مَثَلُه مَثَلُ السّاعة
آياتٌ فُسِّرت بالمهديّ المنتظَر عجّل الله تعالى فرجه الشريف
ـــــ إعداد: «شعائر» ـــــ
وردَت في كُتب التّفسير والحديث مجموعةٌ كبيرةٌ من الآيات القرآنيّة المفسَّرة بالإمام المهدي عجّل الله تعالى فرجه الشريف وظهوره، وما سيتحقّق على يده عليه السلام من علوّ الإسلام وانتشارِه في أرجاء البسيطة، وبسْط العدل والإنصاف في ربوع الأرض، ويتحدّث بعضها عن الهزيمة التي ستلحق بالكفّار على يد الإمام المهديّ عليه السلام أو على يد النبيّ عيسى عليه السلام الذي سيأتمُّ به ويُساعده في إرساء قواعد العدل وقتْل الظّالمين.
في ما يلي، نتعرّض لعددٍ من هذه الآيات المباركة:. |
1- قوله تعالى: ﴿يسألونَكَ عن الساعةِ أيّانَ مُرساها قُل إنّما عِلمُها عند ربّي لا يُجلِّيها لوقتِها إلّا هو ثَقُلَت في السماواتِ والأرضِ لا تأتيكم إلاّ بَغتةً..﴾ الأعراف:187.
روي عن الإمام الرّضا عليه السلام أنّه قال (في حديث دِعبِل الخُزاعي): إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قِيل له: يا رسولَ الله، متى يخرج القائم من ذَريّتك؟ فقال عليه السلام: مَثَلُه مَثَل السّاعة التي لا يُجلّيها لوقتِها إلّا هو، ثَقُلَت في السّماوات والأرض، لا تأتيكم إلّا بغتةً. [كمال الدين، للصدوق 372:2 حديث 6. عيون أخبار الرضا عليه السلام، للصدوق 297:2 حديث 35. فرائد السّمطَين، للحمويني 337:2 حديث 591]
2- قوله تعالى: ﴿ويقولونَ متى هذا الوعدُ إن كُنتم صادقين﴾ يونس:48.
روي عن الإمام الحسين عليه السلام أنّه ذكرَ القائمَ عليه السلام (في حديث، ثمّ قال:) له غَيبةٌ يرتدُّ فيها أقوامٌ ويَثبُت فيها على الدِّين آخَرون، فيُؤذَون ويُقال لهم: متى هذا الوَعدُ إن كُنتم صادقين؟ أما إنّ الصابر في غَيبته على الأذى والتّكذيب بمنزلةِ المجاهد بالسّيف بين يَدَي رسول الله صلّى الله عليه وآله. [كمال الدين 317:2 حديث 3]
3- قوله تعالى: ﴿هو الذي أرسَلهُ بالهُدى ودِينِ الحقِّ لِيُظَهِرَهُ على الدِّين كُلِّه ولو كَرِهَ المشركون﴾ التوبة:33.
O رُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قرأ الآية، ثمّ قال: أظَهَر بعدُ ذلك؟!
قالوا: نعم. قال: كلّا، فوَالّذي نفسي بيدِه، حتّى لا تبقى قريةٌ إلّا ويُنادى فيها بشهادة أنْ لا إله إلّا الله، بُكرةً وعَشيّاً. [تفسير مجمع البيان 464:9. المحجّة، للبحراني 86]
O ورُوي عن الإمام الكاظم عليه السلام في تفسير الآية الكريمة، قال: يُظهِرُه على جميع الأديان عندَ قيامِ القائم. [الكافي، للكُلَيني 432:1 حديث 91. الصراط المستقيم، للبيّاضي 74:2]
O وروى الكنجي الشافعي عن سعيد بن جُبير في تفسير الآية، قال: هو المهديّ من عترة فاطمة عليها السلام. [البيان، للكنجي الشافعي، الباب 25]
O وروى الفخر الرّازي عن السدّي أنّه قال: ذلك عند خروج المهديّ، لا يبقى أحدٌ إلّا دخلَ في الإسلام أو أدّى الخَراج. [التفسير الكبير، للفخر الرازي 40:16]
4- قوله تعالى: ﴿وقاتِلوهم حتّى لا تكونَ فِتنةٌ ويكونَ الدِّين كُلُّه لله..﴾ الأنفال:39.
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: إنّه لم يجئ تأويلُ هذه الآية، ولو قد قامَ قائمُنا بعده سيرى مَن يُدركه ما يكونُ من تأويل هذه الآية، وليَبلُغَنّ دينُ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله ما بَلَغ اللّيلُ، حتّى لا يكون مُشرِكٌ على ظهر الأرض، كما قال الله. [تفسير العيّاشي 56:2 حديث 48. تفسير مجمع البيان 466:4]
5- قوله تعالى: ﴿ولقد كَتَبْنا في الزَّبور مِن بعدِ الذِّكرِ أنّ الأرضَ يَرِثُها عباديَ الصالحون﴾ الأنبياء:105.
رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير ﴿عباديَ الصالحون﴾، قال: القائم عليه السلام وأصحابه. [تأويل الآيات، لشرف الدين 332:1 حديث 22. ينابيع المودّة، للقندوزي، الباب 71]
6- قوله تعالى: ﴿وَعَد اللهُ الذينَ آمنوا منكم وعَمِلوا الصالحاتِ لَيَستَخلِفَنَّهُم في الأرض كما استَخلَفَ الذينَ مِن قَبلِهم ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُم دِينَهمُ الذي ارتضى لهم ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِن بَعد خَوفِهم أمْناً يَعبُدونَني لا يُشرِكونَ بي شيئاً..﴾ النور:55.
O فقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال (في حديث طويل مع جُندَب بن جُنادة، سأله فيه عن الأوصياء بعده من ذريّته، فقرأ صلّى الله عليه وآله الآية، ثمّ قال:)
يا جُندَب! في زمن كلّ واحدٍ منهم (أي من الأئمّة) سلطانٌ يعتريه ويُؤذيه، فإذا عجّل اللهُ خروجَ قائمِنا يملأُ الأرضَ قِسطاً وعدلاً كما مُلئت جَوراً وظلماً. ثمّ قال عليه السلام: طُوبى للصّابرين في غيبتِه، طُوبى للمتّقين على مَحَجّتهم، أولئكَ وصفَهم اللهُ في كتابِه وقال: ﴿الّذينَ يُؤمنونَ بالغَيب..﴾. [كفاية الأثر، للخزّاز 60]
O وروي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية، قال: نَزَلَتْ في القائمِ وأصحابِه. [الغيبة، للنعماني 240 حديث 35. ينابيع المودّة، الباب 71]
7- قوله تعالى: ﴿إنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عليِهم من السماءِ آيةً فَظَلّتْ أعناقُهم لها خاضِعين﴾ الشعراء:4.
O روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: انتظروا الفَرَج من ثلاث. فقيل: يا أمير المؤمنين! وما هُنّ؟ فقال: اختلافُ أهلِ الشّام بينَهم، والرّاياتُ السُّودُ من خراسان، والفَزعةُ في شهر رمضان. فَقِيل: وما الفزعةُ في شهر رمضان؟ فتلا صلواتُ الله عليه الآية، وقال: هي آيةٌ تُخرجُ الفتاة من خِدرِها، وتُوقظُ النّائم، وتفزع اليقظان. [عقد الدرر، للشافعي السلمي 104، الباب 4، الفصل 3. تأويل الآيات، لشرف الدين 387:1 حديث 4]
O وروي عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه سُئل عن الآية الكريمة، فقال: نَزَلَت في قائم آل محمّدٍ صلوات الله عليهم، يُنادى باسمِه من السّماء. [تأويل الآيات 386:1 حديث 2. المحجّة، للبحراني 159. ينابيع المودّة، الباب 71]
O وروي عن أبي حمزة الثُّمالي أنّه ذكر هذه الآية فقال: بَلَغَنا -واللهُ أعلم- أنّها صوتٌ يُسمَع من السّماء في النّصف من شهر رمضان، وتخرجُ له العواتقُ من البيوت. [عقد الدّرر 101، الباب 4، الفصل 3]
8- قوله تعالى: ﴿ونُريدُ أن نَمُنَّ علَى الذينَ استُضعِفوا في الأرض ونَجعَلَهُم أئمّةً ونَجَعَلَهُمُ الوارثين﴾ القصص:5.
O رُوي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه قال: إنّ الله تعالى لم يَبعث نبيّاً ولا رسولاً إلّا جَعَل له اثنَي عشر نقيباً (ثمّ ذكر أسماء الأئمّة عليهم السلام، إلى أن قال:) ثمّ ابنُه محمّد بن الحسن الهادي المهديّ النّاطق القائمُ بحقّ.. وذلك تأويل الآية: ﴿ونُريدُ أن نَمُنّ على الذينَ استُضعِفوا..﴾. [دلائل الإمامة، للطبري 447]
O ورُوي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: لَتعطِفَنَّ علينا الدّنيا بعد شِماسها، عَطْفَ الضَّروسِ على وَلَدِها.. ثمّ قرأ الآية. [شرح نهج البلاغة، لابن أبي الحديد 29:19، الحكمة 205. شواهد التنزيل، للحسكانيّ 556:1 حديث 590]
9- قوله تعالى: ﴿وإنّه لَعِلْمٌ للساعةِ فلا تَمْتَرُنّ بها واتَّبِعُونِ هذا صراطٌ مستقيم﴾ الزخرف:61.
O رُوي عن مقاتل بن سليمان أنّه قال في تفسير الآية: هو المهديُّ عليه السلام يكونُ في آخر الزّمان، وبعد خروجِه يكون قيام السّاعة وأماراتُها. [البيان، للكنجي الشافعي، الباب 25. الفصول المهمة، لابن الصبّاغ 1122:2]
O ورُوي عن ابن عبّاس والضحّاك وغيره في تفسير الآية، قال: هو خروج عيسى ابنِ مريم عليه السلام قبل يوم القيامة. [مسند أحمد 318:1]
10- قوله تعالى: ﴿..لَهُم في الدنيا خِزيٌ ولهم في الآخرةِ عذابٌ عظيم﴾ البقرة:114.
رُوي عن السدّي في تفسير الآية، قال: أمّا خِزيُهم في الدّنيا إذا قام المهديُّ وفُتِحت القسطنطينيّة قَتَلَهم، فذلك الخزي. [تفسير الدر المنثور، للسيوطي 108:1]
11- قوله تعالى في عيسى ابن مريم عليه السلام: ﴿ويُكلِّمُ الناسَ في المهدِ وكَهْلاً ومِن الصالحين﴾ آل عمران:46.
رُوي عن ابن زيد قال: قد كلّمهم عيسى في المهد، وسيُكلِّمُهم إذا قَتَل الدجّال، وهو يومئذٍ كَهل. [تفسير الآلوسي، 164:3]
12- قوله تعالى في عيسى عليه السلام: ﴿وإنْ مِن أهلِ الكتابِ إلاّ لَيؤمِنَنَّ بهِ قَبلَ موتهِ ويومَ القيامةِ يكونُ عليهِم شهيداً﴾ النساء:159.
روي عن ابن عبّاس وابن زيد وأبي مالك والحسن البصري: إذا نزل عيسى ابن مريم فقَتَل الدجّال، لم يبقَ يهوديٌّ في الأرض إلّا آمنَ به، قال: وذلك حين لا ينفعُهم الإيمان. [الدرّ المنثور 241:2]
وليس هناك تعارض بين كلا التفسيرَين، لأنّ نزول النبيّ عيسى عليه السلام يتزامن مع ظهور الإمام المهديّ صلوات الله عليه في آخر الزّمان.
(المصادر بمعظمها نقلاً عن البرنامج الإلكتروني: مكتبة أهل البيت عليهم السلام، الإصدار الثاني)