ليس في القيام لله هزيمة
لقد أوشك يزيد وجلاوزته أن يمحوا الإسلام، ويضيّعوا جهود النبيّ صلّى الله عليه وآله، المضنية، وجهود مسلمي صدر الإسلام، ودماء الشهداء.
*****
لقد تحرك سيّد الشهداء عليه السلام، مع عدد قليل من الأنصار وثار بوجه يزيد الذي كان حاكماً متجبّراً يرأس حكومة غاشمة جائرة، ويتظاهر بالإسلام، لقد كان رغم تظاهره بالإسلام وزعمه أن حكومته حكومة إسلامية، وأنه خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله، كان رجلا ظالماً يهيمن على مقدّرات بلد دون حق. لذا فإنّ الإمام أبا عبد الله الحسين عليه السلام، ثار بوجهه مع قلّة الأنصار لأنّه رأى أنّ واجبه وتكليفه يقتضي ذلك، وأنّ عليه أن يستنكر ما يحدث، وينهى عن المنكر.
لقد كان يزيد ظاهرياً متشبثاً بالإسلام، ويعدّ نفسه خليفة لرسول الله صلّى الله عليه وآله، ويؤدي الصلاة أيضاً، ويمارس كلّ ما نمارسه نحن، ولكن ماذا ارتكب غير ذلك؟ لقد اقترف المعاصي وخالف سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله. وكان يخالف أسلوب رسول الله صلّى الله عليه وآله في معاملة المسلمين وصيانة دمائهم وحفظ أموالهم، فهو يسفك الدماء ويهدر الأموال ويبذّرها، وهي نفس الأفعال التي كان يقوم بها أبوه معاوية والتي دعت أمير المؤمنين عليه السلام إلى معارضته. كلّ ما في الأمر أنّ الإمام عليّاً عليه السلام، كان يمتلك جيشاً، في حين لم يمتلك الحسين عليه السلام سوى عدد قليل في مواجهة حكومة جبّارة.
إنّ شهادة الإمام الحسين عليه السلام لم تكن هزيمة، فثورة سيّد الشهداء سلام الله عليه كانت قياماً لله، وليس في القيام لله هزيمة.