تصميم دروس عاشورائية

تصميم دروس عاشورائية

28/01/2006

ثلاثة دروس تم تصميم كل منها على مستويات ثلاثة فكانت تسعة تصاميم والرابع تم تقديمه بمستواه الأول فكان المجموع عشرة، لوحظ فيها أولوية الحاجة لمضامينها، وكتبت لتكون في خدمة خدام المنبر الحسيني وسائر الموفقين لخدمة المجالس ا

ثلاثة دروس تم تصميم كل منها على مستويات ثلاثة فكانت تسعة تصاميم والرابع تم تقديمه بمستواه الأول فكان المجموع عشرة، لوحظ فيها أولوية الحاجة لمضامينها، وكتبت لتكون في خدمة خدام المنبر الحسيني وسائر الموفقين لخدمة المجالس المحمدية في موسم الفخر والعزاء والتضحية والفداء.


بسم الله الرحمن الرحيم

(1)

لماذا هذه المجالس الحسينية؟


المستوى الأول:

أ‌- الحرص على نقاء التوحيد:

كان الذين وقفوا في وجه سيد الشهداء عليه السلام، يتظاهرون بالصلاة والصوم وغير ذلك، لكنهم كانوا يريدون أن "يطيعوا الله" كما يحلو لهم، فلم يكونوا موحدين، ولذلك قال عنهم سيد الشهداء عليهى السلام: هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم.

التوحيد الحقيقي أن نعبد الله تعالى كما أمر، لاكما يحلو لنا، ويتوقف ذلك على التزام ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو قد حدد الطريق باتباع القرآن الكريم، واتباع أهل البيت عليهم السلام. " كتاب الله وعترتي" ، وليس الأمر باتباع العترة إلا لأنهم حملة الإسلام والقرآن مع المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله، ومن بعده.

ب- الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله. في حين وقف أولئك الذين" كفروا بعد إيمانهم" ضد الإمام الحسين، كانت هناك ثلة مباركة قررت أن تبقى في خط الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وآله، وتضحي بالغالي والنفيس وفاءً للمصطفى الحبيب والتزاماً بما بلغه عن الله تعالى.

ج- حمل هموم المسلمين والمستضعفين.

د- الشهداء وحمل الهم.

هـ مقارنة بين عصر سيد الشهداء والعصر الحاضر تتضمن فكرة عن هلاك معاوية وكتاب يزيد إلى والي المدينة بأخذ البيعة ليزيد من الإمام، وتوجهه عليه السلام إلى مكة.

و- شهداء المقاومة الإسلامية تلامذة مدرسة سيد الشهداء عليه السلام.

ز- شهداء كربلاء: لاأعلم أصحابا أوفى ولا أبر الخ

نماذج: حبيب. برير. عابس.

الربط بالمصيبة: (الكوريز): زهير بن القين: يسملان أعينكم ويقتلون قراءكم وأماثلكم الخ وقف عليه سيد الشهداء: لايبعدنك الله يازهير. يروى أن زوجته بعثت غلامه ليكفنه الخ أما الحسين عليه صلوات الرحمن:

لهف قلبي لزينب مذ رأته ترب الخد مثخناً بالجراح

أخرس الخطب نطقها فدعته بدموع بما تُجِن فصاح

يامنار الضُّلال والليل داج وظلال الهجير والصبح ضاحي


* المستوى الثاني:

أ- نماذج من حث المعصومين على إقامة مجالس العزاء. " يا ابن شبيب"[1]

ب- مصيبة ما أعظمها : هي المحور في الماضي والحاضر رواية حول بكاء النبيين على سيد الشهداء. يراجع كتاب كامل الزيارات في الموردين السابقين.

ج- والمحور في المستقبل: تتواصل هذه المجالس وتتعاظم ليأتي اليوم الذي يكون فيه شعار" يالثارات الحسين" الشعار الذي يحقق الله تعالى به على يد الإمام المهدي الحكومة العالمية الواحدة، وإظهار الإسلام على الدين كله.

د- الهدف: رفع الظلم وتحطيم نير الطواغيت لينعم الناس بالحرية

**الظلم يعم الدنيا الفقر وتلاعب الطواغيت بلقمة العيش.

**موقف المؤمن من الظلم. الإقتداء بسيرة المصطفى الحبيب ونفسه المرتضى: الظلم ظلمات يوم القيامة. والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهدا الخ

* ماذا يجري في أربع رياح الأرض اليوم؟ نماذج من الظلم: فلسطين مع وقفة عند بعض التفاصيل، العراق، أفغانستان. البؤس والفقر يغطيان العالم. تجبر الطواغيت. السجون والمطامير الخ .

**كل من يواجه الظلم مقتدياً بشهداء كربلاء، يمهد لظهور الطالب بدم المقتول بكربلا الذي يملأ الله تعالى به الأرض قسطاً وعدلا الخ

**سيدي ياصاحب الزمان إليك نرفع التعازي. هاهم موالوك يقدمون العزاء

كيف حال المولى إمام زماننا في مثل هذه الأيام أيها المؤمنون؟

**الربط بالمصيبة: (الكوريز): تفجع الإمام المهدي على جده سيد الشهداء: لئن عاقني عن نصرك المحذور الخ

فاشحذ شبا عضب له الأرواح مذعنة مطيعة

واطلب به بدم القتيل بكربلا من خير شيعه

مقطوعتان مختارات من هذه القصيدة، ومن قصيدة:

ياصاحب الأمر أدركنا فليس لنا ورد هني ولاعيش لنا رغد


* المستوى الثالث:

* موقع كربلاء من حركة الرسالات السماوية على وجه الأرض.

أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك

> وحدة المسيرة الربانية ( لانفرق بين أحد من رسله)

> القواسم المشتركة بين مراحل الهدى الإلهي:

أ- مواجهة الطواغيت للدين.

ب- المؤمنون قلة؟ الحق ثقيل كما هو النجاح صعب وثقيل ومكلف، فليس الوقوف مع الحق إلا قمة النجاح.

ج- الإنقلاب على الأعقاب ( القهقرى، حذو القذة بالقذة).

* كل تحريف للرسالات السابقة كان محكوماً برسالة تلي تضع حداً للتحريف.

* تحريف آخر الرسالات يعني إلغاء كل أمل بخلاص البشرية، وانعدام قيام الحجة

ويعني ضياع ثمرة كل الرسالات الإلهية، وضياع جهود الأنبياء.

* كربلاء وسلامة الإسلام من التحريف.

* كربلاء والحفاظ على منجزات النبوات.

* كانت الصورة واضحة في مجال هذا الترابط. وكان الأنبياء يعرفون بنبوة المصطفى وموقع أهل البيت من الحقيقة المحمدية.

وحدة المسار: النبوات> ونبوة المصطفى> حسين مني وأنا من حسين> الطالب بدم المقتول بكربلا

هكذا ندرك أن بكاء الأنبياء على الإمام الحسين عليه السلام لاينفصل عن وحدة المسار، وتطلع الأنبياء إلى تحقق الوعد الإلهي بإظهار الدين على الدين كله.

الربط بالمصيبة: بكاء نوح عليه السلام> إن لقتل الحسين حرارة الخ الحسين عليه السلام: ماذكرني مؤمن إلا استعبر قتيل الدمعة الساكبة والمصيبة الراتبة

أنست رزيتكم رزايانا التي سلفت وهونت الرزايا الآتية الخ

***

(2)

المجلس الثاني:

الحسين تجلي الخلق المحمدي العظيم


المستوى الأول: قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: وإنك لعلى خلق عظيم

كيف نقتدي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن لم نجعل مصب الإهتمام الدائم هو التحلي بمكارم الأخلاق المحمدية.

هل يمكن الفصل بين عاشوراء ودروس كربلاء، وبين الأخلاق الفاضلة، م أن الربط بينهما محوري ولامجال معه لأدنى فصل بينهما؟

وكيف يمكن الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عن طريق الوقوف بباب الحسين عليه السلام، إلا إذا أدركنا أن من معاني قوله صلى الله عليه وآله: "حسين مني وأنا من حسين" أن الحسين عليه السلام هو تجلي الخلق المحمدي العظيم.

يتوقف ذلك على إدراك:

1- أهمية الأخلاق. قيمة الإنسان بحسن الخلق.

2- أساس الإقتداء بالمصطفى، هو الإقتداء به صلى الله عليه وآله في بذل الجهد للتحلي بمكارم الأخلاق.

الترابط بين الجهاد والشهادة، وبين حسن الخلق. من لايوفق للنصر على النفس الأمارة والشيطان في التخلص من الكذب والغيبة والنميمة، لن يكون الطريق مفتوحاً أمامه إلى تقديم الروح لنصرة دين الله تعالى الذي هو في جوهره: الخلق العظيم.

* ليست الكارثة في أن يكتشف أحدنا نقاط ضعف في أخلاقه. فالتدرج في التحلي بمكارم الأخلاق هو الهدف من الحياة كلها، وهذا يعني أن المنطلق أن نعرف أنفسنا، ونبدأ ببذل الجهد ونستعين بالله تعالى على شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.

روايات:

في الإرشاد للديلمي : عن الصادق ( عليه السلام ) قال : إن الصبر ، والصدق ، والحلم ، وحسن الخلق ، من أخلاق الأنبياء ( عليهم السلام ).

- وفي المحجة البيضاء : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كثير الضراعة والابتهال إلى الله تعالى ، دائم السؤال من الله تعالى أن يزينه بمحاسن الآداب ومكارم الأخلاق ، فكان يقول في دعائه : " اللهم حسن خلقي " ويقول : " اللهم جنبني منكرات الأخلاق ".

وفي المجالس للصدوق : ".." قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال : يا محمد عليك بحسن الخلق ، فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة . ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا

وفي كتاب كشف الريبة للشهيد الثاني : عن الحسين بن زيد قال : قلت لجعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : جعلت فداك هل كانت في النبي ( صلى الله عليه وآله ) مداعبة ؟ فقال : وصفه الله بخلق عظيم ، وإن الله ".." بعث محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بالرأفة والرحمة ، وكان من رأفته ( صلى الله عليه وآله ) لأمته مداعبته لهم لكي لا يبلغ بأحد منهم التعظيم حتى لا ينظر إليه . ثم قال : حدثني أبي محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي ( عليهم السلام ) قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليسر الرجل من أصحابه إذا رآه مغموما بالمداعبة . وكان ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه.

* وفي المكارم : عن زيد بن ثابت قال : كنا إذا جلسنا إليه ( صلى الله عليه وآله ) إن أخذنا في حديث في ذكر الآخرة أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الدنيا أخذ معنا ، وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا.

- المصدر: سنن النبي (صلى الله عليه وآله )- السيد الطباطبائي ص 125

*الخطر في الرضا عن النفس، وعدم بذل الجهد لتحسين الأخلاق.

*والحل بالتنبه الدائم إلى أن انتماءنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، يعني أننا ننتمي إلى صاحب الخلق العظيم كما وصفه الله تعالى.

إن مجرد هذا الإنتماء إلى المصطفى الحبيب صلى الله عليه وآله يفرض علينا أن نتعاهد أخلاقنا بالرعاية دائماً.

*وفي أجواء عاشوراء حيث نلتحق كلنا بمجالس تقديم العزاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، معبرين عن التزامنا بما أوصى به صلى الله عليه وآله من الوقوف بباب الحسين عليه السلام، يجب أن لانفصل بين دروس كربلاء وبين حسن الخلق.

* لامجال للوصول إلى سيد الشهداء عليه السلام لنكون معه كما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله، إلا إذا تنبهنا إلى الخطر الكبير الذي ينتج عن الفصل بين التدين وبين حسن الخلق.

ليست الشهادة التي هدف الشهيد إلا ثمرة مسلكية خاصة ومناقبية متميزة، ويكشف التأمل في سيرة الشهداء أنهم السباقون في الميدان الأول: ميدانكم الأول أنفسكم فإن عجزتم عنها كنتم عن غيرها أعجز.

ولأنهم السباقون في هذا الميدان الأول، كانوا السباقين في ميدان الجهاد والشهادة.

إشارة إلى مناقبية شهداء المقاومة الإسلامية والتحلي بالأخلاق الفاضلة.

* من أعظم مكارم الأخلاق الإيثار، ومن أعظم مراتب الإيثار، أن يقدم الشخص كل مايملك حتى الروح، فداءً لعزيز، كما تفعل الأم حين تقدم روحها ليسلم عزيزها.

أي إيثار يجسده إقدام الشهيد على تقديم روحه في سبيل الله تعالى ليسلم الناس ويعيشوا أحراراً يعبدون الله تعالى دون أن يفرض عليهم الطواغيت الذل والهوان.

هذا ماجسده شهداء كربلاء، ويجسده الشهداء الأبرار المقتدون بهم في كل عصر.

الربط بالمصيبة:على أبواب استشهاده، عندما سقط الشهيد مسلم بن عوسجة إلى الأرض، مشى إليه سيد الشهداء عليه السلام الخ

أوصيك بهذا ..

كأني به يستحضر وصية رسول الله صلى الله عليه وآله بعزيزه أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ويرى غربةأبي عبد الله و قلة الأنصار، فلا يبقى أدنى مجال لديه للتفكير بنفسه وجراحه والعيال والأولاد.

غريباً أرى ياغريب الطفوف توسد خديك كُثبانها

وقتلك صبراً بأيــد أبـوك ثناها وكسر أو ثانها الخ

***

المستوى الثاني:

قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيزعليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. التوبة 128


يعطي الله تعالى في هذه الآية صفتين من صفاته عز وجل للمصطفى الحبيب: رؤوف، رحيم.

رسول الله صلى الله عليه وآله نبي الرحمة: وما رسلناك إلا رحمة للعالمين.

وقد أمرنا الله تعالى بالإقتداء صلى الله عليه وآله ، واتباعه.

لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا الأحزاب-21

قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.

والسؤال: هل يمكن اتباع المصطفى والإقتداء به بمعزل عن تلمس الرحمة والرأفة في القلب وتعاهدهما بالرعاية؟

بعبارة ثانية: هل يمكن اقتداء المحمدي برسول الله صلى الله عليه وآله واتباعه له إلا بالوقوف عند تهذيب النفس والعمل على تحليتها بمكارم الأخلاق المحمدية؟

من مظاهر الرأفة المحمدية:

في أحد: قيل له صلى الله عليه وآله ادع عليهم فقال: لم أبعث لعاناً إنما بعثت رحمة

في فتح مكة:اذهبوا فأنتم الطلقاء

· قال الشيخ نصر الله بن مجلى ".." وكان من ثقاة أهل السنة - رأيت في المنام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت له : يا أمير المؤمنين تفتحون مكة فتقولون : من دخل دار أبي سفيان فهو آمن . ثم يتم على ولدك الحسين يوم الطف ماتم ؟.

· فقال : أما سمعت ابيات ابن الصيفي في هذا ؟ فقلت : لا . فقال : اسمعها منه . ثم استيقظت فبادرت الى دار حَيْصَ بَيْص ( هو ابن الصيفي) فخرج الي فذكرت له الرؤيا فشهق وأجهش بالبكاء وحلف بالله إن كانت خرجت من فمي أو خطي الى أحد وان كنت نظمتها إلا في ليلتي هذه - ثم أنشدني :

· ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح

· وحللتم قتل الاساري وطالما * غدونا على الاسرى نعفو ونصفح

· فحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل اناء بالذي فيه ينضح[2]

· على المحمدي الصادق في حب رسول الله صلى الله عليه وآله، أن يبذل قصارى جهده للتحلي بالرأفة والرحمة.

· خطورة قسوة القلب: أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه، فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين. الزمر22

· يشكل لين القلب النبع الذي تستمد منه كل رأفة وكل رحمة، والقلب الرؤوف الرحيم هو المناخ الطبيعي لنمو كل فضائل الأخلاق.

· ومصدر ذلك كله رحمة الله تعالى والتضرع في طلبها والتوسل للحصول عليها:

> فبما رحمة من الله لنت لهو ولو كنت فظاً غليظ القلب لاانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين. آل عمران 159

*أهل البيت مظهر الرحمة الإلهية، والإمام الحسين عليه السلام تجلي هذه الرحمة:

عن مسمع بن عبد الملك ".." البصري قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا مسمع انت من اهل العراق أما تأتي قبر الحسين ( عليه السلام ) ، قلت : لا أنا رجل مشهور عند اهل البصرة ، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من اهل القبائل من النصاب وغيرهم ، ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي. قال لي : أفما تذكر ما صنع به ، قلت : نعم ، قال : فتجزع ، قلت : اي والله واستعبر لذلك حتى يرى اهلي اثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي ، قال : رحم الله دمعتك ، أما انك من الذين يعدون من اهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا ، أما انك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل ، وملك الموت ارق عليك واشد رحمة لك من الام الشفيقة على ولدها . قال : ثم استعبر واستعبرت معه ، فقال : الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا اهل البيت بالرحمة.[3]

*اختصار الطريق:

الطريق الأقصر في الوصول إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وحسن الإقتداءبه وصدق لإتباع، هو:

1- حب الحسين عليه السلام.

من وصل إلى الحسين عليه السلام وصل إلى رسول الله: يجمع المسلمون على قوله صلى الله عليه وآله "حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، الحسين سبط من الأسباط". [4]

* في مجال الحصول على لين القلب والتحلي بالرأفة والرحمة، لاشيء يعادل توحيد الله تعالى من خلال الإلتزام بما أمر به رسوله صلى الله عليه وآله من حب الحسين عليه السلام، ولذلك أُمرنا بالكاء على الحسين عليه السلام، وذكره في كل وقت، حتى عند شرب الماء.

روايات: عن الإمام الرضا عليه السلام في حديث طويل: ياا بن شبيب لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام انه لما قتل جدي الحسين عليه السلام امطرت السماء دما وترابا أحمر ، يا بن شبيب ان بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب اذنبته ، صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ، ياا بن شبيب ان سرك ان تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام.

اخبار مرتبطة

نفحات