أيّها العزيز

أيّها العزيز

05/09/2013

إلى زوَّار بيت الله الحرام

                

(قبل 44 عاماً)

إلى زوَّار بيت الله الحرام

فقرات من نداء الإمام الخمينيّ، قدّس سرّه، الّذي وجّهه إلى حجّاج بيت الله الحرام من مقرِّ إقامته في النّجف الأشرف، عام 1390 للهجرة:

 

* ها هي مخالب الاستعمار الخبيثة تغورُ في أعماق الأراضي الواسعة لأمَّة القرآن بِسببِ ضعف الشُّعوب الإسلاميّة وتساهلها، وهاهم يبتلعون جميع ثرواتنا ومواردنا الضّخمة تحت شعار الوطنيّة، وها هي الثّقافة الاستعماريّة المسمومة تَنفذُ حتّى أعماق قرى البلدان الإسلاميّة، وتدحر الثّقافة القرآنيّة، وتوظِّف ناشئتنا فوجاً بعد آخَر في خدمة الأجانب والمستعمرين، وتَحرِف شبابَنا كلّ يومٍ تحت عناوين وأسماء خادعة، ومن الواجب عليكم يا أمّة الإسلام العزيزة، الّذين اجتمعتُم في أرض الوحي لأداء شعائر الحجّ، أن تنتهزوا الفرصة وتفكِّروا في سبيل الخلاص، وتتبادلوا الآراء، وتتفاهموا لحلِّ قضايا المسلمين الشّائكة.

* عليكم أنْ تأخذوا بنَظرِ الاعتبار أنَّ هذا التّجمُّع الكبير، الّذي يَحدثُ بأمرِ الله تعالى كلَّ عامٍ في هذه الأرض المقدَّسة، يوجب عليكم أيَّتها الشُّعوب الإسلاميّة أن تبذلوا جهودكم في طريق أهداف الإسلام المقدَّسة، والأهداف السّامية للشَّريعة المُطهَّرة، وفي طريق تقدُّم ِ المسلمين وسُمُوهمّ، وتضامن المجتمع الإسلاميّ وتلاحمه. عليكُم أن تتَّحدوا في الفِكر، وتتحالفوا في طريق الاستقلال، واستئصال سرطان الاستعمار، وأنْ تَستمعوا إلى مشاكل الشُّعوب المسلمة من لسان أهل كلّ بلد، ولا تَأْلوا جهداً في طريق حلِّ مشاكلهم. وأن تَجدوا حلّاً لفقراء البلاد الإسلاميّة ومساكِينها. وتفكِّروا في طريقٍ لِتحرير أرض فلسطين المُسلِمة من مخالب الصّهيونيّة، العدوّ اللَّدود للإسلام والإنسانيّة. ولا تغفلوا عن مساعدة الرِّجال المُضحِّين الّذين يناضلون في سبيل تحرير فلسطين، والتَّعاون معهم.

* للأسف الشّديد، فإنّ من الملاحظ في هذا التّجمُّع الكبير للحجّ، الّذي يجب أن يُستَغلّ لصالح الإسلام والمسلمين، أنّ بعض الأقلام المسمومة العميلة للاستعمار تنشر منذ سنين أوراقاً تحت عنوان (الخطوط العريضة) [للخطيب] وأمثالها، خلافاً لأهداف صاحب الوحي وفي مركز الوحي، وبذلك يساعدون المُستعمِرين، ويهدفون إلى عزل ما يقرب من 150 مليون شخص عن صفوف المسلمين. ومن العجيب أن تسمح حكومة الحجاز بنشر مثل هذه الأوراق المُضلَّة في مركز الوحي؟!

* على الشُّعوب الإسلاميّة اجتناب مثل هذه الكُتُب والمنشورات المثيرة للفرقة والاستعماريّة، وأن ينبذوا هؤلاء الأشخاص المعارضين لوحدة المسلمين. وأن يتبادلوا أوّلًا الآراء في قضايا الإسلام الأساسيّة، ثمّ في القضايا الخاصّة بالبلدان الإسلاميّة، ويَروا ما يجري في داخل هذه البلدان لإخوتهم المسلمين على يَدِ الاستعمار وعملائه. وعلى أهالي كلّ بلد أن يُبيِّنوا لمسلمي العالم في هذا التّجمُّع المقدَّس مشاكل شعوبهم.

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

05/09/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

نفحات