مصطلحات

مصطلحات

02/10/2013

الإرهاب..

الإرهاب..

تعميةُ الحقيقة القرآنيّة

_____السيّد مجيد المشعل*_____

الإرهاب كمفهومٍ لغويٍّ يقترب من التّخويف، وهو لا يختزن معنًى سلبيّاً قبيحاً، بل هو مفهومٌ محايد، يتحدّد مضمونُه من حيث الحُسن أو القبح في ضوءِ مَوْرِد استعماله ودائرة تفعيله، وبعبارةٍ أخرى: يتحدّد حسنُه أو قبحُه على ضوء متعلّقه. فإذا استُعمل وفُعِّل في دائرة الرّدع عن الظّلم والتّجاوز والاعتداء، وبعبارةٍ أخرى: تعلَّقَ بالظّالمين والمعتدين، في محاولةٍ لردعهم ومنعهم من التّمادي في غيِّهم. فمثل هذا الاستعمال ليس قبيحاً بل هو عملٌ ممدوحٌ، ويعبِّر عن أسلوبٍ تربويٍّ تؤمن به جميع المدارس التّربويّة إلى جنب أسلوب التّرغيب. وإذا استُعمِل في مجال التّعدّي والتّجاوز وظلم الآخرين، وبعبارةٍ أخرى: تعلَّق بالأبرياء والضّعفاء لأجل سلبِ حقوقهم، أو تضليلهم، فهو عملٌ قبيحٌ ومرفوض.

ثمّ إنّ الإرهاب ليس من مقولة الفعل الخارجيّ، بل هو من مقولة الغرض والغاية والهدف من الفعل الخارجيّ، فالفاعل يأتي بالفعل لغرضٍ معيّن، ومن تلك الأغراض التّرهيب. وعلى هذا الأساس نقول إنّ الاستعمال المتداول هذه الأيّام للإرهاب ليس دقيقاً وليس متطابقاً مع معناه اللّغويّ، فحقّ ما يطلق عليه الإرهاب هذه الأيّام أنْ يُطلق عليه الاعتداء والظُّلم، وهما كما هو واضحٌ مرفوض على الإطلاق، وهو الحريّ بالمواجهة والمحاربة والاجتثاث من العالم. وقد يقال: هو اصطلاح، ولا مشاحّة في الاصطلاح. ولكنَّ الصّحيح أنّه ليس اصطلاحاً عفويّاً بريئاً، حتّى لا يهمّنا مناقشته، بل هو اصطلاحٌ مدروسٌ أُريدَ منه التّعمية على الحقيقة، وخَلْط الأوراق من جهة، والتّشنيع على المصطلح القرآنيّ الرّفيع للإرهاب من جهةٍ أخرى. ولذلك عدلوا عن مصطلح الاعتداء واضح المعالم والدّلالات، إلى مصطلح الإرهاب غير المعرَّف وغير المحدَّد.

والقرآن الكريم في هداه الواضح، وبيّناته السّاطعة، يضع كلّاً من الإرهاب والاعتداء في إطاره المناسب. فهو يتبنّى الإرهاب الممدوح ويدعو له، حيث يقول تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ.. الأنفال:60، ويرفض الإرهاب المذموم الّذي يتعلّق بالأبرياء والضّعفاء في محاولةٍ لتضليلهم وسلب حرّيّة التفكير عندهم، قال تعالى: ﴿..وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍالأعراف:116. ويقف بقوّةٍ وبنحوٍ مطلق أمام الاعتداء والظّلم، حيث يقول سبحانه: ﴿..وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَالبقرة:190.

الاستكبار

الاستكبارُ مفهومٌ قبيحٌ ومذمومٌ في الدّائرة الإنسانيّة، لِمَا يتضمنّه من معاني التّعالي والاستبداد والتّعدّي على الآخرين. وهو أساسُ جميع المفاسد والمشاكل السّياسيّة والاجتماعيّة في هذا العالم. وهو العمق النّفسيّ لحالات الظّلم والاعتداء والتّجاوز السّياسيّ والاجتماعيّ الّذي يُمارَس في العالم. فهو، إذاً، المنبع الّذي يغذّي الإرهاب في المُصطَلح المتداوَل، والاعتداء والظّلم والإجرام في المصطلح القرآنيّ. فلا بدّ، إذا،ً لاجتثاث الإرهاب، من تجفيف منابعه واجتثاث أسبابه ومنها الاستكبار، لا مواجهة الإرهاب بمنطق الاستكبار. فلا حلّ لمشكلة الإرهاب وغيرها من مشاكل العالم السّياسيّة والاجتماعيّة إلاّ بحاكميّة العدالة والإنصاف، ورعاية الحقوق الإنسانيّة لجميع البشر من غير تمييز، والتّعاون على الخير.

".." والقرآنُ الكريم باعتباره مصدر الهداية، وميثاق العدالة، يندّد بقوّة بالاستكبار ومعطياته، قال تعالى: ﴿..فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ الأعراف:133، وقال عزّ اسمه: ﴿اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ..فاطر:43، وقال عزَّ وجلَّ: ﴿..إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَالنّحل:23، إلى غيرها من الآيات الكثيرة في هذا الاتّجاه. ويقرّر الحلّ في التزام العدالة وتجنّب البغي، قال تبارك وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَالنّحل:90.

* نقلاً عن موقع مركز آل البيت العالميّ للمعلومات.

 

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

03/10/2013

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

نفحات