليه السلام: في العلم، واستجابة الدّعوة.

قال: فما وجهُ إخباركم بما يكون؟

قال: ذلك بِعَهْدٍ معهودٍ إلينا من رسولِ الله صلّى الله عليه وآله.

قال: فما وجهُ إخباركُم بما في قلوبِ النّاس؟

قال عليه السلام: أمَا بَلَغَكُم قولُ رسول الله صلّى الله عليه وآله: اتَّقوا فراسَةَ المؤمن فإنَّه ينظرُ بِنورِ الله؟

قال: بلى.

قال عليه السلام: فمَا من مؤمنٍ إلَّا وله فَرَاسة؛ لِنَظَرِه بنورِ اللهِ، على قدرِ إيمانِه واستِبْصارِه وعِلْمِه، وقد جمع اللهُ للأئمَّة منَّا ما فَرَّقَه في جميع المؤمنين، وقد قال الله في كتابه العزيز: ﴿إنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَالحجر:75، فأوَّلُ المُتوَسِّمين رسول الله صلّى الله عليه وآله، ثمَّ أمير المؤمنين عليه السلام من بعدِهِ، ثمَّ الحَسَن والحُسَين والأئمّة من وُلْدِ الحسين عليه السلام إلى يوم القيامة».

  (ينابيع المعاجز، السّيّد هاشم البحرانيّ)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حِراء

حِراء: بالكسر، والتّخفيف، والمدّ: جبلٌ من جبال مكّة على ثلاثة أميال، وهو معروف، ومنهم مَن يؤنِّثه فلا يَصرفه، قال بعضُهم:

أَلَسنا أكرمَ الثّقلَين طُرَّاً           وأعظمَهم، بِبَطنِ حِراءَ، نارا؟

فلا يَصرفه لأنَّه ذَهَب به إلى البلدة الّتي حِراء بها.

وقال بعضهم: للنّاسِ فيه ثلاثُ لغاتٍ؛ يفتحون حاءَه وهي مكسورة، ويقصرون أَلِفَه وهي ممدودة، ويميلونها وهي لا تسوغ فيها الإمالة [مَيلُ الألِف نحو الياء]، لأنَّ الرَّاء سبقتْ الألِف ممدودةً مفتوحة وهي حرفٌ مكرَّر، فقامت مقام الحرف المُستعلي، مثل راشد ورافع، فلا تُمال.

وكان النّبيّ صلّى الله عليه وآله، قبل أن يأتيه الوَحيُ يَتعبَّدُ في غارٍ من هذا الجبل، وفيه أتاهُ جبرائيل عليه السلام. وفي أعلاه قلّةٌ شامخةٌ زَلُوج [بعيدة، مرتفعة]، ذكروا أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله، ارتَقى ذُروتَه ومعه نفرٌ من أصحابِه فتحرَّك، فقال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: «اسكُنْ يا حِراء..».

ومن جبال مكَّة أيضاً «ثَبِير»، وهو جبلٌ شامخ يقابلُ حِراء، لكنّ الأخير أرفعُ منه. وليس بهما نباتٌ، ولا في جميع جبال مكَّة، إلَّا شيءٌ يسير من الضّهياء [صنفُ من الشّجر، شوكُه ضعيف] يكون في الجبل الشّامخ، وليس في شيءٍ منها ماء، ويَليها جبالُ عرفات، ويتَّصل بها جبالُ الطَّائف، وفيها مياهٌ كثيرة.

(معجم البلدان، الحموي)

 

 

 

اخبار مرتبطة

  أيُّها العزيز

أيُّها العزيز

  دوريات

دوريات

07/06/2013

دوريات

نفحات