مستقبل البشرية حسينيّ، والدّليل «وأنا من حسين»!
بقلم:
الشيخ حسين كوراني
«حسينٌ مني .. وأنا من حسين»
الرسول
الأعظمصلى الله عليه وآله وسلم
في محور «النُّور
الأوّل» و«الإنسان الأوّل» تلتقي كلمة علماء الإسلام عند حقيقة أن سرّ الخلق بإذن
الله تعالى هو رسول الله صلى الله عليه وآله
«أوّلُ النبيِّين خَلقاَ وآخرهم بَعثاً». «كنت نبيّاً، وإنّ آدم لَمُنْجَدِلٌ
في طينته».
وفي محور الاعتقاد
بتحقُّق الوعد الإلهي في المستقبل حيث ترفرف راية العدل، والعقل، والتّوحيد، والتّحرّر
على الأرض كلّها، تلتقي كلمة علماء الإسلام
عند مسلّمة أنَّ مستقبلَ البشريّة
محمّدي. «ليظهره على الدّين كلّه». «المهديّ المنتظَر، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً».
البدء كان «محمّد..»
ثم كان كلُّ خِيْر. ومِسْكُ الختام عِطر محمّد،
وهو صلى الله عليه وآله ما بين البدء
والختام، الشاهدُ على النبيِّين، والصّادع بالرسالة الخاتمة «أمينُ
الله على وحْيِه، وعَزائمِ أمْرِه، والخاتم لما سبق والفاتح لما استُقبل والمهيمن
على ذلك كلّه».
لم يُبعث نبيٌّ إلّا
بالإقرار بنبوّته. علماء الأُمم والشّعوب في أبرز مراحل النُّبوّات، «يعرفونه
كما يعرفون أبناءهم».
سرّ الخلق محمّديّ،
فهو إذاً- حسينيّ، والدليل: «حسينٌ منّي».
ومستقبل البشريّة
محمديّ، فهو -إذاً- حسينيّ، والدّليل: «وأنا من حسين».
***
تصدّت «قريش» للبعثة
النّبويّة باستنفار عُتاتها. سرعان ما أُلقِيَ القياد القرشيّ إلى بني أميَّة عبر
الشَّيطان «أبي سفيان». بقيادته كانت حروب صدر الإسلام وما تخلّل بينها إلى «فتح مكة».
«جاء نصر الله والفتح»
وتظاهر أبو سفيان بالإسلام.
لم يَحْسُنْ إسلامُه،
وهو القائل: «تَلَقَّفُوها يا بني أُمَيّة تَلَقُّفَ الكُرَة، فوالذي يحلِف به أبو
سفيان لا جَنَّة ثَمَّ ولا نار، إنما هو
المُلْك»!
لا يشكّ عالمٌ مسلمٌ –وليس
النواصب مسلمين- في أن النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله،
طالما حَذّر من آل أبي العاص، وآل أبي سفيان، ورغم أنّه صلى
الله عليه وآله لم يكن لعّاناً، فقد لعن أبا سفيان
ومعاوية ويزيد بالخصوص، مُحذِّراً الأمّة
من «المُلْك العَضُوض» واتخاذه «عباد الله خَوَلاً، ومال الله دُوَلاً».
***
قال عليٌّ عليه
السلام «ولولا أنّ قريشاً جعلت اسمه {صلى
الله عليه وآله} ذريعة
إلى الرّياسة، وسلّماً إلى العِزِّ والإمْرَة، لما عَبَدَتِ الله بعد موته يوماً
واحداً».
أرادت قريش بقيادة آل أبي سفيان، أن يكون الإنقضاض على
الإسلام باسم الإسلام.
أسّس أبو سفيان ليزيد
ابنه عبر «الشام» على تُخوم «هِرَقل»، ومهّد «يزيد»- الأوّل- لأخيه
معاوية، وأسّس معاويةُ لابنه يزيد!
«لم أَدْرِ أيْنَ رجالُ المسلمين مَضَوْا وكيف صار يزيدٌ بينهم مَلِكا»!!
طال عمر حكومات «الشجرة
الملعونة في القرآن» «ألف شهر»، جرى التأسيس فيها للثقافة الأمويّة. اضطُرّ
العباسيون لاعتمادها كلّياً في ما يتعلّق بإبعاد أهل البيت عن موقعهم الإلهي.
تواصل اعتماد هذه الثقافة الأمويّة بنسبة أو أخرى وصولاً إلى «ابن تيميّة»
الذي أعاد تظهيرها مناقضاً في ذلك كبار علماء الإسلام في عصره أو القريبين منه
كالسّبْكيّ، وابن حَجَر، والذّهبيّ وغيرهم كثير جداً. هالَ العلماءَ جُرْأَتُه على
التّوحيد فحكموا بانحرافه، ومنهم من صرّح بزندقته، إلى أن حُوكم وحُكم عليه.
جاء ابن عبد الوهاب
فنفخ في نار فتنة «ابن تيميّة» وصبّ بعضُ الحكام النَّفظ على هذه النّار
بالبترودولار، والعمل الأمني- الإستخباراتي، فإذا أكثرالأجيال المعاصرة يُتراءى
لها أنّ السُّنة في العالم لا يحبّون أهل البيت عليهم السلام، وأنّ ما يروّج له في
وسائل الإعلام من إسلام «أمويّ» هو «التسنّن»!
من غرق في التفاصيل
ولم يوقن بأنّ حروب قريش التي قاد أكثرها أبو سفيان ضدّ التوحيد والقرآن والرّسول
الأعظم، قد تواصلت -والآن حمي وطيسها- فلن يمكنه أن يفهم من الإسلام إلا ما يفهمه «الوهابيّون»
وسائر شيعة آل أبي سفيان.
كي تميّز الأمّة بين
خطّين: اتّباع الرسول واتباع خطوات الشيطان مع آل أبي سفيان، حدّد الإمام الحسين
عليه السلام هويّة الجيش الذي حاربه في كربلاء، فقال: «ويلكم يا شيعة آل أبي
سفيان إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم».
***
أيها المحمّدي..
شيعيّاً كنت أو سنياً، ليست المعركة الدائرة رحاها في العديد من مفاصل العالم
الإسلاميّ، بين الشيعة والسنة، بل هي بين محبّي أهل البيت، وبين محبيّ آل أبي
سفيان.
تحديد الفرز على هذا الأساس نبويّ أطلقه الإمام
الحسين في كربلاء، وقوله قول سيّد النبيين، بمقتضى «حسينٌ منّي، وأنا من حسين».
لا تحجبْك التفاصيل،
فضلاً عن الغرق في غياهبها والمضائق. «تِدْ في الأرض قدمك» سَلِ الله تعالى
التثبيت ورؤية الأمور كما هيَ. «إرْم ببصرك أقصى القوم» وستجد خلفهم اليهود
والمتصهينين. "أَعِرِ الله جُمْجُمَتَك». «سيُهزمُ الجمع ويولّون الدّبُر»
«واعلم بأنّ النّصر من عند الله».
شيعة آل أبي سفيان «جرادٌ
منتشر»، وإذا ظهر صاحبهم السُّفياني، فإنّ عُمْرَ تسلّطِه «حمل امرأة».
شيعة رسول الله وأهل بيته «هم الفائزون».
«أليس الصبح بقريب»؟