تاريخ
..ومَن
كانَ منهم، كان وِرْدَ النّار
رُوي عن صفوان (الجمّال) أنّه قال: دخلتُ على أبي الحسن
الأوّل عليه السلام (الإمام موسى بن جعفر الكاظم)، فقال لي: يا صفوان، كلُّ
شيءٍ منك حَسَنٌ جميلٌ، ما خلا شيئاً واحداً!
قلت: جُعلت فداك أيّ شيءٍ؟
قال: إكراؤك [إيجارُك] جِمالَك من هذا الرَّجل،
يعني هارون العبّاسيّ.
قلتُ: واللهِ، ما أكرَيْتُه أشراً ولا بطراً ولا لصَيدٍ
ولا للَهو، ولكنّي أكرَيْتُه لهذا الطّريق -يعني طريق مكّة- ولا أتولَّاه، ولكن
أبعثُ معه غلماني.
فقال لي: أَتُحِبُّ بقاءَهم حتّى يخرجَ كِرَاك؟ [أي
حتّى يُعطوك ثمن استئجار الجِمال]
قلت: نعم.
قال: فمَن أحبَّ بَقاءَهم فهو منهم، ومَن كانَ منهم
كان وِرْدَ النّار.
فقال صفوان: فذهبتُ وبِعْتُ جمالي عن آخرها، فبلغَ ذلك
إلى هارون فدَعاني وقال: يا صفوان، بلغَني أنّك بعتَ جمالَك؟ قلت: نعم.
فقال: لِمَ؟ قلت: أنا شيخٌ كبير وإنّ الغلمانَ لا يَفُون
بالأعمال.
فقال: هيهات، إنّي لَأَعلمُ مَن أشار عليك بهذا، أشارَ
عليك بهذا موسى بن جعفر.
قلت: ما لي ولموسى بن جعفر!
فقال: دعْ هذا عنك، فوَالله لولا حُسن صُحبتِكَ لقتلتُك.
(الكُنى
والألقاب، المحدّث القمّيّ)
بلدان
قَطَر
قطر: الإمارة الخليجيّة وعاصمتُها الدّوحة،
لكنّ قربَها من جُزر البحرين والأحساء قد جعلَ تاريخَها جزءاً من تاريخ إقليم البحرين،
فقد أثبتت الدّراسات التي قامَ بها علماء الآثار أنّ قرية قطر القديمة، الواقعة على
الخطّ ما بين عمان والعَقير، كانت مرتبطةً بجزيرة دلمون (البحرين اليوم) منذ الألف
الثّالثة قبل الميلاد، ولم تؤلِّف كياناً مستقلّاً عن إقليم البحرين إلّا بعد القرن
السّادس عشر.
ففي أواخر القرن السّابع عشر نزحت أسرة (آل ثاني)
إلى قطر قادمةً من منطقة الوشم في نجد، وكانت هذه الأسرة ومَن قدم معها من الأُسر الأخرى
تخضع لآل خليفة أصحاب البحرين، وعلى إثر خلافات وقعت بين الأسرتَين حول الرّسوم والضّرائب
سنة 1867، عمدت بريطانيا -التي كانت قد وثبت على الخليج بنهاية النّصف الأوّل من القرن
التّاسع عشر- إلى التّدخّل بصفتها حاميةً للسّلام في المنطقة، وفرضت على البحرانيّين
والقطريّين التّوقيع على معاهدة؛ تعهّدَ فيها الجَانبان بالاحتكام مستقبلاً إلى المقيم
البريطانيّ في الخليج، ما جعل قطر ضمن دائرة النّفوذ البريطانيّ.
وفي قطر اليوم، أكبر قاعدة عسكريّة
أميركيّة خارج الولايات المتّحدة، هي «قاعدة السّيليّة» قرب الدّوحة، استخدمها
الجيش الأميركيّ كمقرّ للإمداد وتهيئة المعدّات العسكريّة والخدمات اللّوجستيّة في
غزوه أفغانستان (2001م)، والعراق (2003م).
وفي المصادر المتقدّمة أنّ قَطَر بلدٌ بَيْنَ
القَطِيفِ وعُمَانَ، أَو بينَ البَحْرَيْن وعُمَانَ، أو أنّها مَوْضِعٌ بالبَحْرَيْن. وقِيل: وبالبَحْرَيْن على
سيف البَحْرِ بَيْنَ القَطِيفِ وعُمَان بَلَدٌ، يقال له قَطَرُ، نَسَبُوا إِليها فقالوا:
ثِيابٌ قِطْرِيَّة، بالكَسْرِ على غيرِ قِياسٍ خَفَّفُوا وكَسَرُوا القاف، ونَجَائِبُ
قَطَرِيّاتٌ، بالتَّحْرِيكِ، أَرادوا بها نَجَائِبَ نَسَبوها إِلى قَطرَ وما وَالاَها
من البَرِّ.
(مصادر)