..ولا عرفوا لها قبراً
يُلاحَظ أنَّ الأئمَّة عليهم السلام لم يَتَصدُّوا لتعريفِ شيعتِهم موضعَ قبرها [السيّدة الزّهراء] عليها السلام، كما كان الحال بالنّسبة لأمير المؤمنين عليه السلام الّذي أَظهر الإمامُ الصَّادق عليه السلام قبرَه كما هو معلوم، وكذا الحال بالنِّسبة لسائر الأئمَّة حيث عرَّفوا شيعتَهم بمواضعِ قبورهم، باستثناء الزهراء عليها السلام، بل إنَّ شيعة أهل البيت أيضاً، الَّذين حضروا تشييع الجنازة والدَّفن، مثل عمَّار، وأبي ذرّ، وسلمان، والعبّاس، وعقيل، وغيرهم لم يدلُّوا أحداً على قبرها، وفاءً لها، وحُبَّاً بها. ".." قال السّيّد محسن الأمين رحمه الله في (المجالس السّنيّة):
ولأيِّ حالٍ في الدُّجى دُفِنَتْ ولِأيِّ حالٍ أُلحِدَتْ سِرّا
دُفِنَت ولم يَحضر جنازتَها أحدٌ ولا عَرفوا لها قَبْرا
(مأساة الزّهراء عليها السلام، السّيّد جعفر مرتضى) |
خِلَعُ الكرامات، لعلماء الأمّة
عن الإمام العسكريّ عليه السلام: «حضرَت امرأةٌ عند الصِّدِّيقة فاطمة الزّهراء عليها السلام فقالت: إنَّ لي والدةً ضعيفة وقد لَبُس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعَثَتْني إليكِ أسألكِ، فأجابتها فاطمة عليها السلام عن ذلك، فَثَنَّت فأجابت، ثمَّ ثلَّثَتْ إلى أن عَشَّرت فأجابت، ثمَّ خَجلت من الكَثرة فقالت: لا أشقُّ عليكِ يا ابنةَ رسول الله صلّى الله عليه وآله، قالت فاطمة عليها السلام: هاتِي وسَلِي عمَّا بدا لك، أرأيتِ مَن اكتُريَ يوماً يصعدُ إلى سطحٍ بحملٍ ثقيلٍ، وكِراهُ مائة ألف دينار، يثقلُ عليه؟ فقالت: لا. فقالت: اكتريتُ أنا لكلِّ مسألةٍ بأكثر من ملءِ ما بين الثَّرى إلى العرش لؤلؤاً، فأحرى أن لا يثقلَ عليَّ، سمعتُ أبي صلّى الله عليه وآله يقول: إنَّ علماءَ شيعتِنا يُحشَرون فيُخلَع عليهم من خِلَعِ الكرامات على قَدرِ كثرةِ علومهم وجِدِّهم في إرشادِ عباد الله، حتَّى يُخلَعَ على الواحد منهم ألفُ ألفِ حلَّةٍ من نور..». (بحار الأنوار، المجلسيّ) |
دارٌ فيها اسم مُحمّد
عَنْ أَبِي هَارُونَ مَوْلَى آلِ جَعْدَةَ، قَالَ: كُنْتُ جَلِيساً لأَبِي عَبْدِ الله عليه السلام بِالْمَدِينَةِ، فَفَقَدَنِي أَيَّاماً ثُمَّ إِنِّي جِئْتُ إِلَيْه، فَقَالَ لِي: لَمْ أَرَكَ مُنْذُ أَيَّامٍ يَا أَبَا هَارُونَ، فَقُلْتُ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَقَالَ: بَارَكَ اللهُ فِيه، فَمَا سَمَّيْتَه؟ قُلْتُ: سَمَّيْتُه مُحَمَّداً، قَالَ: فَأَقْبَلَ بِخَدِّه نَحْوَ الأَرْضِ، وهُوَ يَقُولُ: مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ مُحَمَّدٌ، حَتَّى كَادَ يَلْصَقُ خَدُّه بِالأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: بِنَفْسِي وبِوُلْدِي وبِأَهْلِي وبِأَبَوَيَّ وبِأَهْلِ الأَرْضِ كُلِّهِمْ جَمِيعاً الْفِدَاءُ لِرَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله، لَا تَسُبَّه ولَا تَضْرِبْه ولَا تُسِئْ إِلَيْه، واعْلَمْ أَنَّه لَيْسَ فِي الأَرْضِ دَارٌ فِيهَا اسْمُ مُحَمَّدٍ إِلَّا وهِيَ تُقَدَّسُ كُلَّ يَوْمٍ.. (الكافي، الكلينيّ) |
عصرُ خروجِ القائم عليه السلام
عن المفضّل بن عمر قال: سألتُ الصّادق جعفر بن محمّد عليهما السلام عن قول الله عزَّ وجلَّ: ﴿والعصر * إن الانسان لفي خسر﴾ العصر:1-2، قال عليه السلام: العصر، عصرُ خروج القائم عليه السلام، ﴿إنّ الإنسان لَفِي خُسر﴾، يعني أعداءنا، ﴿إلّا الذين آمنوا﴾ يعني بآياتنا، ﴿وعملوا الصّالحات﴾ يعني بمواساة الإخوان، ﴿وتواصَوا بالحقّ﴾ يعني بالإمامة، ﴿وتواصَوا بالصّبر﴾ يعني في الفترة.
(كمال الدِّين، الشيخ الصدوق) |