الموقع ما يزال قيد التجربة
إحرامُ الحجّ، عَرَفة، المَشعر الحَرام
تأمّلاتٌ في فقه القلب والحياة
ـــــ الشّيخ حسين كوراني ـــــ
|
المشعَر الحرام
يُختَتم موسم عَرَفة، الذي يتلو في الفضل ليلة القدر، بالانتقال المباشر إلى موسمٍ عباديٍّ بالغ الفَرادة والتّميّز، وهو للأسف بالغُ التّضييع والإهمال.
إنّه الوقوف بـ «المشعَر الحرام»، أي «مزدلفة»، أي «جَمْع»، فهي ثلاثةُ أسماء لمكانٍ واحدٍ عظيمِ الحُرمة عند الله تعالى.
ولا تنفصل الحُرمة عن مدى قُرب مَن يبلغُها، وحرمتِه، على أنّ بلوغ القُرب حركةُ عقلٍ وقلب، وما الجسدُ إلّا بُراقٌ أو حجاب، أو وسيلة مركّبة من هذا البُراق و درْكٍ من ذاك الحجاب.
إنْ قلتَ في الإفاضة من عرفات، إنّها الإفاضة من الحضور إلى الشّهود، فلم تَعْدُ الحقيقة، وإنْ قلتَ إنّها، بالغفلة عنها، الإفاضةُ من الحَرَم إلى الحرمان، ومن القُرب إلى الطّرد، فقد أصبتَ كبدَ الحقيقة.
دلالاتُ التّسمية
وفي محاولة التّعرّف إلى دلالات التّسميات الثّلاث لهذا المكان الواحد الذي يفيضُ الحاجّ إليه من عرفات، نجدُ التّالي:
1- جَمْع
قال الشّيخ الصّدوق:
«وسُمّيت المزدلفة جَمْعاً لأنّه يجمع فيها المغربَ والعشاء بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين.
أي يصلَيّان جَمعاً فسُمِّيَ المكان "جَمْع"».
وفي الدّعاء المرويّ ما يصلح تفسيراً آخر للتّسمية، وهو عن الإمام الصّادق عليه السّلام، وقد روي بصيغتَين:
1- «أَللّهُمّ هذه جَمْع، أللّهُمّ إنّي أسألُكَ أن تُصَلّي على محمّدٍ وآل محمّدٍ، وأن تجمعَ لي فيها جوامعَ الخيرِ الذي جمعتَ لأنبيائك وأهلِ طاعتِك من خلقِك، وقد أمرتَ عبادَك بذكرِكَ عند المَشعر الحَرام، فَصَلِّ على محمّدٍ وآلٍ محمّدٍ ولا تُؤيسني من خيرِك، وعرِّفني في هذا المكان ما عرّفتَ أولياءَك، ولا تُخيّبني في ما رجوتُك، وأَعتِقني ولوالديّ ولجميعِ المؤمنين من النّار برحمتِك».
2- «أَللَّهُمَّ هَذِه جَمْعٌ، أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تَجْمَعَ لِي فِيهَا جَوَامِعَ الْخَيْرِ. أَللَّهُمَّ لَا تُؤْيِسْنِي مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي سَأَلْتُكَ أَنْ تَجْمَعَه لِي فِي قَلْبِي. [ثمّ] وأَطْلُبُ إِلَيْكَ أَنْ تُعَرِّفَنِي مَا عَرَّفْتَ أَوْلِيَاءَكَ فِي مَنْزِلِي هَذَا وأَنْ تَقِيَنِي جَوَامِعَ الشَّرِّ».
2- المَشعر:
في الدّعاء الخاصّ بالمشعَر، ما يُضيء على سبب هذه التّسمية، وهو:
«..فَقَدْ تَرى مَقامي بِهذَا الْمَشْعَرِ الَّذي انْخَفَضَ لَكَ فَرَفَعْتَه، وَذَلَّ لَكَ فَأَكْرَمْتَه، وَجَعَلْتَه عَلَماً لِلنَّاسِ، فَبَلِّغْني مُنايَ وَنَيْلَ رَجائي، أَللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ أَنْ تُحَرِّمَ شَعْري وَبَشَري عَلَى النَّارِ، وَأَنْ تَرْزُقَني حَياةً في طاعَتِكَ، وَبَصيرَةً في دينِكَ، وَعَمَلاً بِفَرائِضِكَ، وَإِتِّباعاً لأَوَامِرِكَ وَخَيْرَ الدَّارَيْنِ جامعاً».
3- مزدلفة
روي عن الإمام الصّادق عليه السّلام: «أنّ جبرئيل قال لإبراهيم عليهما السّلام: اِزدَلِف، فَسُمِّيَتِ المُزدَلفة».
من أعمال ما بعد الإفاضة من عرفات
1- قال القاضي ابن البراج: «بابُ أحكام الوقوف بالمشعَر الحرام:
هذه الأحكام على ضربَين: واجب، ومندوب.
فالواجب: هو الوقوفُ به، وذكرُ الله سبحانه والصّلاةُ على النّبيّ وآله عليهم السّلام، والرّجوعُ إلى مِنى بعد ذلك، وإعادةُ الحجّ من قابلٍ إذا تركَ هذا الوقوف متعمّداً، وكذلك يجبُ عليه إذا أدركَ المَشعر بعد طلوع الشّمس، فإنْ أدركَه قبل ذلك كان الحجّ ماضياً [صحيحاً]، ولا يرتفعُ الوقوف بالمشعر الحَرام إلى الجبل، إلّا لعائقٍ من ضِيقٍ أو ما أشبَهه، ولا يخرج أحدٌ من المَشعر قبل طلوع الفجر، ولا يجوز [لا يتجاوز] وادي محسّر حتى تطلع الشّمس أيضاً، ولا يخرجُ الإمام من المشعر إلّا بعد طلوع الشّمس مع التّمكّن من ذلك.
وأمّا المندوب: فهو الدّعاءُ عند الإفاضة إلى المَشعر الحرام، والاقتصادُ في السّير إليه، والدّعاءُ عند الكَثيب الأحمر، والسَّعيُ عند وادي محسّر حتّى يجوزَه، والدّعاء عند هذا الوادي، ويجمع بين العشائين بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، وأن لا يصلّي بين العشائين نوافل، بل يؤخّر ذلك إلى بعد صلاة عشاء الآخرة».
2- قال المرجع المقدّس الشّيخ محمّد أمين زين الدّين في رسالته العمليّة (كلمة التّقوى):
أ) و«يستَحبّ [على أبواب الإفاضة] إذا أشرفتِ الشّمسُ على الغروب [أن يقول الحاجّ]: أَللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ ومِنْ تَشَتُّتِ الأَمْرِ، ومِنْ شَرِّ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ، أَمْسَى ظُلْمِي مُسْتَجِيراً بِعَفْوِكَ، وأَمْسَى خَوْفِي مُسْتَجِيراً بِأَمَانِكَ، وأَمْسَى ذُلِّي مُسْتَجِيراً بِعِزِّكَ، وَأَمْسَى وَجْهِيَ الْفَانِي مُسْتَجِيراً بِوَجْهِكَ الْبَاقِي، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ ويَا أَجْوَدَ مَنْ أَعْطَى، جَلِّلْنِي بِرَحْمَتِكَ وأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ واصْرِفْ عَنِّي شَرَّ جَمِيعِ خَلْقِكَ».
ب) أضاف:
و«يُستحبّ له أن يقول إذا غربت الشّمس:
أَللّهُمَّ لا تَجعَلهُ آخِرَ العَهدِ مِن هذَا المَوقِفِ، وارزُقنيهِ مِنْ قَابِلٍ أبَداً ما أبقَيتَني، واقلِبِني اليَومَ مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لي، مَرحوماً مَغفوراً لي بِأَفضَلِ ما يَنقَلِبُ بِهِ اليَومَ أحَدٌ مِن وَفدِكَ وحُجّاجِ بَيتِكَ الحَرام، واجعَلنِي اليَومَ مِن أكرَمِ وَفدِكَ عَلَيكَ، وأعطِني أفضَلَ ما أعطَيتَ أحَداً مِنهُم مِنَ الخَيرِ والبَرَكَةِ والرَّحمَةِ والرِّضوانِ والمَغفِرَةِ، وبارِك لي فيما أرجِعُ إلَيهِ مِن أهلٍ أو مالٍ أو قَليلٍ أو كَثير، وبارِك لَهُم فِيَّ».
ج)- و«إذا غابت الشّمس وذهبت الحُمرة عن المشرق ".." جاز للحاجّ أن يفيضَ من عرفات ليذكرَ الله عند المَشعر الحرام، وأن يخرجَ من حدود الموقف الأوّل ويتوجّه إلى الموقف الثّاني، ويستحبّ له أن يكون في إفاضتِه على سكينةٍ ووقار، وأن يكونَ في مسيره قاصداً: متوسّطاً بين الإسراع والإبطاء، وأن يشتغلَ في حال مسيره بالدّعاء والاستغفار كما يقول سبحانه: ﴿ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ البقرة:199.
فإذا بلغ إلى الكَثيب الأحمر، وهو يقعُ عن يمين الطّريق استحبَّ له أن يقول:
أَللَّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي وزِدْ فِي عَمَلِي (عِلْمِي) وسَلِّمْ لِي دِينِي وتَقَبَّلْ مَنَاسِكِي.
ولْيَسِرْ سيراً جميلاً، وَلْيَتَّقِ اللهَ ربَّه، فَلا يَطَأ ضعيفاً أو مسلماً، ولا يَشْرَك في عَنَتِ إنسان. ويُستَحبّ له أن يكبّر بين المأزِمَين [يأتي شرح العبارة] إذا مَرَّ بينهما».
تعريفات
* مِنَى: كَـ «إِلَى»، وقد تكرّر ذِكرُها في الحديث. اسمُ موضعٍ بمكّة على فرسخ، والغالبُ عليه التّذكير فيُصرف، وَحَدُّه -كما جاءت به الرّواية- من العَقَبة إلى وادي محسّر، واختُلف في وجه التّسمية ".." فكانت تُسمّى مُنى فسمّاها النّاس مِنى.
* الكَثيب الأحمر: تلٌّ رمليٌّ على يمينِ المُفيض من عَرَفات المتوجِّه إلى المَشعر الحَرام.
* المأزِمان: بكَسرِ الزّاي وبالهَمز -ويجوز التّخفيف بالقَلب ألفاً: مَضِيقَان، أحدهما بين عرفات والمشعر، والثّاني بين مكّة ومِنى، والمُراد هنا [أي ما ذُكِر في النَّصّ] الأوّل.
* وادي محسِّر: بكسرِ السّين وتشديدِها، هو وادٍ معترض الطّريق بين جَمع ومِنى، وهو إلى مِنى أقرب، وهو حَدٌّ من حدودها، سُمِّيَ بذلك لما قيل أنّ فيل «أبرهة» أُعييَ وكلَّ فيه، فحسرَ أصحابَه بفعلِه وأوقعَهم في الحَسَرات.
المَأزِمَان
قال القاضي ابن البرّاج: «ثمّ يمضي حتّى يصير عند المَأزِمَين، فإذا صار عنده قال: اللهُ أكبر أربع مرّات، ثمّ يقول:
أللّهُمّ صلِّ عَلَى مُحَمّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، خِيَرتِكَ مِن خلقِكَ وَآلِه الطّاهِرينَ، إلهي إلى هَهنا دَعوتَني وبما عندَك وَعَدْتَني، وقد أجبتُك بتَوفيقِكَ وفضلِك، فَارْحَمْنِي وَتَجَاوَز عنّي بِكَرَمِك.
ثمّ ينزل المشعرَ الحرام، فإذا وصل إليه نزل به إنْ وجد فيه خَلَلاً [أي فراغاً] وإن لم يجِد ذلك لكَثرة النّاس نزل قريباً منه ويصلّي فيه العشائَين بأذانٍ واحدٍ وإقامتَين، ويؤخّر نوافل المغرب إلى بعد الفراغ من العشاء الآخرة، ولا يصلّيها إلّا فيه ولو مضى ربعُ اللّيل أو ثلثُه، فإنْ لم يبلغ إليه إلى ثُلث اللّيل جازَ له أن يصلّي المغرب في الطّريق.
فإذا فرغَ من صلاته بالمشعر، قال:
أللّهمّ هذه جَمْع، فَأسألك أن تصلّي على محمّدٍ وآل محمّد، وأن تجمعَ لي فيها جوامعَ الخيرِ الذي جمعتَ لأنبيائك وأهلِ طاعتِك من خلقِك، وقد أمرتَ عبادَك بذكرِك عندَ المَشعر الحرام، فَصَلِّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ، ولا تُؤيسني من خيرك، وعرِّفني في هذا المكان ما عرّفتَ أولياءَك ولا تُخيّبني في ما رجوتُك، وأَعتِقني ولوالديّ ولجميع المؤمنين من النّار برحمتِكَ.
ثمّ يجتهد في الصّلاة والدّعاء طولَ ليلِه إنْ تمكّن من ذلك إلى الفجر.
[أي يُستَحبّ إحياء اللّيلة]، فإذا طلع الفجرُ صلّى الفريضة، وتوقّف متوجّهاً إلى القبلة ودعا بما نُورده الآن من دعاء الموقف بالمشعر الحرام، ويجتهد في ذلك إلى طلوع الشّمس، فإذا لم يتمكّن من ذلك لضرورة، فإنّه يستحبّ له أن يطأَ المشعرَ برجلِه مع التّمكّن منه».
ثمّ يقول القاضي ابن البرّاج عليه الرّحمة: «باب الدّعاء في الموقف بالمشعر
الحرام:
ينبغي لمَن أراد الوقوف بالمشعر الحرام بعد صلاة الفجر أن يقفَ منه بسفح الجبل متوجّهاً إلى القبلة، ويجوز له أن يقفَ راكباً، ثمّ يكبّر الله سبحانه ويذكر من آلائه وبلائه ما تمكّنَ منه، ويتشهّد الشّهادتين ويصلّيَ على النّبيّ وآله والأئمّة عليهم السّلام، وإنْ ذكر الأئمّة واحداً واحداً ودعا لهم وتبرّأَ من عدوّهم كان أفضل».
أضاف القاضي ابن البرّاج:
«ويقول بعد ذلك: أَللَّهُمَّ رَبَّ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ، فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلَالِ، وادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ والإِنْسِ، أللَّهُمَّ أَنْتَ خَيْرُ مَطْلُوبٍ إِلَيْه، وخَيْرُ مَدْعُوٍّ وخَيْرُ مَسْؤُولٍ، ولِكُلِّ وَافِدٍ جَائِزَةٌ، فَاجْعَلْ جَائِزَتِي فِي مَوْطِنِي هَذَا أَنْ تُقِيلَنِي عَثْرَتِي وتَقْبَلَ مَعْذِرَتِي وتَجَاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي، ثُمَّ اجْعَلِ التَّقْوَى مِنَ الدُّنْيَا زَادِي بِرَحْمَتِكَ.
ثم يكبّر الله سبحانَه مائة مرّة، ويحمده مائة مرّة، ويسبّحه مائة مرّة، ويهلّله مائة مرّة، ويصلّي على النّبي صلّى الله عليه وآله، ويقول: أَللَّهُمَّ اهْدِني مِنَ الضَّلالَةِ، وَأَنْقِذْني مِنَ الْجَهالَةِ، وَاجْعَلْ لي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَخُذْ بِناصيَتي إِلى هُداكَ، وَانْقُلْني إِلى رِضاكَ، فَقَدْ تَرى مَقامي بِهذَا الْمَشْعَرِ الَّذي انْخَفَضَ لَكَ فَرَفَعْتَه، وَذَلَّ لَكَ فَأَكْرَمْتَه، وَجَعَلْتَه عَلَماً لِلنَّاسِ، فَبَلِّغْني مُنايَ وَنَيْلَ رَجائي، أَللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ بِحَقِّ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ أَنْ تُحَرِّمَ شَعْري وَبَشَري عَلَى النَّارِ، وَأَنْ تَرْزُقَني حَياةً في طاعَتِكَ، وَبَصيرَةً في دينِكَ، وَعَمَلاً بِفَرائِضِكَ، وَاتِّباعاً لأَمْرِكَ وَخَيْرَ الدَّارَيْنِ جامعاً، وَأَنْ تَحْفَظِني في نَفْسي وَولدي وَلِوَالِدَيّ وَأَهْلي، وَإِخْواني وَجِيْراني بِرَحْمَتِكَ.
ويجتهد في الدّعاء والمسألة والتّضرّع إلى الله سبحانه إلى حين ابتداء طلوع الشّمس، فإذا طلعتْ أفاضَ من المشعر الحرام إلى مِنى، ويأخذ حصى الجمار منه [المشعر] ومن الطّريق، ولا يفيض قبلَ طلوع الشّمس، ويسير بسكينةٍ ووَقار، ويذكر الله سبحانه ويصلّي على النّبيّ وآله عليهم السّلام. ويجتهد في الاستغفار حتّى يصل وادي محسّر، فإذا وصلَ إلى هذا الوادي سَعى فيه، فإنْ كان راكباً حرّكَ دابّتَه حتّى يجوزَه، وهو يقول:
أَللَّهُمَّ سَلِّمْ عَهْدي، وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وَأَجِبْ دَعْوَتي، وَاخْلُفْني فيمَنْ تَرَكْتُ بَعْدي، ثمّ يمضي إلى مِنى».
استحبابُ
إحياء ليلة العيد
قال الشّيخ الصّدوق قدّس سرّه: «روى الكلينيّ في باب ليلة المزدلفة والوقوف بالمشعر في الحسن كالصّحيح عن الحلبيّ عن أبي عبد الله عليه السّلام في حديثٍ أنّه قال:
إن استطَعتَ أن تُحيي تلك اللّيلة فافعل، فإنّه بلغَنا أنّ أبوابَ السّماء لا تغلَق تلك اللّيلة لأصواتِ المؤمنين، لهم دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النّحل، يقول اللهُ جَلَّ ثناؤه: (أنا ربّكم وأنتم عبادي، أدّيتم حقّي، وحقّ عليَّ أن أستجيبَ لكم)، فيَحطُّ تلك اللّيلة عمّن أرادَ أن يحطّ عنه ذنوبَه، ويغفر لمَن أرادَ أن يغفرَ له».
***
وهكذا يتّضح جليّاً أنّ هذه اللّيلة عباديّة بامتياز، وأنّ من الطّبيعي جدّاً أن يتمّ التّخطيط للحجّ بحيث تحفَظ حرمة هذه اللّيلة، وتغتَنم فيها فرصة التّواجد في هذا المشعر الحرام، الذي لا نجد الحديث في غيره عن جَمْعِ الخير كلِّه، والذي يؤسّس بدوره للقُرب، الذي هو غايةُ آمال العارفين.
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.