مصطلحات

مصطلحات

11/04/2013

حكمُ الإسلام في السِّحر

ما هو السِّحْرُ؟ وما هي مشتقّاتُه؟
حكمُ الإسلام في السِّحر
ـــــ الشّيخ محمّد حسن النّجفي (صاحبُ الجواهر) ـــــ

موجزٌ في تعريف السِّحْر لغةً وشرعاً، وفي أقسامِه وأشكالِه وموقفِ الإسلام منه، نقلاً عن الجزء الثّاني والعشرين من الموسوعة الفقهيّة (جواهر الكلام)، للفقيه الشّيخ محمّد حسن النّجفيّ
قدّس سرّه.

عن بعض أهل اللُّغة أنَّ السِّحْرَ ما لَطُفَ مأخذُه ودقَّ، وعن آخَر صرفُ الشَّيء عن وجهِه، وعن ثالثٍ إخراجُ الباطل بصورةِ الحقّ، وعن رابعٍ أنّه الخديعة.
وفي (قواعد الأحكام) للعلّامة الحلّيّ أنَّ السِّحْرَ كلامٌ يتكلَّم به، أو يَكتبُه، أو رُقْيَة، أو يَعمل شيئاً يؤثِّر في بدنِ المسحور أو قلبِه أو عقلِه من غير مباشرة، ونحوُه عن ( نهاية الأحكام) للعلّامة الحلّيّ أيضاً، مع زيادة «عَقد»، وفي (المسالك) للشّهيد الثاني زيادةُ «أقسام وعزائم»، وإبدال «يعمل» بقوله: «يحدثُ بسببِها ضَررٌ».
وفي (الدروس) للشّهيد الأوّل: «تحرمُ الكهانة والسِّحرُ بالكلام والكتابة والرّقية والدُّخْنَة بعقاقيرِ الكواكب [الدُّخْنَة: بَخُورٌ يُدَخَّن به الثيابُ أَو البيت. قال الشّيخ الجواهريّ مفسّراً كلام الشّهيد الأوّل: كما أنّه أشار بعقاقير الكواكب إلى ما يستعملُه بعض هؤلاء الكَفَرة في تسخيرِ بعضِ الكواكب السيّارة، بدُخنَة بعض العقاقير، وقراءة بعض الرُّقيّ، ونحو ذلك] وتصفيةِ النّفس [المقصودُ بها هنا هو تجريد النّفس عن الشّواغل البدنيّة، وهو مذمومٌ إلّا في الموارد التي شرّعها الإسلام، وفي جميع الأحوال لا يجوزُ ذلك إذا كان الغرضُ منه فاسداً ومحرّماً]
والتَّصوير، والعَقْد، والنَّفث والأقسام والعزائم بما لا يُفهَم معناه ويضرُّ بالغيرِ فعلُه.
ومن السِّحر الاستخدامُ للملائكة والجنّ، والاستنزالُ للشّياطين، في كشفِ الغائب وعلاج المُصاب، ومنه الاستحضارُ بِتَلبُّس الرّوحِ ببَدنٍ مُنفَعلٍ كالصّبيّ والمرأة، وكشف الغائب عن لسانه، ومنه النّيرنجات، وهي إظهارُ غرائب خواصّ الامتزاجات [النّيرنجات: تعريبُ الكلمة الفارسيّة نيرنك، ومعناها الخديعة، ونيرنك محرّفة عن نو رنك، أي اللّون الجديد، ويُراد بها أيضا الشّعبذة]، وأسرار النَّيّرَين [الشّمس والقمر]
، ويلحقُ به الطِّلسمات، وهي تمزيجُ القوى العاليةِ الفاعليّة بالقِوى السّافلة المنفَعلة، ليحدثَ عنها فعلُ الغرائب، فعملُ هذا كلّه والتّكسُّب به حرام».
لكن عن (المنتهى) أنَّ ما يُقال من العَزم على المصروع، ويزعم أنَّه يجمعُ الجنّ فيأمرها لِتُطيعه فهو عندي باطلٌ لا حقيقةَ له، وإنّما هو من الخرافات، وفي (المسالك) أنَّ الاستخدام [استخدام الأرواح والجنّ]
من الكهانة، وأنَّها غيرُ السِّحر قريبةٌ منه.
وعن بعضهم أنَّ السِّحر عملٌ يُستفادُ منه مَلَكةٌ نفسانيّة، يقتدرُ بها على أفعالٍ غريبة، وأسبابٍ خفيّة. وعن فخر المحقِّقين الحلّيّ في (إيضاح الفوائد) أنَّه: «استحداثُ الخوارق، إمَّا بمجرَّد التّأثيرات النّفسانيّة، وهو السِّحر، أو بالاستعانة بالفلكيّات فقط، وهو دعوةُ الكواكب، أو على تمزيج القوى السَّماويّة بالقوى الأرضيّة، وهو الطِّلسمات، أو على سبيل الاستعانة بالأرواح السَّاذجة، وهو العزائم، ويدخلُ فيه النّيرنجات، والكلُّ حرامٌ في شريعةِ سيِّد المرسَلين.
أمّا إذا كان على سبيل الاستعانة بخواصِّ الأجسام السُّفليّة، فهو علمُ الخواصّ، أو الاستعانة بالنِّسَبِ الرّياضيّة، وهو عِلْمُ الحِيَل وجرِّ الأثقال، وهذان ليسا من السِّحر».
قال الأستاذُ في شرحِه [الشيخ جعفر الجناحي في شرح القواعد]: «إنّه لا يرجع بعدَه [بعد تعدُّد الآراء والأقوال]إلَّا إلى العُرف العامّ، ومحصولُه أنَّه عبارةٌ عن إيجادِ شيءٍ تترتَّبُ عليه آثارٌ غريبة، وأحوالٌ عجيبةٌ بالنّسبةِ إلى العادة، بحيث تُشبِهُ الكرامات، وتُوهِمُ أنّها من المعجزات المُثبتة للنّبوّات، من غير استنادٍ إلى الشّرعيّات بحروزٍ أو دعواتٍ أو نحوِها من المأثورات. وأمّا ما أُخِذَ من الشّرع كالعُوَذ والهياكل وبعض الطِّلسمات فليست منه، بل هي بعيدةٌ عنه، وكأنّ غرَض الشّارع المنعُ من التّدليس والتّلبيس في الأسبابِ على نحو منعِه في المسبّبات، وأنّ حدوثَ الأفعالِ من غير سببٍ يَبِيْن مخصوصٌ بربِّ العالمين..».(مختصَر بتصرّف)

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ يومين

دوريات

  إصدارات أجنبية

إصدارات أجنبية

  إصدارات عربية

إصدارات عربية

منذ يومين

إصدارات عربية

نفحات