الموقع ما يزال قيد التجربة
الدُّعاء للإمامِ المَهديّ عجل الله تعالى فرجه الشّريف
أدعيةٌ لمَعرفتِه، وأدعيةٌ لِحِفْظِهِ وَنَصْرِه
ـــــ إعداد: أسرة التّحرير ـــــ
«مَنْ أَرَادَ اللهَ تَعالى بَدأَ بِكُم»، هذا هو الأصلُ الذي تُبنى عليهِ معرفةُ المعصومِ من أهلِ البَيت عليهم السّلام. حركةُ القلبِ في خطّ العقل للتّعرُّف إليهم، نبضُ توحيدٍ لله تعالى، وامتثالٌ لأمرِه، تقدّسَتْ آلاؤه؛ ومن مفرداتِه: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي..﴾ آل عمران:31.
وحيثُ إنّ هذه المَعرفة كبيرةٌ إلّا على الخَاشعين، كان لا بدّ من التّضرُّع في طلبِها.
ما يلي مختاراتٌ من الأدعية لمعرفةِ الإمام المهديّ، وتَعجيلِ فرَجِه صلواتُ الله عليه.
( 4 )
بعد صلاة الفَجر، وبعدَ صلاة الظُّهر
قال الشّيخ الطّوسيّ في (مصباح المُتهَجِّد):
«عن أبي عبد الله [الصّادق] عليه السّلام: مَن قالَ بعدَ صَلاةِ الفَجر، وبعدَ صلاةِ الظُّهر: أللّهُمّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، لَم يَمُتْ حَتّى يُدْرِكَ القَائِمَ».
( 5 )
عقيبَ ظُهرِ الجمعة، سبعَ مرّات
قال الدَّيْلَمِيُّ في (أعلام الدِّين):
«.. وَمَن قَالَ أَيْضاً عَقيبَ ظُهرِ الجُمُعةِ سَبْعَ مَرّات: أَللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، كَانَ مِنْ أَصْحَابِ القَائِمِ عَلَيهِ السَّلَامُ».
(6)
أللّهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَك (المختصَر)
عن الإمام الصّادق عليه السّلام:
«يا زُرارَةُ، إنْ أَدْرَكْتَ ذَلِكَ الزَّمانَ - زَمانَ الغَيْبَةِ - فَأَدِمْ هَذا الدُّعاءَ:
أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ. أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ. أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي». وهو غير الدّعاء الطّويل الذي يبدأ بنفس الفقرات.
عن عبدِ الله بن سنان، عن الإمام الصّادقِ عليه السّلام، أنّه قال:
سَتُصِيبُكُمْ شُبْهَةٌ فَتَبْقُونَ بِلَا عَلَمٍ يُرَى، وَلَا إِمَامِ هُدَى، وَلَا يَنْجُو إلّا مَنْ دَعَا بِدُعَاءِ الغَرِيقِ. قلتُ: كيفَ دُعاءُ الغَرِيقِ؟ قَالَ:
يَقُولُ: «يَا اللهُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيْمُ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِيْنِكَ».
فَقلتُ: «يا اللهُ، يَا رَحْمَنُ، يَا رَحِيْمُ، يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأَبْصَارِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
قال: «إنّ اللهَ، عزَّ وجلَّ، مُقَلِّبُ القُلُوبِ وَالأَبْصَارِ. وَلَكِنْ، قُلْ كَمَا أَقُوْلُ لَكَ: يَا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ».
عن رسول الله صلّى الله عليه وآله: «مَنْ دَعَا بِهَذا الدُّعَاء فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بَعْدَ المَكتوبَة، غَفَرَ اللهُ لَهُ ذُنُوبَهُ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ، وَهُو:
أللّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ القُبُورِ السُّرُور، أللّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ، أللّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جائِع، أللّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيان، أللّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِين، أللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْروَب، أللّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيب، أللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِير، أللّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ، أللّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيض، أللّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، أللّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، أللّهُمَّ اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنِا مِنَ الفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».
جاءَ في قصّةٍ تَرتبطُ به، نقلَها بعضُ مَن تشرَّفَ بلقائه عليه السّلام - كما وَجدْتُ في بعضِ المصادر - أنّ الإمامَ عليه السّلام حدّثَه عن هذا الدّعاء، وقال: «إنّه في الحقيقةِ دعاءٌ لي بالفرَج، والدّليل: إنّ هذه المَضامين الواردةَ فيه لا تَتحقَّقُ إلّا بعدَ ظُهوري».
وردَ عن الإمام الصّادق عليه السّلام أنّه قالَ:
«مَنْ دَعَا إِلى اللهِ أربعينَ صَباحاً بهذا العَهد، كانَ من أَنْصَارِ قَائمِنا، وإنْ ماتَ أَخْرَجَهُ اللهُ إِلَيْهِ مِنْ قَبْرِه، وَأَعْطَاهُ اللهُ بِكُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ سَيّئَةٍ، وَهَذا هُو العَهْد:
أللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ، وَرَبَّ الكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ البَحْرِ المَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الفُرْقانِ العَظِيمِ، وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ.
أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ المُنِيرِ، وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأرَضُونَ، يا حَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
أللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمامَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِ اللهِ، صلّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ، عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها، وسَهْلِها وَجَبَلِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ زِنَةَ عَرْشِ الله وَعَدَدَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ.
أللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحَةِ هذا اليوم، وَما عِشْتُ بِهِ فِي أَيّامِي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ.
أللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ ".." وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ فِي حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لأوامِرِهِ، وَالمُحامِينَ عَنْهُ، وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.
أللَّهُمَّ فَإِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً، فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَناتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي.
أللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحلْ مَرَهِي [بياض عيني] بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، إِنَّكَ أَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ:
﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..﴾.
فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ وليِّكَ، وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، المُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ، في الدُّنْيا حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الباطِلِ إِلَّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.
أللَّهُمَّ وَاجْعَلْهُ مَفْزَعاً لِلمَظْلُومِ من عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لم يَجِدْ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداً لِما دَرَسَ [أي انمحى] مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلّى الله عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِينَ.
أللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ الطّاهرين بِرُؤْيَتِه،ِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا مِن بَعْدِه.
أللَّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الغُمَّةَ عَنْ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ لَنا ظُهُورَهُ.
إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثُمَّ تَضْرِب عَلَى فَخْذِكَ الأَيْمَن ثلاثاً، وَتَقولُ: العَجَلَ العَجَلَ يَا مَوْلايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ».
عن الإمام الصّادق عليه السّلام:
«مَنْ قَرَأَ بَعْدَ كلِّ فَريضَةٍ هذا الدّعاءَ، فَإنّه يَرَاهُ، عليه السّلام، في اليَقظةِ أَوْ فِي المَنام:
بسم الله الرّحمن الرّحيم أللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا صاحِبَ الزَّمانِ، أيْنَمَا كانَ، وحَيْثُما كانَ مِنْ مَشَارِقِ الأرْضِ ومَغَارِبِها، سَهْلِها وجَبَلِها، عنِّي وَعَنْ والِدَيَّ وعَن وُلْدِي وإخْوانِي التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، عَدَدَ خلْقِ الله، وَزِنَةَ عرْشِ الله، وَما أَحْصاهُ كِتابُهُ وأحَاطَ به عِلْمُهُ.
أللَّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحَةِ يَوْمِي هذا، وَما عِشْتُ مِنْ أَيّامِ حَياتي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ.
أللَّهُمَّ فإِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي، شاهِراً سَيْفِي، مُجَرِّداً قَناتِي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي.
أللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحُلْ بَصَري بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ.
أللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ ظَهْرَهُ، وطَوِّلْ عُمرَهُ.
أللَّهُمَّ اعْمُرْ بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِه عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ:
﴿ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ..﴾.
فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لنَا وَلِيَّكَ وابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، المُسَمَّى باسْمِ رَسُولِكَ، صَلَّى اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وَسلَّم، حَتّى لا يَظْفرَ بِشَيْءٍ مِنَ البَاطِلِ إلَّا مَزَّقَهُ، ويُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ ويُحَقِّقَهُ.
أللَّهُمَّ اكشِفْ هذِهِ الغُمَّةَ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ بِظُهُورِه.
﴿إنَّهُم يَرَوْنَهُ بَعِيداً * ونَراهُ قَرِيباً﴾ وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.
* ويَنبغي التّنبُّهُ إلى أنّ هذا الدّعاءَ المُتقدّم، غَيْرُ دعاءِ العَهد المشهور، الذي وردَ هنا قبلَه، وإنِ اشتركَ مَعه في أكثرِ ألفاظِه.
تقدّم ذِكرُ الدّعاء المُختصَر «أللّهُمّ عَرِّفنِي نَفْسَكَ، إلخ»، وهناك دعاءٌ طويلٌ وبالغُ الأهمّيّة، يبدأُ بهذه الفقرات، ويتّضحُ من الرّوايات أنّ كلّاً منهما دعاءٌ مستقلّ. وتَجِدُ في الملحق التّوضيحيّ في كتاب (آداب عصر الغَيْبَة)، ما يدلّ على قوّة سَنَدِه بدرجةٍ عاليةٍ جدّاً.
وفي (كمال الدّين) للشّيخ الصّدوق، و(مصباح المُتهجّد) للشّيخ الطّوسيّ، و(إقبال الأعمال) للسّيّد ابن طاوس عليهم الرّحمة، ما يشيرُ إلى أنّ اسمَ هذا الدّعاء الطّويل هو: «الدّعاء في غَيْبَةِ القَائم».
* وقد أكّد السّيّد ابنُ طاوس، رحمَه الله تعالى، أهمّيّةَ هذا الدّعاء، وألحَّ في الحَثِّ على قراءتِه بعدَ صلاة العصر من يَومِ الجُمُعة بشَكلٍ خاصّ.
قال رحمَه الله: «.. دعاءٌ آخَرُ يُدعَى له صلواتُ اللهُ عليه، وأوّلُه يُشبِهُ الدّعاءَ المُتقدِّمَ عليه، وهو ممّا يَنبغي إذا كانَ لكَ عُذْرٌ عَن جميعِ ما ذَكرْنَاه من تَعقيبِ العصرِ يومَ الجُمُعة، فإيّاكَ أن تُهمِلَ الدّعاءَ به، فإنّنا عَرَفنا ذلكَ من فضلِ الله جلّ جلالُه الذي خَصَّنا به، فاعتَمِدْ عليه ".." وهو الدّعاءُ في غَيبةِ القائمِ من آلِ مُحمّدٍ عليه وعليهمُ السّلام».
* وهـذا هـو الدّعـاء: «أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ نَبِيَّكَ. أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نبِيَّكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَبِيَّكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، أللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي.
أللَّهُمَّ لا تُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي.
أللَّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي بِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَيَّ مِنْ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ، وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى، وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَعَلَيَّاً، وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهْدِيَّ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، أللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ، وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ العالِمُ غَيْرُ مُعَلَّمٍ بِالوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الإذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ، وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا أكَشِفَ عَمَّا سَتَرْتَهُ، وَلا أَبْحَثَ عَمّا كَتَمْتَهُ، وَلا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ، وَلا أَقُولَ: لِمَ وَكَيْفَ؟ وَما بالُ وَلِيِّ الأمْرِ لا يَظْهَرُ؟ وَقَدْ امْتَلأتِ الأرْضُ مِنَ الجَوْرِ؟ وَأُفَوِّضَ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ. أللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذاً لِأَمْرِكَ، مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالقُدْرَةَ وَالبُرْهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِيئةَ والإرادةَ وَالحَوْلَ وَالقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، حَتّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ، ظاهِرَ المَقالَةِ، وَاضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الجَهالَةِ، أَبْرِزْ يا رَبِّ مَشاهِدَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ.
أللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَذَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ.
أللَّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزِدْ فِي أَجَلِهِ وَأَعِنْهُ عَلى ما أَوْلَيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الهادِي والمُهْتَدي وَالقائِمُ المَهْدِيّ، الطَّاهِرُ التَّقِيُّ، النَّقِيُّ الزَّكِيُّ، والرَّضِيُّ المَرْضِيُّ، الصَّابِرُ المُجْتَهِدُ الشَّكُورُ.
أللَّهُمَّ وَلا تَسْلُبْنا اليَقِينَ لِطُولِ الأمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا، وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ وَالإيمانَ وَقُوَّةَ اليَقينِ فِي ظُهُورِهِ وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ، حَتّى لا يُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ ظُهورِهِ وقِيامِهِ، وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذلِكَ كَيَقِينِنا فِي قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ، وقَوِّ قُلُوبَنا عَلى الإيمانِ بِهِ حَتّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدِهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالحُجَّةَ العُظْمى، وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ، وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ فِي حَياتِنا وَلا عِنْدَ وَفاتِنا حَتّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ، غير شاكِّينَ وَلا ناكِثِينَ وَلا مُرْتابِينَ وَلا مُكَذِّبِينَ.
أللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِرِيهِ، وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَدَمِّرْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ، وَأَظْهِرْ بِهِ الحَقَّ، وَأَمِتْ بِهِ الباطلَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ المُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَأَنْعِشْ بِهِ البِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبَّارِينَ وَالكافِرِينَ، وَأَبِرْ بِهِ المُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ المُخالِفِينَ وَالمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً، وَتُطَهِّر مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ، وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ، حَتّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً، لا عِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنُصْرَةِ نَبِيِّك، وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ، وَأَطْلَعْتَهُ عَلى الغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ. أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلى شِيعَتِهِم المُنْتَجَبِينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ أَفْضَلَ ما يَأْمَلُونَ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ.
أللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا وَوُقُوعَ الفِتَنِ [بِنا]، وَتَظاهُرَ الأعْداءِ [عَلَيْنا]، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا.
أللَّهُمَّ فَافْرُجْ ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلهَ الحَقِّ رَبَّ العَالَمين.
أللَّهُمَّ إِنّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلَّا قَصَمْتَها، وَلا بُنيةً إِلَّا أَفْنَيْتَها، وَلا قُوَّةً إِلَّا أَوْهَنْتَها، وَلا رُكْناً إِلَّا هَدَدْتَهُ، وَلا حَدّاً إِلَّا فَلَلْتَهُ، وَلا سِلاحاً إِلَّا أَكْلَلْتَهُ، وَلا رايَةً إِلَّا نَكَّسْتَها، وَلا شُجاعاً إِلَّا قَتَلْتَهُ، وَلا جَيْشاً إِلَّا خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ القاطِعِ، وَبِبَأْسِكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ دِينِكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ، بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ المُؤْمِنِينَ.
أللَّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكِدْ مَنْ كادَهُ، وَامْكُرْ مَنْ مَكَرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السّوءِ عَلى مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَزَلْزِلْ لهُ أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عِقابَكَ، وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ، وَالعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ، وَأسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ، وَأَصْلِهِمْ ناراً، وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَأَذَلُّوا عِبادَكَ.
أللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ القُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا ظُلْمَةَ فِيهِ، وَأَحْيِ بِهِ القُلُوبَ المَيّتَةَ، وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الوَغِرَةَ [تلتهب بحرارة الغيظ والمظلوميّة] وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْواءَ المُخْتَلِفَةَ عَلى الحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ، وَالأحْكامَ المُهْمَلَةَ، حَتّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلَّا ظَهَرَ، وَلا عَدْلٌ إِلَّا زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَ [ـةِ] سُلْطانِهِ، وَالمُؤْتَمِرِينَ لأمْرِهِ، وَالرَّاِضينَ بِفِعْلِهِ، وَالمُسَلِّمِينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لا حاجَةَ (لهُ) بِهِ إِلى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْتَ يا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ السُّوءَ وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ، وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ، فَاكْشِفِ يا ربِّ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ.
أللَّهُمَّ ولا تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الحَنَقِ وَالغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْنِي، وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي.
أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ».
وهو مَذكورٌ في مختلفِ كُتُب الأدعية، فلا نُورِدُه هنا، والمَشهورُ من أوقاتِ قراءته، أنّه يُقرَأُ كلَّ يومِ جُمُعة، إلّا أنّ المَرويّ هو استحبابُ قراءته في الأعيادِ الأربعة.
وقد جَرَتْ سيرةُ كثيرين من العلماء الأعلام على قراءته، وشدّةِ العناية به، وتَرديدِ بعضِ فقراته في مطاوي الكلام، أو في حالات التّوسُّل والمناجاة. ومضامينُه في غاية الأهمّيّة.
وتلتقي المصادرُ التي تَروي هذا الدّعاء – في الغالب – على إيرادِه من كتاب (المَزار) للشّيخ الجليل محمّد بن (جعفر) المَشهَديّ، الذي رواه عن الشّيخ ابن أبي قرّة، الذي رواه بدَورِه عن كتاب البَزَوْفَريّ، وهو من مشايخِ المُفيد رضيَ الله عنهم أجمعين.
وتَجد في الملاحق من كتاب (آداب عصر الغيبة) ملحَقاً موجَزاً، حول «سنَد» هذا الدّعاء الملحميّ الجليل، الذي شكَّلَ، وما يزال، رافداً فاعلاً في بناء الشّخصيّة المؤمنة.
وتَمسّ الحاجةُ إلى الالتفات إلى أنّ من الأسرار ما يُعرَض بطريقةٍ لا يفهمُها حتّى مَن يُراد له بلوغَ هذا السّرّ، إلّا بعدَ كَثرة السّؤال، ويَبقى مصوناً عمّن سواه.
استَحضر إنْ شئتَ خَرْقَ السّفينة، وإقامةَ الجدار، وقتْلَ الغلام!
وليس السّؤال: أيُّ سرٍّ في دُعاءِ النّدبة؟
بل السّؤال: أيُّ سرٍّ هو دعاءُ النّدبة!!
( 13 )
وَهي لَيلةٌ عَظيمةٌ تُضاهي ليلةَ القَدر، بَل هيَ مِن لَيالي مَراحلِ التّقدير. وقَد وردَ أنّ اللهَ تَعالى جعلَها لأهلِ البيتِ، عليهم السّلام، في مقابلِ لَيلةِ القَدرِ للمُصطفى صلّى الله عليه وآله وسلّم.
* من أعمال هذه اللّيلة، هذا الدّعاء:
أللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنَا [هَذِه] ومَوْلُودِهَا، وحُجَّتِكَ ومَوْعُودِهَا، الَّتِي قَرَنْتَ إِلَى فَضْلِهَا فَضْلاً، فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ ولا مُعَقِّبَ لِآيَاتِكَ، نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ وضِيَاؤُكَ الْمُشْرِقُ، والْعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْيَاءِ الدَّيْجُورِ، الْغَائِبُ الْمَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُه وكَرُمَ مَحْتِدُه، والْمَلائِكَةُ شُهَّدُه واللهُ نَاصِرُه ومُؤَيِّدُه إِذَا آنَ مِيعَادُه والْمَلائِكَةُ [فَالْمَلائِكَةُ] أَمْدَادُه، سَيْفُ اللهِ الَّذِي لا يَنْبُو ونُورُه الَّذِي لا يَخْبُو، وذُو الْحِلْمِ الَّذِي لا يَصْبُو، مَدَارُ الدَّهْرِ ونَوَامِيسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الأَمْرِ وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ مَا يَتَنَزَّلُ [يَنْزِلُ] فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وأَصْحَابُ الْحَشْرِ والنَّشْرِ، تَرَاجِمَةُ وَحْيِهِ ووُلاةُ أَمْرِه ونَهْيِه.
أللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى خَاتِمِهِمْ وقَائِمِهِمْ الْمَسْتُورِ عَنْ عَوَالِمِهِمْ، أللَّهُمَّ وأَدْرِكْ بِنَا أَيَّامَه وظُهُورَه وقِيَامَه، واجْعَلْنَا مِنْ أَنْصَارِه، واقْرُنْ ثَارَنَا بِثَارِه، واكْتُبْنَا فِي أَعْوَانِه وخُلَصَائِه، وأَحْيِنَا فِي دَوْلَتِه نَاعِمِينَ وبِصُحْبَتِه غَانِمِينَ، وبِحَقِّه قَائِمِينَ، ومِنَ السُّوءِ سَالِمِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، والْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وصَلَوَاتُه عَلَى [وصَلَّى اللهُ عَلَى] سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ والْمُرْسَلِينَ وعَلَى أَهْلِ بَيْتِه الصَّادِقِينَ وعِتْرَتِه النَّاطِقِينَ، والْعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ، واحْكُمْ بَيْنَنَا وبَيْنَهُمْ يَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ.
قال الشّيخُ الطّوسيّ عليه الرّحمة:
«ورَوى مُحمّدُ بنُ عيسى، بإسناده، عن الصّالحينَ عليهم السّلام، قال: تُكَرِّرُ في لَيلةِ ثلاثٍ وعِشرين من شَهرِ رَمضانَ هذا الدُّعاءَ، سَاجِداً وَقَائِماً وَقَاعِداً، وَعَلى كُلِّ حَالٍ، وَفِي الشَّهْرِ كُلِّه، وكيفَ ما أَمْكَنَكَ، ومَتَى حَضَرَكَ مِن دَهْرِكَ. تَقُولُ بَعْدَ تَمجيدِ اللهِ تَعالى والصّلاةِ على النّبيِّ محمّدٍ صلّى الله عليه وآله:
أللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ (فلان بن فلان) في هَذهِ السَّاعةِ وفي كُلِّ سَاعةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وعَيْناً، حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَويلاً».
* وقال السّيّدُ ابنُ طاوس رحمَه الله تعالى:
«ومن وظائفِ كلِّ ليلةٍ [في شهر رمضان] أنْ يبدأَ العبدُ في كلِّ دُعاءٍ مبرورٍ، ويختمَ في كُلِّ عملٍ مَشكورٍ، بذِكرِ مَنْ يعتقدُ أنّه نائبُ اللهِ جلَّ جَلالُهُ في عِبادِه وبِلادِه، وأنّه القَيِّمُ بما يَحتاجُ إليه هذا الصّائمُ، من طَعامِه وشَرابِه وغَيرِ ذلكَ من مُرادِه، من سَائرِ الأسبابِ التي هي متعلِّقَةٌ بالنّائبِ عن رَبِّ الأرباب، أنْ يَدعُوَ له هذا الصّائمُ بما يَليقُ أن يُدعَى به لِمثلِه، ويعتقد أنّ المِنَّةَ لله جلّ جلالُه ولنائبِه، كيف أهَّلاه لذلكَ، ورَفَعاه به في مَنزلتِه ومحلِّه.
فَمِنَ الرّواية في الدّعاء لمَن أشَرنا إليه صلواتُ الله عليه، ما ذكرَه جماعةٌ من أصحابِنا ".." عن الصّالحين عليهم السّلام، قال:
وَكَرِّرْ فِي لَيْلَةِ ثَلاث وعِشرين من شَهْرِ رَمَضَانَ قَائِمَاً وَقَاعِدَاً، وَعَلَى كُلِّ حَالٍ، و(في) الشَّهْرِ كلِّه وَكَيْفَ أَمْكَنَكَ، وَمَتَى حَضَرَكَ فِي (من) دَهْرِكَ، تَقُولُ بَعْدَ تَمْجِيدِ اللهِ تَعالى والصّلاةِ عَلَى النّبيِّ وآلِه عَليهم السّلام:
أللّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّكَ، القائِمِ بِأمرِكَ، الحُجَّةِ، مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ المهْدِيّ، عَلَيْهِ وَعَلَى آبائِهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ والسَّلامِ، فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقَائِداً، وَنَاصِراً وَدَلِيلاً وَمُؤَيِّداً، حَتّى تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَويلاً وَ(عَرْ [ي] ضاً) وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الأئِمَّةِ الوارِثينَ.
أللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِه،ِ وَاجْعَلِ النَصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلَى يَدِهِ، وَالفَتحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلا تُوَجِّهِ الأَمْرَ إلَى غَيْرِهِ.
أللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لا يَسْتَخْفِيَ بِشَيْءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ.
أللَّهُمَّ إنّي أرْغَبُ إِلَيكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الإسْلامَ وأهْلَهُ، وَتُذِلُّ بها النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعَاةِ إلى طَاعَتِكَ، وَالقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ، وَآتِنا فِي الدُّنيا حَسَنةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ، واجْمَعْ لَنَا خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَاقْضِ عَنّا جَمِيعَ مَا تُحِبُّ فِيهِما، وَاجْعَلْ لَنَا فِي ذلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ فِي عَافِيةٍ، آمين رَبَّ العَالَمِينَ، زِدْنا مِن فَضْلِكَ وَيَدِكَ المَلْأَى فَإنَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِهِ، وَعَطَاؤُكِ يَزِيدُ فِي مُلْكِكَ.
0
أيـــــــــــــــــــــــــن الرَّجبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــون؟ يستحب في شهر رجب قراءة سورة التوحيد عشرة آلا مرة..
يدعوكم المركز الإسلامي- حسينية الصديقة الكبرى عليها السلام للمشاركة في مجالس ليالي شهر رمضان لعام 1433 هجرية. تبدأ المجالس الساعة التاسعة والنصف مساء ولمدة ساعة ونصف. وفي ليالي الإحياء يستمر المجلس إلى قريب الفجر. نلتمس دعوات المؤمنين.