تاريخ وبلدان

تاريخ وبلدان

25/04/2014

تاريخ وبلدان


«..فَاستَعمَلتُ ما وَصَفَ لي، فَعوفيتُ»

«قَد خَرَجَتْ قافِلَةٌ مِن خُراسانَ إلى كِرمانَ، فَقَطَعَ اللُّصوصُ عَلَيهِمُ الطَّريقَ وأخَذوا مِنهُم رَجُلاً اتَّهَموهُ بِكَثرَةِ المالِ، فَبَقِيَ في أيديهِم مُدَّةً يُعَذِّبونَهُ لِيَفتَدِيَ مِنهُم نَفسَهُ، وأقاموهُ فِي الثَّلجِ، ومَلأوا فاهُ مِن ذلِكَ الثَّلجِ فَشَدّوهُ، فَرَحِمَتْهُ امْرَأَةٌ مِن نِسائِهِمْ فَأَطلَقَتْهُ وَهَرَبَ، فَانفَسَدَ فَمُهُ ولِسانُهُ حَتّى لَم يَقدِرْ عَلَى الكَلامِ.

ثُمَّ انصَرَفَ إلى خُراسانَ وسَمِعَ بِخَبَرِ عَلِيِّ بنِ موسَى الرِّضا، عليهما السّلام، وأَنّهُ بِنَيْسابورَ، فَرَأى فيما يَرَى النّائِمُ كَأَنَّ قائِلاً يَقولُ لَهُ: إنَّ ابنَ رَسولِ اللهِ صلّى الله عليه وآله قَد وَرَدَ خُراسانَ فَسَلْهُ عَن عِلَّتِكَ، فَرُبَّما يُعَلِّمُكَ دَواءً تَنتَفِعُ بِهِ.

قالَ: فَرَأَيتُ كَأَنّي قَد قَصَدتُهُ، عليه السّلام، وشَكوتُ إلَيهِ ما كُنتُ دُفِعتُ إلَيهِ، وأخبَرتُهُ بِعِلَّتي، فَقالَ لي: خُذْ مِنَ الكَمّونِ وَالسَّعْتَرِ وَالمِلحِ ودُقَّهُ، وخُذْ مِنهُ في فَمِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً، فَإِنَّكَ تُعافى.

فَانتَبَهَ الرَّجُلُ مِن مَنامِهِ، ولَم يُفَكِّرْ في ما كانَ رَأى في مَنامِهِ ولا اعتَدَّ بِهِ، حَتّى وَرَدَ بابَ نَيْسابورَ، فَقيلَ لَهُ: إنَّ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا، عليهما السّلام، قَدِ ارتَحَلَ مِن نَيْسابورَ وهُوَ بِرِباطِ سعد ".." فَقَصَدَهُ إلى رِباط سعد، فَدَخَلَ إلَيهِ، فَقالَ لَهُ: يَا ابنَ رَسولِ اللهِ، كانَ مِن أمري كَيتَ وكَيتَ، وقَدِ انفَسَدَ عَلَيَّ فَمي ولِساني، حَتّى لا أقدِرَ عَلَى الكَلامِ إلّا بِجُهدٍ، فَعَلِّمني دَواءً أنتَفِع بِهِ.

فَقالَ الرِّضا عليه السّلام: ألَمْ أُعَلِّمكَ؟! اِذهَبْ فَاستَعمِلْ ما وَصَفتُهُ لَكَ في مَنامِكَ. فَقالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابنَ رَسولِ اللهِ، إن رَأَيتَ أن تُعيدَهُ عَلَيَّ.

فَقالَ عليه السّلام: خُذْ مِنَ الكَمّونِ وَالسَّعتَرِ وَالمِلحِ فَدُقَّهُ وخُذْ مِنْهُ في فَمِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثاً، فَإِنَّكَ سَتُعافى. قالَ الرَّجُلُ: فَاستَعمَلتُ ما وَصَفَ لي، فَعوفيتُ».

(الصّدوق، عيون أخبار الرّضا عليه السّلام)

 

بلدان

نَهرا الأردُنّ والعَوْجاء

نَهْرُ الأردنّ: الأُرْدُنُّ بضمّ الهمزةِ، وسكونِ الرّاءِ المُهملة، وضمّ الدّال المهملةِ أيضاً، وتشديد النّون. كذا ضبطه السّمعانيّ في (اللّباب)، قال: وهي بلدةٌ من بلاد الغورِ من الشّام، نُسب إليها النّهرُ، ويُسمَّى الشّريعة أيضاً. وأصلُه من أنهارٍ تصبّ من جبلِ الثّلجِ [جبل الشّيخ] إلى بحيرة بانياس، ثمّ يخرجُ من البحيرةِ المذكورةِ ويصبُّ في بحيرة طبريّة، ويمتدّ جنوباً، وهناك يصبُّ في اليرموك بين بحيرة طبريّة المذكورة وبين القصير، ويمتدّ في وسط الغَور جنوباً حتّى يجاوز بِيسان، ويمتدّ في الجنوب كذلك إلى أَرِيحا، ولا يزال يمتدّ في الجنوب حتّى يصبّ في بحيرة زغر، وهي البحيرة المُنتنة المعروفة ببحيرة لوط.

***

نَهْرُ العَوْجَاء: بفتح العَين المهملة، وسكون الواو، وفَتح الجيم، وبعدها ألف. ويُسمّى نهر أبي فُطرس، بضمِّ الفاء، وبالطّاء، والرّاء، والسّين المهمَلات. وهو نهرٌ شماليّ مدينة الرّملة من فلسطين باثنَي عشر ميلاً، ومنبعُه من تحت جبل الخليل، عليه السّلام، مقابل قلعةٍ خرابٍ هناكَ تُسمّى مجد اليابا (مجدليابه). ويجري هذا النّهر من الشّرق إلى الغرب، ويصبّ في بحر الرّوم [الأبيض المتوسّط] جنوبيّ غابة أرسوف [أرسوف: بلدة على ساحل فلسطين قريبة من يافا]، ومن منبعه إلى مصبّه دون مسافة يوم. قال [المهلبي] في (العزّيزي): «وما التقى عليه جيشان، إلّا غلبَ الغربيُّ وانهزمَ الشّرقيّ».

(القلقشنديّ، صبح الأعشى)

 

 

اخبار مرتبطة

  ملحق شعائر 14

ملحق شعائر 14

  دوريّات

دوريّات

25/04/2014

دوريّات

نفحات