وَلا تَكُنْ بِحَاسِدٍ فمَنْ حَسَدْ
|
أَوْهَنَ دينَهُ وَأَنْحَلَ الجَسَدْ
|
فَإِنَّهُ في أَلَمٍ وَفي كَمَدْ
|
وَعُرْضَةٌ لِمَقْتِ رَبِّهِ الأَحَدْ
|
وَإِنْ شَمَمْتَ حَسَداً فَسارِعِ
|
في نَقْضِ مُقْتَضاهُ بِالتَّواضُعِ
|
وِإن حُسِدْتَ فَدَعِ الّذي حَسَدْ
|
مُبْتَلياً بِما بِهِ مِنَ الكَمَدْ
|
وَلا تَخُنْ خائِنَكَ الّذي ائْتُمِنْ
|
وَقابِلِ القَبيحَ مِنْهُ بِالحَسَنْ
|
وإنْ تُقارِفْ سَيِّئاً فَعَجِّلِ
|
في مَحْوِهِ وَتُبْ إِلى اللهِ العَلِيْ
|
وَلا تُشاوِرْ غَيْرَ مَنْ قَدْ هَذَّبَهْ
|
عِلْمٌ، وَنُصْحٌ، وَتُقًى، وَتَجْرِبَةْ
|
وَلا تُقابِلِ السَّفيهَ وَاعْتَزِلْ
|
أَهْلَ الهَوى وَلا تُخاطِبْ مَنْ جَهِلْ
|
وَإِنْ يُخاطِبْكَ فَقُلْ: سَلاما
|
وَاخْفِضْ وَلَيِّنْ مَعَهُ الكَلاما
|
وَسائِسِ السَّفيهَ بِالإِعْراضِ
|
عَنْ فِعْلِهِ وَتَرْكِ الاعْتِراضِ
|
وَلا يَغُرَّنَّكَ أَبْناءُ الهَوى
|
وَمَنْ لِدُنْياهُ تَمَطّى وَغَوى
|
فَلَيْسَتِ الدُّنْيا بِدارِ نَجْعَةٍ
|
بَلْ هِيَ دارُ فُرْقَةٍ وَقَرعةٍ
|
دارُ عَياءٍ وَلُغوبٍ وَنَصَبْ
|
وَبَيْتُ ذُلٍّ وَافْتِقارٍ وَتَعَبْ
|
لَمْ يَكُ للرّاحَةِ فيها مِنْ أَثَرْ
|
كَيْف؟ وَصَفْوُها مَشوبٌ بِالكَدَرْ!
|
قَدِ اقْتَفَى إِدْبارُها إِقْبالَها
|
وَإِنْ أَتَتْ عَفْواً فَلا جَدْوى لَها
|
بُنَيَّ! إِنَّ العَيْشَ في الدُّنْيا
نَكَدْ
|
وَإِنْ طَلَبْتَ الصَّفْوَ مِنْهُ لَمْ
تَجِدْ
|
وَإِنْ وَجَدْتَهُ فَلا أَهْلاً وَلا
|
سَهْلاً بِهِ إِنْ صَدَّ عَنْ نَيْلِ
العُلا ".."
|
وَكُنْ إِذا رُمْتَ النَّجاةَ وَرِعَا
|
في الأَجْوَفَيْنِ: الفَمِ وَالفَرْجِ
مَعَا
|
فَقَيِّدِ اللِّسانَ بِالصَّمْتِ وَلا
|
تَنْطِقْ إِذا لَمْ تُكْثِرِ التَّأَمُّلا
|
وَفُهْ بِما فيه رِضا الرَّبِّ
|
فَغَيْرُهُ مُسَوِّدٌّ لِلْقَلْبِ
|
وَهَذِّبِ النَّفْسَ بِحُسْنِ الخُلُقِ
|
وَالصَّفْحِ وَالحِلْمِ وَلينِ المَنْطِقِ
|
فَإِنَّ حُسْنَ الخُلُق في الإِنْسانِ
|
أَثْقَلُ ما يوزنُ بِالميزانِ
|
وَحَلِّها بِالعِلْمِ ميراثِ النَّبِيِّ
|
وَزَيِّنِ العِلْمَ بِحُسْنِ الأَدَبِ
|
فَحِلْيَةُ الإِنْسانِ عِلْمٌ في أَدَبِ
|
لا دُرَرٌ في فِضَّةٍ أَوْ في ذَهَبِ
|
وَاجْهَدْ وَلَكِنْ لا تُكُنْ مُؤَمِّلا
|
غَيْرَ رِضا اللهِ عَنْها بَدَلا
|
وَنَوَّرِ القَلْبَ بِنورِهِ، وَفِ
|
بِحَقّهِ مِنْ نَشْرِهِ في الصُّحُفِ
|
وَبُثَّهُ فيمِنْ تَراهُ أَهَلا
|
مَنْ إِنْ تَوَلّاهُ فَلَنْ يَزِلّا
|
وَاطْلُبْ بِهِ الدِّينَ وَصَفِّ النِّيّةْ
|
مِنْ خَطَراتِ نَفْسِكَ الدَّنِيَّةْ
|