من وصايا السيد الكشميري :
نقطة البدء: السجدة اليونسيّة، وقراءة القرآن

من وصايا السيد الكشميري : نقطة البدء: السجدة اليونسيّة، وقراءة القرآن

28/07/2011

نقطة البدء: السجدة اليونسيّة، وقراءة القرآن
وقت السَّحر، أفضل من «بين الطُّلوعَيْن»


إعداد: علي حمّود

من أبرز التوجيهات في هذه الوصايا: تركُ مُشتهيات النَّفْس، والسجدة اليونسيّة، والقيام لصلاة اللّيل في الأسحار. ما يلي، مختاراتٌ من توجيهات الفقيه العارف السيد عبد الكريم الكشميري رضوان الله عليه.

* إحياء اللّيل بالعبادة: كان ممّا يوصي به السيّد عبدالكريم الكشميري السالكين، هو إحياء الليل والتّهجُّد في السَّحَر، معتبراً وقت السَّحَر أفضل من وقت ما بين الطُّلوعَين. وكان يؤكِّد في وصاياه على صلاة اللّيل، ويعتقد بأنهّـا رمز مُوَفقيّة السالك. كما كان يوصي أيضاً ببعض الأذكار كَذِكر «يا حيّ يا قيّوم»، وذِكْر النبيّ يونس عليه السلام: ﴿..لا إله إلَّا أنت سبحانك أنِّي كنت من الظالمين﴾ الأنبياء:87، ويقول بأنّ لهما أثراً في رؤية الملائكة في الأسحار.
يقول الشيخ حسين الحيدري الكاشاني: «تشرَّفتُ بزيارة آية الله السيّد الكشميري في سنوات عمره الأخيرة، وسألتُه من أين يكون البِدء بذِكر الله؟ فقال: السجدة اليونسيّة، وقراءة القرآن. [يقصد بالسجدة اليونسيّة: تكرار الذِّكر اليونسي في السجود]
وسألتُه: إنّ البعض يقولون: إنّنا لا ندرك حقيقة الأذكار والأوراد والختومات! ولم يَدَعني السيّد الكشميري أُتمّ حديثي وقاطعني قائلاً: يجب الإتيان بها ولا بُدّ أن نعمل بها.
وفي سؤال: ماذا يجب أن يَعمل من يريد السَّيْر في طريق الله؟ أجاب السيّد الكشميري: عليك بالصَّوم ما استطعتَ إلى ذلك سبيلاً، والإعتزال عن الناس، وعدم ترك صلاة اللّيل، وذِكْر اليونسيّة أربعمائة مرّة في السجود، والكُمَّـل يأتون بها ثلاثة آلاف مرّة، ولا يوجد طريق غير هذا».

* التحذير من مخاصمة أهل السلوك: يُحذِّر السيّد الكشميري من خصومة أهل السلوك والتعرُّض لهم، وإنْ كانوا من أتباع المذاهب الأخرى لما له من آثار وضعيّة، يقول: «ذهبتُ في أيّام شبابي إلى مسجد السهلة ورأيتُ فيه رجلاً مع مجموعة من مريديه يقرأون الأذكار بحالة مخصوصة لم تكن بحسب الظاهر لائقة، فتشاجرتُ مع كبيرهم وقلتُ له: ليس من اللائق أن تقرأوا الأذكار وأنتم ترقصون! فكانت هذه الحادثة سبباً في عدم توفيقي للذهاب إلى مسجد السهلة مدّة طويلة، إلى أن تَصالحتُ مع كبيرهم، وبعد أربعة أيّام توفَّقت للذهاب إلى مسجد السهلة».

* التحذير من تولّي منصب القضاء: يقول أحدهم: «أراد أحد العلماء الذي كان يتولّى منصباً قضائيّاً الاستخارة عند السيّد الكشميري للإستقالة من منصبه، لأنّه يرى فيه ابتعاداً عن الترقِّي المعنوي، وعندما تشرّف بالحضور عند السيّد الأُستاذ طلب منه الإستخارة من غير أن يبيّـن قصده، فقال له السيّد: يَنتظرُك العذاب في المكان الذي أنت فيه على ارتفاع عشرين متراً من رأسك، وعليك الإسراع في الخروج منه. فاستقال ذلك العالِم من منصبه، ومارس الخطابة، وكان موفّقاً في عمله الجديد.
ويُنقل أنّ أحد القضاة كان يصلّي في منزل أحد الأشخاص، فاقتدى به مجموعة من المُصلِّين. وعندما رأى الأُستاذ هذا المنظر قال بعد ذلك: كم هؤلاء الناس سُذَّج! إنّ الإقتداء بمثل هؤلاء الأشخاص غير صحيح».

* التحذير من التلوُّن
: تحدّث السيّد الكشميري عن أحد السالكين وكانت له حالات من المناجاة والخوف، قال: «إنَّ حاله كانت تتغيّـر من حالةٍ إلى أُخرى، لقد كان متلوّناً».
وقال يوماً لأحد الطلبة الذي يريد الذهاب إلى إحدى المدن والإستقرار فيها، وكان يُعيد الإستخارة حول نفس الموضوع: «إنَّ أهل العرفان لا يَقبلون الشخص المتلوّن».

* حثّ السالكين على الإجتهاد: يقول السيّد الكشميري عن العُرَفاء وأولياء الله: «أولئك الذين رَأيتُهم لا يوجد الآن أمثالهم». وقال أيضاً: «كان يحضر درس الآخوند الملّا حسين قلي الهمداني سبعون عارفاً مجتهداً، ولا يوجد أحد منهم الآن». وقال يوماً: «عليكم أن تبذلوا جهدكم لتملأوا الفراغ الذي تركه أولئك العرفاء».

* الفرار من الفتوى: كان موقف العرفاء الكاملين والواصلين هو الفرار من التَّصدّي لمنصب الإفتاء، بل أنّ بعضهم لم يَقبل حتى التصدّي لإمامة الجماعة. وقد قال السيّد الكشميري حينما كتب أحد العرفاء رسالة عمليّة في الفتوى: «لم يَكُن هذا العمل جيّداً له».
وقيل له مرّة إنّ المرحوم آية الله الميرزا محمّد تقي الشيرازي عندما تصدّى لمنصب المرجعيّة، أَرجع احتياطاته للعارف بالله السيّد أحمد الكربلائي، أُستاذ السيّد عليّ القاضي، وعندما سمع بذلك السيّد أحمد الكربلائي بَكى بكاءً شديداً وكاد أن يُغمى عليه، ثمّ قال: «قولوا للميرزا الشيرازي: القدرة (المرجعيّة) الآن بيدك ولكن القدرة في الآخرة ستكون بيد جدّي فأشكوك إليه». فلمّا سمع السيّد الكشميري هذا الكلام بكى، وقال: «كم كان أهل المعرفة يفرّون من الفتوى».

* الصبر عند الإمتحان: كانت زوجة أحد الأشخاص الذين لهم علاقة بالسيّد الكشميري مريضة، فقال يوماً للسيّد الأستاذ: لقد ذهبت إلى عددٍ من أولياء الله، وأعطاني كلُّ واحدٍ منهم عملاً معيَّناً لشفاء زوجتي، وقد أَتيتُ بِكلِّ هذه الأعمال ولم أحصل على نتيجة، فهل أنَّ مرضها هو بسبب ما ارتكبتُه من الذنوب؟ فقال له الأستاذ: «هذه المسألة إمتحان لك، وإذا صَبَرْتَ عليه فسوف يعطيك الله بدلاً منه عطاءً جزيلاً».


 

اخبار مرتبطة

  الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

الوثيقة الحَسَنيَّة الخالدة

  دوريات

دوريات

28/07/2011

نفحات