إذا أردتَ الحجَّ
عن مولانا
الصّادق عليه السّلام أنّه قال:
إذا
أردتَ الحجّ فجَرِّد قلبَك للَّه تعالى مِن كلّ شاغِلٍ وحجابِ كلِّ حاجب، وفَوِّضْ
أُمورَك كلَّها إلى خالقِك وتوكَّلْ عَليه في جميعِ ما يظهرُ مِن حركاتك وسَكَناتك.
***
وسَلِّمْ
لقَضائه وحُكْمِه وقَدَرِه، وَوَدِّعِ الدّنيا والرّاحةَ والخَلْقَ واخْرُجْ مِن حقوقٍ
تَلْزَمُك مِن جِهَةِ المخلوقين، ولا تَعْتَمِدْ على زَادِك ورَاحلتِك وأَصحابِك وقُوّتِك
وشَبابِك ومالِك، مخافةَ أنْ يَصيرَ ذلك عَدُوّاً ووَبالًاً، فإنّ مَنْ ادّعى رِضى
اللهِ واعْتَمَدَ على ما سِواه صَيّرَه عليه وَبالًا وَعَدُوّاً ، لِيعلَمَ أنّه ليسَ
له قُوّةٌ ولا حيلة، ولا لأَحدٍ إلاّ بعصمةِ الله تعالى وتوفيقِه.
***
واسْتَعِدَّ
استعدادَ مَنْ لا يَرجو الرّجوعَ، وأحْسِنِ الصُّحْبةَ وَرَاعِ أوقاتَ فرائضِ الله
وسُنَنِ نبيّه صلَّى الله عليه وآله، وما يَجِبُ عليكَ مِن الأدب والاحتمالِ والصَّبرِ
والشُّكر والشَّفَقَةِ والسّخاءِ وإيثارِ الزّادِ على دوام الأوقاتِ، ثمّ اغْسِلْ بماءِ
التّوبةِ الخالصةِ ذُنوبَك والْبَسْ كِسْوةَ الصّدقِ والصّفاء والخضوع والخشوع، وأحْرِم
من كُلِّ شيءٍ يَمْنَعُك عن ذِكْرِ الله تعالى ويَحْجُبُك عن طاعتِه.
الشّهيد الثاني، رسالة «أقلُّ ما يجبُ معرفتُه
مِنْ أحكام الحجّ والعمرة» - رسائل الشهيد: ج 1/ ص 337