من
أقوال أمير المؤمنين عليه السّلام
إِنَّما الدُّنْيا مُنْتَهى بَصَرِ الأَعْمى
* «..الدُّنْيا رَنِقٌ مَشْرَبُها، رَدِغٌ [أي وحل] مَشْرَعُها ".." غُرورٌ حائِلٌ، وَضَوْءٌ آفِلٌ، وَظِلٌّ
زائِلٌ».
* «الدُّنْيا تارِكَةٌ لَنا وَإِنْ لَمْ نُحِبَّ
تَرْكَها، مَبلْيِةٌ لِأَجْسامِنا وَإِنْ كُنّا نُحِبُّ تَجْديدَها»
* «سُرورُ الدُّنْيا مَشُوبٌ بِالحُزْنِ».
* «إِنَّما الدُّنْيا مُنْتَهى بَصَرِ الأَعْمى».
* «لَيْسَ فَناءُ الدُّنْيا بَعْدَ ابْتِداعِها
بِأَعْجَبَ مِنْ إِنْشائِها وَاخْتِراعِها».
* «المُتَّقونَ أَرادَتْهُمُ الدُّنْيا فَلَمْ
يُريدوها، وَأَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْها».
* «مَنْ رَكِبَ لُجَجَ الدُّنْيا غَرِقَ».
لغة
العادَةُ
وَالسُّنَّة/ البُدُوُّ وَالظُّهور
الفَرْقُ بَيْنَ العادَةِ وَالسُّنَّةِ: أَنَّ الْعَادَةَ مَا يُديمُ الْإِنْسَانُ فِعْلَهُ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ،
وَالسُّنَّةُ تَكونُ عَلى مِثَالٍ سَبَقَ. وَأَصْلُ السُّنَّةِ الصُّورَةُ،
وَمِنْه يُقَال سُنَّةُ الْوَجْهِ، أَيْ صُورَتُهُ، وَسُنَّةُ الْقَمَرِ، أَيْ صورَتُهُ.
وَالسُّنَّةُ فِي الْعُرْفِ تَوَاتُرٌ وَآحادُ، فَالتَّواتُرُ مَا
جَازَ حُصُولُ الْعِلْمِ بِهِ لِكَثْرَةِ رُوَاتِهِ، وَذَلِكَ أَنَّ الْعِلْمَ لَا
يَحْصُلُ فِي الْعَادَةِ إلّا إِذا كَثُرَتِ الرُّوَاةُ، والآحادُ مَا كَانَ
رُوَاتُهُ الْقَدرَ الَّذِي لَا يُعْلَمُ صِدْقُ خَبَرِهِمْ لِقِلَّتِهِمْ،
وَسَوَاءٌ رَوَاهُ وَاحِدٌ أَوْ أَكْثَرُ، وَالمُرْسَلُ مَا أَسْنَدَهُ الرّاوي
إِلَى مَنْ لَمْ يَرَهُ وَلم يَسْمَعْ مِنْهُ، وَلمْ يَذْكُرْ مَنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ.
**
الْفَرْقُ بَيْنَ البُدُوِّ وَالظُّهورِ: أَنَّ الظُّهُورَ يَكونُ بِقَصْدٍ وَبِغَيْرِ قَصْدٍ؛ تَقولُ: اسْتَتَرَ
فُلَانٌ ثمَّ ظَهَرَ، وَيَدُلُّ هَذَا عَلى قَصْدِهِ للظُّهورِ. وَيُقَالُ: ظَهَرَ
أَمْرُ فُلَانٍ، [و] إِنْ لَمْ يَقْصُدْ لِذَلِك، فَأَمّا قَوْله تَعَالَى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ..﴾ الرّوم: 41، فَمَعْنَى ذَلِكَ الْحُدُوثُ، وَكَذَلِكَ قَوْلُكَ: «ظَهَرَتْ فِي
وَجْهِهِ حُمْرَةٌ»، أَيْ حَدَثَتْ، وَلَمْ يَعْنِ أَنَّهَا كَانَت فِيهِ فَظَهَرَتْ.
وَالبُدُوُّ مَا يَكونُ بِغَيْرِ قَصْدٍ، تَقولُ بَدا البَرْقُ، وَبَدا
الصُّبْحُ، وَبَدَتِ الشَّمْسُ، وَبَدا ليَ الشَّيْءُ، لِأَنَّكَ لَمْ تَقْصُدْ لِلْبُدُوِّ،
وَقيلَ فِي هَذَا بُدُوٌّ، وَفِي الأَوَّلِ بَدءٌ، وَبَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فَرْقٌ،
وَالْأَصْلُ وَاحِدٌ.
(أبو هلال العسكريّ، الفروق اللّغويّة)