من حِكَم أمير المؤمنين عليه السلام
«الزموا الصِّدق فإنَّه منجاة، وارغبوا في ما عند الله عزَّ وجلَّ، واطلبوا طاعته واصبروا عليها، فما أقبح بالمؤمن أنْ يَدخل الجنّة وهو مهتوك السِّتر».
«إبدأ السَّائلَ بالنَّوال قبل السُّؤال، فإنَّك إنْ أَحْوَجْتَهُ إلى سؤالك أخَذْتَ من حُرِّ وجهه أكثر ممَّا أعطَيْتَهُ».
«اتَّقوا الله تُقاةَ مَنْ سَمع فخَشَع، واقتَرَفَ فاعتَرَف، وعَلِمَ فَوَجَل، وحاذَرَ فبادَرَ، وعَمِل فأَحْسَن».
«الرّزق رزقان: طالبٌ ومطلوبٌ، فمَن طَلَب الدُّنيا طَلَبه الموت حتّى يُخرجهُ عنها، ومَن طَلَب الآخرة طَلَبَتْهُ الدُّنيا حتى يستوفي رزقه منها».
«أربع هي مطلوبات النّاس في الدُّنيا: الغنى، والدّعة، وقلّة الاهتمام، والعزّ. فأمَّا الغنى: فموجود في القناعة فمَن طلبه في كثرة المال لم يجده، وأمَّا الدّعة: فموجودة في خفَّة المحمل فمَن طلبها في ثقله لم يجدها، وأمَّا قلَّة الاهتمام: فموجودة في قلَّة الشّغل فمَن طلبها في كثرته لم يجدها، وأمَّا العزَّ: فموجود في خدمة الخالق فمَن طلبه في خدمه المخلوق لم يجده».
(عيون الحكم والمواعظ، الواسطي)
خ ول
* قوله تعالى ﴿..وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم..﴾ الأنعام:94 أي تركتُم ما ملَّكناكم وتفضَّلنا به عليكم في الدّنيا فشغلكم عن الآخرة وراء ظهوركم، من قولهم خوَّله الله الشّيء أي ملَّكه إياه.
* وخوَّله نعمة: أعطاه نعمة. وفي الدُّعاء: «وأدِم ما خوَّلتنا». وفي الحديث: «النّاس كلُّهم أحرار ولكنَّ الله خوَّل بعضكم على بعض» أي فضَّل بعضكم على بعض، من خوَّله المال أعطاه إيّاه متفضِّلاً. وفيه «إتَّقوا الله فيما خوَّلكم» أي ملَّككم وأعطاكم.
* وفي حديث الصّحابة: «كان رسول الله صلّى الله عليه وآله يتخوَّلنا بالموعظة» أي يتعهَّدنا، من التخوُّل: التعهُّد وحسن الرّعاية. يقال: تخوَّلت الأرض الرِّيح أي تعهَّدتها. والخايل: المتعهِّد للشّيء الحافظ له. والمعنى أنّه كان يتفَّقدنا بالموعظة في مظانِّ القبول ولا يكثر علينا لئلَّا نسأم. ".."
* وفي الحديث: «اتّخذوا مال الله دولاً وعبيده خوَلاً» أي عبيداً. والخوَل بالتّحريك، العبيد. ومنه الخبر: إذا بلغ بنو العاص ثلاثين اتَّخَذوا عباد الله خولاً، أي خدماً وعبيداً، يعني إنَّهم يستخدمونهم ويستعبدونهم.
(مجمع البحرين، الشيخ الطريحي)