الملف

الملف

28/11/2016

إرهاصات الحرب على آل النبيّ صلّى الله عليه وآله

إرهاصات الحرب على آل النبيّ صلّى الله عليه وآله

قريش ترفض اجتماع النبوّة والإمامة في بيتٍ واحد!

 

* لم يستطع زعماء قريش، بُعيد انتشار الإسلام، التّخلّي عن نفوذهم السياسيّ لصالح المسلمين حتّى ولو كان الأمر إلهيّاً، فالعقليّة القبليّة والحميّة الجاهليّة أدارتا عملية اتخاذ القرارات، فقد صعب عليهم أن يجمع الهاشميّون «المُلك»! والنبوّة معاً، لذلك تحالفت بطون قريش لعصيان أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وللحيلولة دون أن تكون الإمامة أو خلافة رسول الله في الهاشميّين أو الطالبيّين خاصّة، وجمعوا أنفسهم في إطار واحد، وتكاتفوا لمحاربة الإمامة كي لا يتكرّر – بزعمهم - فشلهم وانهزامهم عندما حاربوا النبوّة!

«شعائر»

 

بعد فتح مكّة وتصفية جيوب الشرك، أدركت بطون قريش - المهاجرون منهم والطّلقاء - أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قد بدأ بترتيب أوضاع عصر ما بعد النبوّة، وأنّ أوان رحيله صلّى الله عليه وآله قد دنا، وأدرك المنافقون أيضاً ما أدركته البطون، وأيقن الجميع بأنّ محمّداً صلّى الله عليه وآله يخطّط ليكون الإمام من بعده ابنُ عمّه وزوج ابنته ووالد سبطَيه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وأيقنوا بأنّه إذا نجح في مسعاه، فلن تخرج الإمامة من الهاشميّين إلى يوم الدين، وبذلك سيجمع الهاشميّون النبوّة والخلافة معاً، فإذا فعلوا ذلك سيتبجّحون على قومهم «بَجَحاً بَجَحاً» على حدّ تعبير بعض المهاجرين من قريش. (الكامل لابن الأثير 63/3)

لذلك لملمتْ بطون قريش نفسها لمواجهة إرادة النبيّ صلّى الله عليه وآله، وحدث تقارب جدّي بين الذين أسلموا من البطون قبل فتح مكّة، وبين الطلقاء الذين أظهروا الإسلام رهبةً بعد الفتح، فصار «الصحابيّ الأمويّ»، وهو من المهاجرين، حليفاً حقيقيّاً لأبي سفيان ومعاوية ويزيد والحَكم بن العاص، وهم من الطلقاء، أي أنّ الذين أسلموا من بطون قريش قبل الفتح شكّلوا جبهة واحدة مع الذين أسلموا بعد الفتح، وصار للجميع موقف موحّد من كلّ الأحداث.

كانت البطون تحكم بلدة مكّة وفقاً للصيغة السياسيّة الجاهليّة، فجاء النبيّ محمّد صلّى الله عليه وآله لينشئ دولة عظيمة تحكم العرب، ولم تكن هناك مصلحة لبطون قريش في أن تعترض على نبوّة محمّد صلّى الله عليه وآله، مضافاً إلى عدم جدوى هذا الاعتراض، ولأجل ذلك وجدت أنّ من الأفضل لها أن تعترف بحقّ الهاشميّين الشرعيّ بالنبوّة، وفي مقابل هذا الاعتراف يجب أن يعترف الهاشميّون بحقّ البطون بالمُلك؛ تتداوله في ما بينها خالصاً دون الهاشميّين، وهذا هو وجه الصواب على حدّ تعبير المُنظِّر الجديد لبطون قريش، حيث يقول: «فاختارتْ قريش لأنفُسِها فأصابت». (الكامل لابن الأثير 63/3)

ولكن النبيّ محمّداً صلّى الله عليه وآله لم يكن راضياً بهذا الاختيار، وكان يخطّط - بأمر الله ووحيه - لإقامة إمامة يديرها اثنا عشر إماماً من أهل بيته، يحكمون بالتتابع.

فقرّرت بطون قريش في المقابل، أن تُقيم تحالفاً حقيقيّاً بينها وبين الجميع بمَن فيهم المنافقون، حتّى إذا انتقل النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى جوار ربّه، حاصروا عليّاً عليه السلام والهاشميّين، وهكذا اتّحدت البطون بعد الفتح ضد عليّ عليه السلام وبني هاشم لإجهاض الإمامة، كما اتّحدت ضدّ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وبني هاشم لإجهاض النبوّة.

وكما مدّت قيادات البطون أيديها إلى المنافقين تحقيقاً لأهدافها، فقد تحالفت أيضاً مع طلّاب المصالح من الأنصار، وممّا يلقي ضوءاً على ذلك قول بعضهم يوم السقيفة: «ما هو إلّا أن رأيتُ (أسلم) فأيقنتُ بالنصر». (تاريخ الطبري 459/2)

فمَن الذي أخبره بأنّ قبيلة أسلم ستحضر؟ وكيف عرف أنّ هذه القبيلة ستقف معه وتؤيّد نظامه الجديد؟

الجواب المنطقيّ الوحيد هو أنّ قبيلة أسلم كانت طرفاً في ذلك التحالف المشؤوم لاغتصاب الخلافة، وجاءت على موعدٍ لتأييد النظام الجديد، فقد ضاقت بهم السِّكَك على حدّ تعبيره.

وكان من أركان هذا الحلف نفرٌ ممّن أسلم قبل الفتح وانقلب على عقبه بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله، ويلي هؤلاء النفر من حيث الخطورة على الإسلام كلٌّ من: أبو عبيدة، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وكان الزبير خارج هذه الدائرة، لأنّ هواه مع بني هاشم، ثمّ غيّره ابنه عبد الله، وقد عُرفوا بالنفر الذين مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وهو راضٍ عنهم!

وقد ساعد هؤلاء القادةَ من بطون قريش، أبو سفيان، ومعاوية، ويزيد، وعبد الله بن أبي سرح، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، والوليد بن عقبة، والحكم بن العاص، وكلّهم موتور وحاقد على عليّ عليه السلام وأهل بيت النبوّة، فما من أحدٍ منهم إلّا وقتل عليٌّ عليه السلام أباه أو أخاه أو ابن عمّه.

وكذلك ساعدهم نفرٌ من الأنصار.

ويمكن القول: إنّ الهدف الأساسيّ من هذا التحالف هو تثبيت مبدأ (النبوّة لبني هاشم، والخلافة لبطون قريش) والحيلولة بين الإمام عليّ عليه السلام بالذات وبين حقّه بالإمامة، لأنّ عليّاً عليه السلام قتل سادات قريش، ولا تقبل به البطون إماماً حتى إذا اختاره الله تعالى، وأيضاً الحيلولة بين أيّ هاشميّ وبين الإمارة، لأنّ أيّ هاشميّ إذا تسلّم الإمارة سيدعو لخلافة أهل بيت النبوّة وإمامتهم، على هذا أجمعت قيادة بطون قريش ومَن تحالف معها.

وقد ساد هذا التحالف روح الفريق والالتزام بالهدف، والمهمّ عنده الحيلولة دون أن يجمع الهاشميّون «المُلك» والنبوّة معاً.

ولم يكن بوسع هذا التحالف مواجهة الرسول صلّى الله عليه وآله عن طريق الحرب، ولم يكن بإمكانه مواجهته عن طريق الحجّة والمنطق، لأنّ قيام هذا التحالف عملٌ منافٍ للمنطق، ولم يكن بوسعه مواجهته عن طريق الشرع، لأنّ التحالف ما قام إلّا لهدم الجانب السياسيّ من الشرع.

إنّه تحالفٌ نشأ في الظلام، ولكن ليس بإمكان قادته أن يقفوا مكتوفي الأيدي، وهم يرون محمّداً صلّى الله عليه وآله يوطّد الأمر من بعده لعليٍّ عليه السلام، ويُبرز الموقع المتميّز لأهل بيته من بعده، لقد أدرك قادة التحالف خطورة البيان النبويّ، وتأكيد رسول الله الدائم على أنّه لا ينطق عن الهوى، وأنّه يتّبع ما يوحى إليه، فرأى قادة التحالف أنّهم إذا استطاعوا التشكيك بقول الرسول وبشخصيّته، فإنّهم سيتمكّنون بذلك من إبطال مفعول البيان النبويّ المنحصر في حديث النبيّ صلّى الله عليه وآله، ومن هنا خطّطوا لبث سلسلة من الشائعات تتظافر على التشكيك في قول الرسول وشخصه، وتؤكّد أنّ من المستحيل أن يكون جميع كلام محمّدٍ صلّى الله عليه وآله وسلّم من عند الله، بقصد زعزعة ثقة الناس ببيان الرسول المتعلّق بالقضايا السياسيّة، ومنها قضيّة ولاية أمور المسلمين بعد النبيّ صلّى الله عليه وآله، لتتوفّر بذلك مبرّرات الانقضاض على الحكم، وتنصيب خليفة من بطون قريش يجمع بيده السلطة والمال وتأييد التحالف، ويواجهون عليّاً عليه السلام وأهل بيت النبوّة بأمرٍ واقع، ثمّ تقوم السلطة الجديدة بتحويل تلك الشائعات إلى قناعات يتناقلها العامّة من الناس بالوراثة، لتصبح جزءاً من الدين!

 

 

من أسرار

الصلاة على محمّد وآل محمّد

للصلاة على النبيّ وآله صِيَغٌ كثيرة جداً، وتُعتبر هذه الصيغة من أبرزها. رواها الشيخ الصدوق في (ثواب الأعمال) عن الإمام الكاظم عليه السلام، وقد جاء في الرواية:

«من صلّى على النّبيّ بهذه الصّلاة هُدِمَتْ ذُنُوبُهُ، وَمُحِيَتْ خطاياهُ، ودامَ سُرورُهُ، واستُجيبَ دُعاؤهُ، وأُعْطِيَ أَمَلَهُ، وبُسِطَ لهُ في رزقِه،ِ وأُعينَ على عَدُوِّهِ، وهُيِّئَ لهُ سَبَبُ أنواعِ الخَيْرِ، ويُجْعَلُ مِن رُفَقَاءِ نَبِيِّهِ في الجِنانِ الأعلى.

يقولهنّ ثلاث مرّاتٍ غدوة، وثلاث مرات عشيّة:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في الأوَّلينَ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في الآخِرِينَ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في الملأِ الأعلَى، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ في النَّبِيِّينَ والمُرسَلينَ.

اللَّهُمَّ أعْطِ محَمَّداً صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلّمَ الوَسِيلَةَ، والشَّرَفَ، والفَضيلَةَ، والدَّرجَةَ الكَبيرةَ.

اللَّهُمَّ إنِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ علَيْهِ وآلِهِ السَّلامُ وَلَمْ أرَهُ، فَلا تَحْرِمْني يَوْمَ القِيامَةِ رؤْيَتَهُ، وارْزُقْني صُحْبَتَهُ، وتَوَفَّني على مِلَّتِهِ، واسْقِني مِن حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً لا أظْمَأُ بَعْدَهُ أبداً، إنَّكَ على كُلِّ شَيءٍ قديرٌ.

اللَّهُمَّ كمَا آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلّمَ وَلَمْ أرَهُ، فَعَرِّفْني في الجِنانِ وَجهَهُ.

اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ عَنِّي تحيّةً كثيرةً وسَلاماً».


اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

28/11/2016

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

نفحات