ظلّت هزيمة أُحد ماثلة أمام المسلمين، وينبغي أن تظل الآن، وفي كل جيل، فهي درس كبير، يجب على المجاهد أن يتفهّمه جيداً. حب الدنيا، هو سبب الفشل، والهزيمة، في أُحد. إذا كان الخل يفسد العسل، فكيف سيكون إفساد حب الدنيا للإخلاص، وبيع النفس لله، والحنين إلى الشهادة.
قرأت أيها العزيز، أو سمعت عن وقعة أُحد.
كان النصر يمشي حثيثاً في ركاب المسلمين، وفجأةً تغيّر كل شيء.
لقد صوّر الله تعالى هذه الحقيقة بقوله:
ولقد صدقكم الله وعده إذا تحسّونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون.
رأى المسلمون النصر، وهو الذي يحبون، ثم فشلوا، وكان من أمر أُحد ما كان.
ظلّت هزيمة أُحد ماثلة أمام المسلمين، وينبغي أن تظل الآن، وفي كل جيل، فهي درس كبير، يجب على المجاهد أن يتفهّمه جيداً.
حب الدنيا، هو سبب الفشل، والهزيمة، في أُحد.
إذا كان الخل يفسد العسل، فكيف سيكون إفساد حب الدنيا للإخلاص، وبيع النفس لله، والحنين إلى الشهادة.
لنستمع كيف يبيّن الله تعالى أن حب الدنيا كان السبب، قال سبحانه:
منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة
كان قسم من "المجاهدين" يحبون الدنيا، وقدأفسد حبهم هذا للدنيا، نسبة الإخلاص الموجودة فيهم، إن كانت، كما أفسد إخلاص المخلصين.
على المجاهد-إذاً- أن يقف عند حب الدنيا، إن وُجد، فيعمل على استئصاله لأن خطره جسيم.
ويبيّن الله تعالى السبب في ذلك، كيف أن حب الدنيا يصبح مصدر هذا الخطر، فيقول عز وجل:
"إن الذين تولّوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلّهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور رحيم".
كانت هناك مسارب للذنب، فاستزلّهم الشيطان بها.
بين النصر والتوبة والإستغفار سبب ونسب.
ينبغي أن يشدد المجاهد في محاسبة نفسه كي لا يستزلّه الشيطان في ساحة المعركة ببعض ما كسب، وليعتمد في ذلك على رحمة الله تعالى فهو الغفور الحليم.
واذكرنا أيها العزيز في دعائك فليس دعاء المجاهد كمُكاء[1] القاعد، وعلى الله قصد السبيل.
والحمد لله رب العالمين.
***
--------------------------------------------------------------------------------
[1] من قوله تعالى: وماكان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية. والمكاء الصفير والتصدية التصفيق.