قراءة في كتاب

قراءة في كتاب

12/09/2018

كتاب (ذكرى الحسين عليه السلام) للمهاجر العاملي

 

كتاب (ذكرى الحسين عليه السلام) للمهاجر العاملي

البرهان الجليّ في الدفاع عن السِّبط الشهيد

ـــــــــــــــــــــــ إعداد: «شعائر» ـــــــــــــــــــــــ

الكتاب: ذكرى الحسين عليه السلام

المؤلّف: العلامة الشيخ حبيب آل إبراهيم (المهاجر العاملي)

تحقيق ونشر: «جمعية الهداية والإرشاد العلمية»،  2016م

 

يُعدّ كتاب «ذكرى الحسين» لمؤلّفه الجليل، العالم العلَم الشيخ حبيب آل ابراهيم (1304 - 1384 هجرية) موسوعة قيّمة في مجال التأريخ لسيرة سيّد الشهداء عليه السلام وأحداث نهضته المباركة.

لقد سطّر الشيخ كتابه المؤلّف من جزئين بدافع رسالي، هو التعريف بحقيقة النهضة الحسينية، فنجده يقول في مقدّمة الكتاب: «..فإنّه مع ما بلغه الحسين من الشرف حسباً ونسباً وعلماً وحلماً وشجاعة وإباء وكرماً وسخاء وعفّة وعبادة وورعاً وزهادة... ومع ما بلغه أعداؤه في عكس ذلك كلّه... تجد جملة من الناس يعاضدونهم في عداوة الحسين وشيعة الحسين بألسنتهم وأقلامهم، فلا تزال ترى في الفينة بعد الفينة والعصر تلو العصر رجالاً يحاولون الوقيعة بالحسين عليه السلام وشيعته، والإشادة بذكر أعدائهم».

إلى أن يقول: «وسأوافيك في هذ الكتاب بما أُثبت لك كلّ ما تلوته هنا تفصيلاً واضح الحجّة، قويّ البرهان، منير الدليل، مستقيم الطريق، عدل الحكم، صادق الشهادة، فصيح القول، بليغ الكلم، حسن البيان ..».

 

تاريخ الإمام الحسين عليه السلام

خصّص المؤلّف الجزء الأوّل من كتابه لبيان مكانة الإمام الحسين عليه السلام في دنيا الإسلام، عند الله تعالى وعند رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ليكون ذلك قاطعاً للطريق على المشكّكين في ما تحرّك به الإمام، لما يملكه من تلك المصداقية العالية. لذلك نقرأ عناوين الفصول في هذا الجزء كالتالي: في نسب الحسين - في مدّة حمله وسائر شؤون ولادته - في عصمة الحسين - في فضل الحسين عليه صلوات الله.

ويختم المؤلف هذا الجزء بالحديث في موجز أخبار حياة الإمام، وتضمّن نصوصاً تؤرّخ لحياته مع جدّه وأبيه وأخيه الإمام الحسن عليهم السلام، ثمّ مواقفه في فترة حكم معاوية وابنه يزيد.

 

شذرات من الجزء الأوّل

يقول العلامة الشيخ حبيب في بيانه لأهمّية إثبات نسب الإمام الحسين عليه السلام وأنّه ابن النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله: «ولقد بلغ من أعداء الحسين وأعداء ذرّيته الطاهرة سلام الله عليهم أنّهم كانوا يحاولون دفعهم عن هذه النسبة لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجعلهم منه كغيرهم، حتّى أنّ محمّد بن الأشعث في ما ذكره صاحب (مثير الأحزان) نادى الحسين يوم الطفّ فقال: يا حسين ابن فاطمة! أيّ حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟»!

ثمّ نراه يسهب في بيان ذلك بايراد نصوص مختلفة عن المعصومين عليهم السلام وغيرهم إثباتاً لهذه النسبة.

ويقول المؤلّف في مجال الردّ على من استغرب ما ورد من أنّ الحسين عليه السلام كان يرتضع من إبهام النبي صلّى الله عليه وآله معتبراً ذلك ممّا لا يقبله العقل: «واذا أردنا ردّ كلّ مخالِفٍ لما طبع الله بُنية البشر عليه، رددنا كثيراً من معجزات الأنبياء وآياتهم، فنبع الماء من بين أصابعه صلّى الله عليه وآله مخالف لما طبع الله بنية البشر عليه، وتسبيح الحصى بيده، وكلام الضبّ معه، وحنين الجذع لأجله، وانقياد الشجرة لإرادته مخالف لما طبع الله بنية الحصى والضبّ والجذع والشجرة..».

 

عظات وعبَر

أمّا الجزء الثاني من الكتاب فتصدّى فيه الشيخ المؤلف رضوان الله عليه لبيان مجريات نهضة الإمام الحسين عليه السلام في وجه يزيد بن معاوية، فجاءت فصول هذا الجزء أشبه بالمجالس الحسينية، تحتشد بالنصوص التاريخية وتترصّع بقصائد الرثاء التي تواكب الأحداث المؤلمة، وتعمّق التفاعل معها. وتظهر في صفحات هذا الجزء تأوّهات المؤلّف عند كلّ مصيبة، كما أنّه ختمه بإثبات مجموعة من المرثيات الحسينية المشهورة، مضيفاً إليها قصيدةً من نظمه.

 

شذرات من الجزء الثاني

نرى في هذا الجزء حشدَ المؤلّف للنصوص التي تؤرّخ لحركة الإمام الحسين عليه السلام، لكن ما يلبث أن يأخذه التفاعل مع الأحداث لينفث بعض ما في صدره من أسًى لما حصل من خذلان وضعف في نفوس البعض، فيقول تعليقاً على تسليم أحد زعماء البصرة حامل رسالة الإمام الحسين عليه السلام لابن زياد، وما أعقب ذلك من قتل الرسول، وخطبة ابن زياد في أهل المدينة وتوعّده لهم، فيقول: «فليت شعري أين رجال البصرة وأين حماتها؟ وكيف رضخت لهذا الذلّ ورضيتْ بمثل هذا التهديد والتقريع؟ وكيف لا تنهض للانتصار لابن رسول الله في هذه الحال وقد علمت نهضته؟ وما الذي أخافها من ابن زياد لولا تخاذلها واختلاف آرائها وغلبة الهوى فيها على الحِجى منها..».

 

علبة

فصول الجزء الثاني من الكتاب أشبه بالمجالس الحسينية، تحتشد بالنصوص التاريخية وتترصّع بقصائد الرثاء، وتظهر في صفحات هذا الجزء تأوّهات المؤلّف عند كلّ مصيبة

 

عمود مستقلّ

موجز سيرة المؤلّف

ولد الفقيه الشيخ حبيب آل إبراهيم في بلدة «حناويه» من أعمال مدينة صور في جنوب لبنان، وتعلَّم في قريته، ودرس بها. ثمّ قصد النجف الأشرف فتتلمذ على علمائها في ذلك الحين. ثمّ عاد إلى وطنه،  فمكث فيه خمس سنوات، خاض خلالها المعترك السياسي مشاركاً أبناء وطنه في الدعوة إلى نيل الاستقلال. ثمّ قرّر متابعة دراسته، فكرّ راجعاً إلى النجف، فأقام بها ثلاثة أعوام، ثمّ توجّه إلى مدينة الكوت مرشداً ومبلَّغاً للأحكام، ثمّ إلى مدينة العمارة منتدباً من قبل المرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني.

عاد إلى بلاده سنة 1351 هجرية، فاستقرّ في بعلبك، وتصدّى بها للإفتاء والإرشاد وبثّ الأحكام، واهتّم اهتماماً خاصّاً بالتعليم، فأنشأ المدارس، ووضع سلسلة من الكتب للناشئة، وسعى في الميدان الاجتماعي إلى توحيد الكلمة وإصلاح ذات البين.

وفي رسالة بعثها المرجع السيد أبو الحسن الأصفهاني إلى «وجوه قانا ونواحيها» ، يصف الشيخ حبيب المهاجر بأنّه : «سيفٌ من سيوف الإسلام، ورُكنٌ من أركانه العظام، ومن أكابر المجتهدين الأعلام..».

توفّي رضوان الله عليه في بعلبك سنة 1384 هجرية الموافقة لسنة 1965 ميلادية.

 

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

12/09/2018

دوريات

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات