الملف

الملف

11/04/2013

صلوات الزّهراء عليها السلام

استهلال
من مَقامَات «أمّ أبيها»

«.. وماذا يستطيعُ المرءُ أن يقول -أو يُدرك- حولَ شخصيّةٍ تتَّصِفُ بآلافِ الأبعادِ الإلهيّة التي يعجزُ عن بيان كلٍّ منها القلمُ واللّسان؟!ليس بوسعِ أحدٍ أن يعرفَ شخصيّة الزّهراء المَرْضيّة، والصِّدِّيقة الطّاهرة عليها السلام سوى الذين ارتقَوْا مدارجَ الأبعادِ الإلهيّة حتّى ذروتِها، وهو ما لم يبلُغه سوى أولي العزمِ من الأنبياء، والخُلَّصِ من الأولياء كالمعصومين عليهم صلوات الله.إنّها ظاهرةٌ من مرتبةِ الغَيب الأحديّة، ومُتجلِّيةٌ حتّى آخر نقطةٍ شهوديّة، ودائرةٌ من أدنى مرتبةِ الشّهود إلى مرتبة(أعلى) الغيب المُتَيّم، كحال الخُلّص الأولياء عليهم سلام الله، ويُخطئُ مَن يدّعي معرفةَ مقامِها المقدّس من العرفاء أو الفلاسفة أو العلماء. وكيف يُمكن إماطةُ اللّثام عن منزلتِها الرّفيعة وقد كان رسولُ الإسلام يتعاملُ معها في حال حياتِه معاملةَ الكامل المطلَق!!.. كيف لي وَلِقلمي ولغةِ البشر الحديثُ عن سيّدةٍ كانت تستنزلُ جبرائيل
-كمثل أبيها- بقدرةِ ما فوقَ الملكوت، من غَيبِ عالمِ الملكوت إلى عالم المُـلْك، وتجعلُ ما في الغيب ظاهراً في الشهادة!
".."إذاً أجتاز هذا الوادي المريع، وأقول بأنّ فاطمةعليها السلام والتي هي هكذا في المراحل الإلهيّة الغَيبيّة، قد ظهرت في عالم الشّهادة وتجسَّدت كأبيها وبعلها في صورةِ بشرٍ ظاهر، لتؤدّي دورَها ورسالتَها في كافّة شؤون عالم المـُلْك من تعليمٍ وتَعَلُّم، ونشر ٍللثّقافة الإسلاميّة، ومعارضةٍ للطّواغيت، وجِدٍّ من أجلِ قيامِ حكومةِ العدل، وإحقاقِ حقوقِ البشريّة، ودَحْضِ الدّعاوى الشّيطانيّة وتفنيدها...».
(من جواب الإمام الخمينيّ على سؤالٍ حول الصّدّيقة الكبرى عليها السلام)

صلوات الزّهراء عليها السلام
في ملف العدد السّابق تمّ تقديم الأدعية التي لم تَرِد مقترنةً بصلاة، وهنا يتمّ تقديمُ الأدعية المقترنةِ بصلاةٍ باسمِ الزَّهراء عليها السلام، وحيث قد رُويت صلواتُ استغاثة بها عليها السلام، فقد أُلحقت صلوات الاستغاثة بالزَّهراء، بصلوات الزَّهراء عليها الصّلاة والسّلام.

الصّلاة الأولى
علّمَها جبرئيلُ عليه السلام

رَكعتان، دونَ تحديدِ ما يُقرأ فيهما


جاءت هذه الصّلاة، الأولى من صلواتٍ أربع ليومِ الجمعة، كما رواها السّيّد ابن طاوس في (جمال الأسبوع)، فقال:

«حدّث محمّد بن هارون التّلعكبريّ، قال: أخبرنا محمّد بن بشير، قال: حدّثنا عليّ بن حبشي، قال: حدّثنا العبّاس بن

محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أبي، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر،

عن أبي عبد اللهعليه السلامقال: كانت لأمّي فاطمة عليها السلامرَكعتان تُصلِّيهما، علَّمَها جبرئيل عليه السلام،فإذا سلَّمَتْ سَبَّحَتِ التّسبيحَ وهو:

سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَن لَبِسَ البَهْجَةَ وَالجَمالَ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا
[الصّخرة الملساء]،سبحانَ مَن يَرَى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ، سبحانَ مَن هو هكذا، ولا هكذا غيرُه».أضافَ السّيّدُ ابنُ طاوس: «وقد رُوي أنّه يقولُ تسبيحَها المنقول بعقبِ كلِّ فريضة، ثمّ يُصلّي على النّبيّ وآله عليه السلام مائةَ مرّة». انتهى.

توضيحات
الأوّل:
تقدّمَ ذِكرُ التّسبيحِ الذي ورد بعدَ هذه الصّلاة، في الأدعية -في الملف السّابق في عدد جُمادى الأولى- لأنّه رُوي -كتسبيح- مستقلّاً دون اقترانه بهذه الصّلاة، وهو هنا جزءٌ من عملٍ هو الصّلاة، وهذا التّسبيح.
الثّاني:
نبّه السّيّدُ ابنُ طاوس بالعبارات الأخيرة، إلى روايةٍ ثانية حولَ هذه الصّلاة، وردَ فيها -بدلاً من التّسبيح المتقدّم- أن يُؤتى بتسبيحِ الزّهراء عليها السلام، المعروف الذي يُستَحبّ عقيبَ كلِّ صلاة، ثمّ يُؤتى بالصّلاة على النّبيّ وآله مائة مرّة. وقد أورد المحدّث القمّيّ في (مفاتيح الجنان،المعرّب ص 95) هذه العبارات الأخيرة للسّيّد هكذا: «قال السّيّد: ورُوِيَ أَنَّهُ يُسبِّحُ بعدَ الصّلاة تسبيحَها المنقولَ عقيبَ كُلِّ فَريضَة، ثمَّ يُصلِّي على محمّدٍ وآلِ مُحَمَّد مائة مَرَّة». ويأتي عن الشّهيد الثّاني قولُه: «وكِلاهما مَرويّ»، وعليه فنكون أمام عملَين؛ أحدهما: صلاة ركعتَين يُؤتى بعدَهما بتسبيح «ذي العزِّ الشّامخ»، والثّاني: صلاة ركعتَين، يُؤتى بعدَهما بتسبيحِ الزّهراء عليها السلام المعروف، ثمّ بمائة مرّة «أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد».

الثّالث:أوردَ العلّامة المجلسيّ (البحار: ج 88، ص 181)هذه الصّلاةَ المتقدّمة نقلاً عن السّيّد في (جمال الأسبوع)، ثمّ قال: «بيان: "قال الجوهريّ": نافَ الشّيءُ ينوفُ، أي طالَ وارتفعَ ذِكرُه، وأنافَ على الشّيء، أي أَشرفَ. وقال [الجوهريّ]:البَذْخُ: الكِبْر، وقد بَذِخَ –بالكسر- وتبذَّخ، أي تكبَّرَ وعَلا، وشرفٌ باذخ، أي عالٍ. انتهى. والفاخرُ والفَخر، أي الصّفاتُ الكماليّةُ التي يُفتخَرُ بها..».

الرّابع
:
أوردَ الشّيخُ الطّوسيّ صلاةً باسمِها عليها السلام، تشتركُ مع هذه الصّلاة في أنّ كلّاً منهما رَكعتان، وتشتركان في التّسبيح المتقدّم: «سبحانَ ذي العزِّ الشّامخ»، إلّا أنّ الصّلاةَ الثّانية تختلفُ كلّيّاًكما سيأتي مباشرة.


الصّلاة الثّانية

صلاةُ الطّاهرة فاطمة عليها السلام

رَكعتان، بالقدر مائة، والتّوحيد مائة، مع دعاءَين

تقدّمت صلاةٌ مشابهة لهذه الصّلاة، إلّا أنّ تلك رَكعتان لم تحدَّد فيهما سورةٌ بعدَ الحمد، وهذه وردَ التّحديدُ فيها بـ (القَدْر) مائة في الأولى، و(التّوحيد) مائة في الثّانية، وتلك يقرأ بعدَها الدّعاء الذي أوّله: «سبحانَ الله ذي العزِّ الشّامخ..»، أو تسبيح الزّهراء عليها السلام المعروف، مع الصّلوات مائة مرّة، وهذه يُقرَأ فيها مع تسبيح «ذي العزّ الشّامخ» دعاءً آخر كما يأتي.

تحت هذا العنوان قال الشّيخ الطّوسيّ في (مصباح المتهجّد):
«هما رَكعتان، تقرَأ في الأولى الحمد، ومائة مرّة (إنّا أنزلناه في ليلة القدر)، وفي الثّانية الحمد، ومائة مرّة (قل هو الله أحد)، فإذا سلّمتَ سبّحتَ تسبيحَ الزّهراء عليها السلام، ثمّ تقول:سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَن لَبِسَ البَهْجَةَ وَالجَمالَ، سُبْحانَ مَنْ تَرَدَّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّملِ فِي الصَّفا [الصّخرة الملساء]، سبحانَ مَن يَرَى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ، سبحانَ مَن هو هكذا، ولا هكذا غيرُه».

قال الشّيخ: «وينبغي لِمَن صلّى هذه الصّلاة، وفرغَ من التّسبيح أن يكشفَ ركبتَيه وذراعَيه، ويباشر بجميعِ مساجدِه الأرضَ بغيرِ حاجزٍ يحجزُ بينَه وبينَها، ويدعو، ويسأل حاجتَه وما شاءَ من الدّعاء، ويقول وهو ساجد:

يا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ رَبٌّ يُدْعَى، يا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ إِلهٌ يُخْشَى، يا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ مَلِكٌ يُتَّقى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتَى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ حاجِبٌ يُرْشَى، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُغْشَى، يا مَنْ لا يَزْدادُ عَلى كَثْرَةِ السُّؤالِ إِلّا كَرَماً وَجُوداً، وَعَلى كَثْرَةِ الذُّنُوبِ إِلّا عَفْواً وَصَفْحاً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا».
* أوردَ الكفعميّ هذه الصّلاة دونَ ذكر المصدر، في (البلد الأمين والدّرع الحصين: ص150)، باختلافٍ يسيرٍ جدّاً في التّعبير في غير الدّعائَين.
وأوردَها المجلسيّ في (بحار الأنوار: ج 88، ص 180) نقلاً عن (مصباح المتهجّد) للشّيخ الطّوسيّ.
ونقلَها عن (المصباح) أيضاً السّيّد البروجرديّ في (جامع أحاديث الشّيعة: ج 7، ص 432)، والمحدّث القمّيّ في
(مفاتيح الجنان، المعرّب،ص 96
، نسخة برنامج مكتبة أهل البيت - الإصدار الثّاني).* قال المجلسيّ (البحار: ج 88، ص 181):«يا مَن ليس دونَه مَلِكٌ يُتّقى، أي مَن عرفَ عَظَمته وجلالَه لا يخافُ ولا يتّقي الملوكَ الذين دونَه، لأنّهم مقهورون لحُكمِه، وإذا اتّقاهم فإنّما يتّقيهم إطاعةً لأمرِه.قوله: "يُغشى"، أي يُؤتى[للتّوسُّطِ عندَه]».

الصّلاة الثّالثة

أفضلُ أعمال يومِ الجمعة

«علَّمَها أبوها محمّدُ بنُ عبد الله
صلّى الله عليه وآله»



* من الملفت أنّ أربعَ صلواتٍ مرويّةً عن السّيّدة الزّهراء،
وتسمّى كلٌّ منها باسمِها عليها السلام، يؤتَى بها في يومِ الجمعة.

* أفضلُ هذه الصّلوات، أربعُ ركعات «مَثنى، مَثنى» بأَربعِ سوَرٍ بعدَ الفاتحة، تكرَّر كلٌّ منها خمسينَ مرّة.
* تقدّم «شعائر» في ما يلي هذه الصّلاةَ التي هي أفضلُ أعمال يوم الجمعة.

 

* قالَ
السّيّدُ ابنُ طاوس راوياً عن جدّه الشّيخ الطّوسيّ
رضوان الله تعالى عليهما:«ذِكرُ صلاةٍ أخرى لفاطمةصلوات الله عليها:
بإسنادي إلى جدّي السّعيد، أبي جعفر الطّوسيّرضوان الله عليه، قال: رَوى صفوان، قال: دخلَ محمّدُ بنُ عليِّ الحَلَبيّ على أبي عبد الله عليه السلامفي يوم الجمعة، فقالَ له:تعلِّمُني أفضلَ ما أصنعُ في هذا اليوم؟


* فقال[الصّادق عليه السلام]: يا مُحَمَّد، ما أعلمُ أنَّ أحَداً كانَ أكبرَ عِنْدَ رسول الله صلّى الله عليه وآلهمن فاطِمة، ولا أفضل ممّا عَلَّمها أبوها مُحَمَّدُ بنُ عَبد اللهصلّى الله عليه وآله، قال: مَن أصبحَ يَوم الجُمعة فاغتسلَ وصفَّ قَدَمَيه، وصَلَّى أربعَ ركعاتٍ مَثنى مَثنى، يقرأُ في أوَّلِ ركعةٍ فاتحةَ الكتاب (وقُل هُوَ اللهُ أحد) خمسين مَرَّة، وَفي الثّانية فاتِحَةَ الكتاب[و](والعاديات) خمسين مَرَّة، وَفي الثّالثة فاتِحَةَ الكتاب و(إِذا زُلزلت) خمسين مَرَّة، وَفي الرّابعة فاتِحَةَ الكتاب و(إِذا جاءَ نَصرُ الله والفَتح) خمسين مَرَّة، وَهذهِ سُورَةُ النَّصر، وهِيَ آخر سُورَةٍ نزلَت، فإذا فرغَ مَنها دَعا فقالَ:إِلهِي وَسَيِّدي، مَنْ تَهَيّأَ وَتَعَبَّأَ أَوْ أَعَدَّ أوِ اسْتَعَدَّ لِوِفَادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَفَوائِدِهِ وَنائِلِهِ، وَفَواضِلِهِ وَجَوائِزِهِ، فَإِلَيْكَ يا إِلهِي كانَتْ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِيَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي، رَجاءَ فَوائِدِكَ وَمَعْروفِكَ وَنائِلِكَ وَجوائِزِكَ، فَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ ذلِكَ، يا مَنْ لا تَخِيبُ عَلَيْهِ مسأَلَةُ السّائِل، وَلا تَنْقُصُهُ عَطِيَّةُ نائِل، فَإنِّي لَمْ آتِكَ بِعَمَلٍ صالِحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ أتَقرَّبُ إِلَيْكَ بِشَفاعَتِهِ، إِلّا شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عُدْتَ بِهِ عَلى الخَاطِئينَ عِنْدَ عُكُوفِهِمْ عَلى الَمَحارِمِ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلى المَحارِمِ أَنْ جُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالمَغْفِرَةِ، وَأَنْتَ سَيِّدِي العَوَّادُ بِالنَّعْماءِ، وَأَنا العَوّادُ بِالخَطأ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرِينَ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ، فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ العَظِيمَ إِلّا العَظِيمُ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ..***توضيح:قال العلّامة الحلّيّ في (تذكرة الفقهاء: ج 2، ص 292)، تحتَ عنوان: النّوافل المؤقّتة في يوم الجمعة: «وَرُوِيَ صلاةُ فاطمةعليها السلام أربعَ ركعاتٍ بعد الغُسل، يقرأُ في الأولى الحمد، والإخلاص خمسين مرّة. وفي الثّانية الحمد والعاديات خمسين مرّة. وفي الثّالثة الحمد والزّلزلة خمسين مرّة. وفي الرّابعة الحمد والنَّصر خمسين مرّة. ثمّ يدعو بالمنقول».


الصّلاة الرّابعة

للأَمرِ المَخُـوف

رَكعتان، بالتّوحيد خمسين مرّة، ودعاءٍ بعدَهما




* أورد الشّيخ الطّوسيّ هذه الصّلاة، وأوردَ السّيّد ابنُ طاوس صلاةً مثلَها لكنّها تختلفُ معها في ما يُقرَأ بعد الصّلاة، فقد اكتفى السّيّدُ بذِكرِ «أللّهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد» مائة مرّة، بينما أوردَ الدّعاءَ الذي ذكرَه الشّيخ الطّوسيّ بعدَ صلاةٍ غيرِ هذه، كما يأتي تحت رقم (5).

قال الشّيخ الطّوسيّ: «صلاة أخرى لهاعليها السلامتُصلَّى للأمرِ المَخوف:

روى إبراهيمُ بن عمر الصّنعانيّ:عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للأمرِ المخوفِ العظيم، تُصلّي رَكعتين، وهي

التي كانت الزّهراءعليها السلام تُصلّيها. تقرأُ في الأولى الحمد، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، وفي الثّانية مثل

ذلك، فإذا سلّمتَ صلّيتَ على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، ثمّ ترفع يدَيك، وتقول
:

أللَّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ بِهِمْ إلَيْكَ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِحَقِّهِمُ العظيمِ الَّذي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وبِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ، وبِأسْمائِكَ الْحُسْنَى وكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الَّتي أمَرْتَني أنْ أدْعُوكَ بِها، وأسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي أمَرْتَ إبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأجابَتْهُ، وبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي قُلْتَ لِلنَّارِ كُوني بَرْداً وسَلاماً عَلَى إبْراهيمَ، فَكانَتْ، وبِأحَبِّ أسْمائِكَ إلَيْكَ، وأشْرَفِها عِنْدَكَ، وأعْظَمِها لَدَيْكَ، وأسْرَعِها إجابَةً، وأنْجَحِها طَلِبَةً، وبِما أنْتَ أهْلُهُ ومُسْتَحِقُّهُ ومُسْتَوْجِبُهُ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ وأرْغَبُ إلَيْكَ، وأتَصَدَّقُ مِنْكَ، وأسْتَغْفِرُكَ وأسْتَمِنْحُكَ، وأتَضَرَّعُ إلَيْكَ وأخْضَعُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأخْشَعُ لَكَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِسُوءِ صَنيعَتي، وأتَمَلَّقُك وأُلِحُّ عَلَيْكَ، وأسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أنْزَلْتَها عَلَى أنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، مِنَ التَّوْراةِ والْإِنْجيلِ والْقُرْآنِ الْعَظيمِ، مِنْ أوَّلِها إلى آخِرِها، فَإنَّ فيهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ، وبِما فيها مِنْ أسْمائِكَ الْعُظْمى أتَقَرَّبُ إلَيْكَ، وأسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَجْعَلَ فَرَجي مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وتَبْدَأَ بِهِمْ فيهِ، وتَفْتَحَ أبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا الْيَوْمِ، وتَأْذَنَ في هذَا الْيَوْمِ وهذِهِ اللَّيْلَةِ بِفَرَجي، وإعْطاءِ سُؤْلي وَأَمَلي في الدُّنْيا والآخِرَةِ، فقَدْ مَسَّنِيَ الْفَقْرُ، ونالَني الضُّرُّ،}وَشَمِلَتني{الْخَصاصَةُ، وألْجَأَتْنِي الْحاجَةُ، وتَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّةِ، وغَلَبَتْنِي الْمَسْكَنَةُ، وحَقَّتْ عَلَيَّ الْكَلِمَةُ، وأحاطَتْ بِيَ الْخَطيئَةُ، وهذَا الْوَقْتُ الَّذي وعَدْتَ أوْلِياءَكَ فيِه الْإجابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وامْسَحْ ما بي بِيَمينِكَ الشّافِيَةِ، وانْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ، وأدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، وأَقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ الَّذي إذا أقْبَلْتَ بِهِ عَلَى أسيرٍ فَكَكْتَهُ وعَلَى ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وعَلَى جائزٍ }حائرٍ{أدَّيْتَهُ، وعَلَى فقيرٍ أغْنَيْتَهُ، وعَلَى ضَعيفٍ قَوَّيْتَهُ، وعَلَى خائِفٍ آمَنْتَهُ، ولا تُخَلِّني لُقًى لِعَدُوِّكَ وعَدُوِّي، يا ذَا الْجَلالِ والْإكْرامِ. يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ، وحَيْثُ هُوَ وقُدْرَتَهُ إلّا هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، وكَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ، واخْتارَ لِنَفْسِهِ أحْسَنَ الْأسْماءِ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالْإِسْمِ الَّذي بِهِ تُقْضَى حاجَةُ كُلِّ طالِبٍ يَدْعُوهُ بِهِ، وأسْأَلُكَ بِذلِكَ الإسْمِ، فَلا شَفيعَ أقْوى لي مِنْهُ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّدٍ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ محمّدٍ، وأنْ تَقْضِيَ لي حَوائِجي، وتُسْمِعَ مُحَمَّداً وعَلِيّاً وفاطِمَةَ، والْحَسَنَ والْحُسَيْنَ، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً، وجَعْفَراً ومُوسَى، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً وعَلِيّاً، والْحَسَنَ والْحُجَّةَ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْوبَرَكاتُه ورَحْمَتُه صَوْتي، لِيَشْفَعُوا لي إلَيْكَ، وتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، ولا تَرُدَّني خائِباً بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنْتَ،
 
وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّد، صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وافْعَلْ بي كَذا وكَذا يا كَريمُ!

 الشّيخ الطّوسيّ، مصباح المتهجّد: ص 302
***توضيحات حول الصّلاة، والدّعاء بعدها: * هناك فقراتٌ مشترَكةٌ بين الدّعاء المتقدِّم، وبين دعاءٍ من تعقيباتِ صلاة الصّبح أوردَه الشّيخُ البهائيّ في (مفتاح الفلاح: ص 82) تبدأ بفقرة: «قد مَسَّنِي الفقرُ ونَالَني الضُّرُّ..».* جرى تصحيح عبارة «وَسَلّمَتني الخَصَاصة» لِتُصبحَ «وَشَمِلَتني الخَصاصة» كما وَردت في (جمال الأسبوع) في هذا الدّعاء الذي أوردَه السّيّدُ بعدَ صلاةٍ أخرى، وكما وردت في (مفتاح الفلاح) في دعاء التّعقيب، ولذلك وُضِعَت هنا في ما نقلتُه من (مصباح) الشّيخ الطّوسيّ، بين قوسَين {}.*** قال الشّيخُ البهائيُّ في شرح بعضِ الفقرات المشترَكة بين دعاءِ هذه الصّلاة، وبين دعاءِ تَعقيبات الصّبح:(ونَالَني الضُّرُّ): أي أصابَني، (والضُّرُّ) هنا بِضَمِّ الضّاد، سوءُ الحال، وأمّا بفتحِها فضدَّ النَّفع. (شَمِلتني الخَصاصة): بالخاءِ المُعجمة المفتوحة، وصادَين مُهملَتين بينهما أَلِف، بمعنى الاحتياج.(وَعَرَّتني الحاجة):أي شَمِلَتني. (وَتَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّة): أي صرتُ موسوماً بها. (وحقَّتْ عليَّ الكلمة): أي صرتُ حقيقاً بكلمةِ العذاب. (فَامسَحْ ما بي):أي أَذْهِب وأَزِلْ، ويجوز قراءتُه بالصّاد المُهمَلة أيضاً، والمعنى واحد. (انتهى)*** تمسُّ الحاجةُ إلى الوقوفِ عندَ شرحِ فقرة:«وعلى خائفٍ آمَنته ولا تُخلني لُقًى لعدوّك وعدوّي يا ذا الجلالِ والإكرام..»، وقد وردت في سياقِ قولِها عليها السلام:«وأَقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ الَّذي إذا أقْبَلْتَ بِهِ عَلَى أسيرٍ فَكَكْتَهُ..». فمَا هو ضبطُ آمَنته؟في (لسان العرب): «فَأَمّا آمَنْتُه المُتعدّي فهو ضدُّ أَخَفْتُه. وفي التّنزيل العزيز: ﴿وآمَنَهم مِنْ خَوف﴾قريش:4».فالصّحيح: «وَعَلَى خَائفٍ آمَنْتَه». وما هو ضبطُ «ولا تُخَلِّني لُقًى لعدِّوك»؟ قال الشّيخ البهائيّ: «ولا تُخَلِّني من يدِك، بالخاء المُعجَمةوتشديدِ اللّام، من التَّخلية».* وفي (الصّحاح) للجوهريّ: «لقى بالضّمّ والقصر»، (انتهى)، وهو بمعنى «ولا تُلقِني من يدِك فَتخلّيني مُلْقَى».*** وفي شرحِ بعضِ مفرداتِ هذا الدّعاء، قال المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 185):«بيان: (وَأَسْتَمْنِحُكَ): أي أطلبُ منحتَك وعطاءَك وأَسترفِدُك، وفي بعض النُّسَخ: "أَستمِيحُك" بالياء، يُقال: استمحتُ الرَّجلَ، أي سألتُه العطاءَ، والمائحُ الذي ينزلُ البئرَ فَيملأُ الدَّلو.(وَحَقّّت): أي لَزِمَت وَوَجِبَت (عَلَيَّ الكَلِمة): أي كلمةُ العذابِ والوعيدِ به، أي استَحققتُ عقابَك بما فعلتُ من الذّنوب بمقتضى وعيدِك.(الّذِي وَعَدْتَ):أي في قولِك ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ..﴾ النمل:62.(وعلى حائرٍ أدّيْتَه): في أكثرِ النُّسَخ بالحاءِ المُهمَلة، وفي بعضِ النُّسَخ بالجيم، [وفي بعضِها جائز، بالزّاي] والجَور: المَيلُ عن قصدِ الطّريق وهو قريبٌ من المُهمَلة، أي على متحيّرٍ عن الطّريق أو خارجٍ عنه.(أدَّيتَه إلى): [بمعنى أوصلتَه]، وفي (جمال الأسبوع): وعلى غائبٍ، وهو أظهر..».*** أورد هذا العمل (الصّلاة والدّعاء -باختلافٍ كبيرٍ عمّا رَواه الشّيخ الطّوسيّ- السّيّدُ ابنُ طاوس في جمال الأسبوع: ص 173)، فقال: «ذِكْرُ صلاةٍ أُخرى لها صلواتُ الله على أبيها وبعلِها وعَليها وَعلى ذرّيّتِها الطّاهرين:حدّثَ محمّدُ بنُ وهبان الدّبيليّ، قال: حدّثنا ابنُ المفضّل الورّاق الطّبريّ، قال: حدّثنا إسحاقُ بنُ محمّد بنِ مروان الغزّال، قال: حدّثنا أبي، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيمبن عمر الصّنعانيّ، عن أبي عبد اللهعليه السلام قال
للأمرِ المخوفِ العظيمِ رَكعتان، وهي التي كانت الزّهراءُ تُصلِّيها، تقرأُ في الرّكعة الأولى الحمد مرّة وخمسين مرّة (قل هو الله أحد)، وفي الثّانية مثلَ ذلك، فإذا سلَّمتَ صلّيتَ على النّبيّ مائة مرّة».
* يلاحَظ أنّ السَّند الذي أوردَه السّيّد ينتهي إلى «الصّنعانيّ» عن الإمام الصّادق عليه السلام، وأنّ الشّيخ الطّوسيّ قال: «رَوى الصّنعانيّ عن أبي عبد الله [الصّادق] عليه السلام»، كما يلاحَظ أنّ الصّلاةَ هي نفسها، وينحصرُ الاختلافُ بعدمِ إيراد السّيّد الدّعاءَ الذي أوردَه الشّيخُ الطّوسيّ بعدَ الصّلاة، بل أوردَ بدلاً منه: «فإذا سلّمتَ صلّيتَ على النّبيّ مائة مرّة». ولا مانعَ -بحسبِ فتاوى الفقهاء من الإتيان بهذه الصّلاة- كما رواها السّيّد ابنُ طاوس برجاء المطلوبيّة.* واللّافت أنّ السّيّد ابنَ طاوس يُورِدُ هذا الدّعاءَ بعد صلاةٍ أخرى للزّهراءعليها السلام، كما ستَجد تحتَ رقم (5).***

الصلاة الخامسة

صلاةُ فاطمة، علَّمَها جبرئيل عليهما السلام

تَسأَلْ حاجتَك، تُعطَها

 

«..وأسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَجْعَلَ فَرَجي مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وتقدِّمَهم في كلِّ خيرٍ، وتَبْدَأَ بِهِمْ فيهِ، وتَفْتَحَ أبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا الْيَوْمِ، وتَأْذَنَ في هذَا الْيَوْمِ، وهذِهِ اللَّيْلَةِ بِفَرَجي، وإعْطائي سُؤْلي في الدُّنْيا والآخِرَة..».
(من الدّعاء بعد هذه الصّلاة)
أوردَ السّيّدُ ابنُ طاوس في (جمال الأسبوع، ص 174) مُسنداً:
عن الإمام الصّادق عليه السلام: كان لأمّي فاطمة عليها السلام صلاة تصلّيها علَّمها جَبرئيل، ركعتان تقرأُ في الأولى (الحمد) مرّة، و(إنّا أنزلناه في ليلةِ القدر)مائة مرّة، وفي الثّانية (الحمد) مرّة، ومائة مرّة (قل هو الله أحد)، فإذا سلَّمت سبَّحت تسبيحَ الطّاهرة عليها السلام-وهو التّسبيحُ الذي تقدَّم[تسبيح "ذي العزِّ الشّامخ]-وتكشِف عن ركبَتيك وذراعَيك على المُصلّى، وتدعو بهذا الدّعاء، وتسأل حاجتَك تُعطَها إن شاءَ اللهُ تعالى.

الدّعاء: ترفَع يدَيك بعدَ الصّلاة على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وتَقول:أللَّهُمَّ إنّي أتَوَجَّهُ إلَيْكَ بِهِمْ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِحَقِّهِمُ الَّذي لا يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِواكَ، وبِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظيمٌ، وبِأسْمائِكَ الْحُسْنى وكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ الَّتي أمَرْتَني أنْ أدْعُوَكَ بِها، وأسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي أمَرْتَ إبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ أنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأجابَتْهُ، وبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الَّذي قُلْتَ لِلنَّارِ كُوني بَرْداً وسَلاماً عَلَى إبْراهيمَ، فَكانَتْ، وبِأحَبِّ أسْمائِكَ إلَيْكَ، وأشْرَفِها عِنْدَكَ، وأعْظَمِها لَدَيْكَ، وأسْرَعِها إجابَةً، وأنْجَحِها طَلِبَةً، وبِما أنْتَ أهْلُهُ ومُسْتَحِقُّهُ ومُسْتَوْجِبُهُ، وأتَوَسَّلُ إلَيْكَ، وأرْغَبُ إلَيْكَ، وأتَصَدَّقُ مِنْكَ، وأسْتَغْفِرُكَ، وأسْتَمِنْحُكَ، وأتَضَرَّعُ إلَيْكَ، وأخْضَعُ بَيْنَ يَدَيْكَ، وأخْشَعُ لَكَ، وَأُقِرُّ لَكَ بِسُوءِ صَنيعَتي، وأتَمَلَّقُ وأُلِحُّ عَلَيْكَ، وأسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتي أنْزَلْتَها عَلَى أنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ، مِنَ التَّوْراةِ والْإِنْجيلِ والْقُرْآنِ الْعَظيمِ، مِنْ أوَّلِها إلى آخِرِها، فَإنَّ فيهَا اسْمَكَ الْأَعْظَمَ، وبِما فيها مِنْ أسْمائِكَ الْعُظْمى أتَقَرَّبُ إلَيْكَ، وأسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِه، وأنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِهِ، وتَجْعَلَ فَرَجي مَقْرُوناً بِفَرَجِهِمْ، وَتُقَدِّمَهم في كلِّ خَيرٍ، وتَبْدَأَ بِهِمْ فيهِ، وتَفْتَحَ أبْوابَ السَّماءِ لِدُعائي في هذَا الْيَوْمِ، وتَأْذَنَ في هذَا الْيَوْمِ، وهذِهِ اللَّيْلَةِ بِفَرَجي، وإعْطائي سُؤْلي في الدُّنْيا والآخِرَةِ، فقَدْ مَسَّنِيَ الْفَقْرُ، ونالَنيَ الضُّرُّ، }وَشَملَتني{الْخَصاصَةُ، وألْجَأَتْنِي الْحاجَةُ، وتَوَسَّمْتُ بِالذِّلَّةِ، وغَلَبَتْنِي الْمَسْكَنَةُ، وحَقَّتْ عَلَيَّ الْكَلِمَةُ، وأحاطَتْ بِيَ الْخَطيئَةُ، وهذَا الْوَقْتُ الَّذي وَعَدْتَ أوْلِياءَكَ فيِه الْإجابَةَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وامْسَحْ ما بي بِيَمينِكَ الشّافِيَةِ، وانْظُرْ إلَيَّ بِعَيْنِكَ الرَّاحِمَةِ، وأدْخِلْني في رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، وأَقْبِلْ إلَيَّ بِوَجْهِكَ الَّذي إذا أقْبَلْتَ بِهِ عَلَى أسيرٍ فَكَكْتَهُ، وعَلَى ضَالٍّ هَدَيْتَهُ، وعَلَى غائبٍ أدَّيْتَهُ، وعَلَى مُقْتِرٍ أغْنَيْتَهُ، وعَلَى ضَعيفٍ قَوَّيْتَهُ، وعَلَى خائِفٍ آمَنْتَهُ، ولا تُخَلِّني لقاءَ عَدُوِّكَ وعَدُوّي، يا ذَا الْجَلالِ والْإكْرامِ.يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْفَ هُوَ، وحَيْثُ هُوَ، وقُدْرَتَهُ إلّا هُوَ، يا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّماءِ، وكَبَسَ الْأَرْضَ عَلَى الْماءِ، واخْتارَ لِنَفْسِهِ أحْسَنَ الْأسْماءِ، يا مَنْ سَمّى نَفْسَهُ بِالْإِسْمِ الَّذي بِهِ يَقْضِي حاجَةَ كُلِّ طالِبٍ يَدْعُوهُ بِهِ. وأسْأَلُكَ بِذلِكَ الإسْمِ، فَلا شَفيعَ أقْوى لي مِنْهُ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّدٍ، أَسأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ (وآلِ محمّد) وأنْ تَقْضِيَ لي حَوائِجي، وتُسْمِعَ مُحَمَّداً وعَلِيّاً وفاطِمَةَ، والْحَسَنَ والْحُسَيْنَ، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً، وجَعْفَراً ومُوسَى، وعَلِيّاً ومُحَمَّداً وعَلِيّاً، والْحَسَنَ والْحُجَّةَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْوبَرَكاتُكَ ورَحْمَتُك، صَوْتي، فَيَشْفَعُوا لي إلَيْكَ وتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، ولا تَرُدَّني خائِباً، بِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنْتَ، وبِحَقِّ لا إلهَ إلّا أنْتَ، وبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ محمّد، وافْعَلْ بي كَذا وكَذا يا كَريمُ!***حول صلاة رَكعتَين بالقدر مائة، والتّوحيد مائة

1- أورد المجلسيُّ الأوّل روايةَ «المفضّل بن عمر» المتضمّنة لهذه الصّلاة -دونَ ذِكر الدّعاء بعدها- في سياقِ بيان

ِ الإمام الصّادق
عليه السلام لتَمام الألف ركعة من نوافل شهر رمضان. قال المجلسيّ الأوّل في (روضة المتّقين:ج 3، ص
 
388
): «وبسندَين معتبرَين، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال "..":

وتَقرَأ في صلاة ابنةِ محمّدٍ عليهما السلام في أوّل ركعة الحمد و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر) مائة مرّة، وفي الرّكعة الثّانية

بالحمد، و(قل هو الله أحد) مائة مرّة، فإذا سلَّمتَ في الرّكعتَين سبِّح تسبيحَ فاطمة الزّهراء
عليها السلام، وهو: (اللهُ

أكبر) أربعاً وثلاثين مرّة، و(سبحان الله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، و(الحمد لله) ثلاثاً وثلاثين مرّة، فَوَاللهِ لو كانَ شيءٌ

أفضلَ منه، لَعَلَّمَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إيّاها»
.

2- ما هو التّسبيحُ الذي يُؤتَى به بعدَ التّسليم من هذه الصّلاة؟

قال السّيّد ابنُ طاوس: «وهو التّسبيحُ المتقدِّم»، وبالرّجوع إلى ما تقدّم نجدُ التّسبيحَ الذي مرّ هنا تحت الرّقم (1)،

كما نجدُ أنّ السّيّد يصرّحُ هناك بأنّه يُمكن أن يُؤتَى بالتّسبيحِ المعروفِ الذي يُؤتَى به بعدَ كلّ صلاة، وقد مرّ في ما

أورده المجلسيّ الأوّل ما يُمكن أن يكونَ مستندَ كلامِ السّيّد ابنِ طاوس
رحمه اللهتعالى. 3
- توجَد عدّة صلوات باسم الزّهراء
عليها السلام
تشتركُ في أنّها رَكعتان، وتشتركُ في ما يقرَأ فيها، حيث يُقرَأ في كلٍّ منها في الرّكعة الأولى (الحمد) مرّة و(القدر) مائة مرّة، وفي الرّكعة الثّانية (الحمد) مرّة و(التّوحيد) مائة مرّة، فهَل هي صلاةٌ واحدةٌ تكرّر ذِكرُها أم أنّها متعدّدة؟ وكيف يُمكننا التّفريقُ بين هذه الصّلوات؟والجواب:هي صلاةٌ واحدة، تعدّدت الأعمال التي تشكّل هذه الصّلاةُ أساسَها، ولِمركزيّتِها في العمل صحَّ أن يُطلَق عليه «صلاة الزّهراء عليها السلام»، ففي المرّة الأولى -بحسب التّسلسلِ المتقدّم هنا- لم يَرِد بعدَ الصّلاة إلّا تسبيح«سبحانَ ذِي العزِّ الشّامخ..». وفي الثّانية: وردَ بعدَها هذا التّسبيح، ودعاءٌ آخر أوّلُه: «يا مَنْ لَيْسَ غَيْرَهُ رَبٌّ يُدْعَى..». وفي المرّة الثّالثة: وردَ بعدها الدّعاء الطّويل الذي تَرِد فيه أسماءُ المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام.4- يؤكّد ما تقدّم -من أنّها صلاةٌ واحدةٌ تعدّدت الأعمالُ التي تتألّفُ منها ومن دعاءٍ أو دعاءَين- أنّها وردَت مستقلّةً يُستَحبُّ الإتيانُ بها دون أيّ إضافة. من ذلك ما في كتاب (الاقتصاد، للشّيخ الطّوسيّ، ص 273)، حيث ذَكرَها في مستحبّات الجُمعات وصلوات شهرِ رمضان، في غيرِ بابِ الحديثِ عن الألف ركعة التي يأتي الحديثُ عنها، وكذلك أوردَها كمُستَحبٍّ مستقلّ «القطبُ الرّاونديّ» في (الدّعوات، ص 88) حيث قال: «صلاةُ فاطمة الزّهراء عليها السلام:رَكعتان يقرأُ في الرّكعة الأولى (الحمد) مرّة و(إنّا أنزلناه) مائة مرّة، وفي الرّكعة الثّانية (الحمد) مرّة و(قل هو الله أحد) مائة مرّة». 5- كما يؤكّد ما تقدّم أنّ الفقهاء يَذكرونها عادةً في عدادِ الألف ركعة من نوافلِ شهرِ رمضان، ولا يُضيفون إليها أيّ دعاء، بل يقتصرون على الصّلاة، ويصرِّحون باسمِها: «صلاة الزّهراء عليها السلام»، وهذه بعض النّماذج من كلماتِهم رضوان الله تعالى عليهم:أ) أوردَ السّيّد المرتضى (علم الهدى) هذه الصّلاةَ في كتابِه (جمل العلم والعمل) في بيان الألف ركعة من نوافل شهر رمضان، فقال: «وتصلّي صلاةَ سيّدة النّساء فاطمة عليها السلام، وهي رَكعتان: تقرَأ في الأولى (الحمد) مرّة و(إنّا أنزلناه في ليلة القدر) مائة مرّة، وفي الثّانية (الحمد) مرّة وسورة الإخلاص مائة مرّة..»، وأوردَ هذه الصّلاة أيضاً ابنُ إدريس في (السّرائر) حيث عدّ تسعمائة وعشرين ركعة من الألْف، ثمّ قال: «فهذه تسعمائة وعشرون ركعة، ويصلّي في كلِّ يومِ جمعة من شهر رمضان أربع ركعات، لأمير المؤمنين، وركعتَين صلاة فاطمة عليهما السلام، وأربع ركعات صلاة جعفر بن أبي طالب رحمة الله عليه، ويصلّي في آخر جمعة من الشّهر، عشرين رَكعة؛ صلاةَ أمير المؤمنين، وفي عشيّة تلك الجمعة، عشرين ركعة صلاة فاطمة عليها السلام، فهذه تمامُ الألِف».ويستفيضُ ذِكرُ هذه الصّلاة باسمِها عليها السلام في مختلف المجاميع الفقهيّة في سياق بيانِ أحدِ الرَّأيَين في «الألْف ركعة» من نوافل شهر رمضان.قال العلّامة الحلّيّ في (تحرير الأحكام: ج 1، ص 295):«[البحث]الثّاني: صلاةُ فاطمة عليها السلام مستحبّة، وهي أربعُ رَكعات بتسليمتَين، يقرأُ في كلّ ركعة (الحمد) مرّة، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة.[البحث] الثّالث: صلاةُ عليٍّ عليه السلام مستحبَّة، وهي رَكعتان، يقرأ في الأُولى منهما (الحمد) مرّة، و(القدر) مائة مرّة، وفي الثّانية (الحمد) مرّة، و(التّوحيد) مائة مرّة. وقِيل: إنّ الأُولى صلاةُ عليٍّعليه السلام، وهذه صلاةُ فاطمة عليها السلام».وجاء في هامش (تحرير الأحكام): «القائل هو الشّيخ الطّوسيّ قدّس سرّه في (النّهاية: ص 140 - 141)».* وقد صرّحَ الشّهيد الثّاني بأنّ كِلتا التّسميتَين مرويّتان، أي وردَ في الرّوايات تَسميتا صلاةِ عليٍّ وصلاة فاطمة عليهما السلام، لصلاةِ ركعتَين بـ (الحمد) مرّة و(القدر) مائة مرّة، وبـ (الحمد) مرّة و(التّوحيد) خمسين مرّة. قال رحمه الله في (الفوائد الملّيّة لشرحِ الرّسائل النّفلية، ص 324):«وكِلاهما مرويّ». و لذلك قال في (حاشية شرائع الإسلام، ص118): «ويجوزُ نسبةُ كلٍّ من الصّلاتَين إلى كلٍّ منهما عليهما السلام نيّةً وحُكماً».
ب) وقال العلّامة في (تذكِرة الفقهاء: ج 2، ص 290)، في النّوافل المؤقّتة ليومِ الجمعة: «وصلاةُ فاطمة عليها السلام رَكعتان، يقرأ في الأولى (الحمد) مرّة، و(القدر) مائة مرّة، وفي الثّانية (الحمد)، و(الإخلاص) مائة مرّة، ثمّ يدعو بالمنقول».



الصّلاة السّادسة

صلاةُ فاطمةعليها السلام، أو صلاةُ الأَوّابين

أربعُ ركعات بتَسليمتَين، بالتّوحيد خمسين مرّة


«.. وأمّا الشّيخ أبو جعفر بن بابويه (الصّدوق) فإنّه قال -في باب ثواب الصّلاة التي يسمّيها النّاس صلاةَ فاطمة عليها السلام، ويسمّونها أيضاً صلاةَ الأوّابين-..».* تقدّم «شعائر» في ما يلي، هذه الصّلاة كما أوردَها العلّامة الحلّيّ في كتابِه (مختلف الشّيعة: ج 2، ص 354) نقلاً عن الشّيخ الصّدوق قدّس سرّهما.
«[قال الشّيخ الصّدوق]: رَوى عبدُ الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه السلام، قال: مَن تَوَضَّأَ فَأَسبغَ الوضوء، وافتتحَ الصّلاةَ فَصَلَّى أربعَ ركعاتٍ يفصلُ بينهنّ بتَسليمة، يقرأُ في كلِّ ركعة فاتحةَ الكتاب، و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة، انفتلَ حين يَنفتلُ، وليس بينَه وبينَ الله عزّ وجلّ ذنبٌ إلّا غُفِرَ له.وأمّا محمّد بن مسعود العيّاشيّ رحمه الله، فقد روى في كتابِه، عن عبد الله بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيلِ بن السّمّاك، عن ابنِ أبي عُمَير، عن هشامِ بنِ سالم:

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مَن صلّى أربعَ ركعاتٍ يقرأُ في كلّ ركعة خمسين مرّة (قل هو الله أحد)
 
كانت صلاة فاطمة
عليها السلام، وهي صلاةُ الأوّابين.وكان شيخُنا محمّدُ بن الحسن [بن الوليد]رضي الله عنه يروي هذه الصّلاة وثوابَها، إلّا أنّه كان يقول: إنّي لا أعرفُها بصلاةِ فاطمةعليها السلام، وأمّا أهلُ الكوفة فإنّهم يعرفونها بصلاةِ فاطمة عليها السلام».قال العلّامة الحلّيّ:«هذا آخرُ كلامِ ابنِ بابويه».وبالرّجوع إلى (مَن لا يحضرُه الفقيه:ج 1، ص 564) نجدُ لكلامِ الشّيخ الصّدوق تتمّة، وهي:«وقد روى هذه الصّلاة وثوابَها أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام».
* وقال الشّهيد الأوّل في (ذكرى أحكام الشّريعة:
ج 4، ص 246): «ونقلَ ابنُ بابويه أنّ صلاةَ فاطمة عليها السلام-وتُسمّى: صلاة الأوّابين- أربعُ رَكعاتٍ بتَسليمتَين، يقرأُ في كلِّ ركعة الفاتحة و(قل هو الله أحد) خمسين مرّة. وَرَوى عن عبد الله بن سنان: أنّ مَن توضَّأَ فَأَسبغَ الوضوءَ وصَلّاها، انفتلَ حينَ ينفتلُ، وليسَ بينَه وبينَ الله عزّ وجلّ ذنبٌ إلّا غُفِرَ له».


الصّلاة السّابعة

صلاةُ رَكعتين ودعاء، لدَفعِ الشّدائد

علّمه النّبيّ عليّاً والزّهراء
عليهم السلام



«يا عالِمَ الغَيْبِ والسَّرائر، يا مُطاعُ يا عَليمُ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا هازِمَ الأحزابِ لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله، يا كائدَ

فرعَونَ لِموسى، يا مُنجِيَ عيسى من الظَّلَمة، يا مُخلِّصَ قومِ نوحٍ من الغَرَقِ، يا راحِمَ عبدِه يعقوبَ، يا كاشِفَ ضُرِّ
 
أيُّوب، يا مُنجِيَ ذي النُّونِ من الظُّلُمات، يا فاعلَ كُلِّ خيرٍ..».

روي أنَّ النّبيَّ صلّى الله عليه وآله علّم عليّاً وفاطمة عليهما السلام هذا الدُّعاء، وقال لهما: «إنْ نَزَلت بكما مصيبةٌ أو خِفتُما جَوْرَ سلطانٍ أو ضَلَّت لكما ضالَّة [ضاع شيءٌ وفُقِد]، فأحسِنا الوضوءَ، وصَلِّيا ركعتَين، وارفعا أيديكُما إلى السَّماء وقولا:يا عالِمَ الغَيْبِ والسَّرائر، يا مُطاعُ يا عَليمُ، يا اللهُ يا اللهُ يا اللهُ، يا هازِمَ الأحزابِ لِمُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله، يا كائدَ فرعَونَ لِموسى، يا مُنجِيَ عيسى من الظَّلَمة، يا مُخلِّصَ قومِ نوحٍ من الغَرَقِ، يا راحِمَ عبدِه يعقوبَ، يا كاشِفَ ضُرِّ أيُّوب، يا مُنجِيَ ذي النُّونِ من الظُّلُمات، يا فاعلَ كُلِّ خيرٍ، يا هادياً إلى كلِّ خيرٍ، يا دالَّاً على كلِّ خيرٍ، يا آمِراً بكلِّ خيرٍ، يا خالِقَ الخيرِ، يا أهلَ الخَيرات، أنت اللهُ، رَغِبْتُ إليكَ في ما قد عَلِمْتَ وأنتَ علَّامُ الغيوبِ، أسألُكَ أن تصلّيَ على محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، ثمّ اسأَلا الحاجةَ تُجابا إن شاءَ اللهُ تعالى».* حول هذه الصّلاة والدّعاء بعدَها:لفظُ الرّواية المتقدّم، نقلاً عن (صحيفة الزّهراء عليها السلام، للشّيخ جواد القيّوميّ، ص124)، وقد أوردَها المحدّث النّوريّ في (المستدرَك: ج 8، ص 215)، كما يلي:«الحسنُ بنُ فضل الطّبرسيّ في (مكارم الأخلاق)، عن جابر الأنصاريّ: أنّ النّبيّصلّى الله عليه وآله عَلَّمَ عليّاً وفاطمة عليهما السلام هذا الدّعاء، وقال لَهما:..»، ثمّ أورد الصّلاة والدّعاء باختلافٍ يسيرٍ في قولِه:«يَا مُنجِيَ عيسى من أَيدِي الظَّلَمة»، وليس «من الظَّلَمة»، ثمّ إلى قولِه: «يا خالقَ الخَير، ويا أهلَ الخَير، أنتَ الله..الخ»، وليس «يا أهلَ الخَيرات»، وختمَها بقولِه صلّى الله عليه وآله: «ثمّ اسألا الحاجةَ تُجابا إن شاءَ الله»، بدلاً من «تُجاب» وهو تَصحيف.وبالرّجوع إلى (مكارم الأخلاق، للطّبرسيّ، ص341)، نجدُ أنّه قد أوردَها بعنوان: «صلاةُ الضّالّة ودعاؤها»، ولا اختلافَ عمّا نقلَه عنه المحدّث النّوريّ، إلّا في ختام الرّواية حيث وردَ هكذا: «ثمّ سَلا الحاجةَ تُجابانِ إن شاءَ اللهُ تعالى».وقد نقلَ هذه الصّلاة والدّعاء بعدَها عن (مكارم الأخلاق)، المجلسيُّ في (البحار:ج 88، ص 370)، والسّيّد البروجرديّ في (جامع أحاديث الشّيعة: ج 7، ص 290 وج 16، ص 480)


الصّلاة الثّامنة

من الأسرار النّبويّة لقضاءِ الحَوائج

علَّمَه رسولُ اللهصلّى الله عليه وآلهأميرَ المؤمنين وفاطمةَعليهما السلام



في الفصل الرّابع من كتابِه (جمال الأسبوع)، وتحت عنوانٍ وردَ فيه: «صَلوات للأسبوع باللّيلِ والنّهار»، أوردَ السّيّدُ ابنُ طاوس رحمه الله تعالى، هذه الصّلاة من دون عنوانٍ خاصٍّ بها، إلّا أنّ الرّوايةَ صريحةٌ في أنّ هذا العمل، «الصّلاة والدّعاء»، من الأسرار النّبويّة لاستجابةِ الدّعاء في طلبِ جميع الحَوائج.

قال السّيّد ابنُ طاوس في (جمال الأسبوع، ص90):«صلاةٌ علَّمَها رسولُ الله صلّى الله عليه وآله أميرَ المؤمنين وفاطمةَ عليهما السلام. رُوِيَ عن سيّدِنا رسولِ الله صلّى الله عليه وآله أنّه قالَ لأميرِ المؤمنين ولابنتِه فاطمة عليهما السلام: إنّني أريدُ أن أَخُصَّكما بشيءٍ من الخير ممّا علَّمَنيَ اللهُ عزّ وجلّ، وَأَطلَعني اللهُ عليهِ فاحتَفظا به، قالا: نَعم يا رسولَ الله، فما هو؟قال صلّى الله عليه وآله: يُصلِّي أحدُكما رَكعتَين، تقرأ (يقرأ) في كلّ ركعة فاتحةَ الكتاب وآيةَ الكرسيّ ثلاث مرّات، و(قل هو الله أحد) ثلاث مرّات، وآخرَ الحشر ثلاث مرّات، من قولِه: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ..﴾ إلى آخرِه، فإذا جلسَ فَلْيَتَشَهَّد، وَلْيُثْنِ على اللهِ عزّ وجلّ، وَلْيُصَلِّ على النّبيّ صلّى الله عليه وآله، وَلْيَدْعُ للمؤمنين والمؤمنات، ثمّ يدعو على إثر ذلكَ فيقول: أللّهمّ إنّي أسألُك بحقِّ كلِّ اسمٍ هو لك، يحقُّ عليك فيه إجابةُ الدّعاءِ إذا دُعِيتَ به، وأسألُكَ بحقِّ كلِّ ذِي حَقٍّ عليك، وأسأَلُكَ بحقِّكَ على جميع ما هو دونَك، أن تفعلَ بي كذا وكذا».

توضيحات1-آخرُ سورة الحَشر هو الآيات التّالية: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾الحشر:21-24. 2- أورد المجلسيّ ( البحار: ج 86، ص 365) هذه الصّلاة والدّعاء بعدَها، نقلاً عن (جمال الأسبوع).
صلواتُالاستغاثةِ بالزّهراءعليها السلام


في المصادر ثلاثةُ أعمالٍ هي صلواتٌ وأدعيةٌ نُقلت باسمَين: «صلاة الغياث» و«الاستغاثة بالبتولعليها السلام»،اثنانِ من هذه الأعمال مرويّان عن الإمام الصّادقعليه السلام، والثّالث لم يُذكَر فيه اسمُ مَعصوم.

الاستغاثةُ الأولى


عن الإمام الصّادق عليه السلام: «إذا كانت لِأَحدِكم استغاثةٌ إلى اللهِ تعالى:
1- فَلْيُصَلِّ رَكعتَين.
2- ثمّ يَسجد ويقول: يا محمّدُ يا رسولَ الله، يا عليُّ يا سيّدَ المؤمنينَ والمؤمنات، بِكما أستغيثُ إلى اللهِ تعالى، يا محمّدُ يا عليُّ، أستغيثُ بكما، يَا غَوثاه باللهِ وبمُحمّدٍ وعَلَيٍّ وفاطمةَ، وتعدُّ الأئمّةَ عليهم السلام[والحسنِ والحسينِ، وعليٍّ ومحمّدٍ وجعفرٍ وموسى، وعليٍّ ومحمّدٍ وعليٍّ والحسنِ والحجّةِ المنتظَر]بكم أَتوسَّلُ إلى اللهِ تعالى.

فإنّك تُغاثُ من ساعتِك إن شاءَ اللهُ تعالى».أوردَ هذه الصّلاة الطّبرسيّ في (مكارم الأخلاق، ص331)، بعنوان «صلاة الغياث»، وعنه المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 357) بالعنوان نفسِه، وأوردها المحدّث النّوريّ في (مستدرَك الوسائل: ج 6، ص 348) بعنوان «صلاة الغياث» باختلافٍ يسيرٍ جدّاً. وأوردَها عن (مكارم الأخلاق) أيضاً السّيّدُ البروجرديّ في (جامع أحاديث الشّيعة: ج 7، ص 450)، والمحدّث القمّيّ في (مفاتيح الجنان) نقلاً عن (المكارم) في عدادِ ثلاثِ صلواتٍ بعنوان: «صلاةُ الاستغاثة بالبتول عليها السلام».

الاستغاثةُ الثّانية
* عن الإمام الصّادق عليه السلام: «إذا كانت لكَ حاجةٌ إلى الله تعالى، وضقتَ بها ذرعاً:
1- فَصَلِّ رَكعتَين.
2- فإذا سلّمتَ كَبِّرِ اللهَ ثلاثاً، وسبِّح تسبيحَ فاطمة عليها السلام.
3- ثمّ اسجُد، وَقُلْ مائةَ مرّة: يا مولاتي فاطمة، أَغِيثِيني.
4- ثمّ ضَعْ خدَّك الأيمنَ على الأرضِ، وَقُلْ مثلَ ذلك.
5- ثمّ ضَعْ خدَّكَ الأيسَر على الأرض، وَقُلْ كذلك.
6- ثمّ عُدْ إلى السّجود، وَقُلْ ذلكَ مائةَ مرّة وعشرَ مرّات.
7- واذكُر حاجتَك، فإنّ الله يَقضيها».

* حول هذه الاستغاثة
أوردَها المحدّث النّوريّ في (المستدرك: ج 6، ص 313)، نقلاً عن (البحار): «عن (قبس المصباح) للصّهرشتيّ -تلميذ شيخ الطّائفة- عن المفضّل بن عمر، عن الصّادق عليه السلام قال:..»، وَأوردَ ما تقدّم. ثمّ قال المحدّث النّوريّ: «ورواه الشّيخ إبراهيم الكفعميّ في (البلد الأمين) [أنظر: ص 159 من المطبوع]هكذا: تُصلِّي ركعتَين، فإذا سلّمتَ كَبِّرِ اللهَ ثلاثاً، وسبِّح تسبيحَ الزّهراءعليها السلام، واسجُد، وَقُلْ مائة مرّة: يا مولاتي يا فاطمة أَغِيثيني، ثمّ ضَعْ خدَّكَ الأيمن وَقُلْ كذلك، ثمّ ضَعْ خدَّك الأيسرَ على الأرض وقُل كذلك، ثمّ عُد إلى السّجود، وَقُلْ كذلك مائة مرّة وعشر مرّات، واذكر حاجتَك تُقضى.".وتجد الصّيغتَين -وهما واحد- في (البحار: ج 99، ص 254)، وفي (مفاتيح الجنان) المعرّب تحتَ عنوان: «الاستغاثة بالبتول عليها السلام» نقلاً -بهذا العنوان- عن (مكارم الأخلاق) للطّبرسيّ. ***الاستغاثة الثّالثة1- تُصلِّي رَكعتَين.

2- ثمّ تَسجدُ وتقول: يا فاطمة. مائة مرّة.

3- ثمّ تَضع خدَّك الأيمنَ على الأرض، وَقُلْ مثلَ ذلك.

4- ثمّ تَضع خدَّك الأيسرَ على الأرض، وتقولُ مثلَه.

5- ثمّ اسجُد، وقُل ذلك مائة وعشرَ مرّات.

6- ثمّ تقول: يا آمناً من كلِّ شيءٍ، وكلُّ شيءٍ منكَ خائفٌ حَذِر، أسألُك بأَمنِك من كلِّ شيءٍ وخوفِ كلِّ شيءٍ منك،
 
أن تُصلِّيَ على محمّدٍ وآلِ محمّد، وأن تعطيَني أماناً لِنَفسي، وأهلي ومالي ووُلدي، حتّى لا أخافَ أحداً ولا أحذرَ
 
من شيءٍ أبداً، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.

 
**أوردَ هذه الاستغاثة الشّيخ الطّبرسيّ في (مكارم الأخلاق، ص 330) بعنوان:«صلاةُ الاستغاثة بالبتول عليها السلام»،

من دون نِسبتِها إلى أحدِ المعصومين
عليهم السلام، ونقلَها عنه المجلسيّ في (البحار: ج 88، ص 356)، والمحدّث القمّيّ في

(مفاتيح الجنان) تحتَ عنوان: «الاستغاثة بالبتول
عليها السلام»، وأوردَها القيّوميّ في (صحيفة الزّهراء عليها السلام،ص 302).***

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 3 أيام

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ 3 أيام

إصدارات عربية

نفحات