«إلهي لم أزَلْ سائلاً مسكيناً فقيراً إليك..»
دعاءُ غرّة ربيع الأوّل
---- عن (إقبال الأعمال) للسّيّد ابن طاوس قدّس سرّه----
دعاء غرّة ربيع الأوّل، أورده السّيّد
ابن طاوس قدّس سرّه في كتابه (إقبال الأعمال)، نقلاً عن كتاب (المختصَر
من المنتخَب). يُقرأ هذا الدّعاء في اليوم الأوّل من شهر ربيع الأوّل، مع الإلفات
إلى أهمّيّة صلاة أوّل الشّهر، والصّدقة بما تيسّر، ليشتري بذلك المؤمن سلامة
الشّهر كلِّه.
أللّهمّ
لا اله إلَّا أنتَ، يا ذا الطَّوْلِ والقُوّةِ، والحَوْلِ والعزّةِ، سُبحانَكَ ما
أعظمَ وحدانيَّتَكَ، وأقدمَ صَمدِيَّتَكَ، وأوْحدَ إلهيَّتَكَ، وأبيَنَ ربوبيَّتَكَ،
وأظهرَ جلالَكَ، وأشرفَ بهاءَ آلائِكَ، وأبْهى كمالَ صنائِعِكَ، وأعظمَكَ في كِبريائِك،
وأقدمَكَ في سُلطانِكَ، وأنوَرَك في أرضِكَ وسمائِك، وأقدَمَ مُلكَكَ، وأدوَمَ عِزَّك،
وأكرمَ عفوَكَ، وأوسعَ حِلْمَك، وأغْمَضَ علْمَكَ، وأنفذَ قدرتَكَ، وأحوَطَ قُربَك.
أسألُكَ
بنورِكَ القديمِ، وأسمائِكَ الّتي كوَّنْتَ بها كلَّ شيءٍ، أنْ تصلّيَ على محمّدٍ
وآل محمّدٍ، كما صلّيتَ وباركتَ ورحِمتَ وترحّمتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ،
إنّك حميدٌ مجيدٌ، وأنْ تأخُذَ بناصيتي إلى موافقتِكَ، وتَنظرَ إليَّ برأفتِكَ
ورحمتِكَ، وترزقَني الحجَّ إلى بيتِكَ الحرام، وأنْ تجمعَ بين روحي وأرواحِ أنبيائِكَ
ورُسُلِكَ، وتوصِلَ المِنَّةَ بالمِنَّة، والمزيدَ بالمزيدِ، والخيرَ بالبركات،
والإحسانَ بالإحسانِ، كما تفرَّدْتَ بخَلقِ ما صنعْتَ، وعلى ما ابتدعْتَ وحكمْتَ
ورحِمْتَ. فأنتَ الَّذي لا تُنازَعُ في المَقدور، وأنت مالكُ العزِّ والنُّور، وَسِعْتَ
كلَّ شيءٍ رحمةً وعِلماً، وأنتَ القائمُ الدّائمُ المُهيمِنُ القديرُ.
إلهي
لم أزَلْ سائلاً مسكيناً فقيراً إليك، فاجْعَل جميعَ أموري مَوْصُولاً (موصولةً) بثقةِ
الاعتمادِ عليك، وحُسنِ الرُّجوع إليك، والرِّضا بقَدَرِك، واليَقينِ بكَ، والتَّفويضِ
إليك.
﴿سُبْحَانَكَ
لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾.
﴿..سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ﴾.
﴿..سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾. ﴿..سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا
أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ﴾. ﴿..سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ..﴾. ﴿..وَسُبْحَانَ
اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. ﴿..وَسُبْحَانَ الله وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.
﴿سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾. ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا
مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. ﴿فَسُبْحَانَ الله
حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ
مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾. ﴿..سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾. ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا
كَبِيرًا﴾. ﴿..سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾. ﴿فَسُبْحَانَ
الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. ﴿..سُبْحَانَهُ
بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾. ﴿..سُبْحَانَهُ هُوَ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾. ﴿..سُبْحَانَ
رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾. ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ
* وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
أللّهُمَّ
صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ وعرّفنا بركةَ هذا الشّهر ويُمْنَه، وارزُقنا خَيْرَه
واصْرِف عنَّا شَرَّهُ، واجْعَلْنا فيه مِن الفائزِين، بِرَحمتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ.