مراقبات

مراقبات

01/08/2016

مراقبات شهر ذي القعدة الحرام

مراقبات شهر ذي القعدة الحرام

مَن منكم يريدُ التوبة؟

_____ إعداد: «شعائر» _____

ذو القِعدة، من الأشهر الأربعة الحُرم، وثاني أشهر الحجّ. يحتضن ولادة ثامن أئمّة أهل البيت الإمام الرضا عليه السلام، وذكرى شهادته، وشهادة ولده الإمام الجواد عليه السلام. وفي الخامس والعشرين منه دُحيت الأرض من تحت الكعبة، ولهذا اليوم وليلته شأنٌ عظيم. أمّا عمل التوبة في يوم الأحد من هذا الشهر، فهو ممّا ينتظره المراقب لعمله، والراجي لعفو ربّه. ومن أسرار هذا الشهر ليلة النصف منه، وهي ليلة ينظر فيها الله تعالى إلى عباده بالرحمة.

 

خصوصية الشهر الحرام

من خصائص الأشهر الحُرم ما رواه المفيد عليه الرحمة في (المُقنعة)، أنّه قال: «قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: مَن صامَ من شَهْرٍ حَرامٍ الخَميسَ والجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ، كَتَبَ اللهُ له عِبادَةَ تِسْعِمائَةِ سَنَةٍ».

كذلك في هذا الشهر تزداد الحاجة إلى المراقبة؛ قال المُحدّث القمّي في (مفاتيح الجنان): «قال الشيخ الأجلّ عليّ بن إبراهيم القمّي: إنّ السّيّئات تُضاعف في الأشهر الحُرم، وكذلك الحسنات».

 

عمل التّوبة يوم الأحد من ذي القعدة

(إقبال الأعمال): عن أنَس بن مالك، قال: «خرج رسول الله، صلّى الله عليه وآله، يوم الأحد في شهر ذي القِعدة فقال: يا أيُّها النّاسُ، مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُريدُ التَّوْبَةَ؟

قلنا: كلّنا نريد التّوبة يا رسول الله.

فقال صلّى الله عليه وآله: اغْتَسِلوا وَتَوَضَّأوا وَصَلُّوا أَرْبَعَ رَكَعاتٍ [كلّ ركعتين بتشهُّد وتسليم] وَاقْرَأُوا في كُلِّ رَكْعَةٍ (فاتِحَةَ الكِتابِ) مَرَّةً، وَ(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ثَلاثَ مَرّاتٍ، وَ(المُعَوَّذَتَيْنِ) مَرَّةً، ثُمَّ اسْتَغْفِروا سَبْعينَ مَرَّةً، ثُمَّ اخْتُموا بِـ (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ)، ثُمَّ قولوا: (يا عَزِيزُ يا غَفَّارُ، اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ).

ثمّ قال صلّى الله عليه وآله: ما مِنْ عَبْدٍ مِنْ أُمَّتي فَعَلَها إِلّا نُودِيَ مِنَ السَّماءِ: يا عَبْدَ اللهِ اسْتَأْنِفِ العَمَلَ، فَإِنَّكَ مَقْبولُ التَّوْبَةِ مَغْفورُ الذَّنْبِ.

وَيُنادي مَلَكٌ مِنْ تَحْتِ العَرْشِ: أَيُّها العَبْدُ، بورِكَ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِكَ وَذُرِّيَّتِكَ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَرْضى خُصَماؤُكَ يَوْمَ القِيامَةِ.

وَيُنادي مَلَكٌ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، تَموتُ عَلى الإيمانِ، وَلا يُسْلَبُ مِنْكَ الدِّينُ، وَيُفْسَحُ في قَبْرِكَ وَيُنَوَّرُ فيهِ.

وَيُنادي مُنادٍ آخَرُ: أَيُّها العَبْدُ، يَرْضى أَبَواكَ وَإنْ كانا ساخِطَيْنِ، وَغُفِرَ لِأَبَوَيْكَ ذلك (ولكَ) وَلِذُرِّيَّتِكَ، وَأَنْتَ في سَعَةٍ مِنَ الرِّزْقِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ.

وَيُنادي جَبْرَئيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: أَنا الّذي آتيكَ مَعَ مَلَكِ المَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ، أن يَرْفَقَ بِكَ وَلا يَخْدِشَكَ أَثَرُ المَوْتِ، إِنَّما تُخْرجُ الرُّوحُ مِنْ جَسَدَكِ سَلّاً.

قلنا: يا رسول الله، لو أنَّ عبداً يقول في غير الشّهر؟ فقال عليه السلام: مِثْلَ ما وَصَفْتُ، وَإِنَّما عَلَّمَني جَبْرَئيلُ، عَلَيْهِ السَّلامُ، هَذِهِ الكَلِماتِ أَيّامَ أُسْرِيَ بي».

اليوم الحادي عشر: ولادة الإمام الرّضا عليه السلام

يقول المحدّث القمّيّ في (الأنوار البهيّة)، في الفصل الذي أفرده للنور العاشر من آل محمّد صلّى الله عليه وآله: «الإمام الثامن الضامن المأمول المرتجَى، بضعة سيّد الورى مولانا أبو الحسن عليّ بن موسى الرضا، صلوات الله عليه وعلى آبائه وأولاده أئمّة الهدى. وُلد عليه السلام في الحادي عشر من ذي القعدة، يوم الخميس أو يوم الجمعة بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة، بعد وفاة جدّه الصادق عليه السلام بأيامٍ قليلة، وكان الصادق عليه السلام يتمنّى إدراكه. ففي الخبر عن موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام، قال: (سَمِعْتُ أَبي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِما السَّلامُ غَيْرَ مَرَّةٍ، يَقول لي: إنَّ عالِمَ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ لَفي صُلْبِكَ، وَلَيْتَني أَدْرَكْتُهُ، فَإِنَّهُ سَمِيُّ أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ)».

 

ليلة النّصف من الشّهر

روى السيّد ابن طاوس في  (الإقبال) في شرف هذه الليلة، قال: «عن النّبي صلّى الله عليه وآله أنّ (في ذي القِعْدَةِ لَيْلَةٌ مُبارَكَةٌ، وَهِيَ لَيْلَةُ خَمْسَ عَشْرَةَ، يَنْظُرُ اللهُ إلى عِبادِهِ المُؤْمِنينَ فيها بِالرَّحْمَةِ؛ أَجْرُ العامِلِ فيها بِطاعَةِ اللهِ أَجْرُ مائَةِ سائِحٍ لَمْ يَعْصِ اللهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ)، فإذا كان نصفُ اللّيل فَخُذ في العمل بطاعة الله والصّلاة وطلبِ الحوائج، فقد رُوي أنّه لا يبقى أحدٌ سألَ الله فيها حاجةً إلّا أعطاه... وبالجملة، العملُ في هذه اللّيلة من جهة قِلّة العاملِ به لعدمِ اشتهاره، له خصوصيّةٌ ليست في غيره من أعمال اللّيالي المشهورة، وهذه من المُهمّات عند المُراقبين، لأنّ الذّكر عند غفلة العامّة عن مهامّ المُراقبات أسرعُ للإجابة، وأقربُ للقبول، وأزيَدُ في الأجر، وأعظمُ عند الله تعالى..».

اليوم الثّالث والعشرون: شهادة الإمام الرّضا عليه السّلام

* روى الصدوق في (عيون الأخبار) عن أبي الحسن الهادي عليه السلام، قال: «مَنْ كانَتْ لَهُ إِلى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ حاجَةٌ، فَلْيَزُرْ قَبْرَ جَدّي الرِّضا، عَلَيْهِ السَّلامُ، بِطُوسٍ وَهُوَ عَلى غُسْلٍ، وَلْيُصَلِّ عِنْدَ رَأْسِهِ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَسْأَلِ اللهَ تَعالى حاجَتَهُ في قُنوتِهِ، فَإِنَّهُ يَسْتَجيبُ لَهُ، ما لَمْ يَسْأَلْ في مَأْثَمٍ أَوْ قَطيعَةِ رَحِمٍ، فَإِنَّ مَوْضِعَ قَبْرِهِ لَبُقْعَةٌ مِنْ بِقاعِ الجَنَّةِ، لا يَزورُها مُؤْمِنٌ إِلّا أَعْتَقَهُ اللهُ تَعالى مِنَ النّارِ وَأَحَلَّهُ دارَ القَرارِ».

* قال الشيخ المفيد في (المقنعة)، في باب مختصر زيارة الإمام الرضا عليه السلام: «تقف على قبره – بعد أن تغتسل لزيارته، وتلبس أطهر ثيابك - وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ الْهُدى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطّاهِرُونَ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إلى باطِل، وَأَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَأدَّيْتَ الأَمانَةَ، فَجَزاكَ اللهُ عَنِ الإسْلامِ وَأهْلِهِ خَيْرَ الْجَزاءِ، أتَيْتُكَ بِأبي [أنت] وَأُمّي زائِراً عارِفاً، بِحَقِّكَ مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ مُعادِياً لأَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ.

ثمّ انكبّ على القبر فقبِّله، وَضَعْ خدّيك عليه، ثمّ تحوّل إلى عند الرأس، فقل: السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أنَّكَ الإمامُ الهادي وَالوَلِيُّ المُرْشِدُ، أبْرَأُ إلَى اللهِ تَعالى مِنْ أعْدائِكَ، وَأتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ بِوِلايَتِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثمّ صلِّ ركعتَي الزيارة، وصلِّ بعدهما ما بدا لك، وتحوّل إلى عند الرِّجلين فادعُ بما شئتَ إن شاء الله».

الليلة الخامسة والعشرون ويومها: دَحْو الأرض

* يقول أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه في ثواب ليلة دحو الأرض ويومها: «إِنَّ أَوَّلَ رَحْمَةٍ نَزَلَتْ مِنَ السَّماءِ إِلى الأَرْضِ في خَمْسٍ وَعِشْرينَ مِنْ ذي القِعْدَةِ، فَمَنْ صامَ ذَلِكَ اليَوْمَ وَقامَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَهُ عِبادَةُ مائَةِ سَنَةٍ، صامَ نَهارَها وَقامَ لَيْلَها..».

* وقال الشيخ النجفي في (جواهر الكلام) حول اليوم الخامس والعشرين: «يومُ دَحْوِ الأرض من تحت الكعبة، وهو اليومُ الخامس والعشرون من ذي القعدة الّذي في ليلته وُلد إبراهيم عليه السّلام، ووُلد عيسى عليه السّلام.

وعن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: (في خَمْسٍ وَعِشْرينَ لَيْلَة مِنْ ذي القَعْدَةِ أُنزِلَت الرَّحْمَةُ مِنَ السَّماءِ، وأُنْزِلَ تَعْظيمُ الكَعْبَةِ عَلى آدَمَ؛ فمَن صامَ ذَلِكَ اليَوْمَ اسْتَغْفَرَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ بَيْنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ).

وعن أبي الحسن الأوّل (الإمام الكاظم) عليه السلام في حديثٍ، قال: (وفي خَمْسٍ وَعِشْرينَ مِنْ ذي القَعْدَةِ وُضِعَ البَيْتُ، وَهُوَ أَوَّلُ رَحْمَةٍ وُضِعَتْ عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، فَجَعَلَهُ اللهُ، عَزَّ وَجَلَّ، مَثابَةً للنّاسِ وَأَمْناً، مَنْ صامَ ذَلِكَ اليَوْمَ كَتَبَ اللهُ له صِيامَ سِتّينَ شَهْراً)».


 

اليوم الأخير: شهادة الإمام الجواد عليه السّلام

* روى الشيخ المفيد في (المقنعة) عن إسماعيل بن مهران، قال: «لمّا خرج أبو جعفر عليه السلام من المدينة إلى بغداد في الدّفعة الأولى من خرجتَيه، قلتُ له عند خروجه: جعلتُ فداك، إنّي أخافُ عليك في هذا الوجه، فإلى مَن الأمر بعدك؟

قال: فكرّ إليّ بوجهه ضاحكاً، وقال لي: لَيْسَ الْغَيْبَةُ حَيْثُ ظَنَنْتَ فِي هَذِه السَّنَةِ.

فلمّا استدعى به المعتصم [المرّة الثانية بعد موت المأمون] صرتُ إليه، فقلت له: جُعِلتُ فداك أنت خارجٌ، فإلى مَن هذا الأمر من بعدك؟... [فـ]التفت إليّ، فقال: عِنْدَ هَذِهِ يُخَافُ عَلَيَّ، الأَمْرُ مِنْ بَعْدي إِلى ابْنِي عَلِيٍّ».

* صلاة الإمام الجواد عليه السلام: ركعتان كُلّ ركعة بِـ (الفاتحة) مَرَّة، و(الإخلاص) سبعين مَرَّة.

* دُعاؤُه عليه السلام: «اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْواحِ الفانِيَةِ، وَالأجْسادِ البالِيَةِ، أَسْأَلُكَ بِطَاعَةِ الأرْواحِ الرَّاجِعَةِ إِلى أَجْسادِها، وَبِطاعَةِ الأجْسادِ المُلْتَئِمَةِ بِعُروقِها، وَبِكَلِمَتِكَ النَّافِذَةِ بَيْنَهُمْ وَأَخْذِكَ الحَقَّ مِنْهُمْ، وَالخَلائِقُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَنْتَظِرُونَ فَصْلَ قَضائِكَ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَكَ، وَيَخافُون عِقابَكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلِ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي، وَعَمَلاً صَالِحاً فَارْزُقْنِي».

 

أعمال يوم دَحْو الأرض

v  الغُسل.

v  الصّوم.

v  رَكعتان عند الضُّحى [بعد طلوع الشّمس، وقبل صلاة الظّهر] بـ (الحمد) مرّة، وسورة (الشّمس) خمس مرّات، ويقول بعد التّسليم: (لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ).

ثمّ يدعو وَيقول: (يا مُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي، يا سامِعَ الأصْواتِ اِسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي، يا ذا الجَلالِ وَالإكْرام).

v  ويُستَحبّ أن يدعو في هذا اليوم بهذا الدُّعاء: «اللَّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ...». [مفاتيح الجنان: أعمال شهر ذي القعدة]

v زيارة الإمام الرّضا عليه السلام، وقد ورد أنّ زيارته في هذا اليوم من آكَد المستحبّات.

 

(مفاتيح الجنان)

 

اخبار مرتبطة

  أيها العزيز

أيها العزيز

  دوريات

دوريات

01/08/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات