| لَمْ يَرَ اللهُ للرِّسالةِ أجراً |
غير حِفْظِ الزَّهراء في قُرباها |
| يومَ جاءت -يا للمُصابِ- إليهم |
ومِن الوَجْدِ ما أطالَ بُكاها |
| فدَعَتْ واشْتَكَتْ إلى اللهِ شكوى |
والرَّواسي تهتزُّ مِن شَكواها |
| فاطمأنَّت لها القلوبُ وكادَت |
أنْ تزولَ الأحقادُ ممّن حَواها |
| تَعِظُ القَوْمَ في أتمِّ خطابٍ |
حَكَتِ المُصطَفى بِهِ وَحَكاها |
| أيُّها القومُ راقِبوا اللهَ فينا |
نحنُ من رَوْضَةِ الجليلِ جَناها |
| نحنُ من بارىء السَّماوات سرٌّ |
لو كَرِهْنا وُجودَها ما بَراها |
| بَلْ بآثارِنا ولُطْفِ رِضانا |
سَطَحَ الأرْضَ والسَّماءَ بَناها |
| وبأضوائنا الّتي ليس تَخْبُو |
حوتِ الشُّهبُ ما حَوَتْ مِن سَناها |
| واعلموا أنّنا مشاعرُ دينِ اللهِ |
فيكُم، فَأَكْرِمُوا مَثْواها |
| ولَنا مِن خزائنِ الغَيْبِ فَيْضٌ |
ترِد المُهتدون منه هُداها |
| إنْ تَروموا الجِنانَ فهيَ مِن اللهِ |
إلينا هديّةٌ أهْداها |
| هي دارٌ لنا ونحنُ ذَوُوها |
لا يَرى غيرُ حِزْبنا مَرْآها |
| وكذاك الجحيمُ سِجْنُ عِدانا |
حسبُهُم يَوْمَ حَشْرِهم سُكْناها |
| أيُّها النَّاسُ أيُّ بنتِ نبيٍّ |
عن مواريثِها أبوها زَواها |
| هذه الكُتُب فاسألوها تَرَوْها |
بالمواريثِ ناطقاً فَحْواها |
| وبِمعنى «يُوصيكُم اللهُ» أمرٌ |
شاملٌ للعِبادِ في قُرباها |
| كيف لم يوصِنا بذلك مَوْلا |
نا وتلكُمُ من دونِنا أَوْصاها |
| هل رآنا لا نستحقُّ اهتداءً |
واستحقَّت هي الهُدى فهَداها |
| أم تُراهُ أضلَّنا في البرايا |
بعد علمٍ لكَيْ نُصيب خُطاها |
| ما لكُم قد مَنَعتُمونا حقوقاً |
أَوْجَبَ اللهُ في الكتابِ أداها |
| لم نَسَلْكُمْ لحاجةٍ واضطرارٍ |
بل نَدُلُّ الوَرى على تَقواها |
| كَم لنا في الوجودِ رَشحةُ جُودٍ |
يُعجِزُ السّبعةَ البحار غناها |
| علمَ الله أنّنا أهلُ بيتٍ |
ليسَ تأوي دَنِيّةٌ مَأواها |
| ولأيِّ الأمورِ تُدفَنُ سرّاً |
بَضْعَةُ المُصطَفى ويُعْفى ثَراها |
| فمَضَتْ وهي أعظمُ النَّاس وَجْداً |
في فَمِ الدَّهرِ غُصّةٌ مِن جَواها |
| وثَوَتْ لا يَرى لها النَّاسُ مثوًى |
أيُّ قُدسٍ يضمُّه مَثْواها؟ |