الوهّابيّة
تتعبّد بآراء عترةِ مؤسِّسها
آل
الشّيخ هم «الصّراطُ المستقيم»!!
ـــــ
إعداد: «شعائر» ـــــ
كتاب (الدُّرر السّنيّة في الأجوبة النّجديّة) عملٌ توثيقيّ، في ستّة عشر مجلّداً، من إعداد الشّيخ عبد الرّحمن
بن محمّد القحطانيّ المتوفّى سنة 1972م، ويتضمّن «مجموعة رسائل ومسائل علماء نجد
الأعلام من عصر الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب إلى عصرنا هذا»، كما جاء في عنوانه
الفرعيّ.
ورد في
الجزء الرّابع عشر من هذا الكتاب (ص: 373 - 376، الطّبعة الأولى،
1420 للهجرة)، نصّ رسالة وجّهها سنة 1920م جمعٌ من مشايخ «آل الشّيخ»، وهم
سلالة محمّد بن عبد الوهّاب مؤسّس المذهب الوهّابيّ، إلى علماء نجد، وبعثوا بنسخةٍ
منها أيضاً إلى الملك عبد العزيز آل سعود.
الدّاعي
إلى توجيه هذه الرّسالة، هو أنّ جماعةً من علماء الحجاز تجرّأوا على نشر آراء
ومعتقدات تخالف عقيدة الوهّابيّة، فجاءهم التّحذير من ذراري ابن عبد الوهّاب تحت
عنوان سدّ باب الاختلاف بين النّاس، امتثالاً لأمر الشّريعة، ولأنّه شرٌّ وفتنةٌ
وفسادٌ.
وإليك بعض
فقرات هذه الرّسالة:
1- «ولا ينبغي لأحدٍ من
النّاس
العدولُ عن طريقة آل الشّيخ رحمة الله عليهم، ومخالفة ما استمرُّوا عليه في
أصول الدِّين،
فإنّه الصّراطُ المستقيم، الّذي مَن حادَ عنه فقد سَلَكَ طريقَ أصحاب
الجحيم».
2- «.. تفهمون ما مَنَّ
اللهُ به على أهل نجد في آخر هذا الزّمان، ممّا بيّنَ على يد الشّيخ محمّد بن عبد
الوهّاب، رحمه الله، من معرفة ما بعث اللهُ به رسوله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم
من دين الإسلام ".." ثمّ ذرّيّته من بعده،
سلَكوا على منواله، وأيّدهم الله تعالى بولاة الأمر من آل سعود ".." واستقام الأمر على
هذا، في أصول الدّين وفروعه..».
3- «..ومن المتعيّن
علينا، وعليكم: لزومُ الاقتداء بهم، والسّلوك على منهاجهم، والاجتهاد في الدّعوة
إلى ذلك، وبذل النّصيحة للمُسلمين..».
وقد وقّع على هذه
الرّسالة المشايخ التّالية أسماؤهم: حسن بن حسين، وسعد بن حمد بن عتيق، وسليمان بن
سحمان، وصالح بن
عبد العزيز، وعبد الرّحمن بن عبد اللّطيف، وعمر بن عبد اللّطيف، وعبد الله
بن حسن،
ومحمّد بن إبراهيم بن عبد اللّطيف، وكافّة آل الشّيخ.
بدوره عقّبَ الملك عبد
العزيز – يصفُه في الكتاب بالإمام - على رسالة آل الشّيخ، برسالة وجّهها إلى
«علماء المسلمين»، قال فيها صراحةً: «.. فمَن أفتى أو تكلّم بكلامٍ مخالفٍ لما
عليه الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب وأولاده ".." فهو متعرّضٌ للخطر في
دينه ودنياه..».
وقال أيضاً إنّ مَن
يعترض على آل الشّيخ: «.. فذمّتنا وذمّة المسلمين بريئةٌ منه، ويكون معلوماً
عنده أنّه على خطر..». [انظر: عبد العزيز بن
عبد المحسن التّويجري؛ (لسُراة اللّيل هتف الصّباح: الملك عبد العزيز: دراسة
وثائقيّة)؛ تقديم محمّد حسنين هيكل؛ رياض الرّيّس للكتب والنّشر؛ الطّبعة الأولى؛
بيروت 1997م؛ ص 520 – 523. وقد عمد التّويجري إلى تعديل بعض عبارات عبد العزيز، من
قبيل استبدال عبارة «مهوب خافي» أو «لهوب خافيكم» بـ «ليس خافياً»..]