تاريخ و بلدان

تاريخ و بلدان

10/10/2018

تاريخ و بلدان

تاريخ

قتلتُ المأمور، وبقيَ الآمر!

كان المهاجر بن خالد بن الوليد مع عليٍّ عليه السلام بصفّين، وكان ابنه خالد على رأي أبيه، هاشميَّ المذهب. وكان عمّه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مع معاوية في صفّين، ولهذا كان خالد بن المهاجر بن الوليد أسوأ الناس رأياً في عمّه.

ثمّ إنّ معاوية، لمّا أراد أن يُظهر العهد ليزيد، قال لأهل الشام: إنّي قد كبُرت سنّي، وأريد أن أستخلف عليكم، فمن ترون؟ فقالوا: عبد الرحمن بن خالد.

فسكت وأضمرها. ودسّ إلى ابن أثال الطبيب، فسقاه سمّاً فمات. وبلغ ابن أخيه خالد بن المهاجر خبره وهو بمكّة، فقال له عروة بن الزبير: أتدَعُ ابن أثال يُفني أوصال عمّك بالشام، وأنت بمكّة مسبلٌ إزارك تجرّه وتخطر فيه متخايلاً؟

فحميَ خالد ودعا مولًى له يدعى نافعًا، فأعلمه الخبر، وقال له: لا بدّ من قتل ابن أثال. فخرجا حتى قدما دمشق، وكان ابن أثال يمسي عند معاوية، فجلس له في مسجد دمشق إلى أسطوانة، وجلس غلامه إلى أخرى. فلمّا حاذاه وثب إليه خالد فقتله، وثار به من كان معه، فحملا عليهم فتفرّقوا حتى دخل خالد ونافع زقاقاً ضيقاً، ففاتا القوم.

فبلغ معاوية الخبر، فقال: هذا خالد بن المهاجر، اقلبوا الزقاق الذي دخل فيه. فأُتي به، فقال له معاوية: لا جزاك الله من زائرٍ خيراً، قتلتَ طبيبي.

فقال خالد: قتلتُ المأمور، وبقي الآمر. فقال: عليك لعنة الله، والله لو كان تَشهَّدَ مرةً واحدة لقتلتُك به.

ثمّ حبس خالداً، فلمّا أطلقه بعد مدّة رجع إلى مكّة. ولمّا لقيَ عروة بن الزبير، قال: أمّا ابن أثال فقد قتلتُه. وذاك ابن جرموز يُفني أوصال الزبير بالبصرة، فاقتله إنْ كنتَ ثائراً! (ابن جرموز هو قاتل الزبير إبان معركة الجمل)

 (السيد الأمين، أعيان الشيعة: 29/229، مختصر)

 

بلدان

النُّخَيلة

النّخيلة: تصغير نخلة: موضعٌ قرب الكوفة على سمت الشام، وهو الموضع الذي خرج إليه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لمّا بلغه ما فُعل بالأنبار من قتْل عامله عليها، وخطب خطبة مشهورة ذمّ فيها أهل الكوفة.

ورُوي أن النبيّ إبراهيم عليه السلام شيّد مسجداً في النخيلة خارج الكوفة، ففي (تفسير العياشي)، عن الإمام الباقر عليه السلام في وصف حركة الإمام المهديّ عليه السلام، قال: «.. حتّى ينتهي إلى مسجد إبراهيم عليه السلام بالنّخيلة فيصلّي فيه ركعتين، فيخرج إليه مَن كان بالكوفة من مرجئها وغيرهم من جيش السفيانيّ..».

وقال صاحب الجواهر: «الظاهر من ملاحظة بعض الأخبار وغيرها أن النّخيلة هي المسمّاة الآن بذي الكِفل، أو مكان قريب منه، فتكون على بريدٍ من المصر».

قال البلاذري في (أنساب الأشراف): «النخيلة: على ميلين من الكوفة... وهَمَّ عمّار بن أبي سلامة الدالاني أن يفتك بعبيد الله بن زياد في عسكره بالنخيلة فلم يمكنه ذلك، فلطف حتّى لحق بالحسين فُقتل معه».

(عدّة مصادر)

اخبار مرتبطة

  أيّها العزيز

أيّها العزيز

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

نفحات