حدود الله

حدود الله

09/04/2013

فضلُ الجماعة

فضلُ الجماعة
«مَن لم يَحضر جماعتنا».. فليس منّا
_____السّيّد محمّد كاظم اليزديّ قدّس سرّه_____

هي [صلاةُ الجماعة] من المُستحبَّات الأكيدة في جميع الفرائض، [وتحديداً] اليوميَّة منها، وخصوصاً في الأدائيَّة، ولا سيَّما في الصُّبح والعشاءَين، وخصوصاً لِجيران المسجد أو مَن يَسمعُ النِّداء، وقد وَرَد في فضلِها وذمِّ تاركِها من ضُروب التَّأكيدات ما كاد يُلحِقُها بالواجبات، ففي [الخبر] الصَّحيح [عن الإمام الصّادق عليه السلام]: «الصَّلاةُ في جماعة تُفضَّل على صلاةِ الفذّ، [أي الفرد]، بأربع وعشرين درجة..»، وفي رواية زُرارة: «قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما يَروي النَّاسُ أنَّ الصَّلاة في جماعةٍ أفضل من صلاةِ الرَّجل وَحْده بخمسٍ وعشرين، فقال عليه السلام: صَدَقوا، فقلتُ: الرَّجُلان يكونان جماعة؟ قال عليه السلام: نعم، ويقومُ الرَّجلُ عن يمينِ الإمام».
 
وفي رواية محمَّد بن عمارة، قال: «أَرسلتُ إلى الرِّضا عليه السلام أسألُه عن الرَّجل يصلِّي المكتوبة وحدَه في مسجد الكوفة أفضل، أو صلاته مع جماعة؟ فقال عليه السلام: الصَّلاة في جماعةٍ أفضل». مع أنَّه وَرَد أنَّ الصَّلاة في مسجد الكوفة تعدلُ ألفَ صلاة، وفي بعض الأخبار ألفَين. ".." بل في خبرٍ قال رسولُ الله صلّى الله عليه وآله: «..قلتُ: يا جبرئيل ما لأمَّتي في الجَماعة؟ قال: يا محمَّد: إذا كانا اثنَين كَتَب اللهُ لِكُلِّ واحدٍ بكلِّ ركعة مائة وخمسين صلاةً
".." فإنْ زادوا على العشرة، فَلَو صارتِ السَّماواتُ كلُّها قرطاساً، والبِحارُ مِداداً، والأشجارُ أقلاماً، والثَّقلَان مع الملائكة كُتَّاباً، لم يَقدروا أن يكتبوا ثوابَ ركعة، يا محمَّد! تكبيرةٌ يُدرِكُها المؤمنُ مع الإمام خيرٌ من ستِّين ألف حجَّة وعُمْرة، وخيرٌ من الدُّنيا وما فيها بسبعينَ ألف مرّة، وركعةٌ يُصلِّيها المؤمنُ مع الإمام خيرٌ من مائة ألف دينار يَتصدَّقُ بها على المساكين، وسجدةٌ يَسجدُها المؤمنُ مع الإمام في جماعة، خيرٌ من عِتْقِ مائة رقبة».
 
".."ولا يجوزُ تركُها رغبةً عنها أو استخفافاً بها، فَفي الخبر [عن رسول الله صلّى الله عليه وآله]: «لا صلاة لِمَنْ لا يُصلِّي في المسجدِ إلَّا من عِلَّةٍ، ولا غِيبةَ إلّا لِمَنْ صلَّى في بيتِه ورَغِبَ عن جماعتِنا، ومَنْ رَغِبَ عن جماعة المسلمين وَجَبَ على المسلمين غِيبَتُه، وسَقَطَت بينَهم عدالتُهُ، ووَجَبَ هجرانُه، وإذا رُفع إلى إمام المسلمين أَنذَرَه وحذَّرَه..». [أنظر: الحرّ العاملي، الوسائل: ج 8، ص 317؛ البروجردي، جامع أحاديث الشيعة: ج 6، ص 393، ح 5412؛ وفي التّهذيب للشّيخ الطّوسي زيادة: «فإنْ حَضَر جماعة المسلمين وإلَّا أُحْرِقَ عليه بيتُه»، ونحوه في (الفقيه) للشّيخ الصّدوق] ".."

 وفي [خبر] آخَر [عن الإمام الصّادق عليه السلام]: «أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام بلغَه أنَّ قوماً لا يَحضرون الصَّلاةَ في المسجد، فخطبَ فقال: إنَّ قوماً لا يحضرون الصَّلاةَ معنا في مساجدِنا، فلا يُؤاكلونا ولا يُشارِبونا ولا يُشاوِرونا ولا يُناكِحونا، أو يحضروا معنا صلاتَنا جماعة، وإنِّي لأوشك أن آمر بنارٍ تُشعَل في دُورِهِم، فأُحرقها عليهم أو يَنتهون، قال [الإمام الصّادق عليه السلام]
: فامتَنَعَ المسلمون من مؤاكلتِهم ومشاربتِهم ومُناكحتِهم حتَّى حضروا الجماعةَ مع المسلمين».
إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة، فمُقتضى الإيمان عدم التَّرك من غير عذرٍ لا سيَّما مع الاستمرار عليه..
(العروة الوثقى، السّيّد اليزديّ)
توضيح
قال السيّد الخوئيّ قدّس سرّه في (كتاب الصلاة): «الظّاهرُ أنّ التّهديدَ [بإحراق البيوت] في هذه الأخبار مُتَوجِّهٌ إلى المنافقينَ المُبطنين للكُفر، المُظْهِرينَ للإسلام، المتمرِّدين على أوامرِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله، ولا شكّ في استحقاقِهم لهذا النّوعِ من التّنبيه ".."وقد ذكرنا في مبحثِ العدالة أنّ الصّلاةَ هي المائزُ بين المسلمِ والكافر، وهي رمزُ الإسلام ".."  وأنّ جميعَ أفعالِ المسلمِ محمولٌ على الصّحةِ لو شُكّ فيها، ما عدا الصلاة، فإنّ مَن شُكَّ في إقامتِهلها، يُدرَجُ في سلكِ المنافقين المستَوجبين للعقاب، بمقتضى هذه النّصوص..».
 

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 3 أيام

إصدارات عربية

نفحات