من أدعية سفر الحجِّ والعمرة
أللَّهُمَّ هوِّن علينا سَفَرَنا
______«شعائر»______
في أجواء توجّه حجّاج بيت الله الحرام
لأداء مناسكهم، انتخبت «شعائر» دعاءين مرويَّين عن سادس أئمّة
المسلمين الإمام جعفر الصّادق عليه السلام، حول السّلامة في السّفر، وحِفظ
الأهل والعيال، وقبول الأعمال.
كان الإمامُ الصّادق عليه السلام، إذا أرادَ الخروج إلى السّفر لِبَيتِ
الله الحرام دعا بهذا الدُّعاء، وقد علَّمه إلى أبي سعيد المكاريّ، وهذا نصُّه:
أللَّهُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ فِي وَجْهِي
هَذَا بِلَا ثِقَةٍ مِنِّي لِغيرِك، ولَا رَجَاءٍ آوِي إِلَيْه إِلَّا إِلَيْكَ، ولَا
قُوَّةٍ أَتَّكِلُ عَلَيْهَا ولَا حِيلَةٍ أَلْجَأُ إِلَيْهَا إِلَّا طَلَبَ فَضْلِكَ
وابْتِغَاءَ رِزْقِكَ وتَعَرُّضاً لِرَحْمَتِكَ وسُكُوناً إِلَى حُسْنِ عَادَتِكَ،
وأنتَ أعلمُ بِما سَبَق لي في عِلمِكَ في سفري هذا ممَّا أحبُّ أو أَكْرَهُ، فإنّ
ما وقعتُ عليه يا ربِّ مِن قَدَرِكَ فمحمودٌ فيه بلاؤك، ومُتَّضِحٌ عندي فيه
قضاؤك، وأنت تَمحو ما تشاءُ وتُثْبِتُ وعندك أمُّ الكتاب.
أللَّهُمَّ فَاصْرِفْ عَنِّي مَقَادِيرَ
كُلِّ بَلَاءٍ ومَقْضِيَّ كُلِّ لَأوَاءٍ، وابْسُطْ عَلَيَّ كَنَفاً مِنْ رَحْمَتِكَ،
ولُطفاً مِن عَفوِك، وسَعَةً من رزقِك، وتماماً مِن نِعمتِكَ، وجِماعاً من
معافاتك، وأوْقِع عليَّ فيه جميع قضائك على موافقةِ جميع هَوايَ، في حَقيقةِ أحسن
عَملي، ودَفْعِ ما أحذرُ فيه وما لا أَحذرُ على نفسي ودِيني ومالي ممَّا أنت أعلمُ
به منِّي، واجعَلْ ذلك خيراً لِآخرتي ودُنياي، مَعَ مَا أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ
تَحْفَظَنِي فِيمَنْ خَلَّفْتُ وَرَائِي مِنْ وُلْدِي وأَهْلِي ومَالِي ومَعِيشَتِي
وحُزَانَتِي وقَرَابَتِي وإِخْوَانِي بِأَحْسَنِ
مَا خَلَفْتَ بِه غَائِباً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَحْصِينِ كُلِّ عَوْرَةٍ وحِفْظٍ
مِنْ كُلِّ مَضِيعَةٍ، وتمامِ كلِّ نعمةٍ، وكفايةِ كلِّ مكروهٍ، وسَتْرِ كلِّ سيّئةٍ،
وصَرْفِ كلِّ محذورٍ، وكمالِ كلِّ ما يَجمعُ ليَ الرِّضا والسُّرورَ في جميعِ
أموري، وافعَلْ ذلك بي، بحقِّ محمَّدٍ وآلِ محمَّدٍ، وصَلِّ على محمَّدٍ وآلِ
مُحَمَّدٍ، والسَّلامُ عليه وعليهم ورحمةُ الله وبركاتُه.
عند بدء السَّفر إلى بيت الله
وأوصى الإمام الصّادق عليه السلام تلميذَه الفقيه معاوية بن عمّار أنْ
يدعوَ بهذا الدُّعاء إذا أراد السّفر للحجّ والعمرة، وهذا نصُّه:
لا إله إلَّا اللهُ الحليمُ
الكريمُ، لا إلهَ إلَّا الله العليُّ العظيمُ، سبحانَ اللهِ ربِّ السّماوات السّبع،
وربِّ الأرضينَ السَّبع، وربِّ العرشِ العظيمِ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين. أللَّهُمَّ
كُن لي جاراً من كلّ جبّارٍ عنيدٍ، ومن كلّ شيطانٍ رجيمٍ مَريدٍ.
بسمِ الله دخلتُ وبسمِ الله خرجتُ
وفي سبيلِ الله، أللَّهُمَّ إنِّي أُقدِّمُ بين يديْ نسياني وعجلتي، بسمِ الله ما
شاءَ اللهُ في سفري هذا ذكرتُه أو نسيتُه، أللَّهُمَّ أنت المستعانُ على الأمورِ كلِّها،
وأنتَ الصَّاحبُ في السَّفر، والخليفةُ في الأهلِ، أللَّهُمَّ هوِّن علينا سَفَرَنا،
واطْوِ لنا الأرضَ وسَيِّرنا فيها بطاعتِك وطاعةِ رسولِك، أللَّهُمَّ أصلِحْ لنا ظهرَنا،
وبارِك لنا في ما رزَقْتَنا، وَقِنا عذابَ النَّار. أللَّهُمَّ إنِّي أعوذُ بكَ من
وَعْثاءِ السَّفَر، وكآبةِ المُنقَلَب، وسوءِ المَنظرِ في الأهلِ والمالِ والوَلدِ،
أللَّهُمَّ أنتَ عَضُدي وناصِري، بكَ أحِلُّ وبك أَسيرُ، أللَّهُمَّ إنِّي أسألُكَ
في سفري هذا السُّرورَ والعملَ لِما يُرضيكَ عنِّي، أللَّهُمَّ اقطَعْ عنِّي بُعْدَهُ
ومَشَقَّته، واصحبْنِي فيه، واخْلفْنِي في أهلي بخيرٍ، ولا حَوْلَ ولا قوَّةَ إلَّا
باللهِ العليِّ العظيمِ. أللَّهُمَّ إنِّي عبدُكَ، وهذه جمالاتك، والوجهُ وجهُكَ،
والسَّفرُ إليك، وقد اطَّلَعْتَ على ما لم يَطَّلِعْ عليه أحدٌ غيرُك، فاجعلْ سفري
هذا كفَّارةً لِما قبلِه من ذنوبي، وكُنْ عَوْناً لي عليه، واكْفِنِي وَعْثَهُ ومَشَقَّتَهُ،
ولَقِنِّي من القول والعمل رضاكَ فإنَّما أنا عبدُك، وبكَ ولكَ.