أعلام

أعلام

28/05/2014

الدّكتور حسين بن الشّيخ عليّ آل محفوظ


الدّكتور حسين بن الشّيخ عليّ آل محفوظ

ذاكرةُ التّاريخ، والموسوعةُ المُتحرّكة

ـــــ إعداد: أسرة التّحرير ـــــ

 

* أديبٌ، ولغويٌّ، وشاعرٌ، ومؤرّخ، وجغرافيّ، وفقيهٌ. لقبّه علماء أوروبا وأساتذةُ جامعاتها الكبرى بـ (الموسوعة المُتحرّكة).

* كتبَ في الاختصاصات كافّة، فترك لنا قبل رحيله أربعمائة أثر بين كتاب ودراسة ومقالة وتحليل وجداول في إحصاء العلوم والآداب...

* وهو الإنسان الذي تجلّت إنسانيّته في عطائه وحبّه للدّين والإنسان حتّى الرّمق الأخير...

* تمّ إعداد هذه المادّة استناداً إلى ترجمتِه المنشورة في الجزء الأوّل من كتاب (كواكب الكاظمَين)، وما نُشر من سيرتِه على الموقع الإلكترونيّ التّابع لجامعة بغداد.

 

هو حسين بن الشّيخ عليّ بن الشّيخ مُحمّد جواد ابن الشّيخ موسى ابن الشّيخ حسين ابن الشّيخ عليّ ابن الشّيخ مُحمّد جواد آل محفوظ الأسديّ؛ من بني أسد.

وأمّه بنت السّيّد هاشم بن السّيّد محسن، من السّادة (آل الورد) الحسينيّين.

كان جدّه محفوظ من أعيان العلماء في العراق في عصره، وفيه قال الشّيخ الحرّ العامليّ في (أمل الآمل): «من أعيان العلماء في عصره. وجرت بينه وبين المحقّق الحليّ مكاتبات ومراسلات». 

وفي جدّه الأعلى حسين، قال صاحب التّرجمة، في أرجوزة (بيضة البلد في نسب بني أسد):

كان إماماً في العلوم أوحدا     قضى السّنين عاكفاً تَعَبّدا

وكان سلمان الزّمان زهدا      وهو أبو ذرّ التّقى إن عدا

        قالوا: إذا أراد أن يزورا      مشهدَ موسى الكاظم المعمورا

تفتّحت أبوابُه ودخلا      منقبةٌ معروفةٌ بين الملا

وآل محفوظ بيت علميّ عراقيّ قديم، ينتهي نسبهم إلى شمس الدّين محفوظ بن وشاح بن مُحمّد، المُتوفّى عام ٦٩٠ للهجرة، والذي كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً جليلاً.

كانت نجد موطن قبيلته في الجاهليّة، ثمّ قطنت عشيرته الحجاز، ثمّ هاجر فرعه إلى الكوفة، ثمّ سكن أسلافه مدينة الحلّة عام ٤٩٣ للهجرة. ثمّ فارقوها إلى لبنان في أعقاب حوادث عام ٧٤٠ للهجرة في العراق. وقد رجع جدّه الشّيخ حسين إلى العراق عام ١١٨٢ للهجرة، وسكن محلّة التّلّ، وهي محلّة العلماء والسّادة والأشراف في الكاظميّة المُقدّسة.

ولد حسين محفوظ في محلّة الشّيوخ بالكاظميّة، يوم الاثنين في العشرين من شوّال عام ١٣٤٤ للهجرة/٣ أيّار ١٩٢٦م. وتوفّي أبوه عام ١٣٥٥ للهجرة، فكفله عمّه الأستاذ مُحمّد.

 

مسيرته العلميّة والأدبيّة

 كانت أمّه الفاضلة، وأهل بيته بمنزلة المدرسة الأولى في مشوار دربه العلميّ، كما شكّلت مكتبة عمّه أُسس ثقافته ومعارفه؛ وكان لمجالس العلم، ومواسم الأدب، وصحبة العلماء في الكاظميّة، كلّ الأثر في نشأته.

تعلّم في مدارس الكاظميّة وبغداد، وحصل على (بكالويوس) الآداب في اللّغة العربيّة من دار المعلّمين العالية ببغداد عام ١٩٤٨م، بدرجة امتياز، ونال دكتوراه دولة في الآداب الشّرقيّة (الأدب المقارن) من جامعة طهران عام ١٩٥٥م.

وعُيّن مُدرّساً عام ١٩٥٦م في دار المعلمين العالية ببغداد، ومُفتّشاً اختصاصيّاً للّغة العربيّة في وزارة المعارف حتّى عام ١٩٥٩م، ثمّ انتقل إلى جامعة بغداد. وبلغ درجة الأستاذيّة (بروفيسور) في العراق عام ١٩٦٦م.

جمع د. محفوظ بين الدّراستَين القديمة والجديدة، واطّلع على أصول التّاريخ والأدب واللّغة والحساب، والفلك، والطّبّ، وغيرها في خزائن والده وعمّه وأقاربه وبلدته، وتتلمذ على أفاضل أُسرته، وقرأ مُقدّمات المنطق والأصول، وطالع شيئاً من كتب علوم القرآن، والتّفسير، وعلوم الحديث، والفقه.

وروى الحديث (إجازةً) عن جماعةٍ من شيوخ المُحَدّثين أنافت عدّتهم السّبعين في مشرق العالم الإسلاميّ ومغربه.

فعن دراسته مُقدّمات المنطق قال - وكان عمره يومَها ثمان سنين: «لم يكن لمعلّمي وقتٌ للتّدريس إلّا بعد صلاة الفجر، فكنتُ أذهب إلى الصّحن الكاظميّ الشّريف في ذلك الوقت لأتلقّى درسه، بينما كان أترابي الأطفال يغطّون في نومهم، وإذا أصبحوا انصرفوا إلى ألعابهم».

 

أساتذته

كان للأستاذ مُحمّد حسين ابن الشّيخ مهديّ المراياتي، فضلٌ في إثارة اهتمام د. حسين باللّغة العربيّة في المرحلة المتوّسطة. ولمدرّس اللّغة الإنكليزيّة سيّد صقر (من مصر) فضلُ توجيهه إلى النّظم بالإنكليزيّة، بعد اطّلاعه على ما جمعه وترجمه من الأمثال الإنكليزيّة الموجودة في أواخر الدّروس في كتاب القراءة، وما نقله من القصائد الإنكليزيّة إلى العربيّة.

ولاقى في الإعداديّة المركزيّة ببغداد عدّة مدرّسين فضلاء. وكان للمرحوم الأستاذ صادق الملائكة، في بداية الأربعينات، أثر جميل في تكوين شخصيّته الأدبيّة، وكان شجّعه على الكتابة باتّباع المنهج العلميّ في التّأليف والمراجعة والكتابة والبحث والتوثيق، فظهرت أعماله الأربعة القصيرة حول (الرّضيّ)، و(المعرّيّ) و(المُتنبّي) و(ابن زيدون).

ولدار المُعلّمين العالية دورٌ مهمٌّ وكبيرٌ في تطوير كيانه الأدبيّ والعلميّ؛ ومن أساتذته فيها الدّكاترة: محمّد مهديّ البصير، وعبد العزيز الدّوريّ، وأحمد نجاتي، ومصطفى جواد، وعزّ الدّين آل ياسين، وأحمد ناجي القيسيّ، ومُحمّد بدويّ طبانة، والأستاذ مُحمّد هاشم عطيّة، وآخرون.

نظرته الإنسانيّة

كان، رحمه الله، يحترم الإنسان، وله في نفسه مكانة علياء، لأنّه خليفة الله وبنيانه في الأرض. وكان يأسف حين ينتزع الإنسان إنسانيّته فيدمّر نفسه، ويهدم بنيانه، ويُهلك جنسه، ويطغى، ويسعى في خراب مدينته ومدنيّته، وينفذ إلى أقطار السّماوات ليدمّر أقطار الأرض، ويخرّب بيته.

وكان د. حسين يتمنّى أن تمتلئ الدّنيا بالأساتذة، وأن تزدحم ساحات العلم بالمُختصّين، وأن تتدفّق رحاب المعرفة بالعُلماء والباحثين خدمةً للإنسان والعلم، بخلاف أولئك الذين تضيق صدورهم، حسداً وغيرةً، فلا يستطيعون رؤيةَ نظيرٍ يشاركهم، أو قِرنٍ يعادلُهم، أو مَثَلٍ يُضاهيهم، أو بروز مَن هو أعلم منهم وأرجح معرفة وعلماً وثقافة؛ فهذا الدّاء يصيب بعض أهل العلم، ويدبّ إليهم فيأكل حسناتهم، كما تأكل النّار الحطب...

 

وَلَعُهُ بكتب التّراث وباللّغة العربيّة

بلغ ولعه بالتّراث عنده مبلغ العشق والهيام، ووصل حبّ اللّغة لديه إلى حدّ الفتون والوجد،

وقد خدم التّراث العربيّ والإسلاميّ وذلك بتحقيقه والتّعريف به وإحيائه، كما أنجز العديد من الدّراسات التّراثيّة في مختلف الموضوعات، منها: العمارة، والفلك، والتّقويم، والطّفل والزّراعة، والصّيدلة، وعلم الوثائق، والخطّ، والأوزان والمكاييل، والحرب. وقد وضع (علم المخطوطات) سنة 1975، وجمع ضوابطه وقواعده ومصطلحاته، وألّف (مصطلحات المخطوطات)، و(مصطلحات المكتبة العربيّة)، ووضع (نظريّة التّأهيل) عام 1981 في تأهيل التّراث العربيّ بأسلوب علميّ منهجيّ، وابتكر (دائرة التّأهيل) للتّطبيق والإيضاح.

وله (فضل اللّغة العربيّة وبراءتها من النّقص)، كما له أبحاث حول أثرها في اللّغات الشّرقيّة، وبعض اللّغات الأفريقيّة والأوروبيّة.

واهتمّ بالخطّ العربيّ، وحوله كتب: (الدّلائل الأدبيّة على قدميّة الخطّ العربيّ).

 

حسين محفوظ شاعراً

قال حسين محفوظ الشّعر وهو صغير، وكانت أوّل أبياته في وصف الرّبيع نظمها عام ١٩٣٩م، ونظم الشّعر التّعليميّ عام ١٩٤١م، ولمّا بلغ السّادسة عشرة من عمره أكمل ثلاثة دواوين: (عبث الصّبا)، و(روائح الشّباب)، و(يواقيت الوشاح). وبعد دخوله دار المعلّمين أخرج ديوانَين: (شقائق)، و(المحنة). ونظم (كربة الغربة) بعدما فارق العراق وكابد الشّوق إليه. وسمّى شعره بعد الأربعين (ثمالة كأس). فممّا قاله في قصيدة بعنوان (العراق):

أُمّي العراق، أبي العرا    ق، أنا العراق، أنا العراق

هو جنّةُ الدّنيا، وعيـ       نُ الأرض، والأرجُ العباق

في رحلةِ المعراج في        روحائه هبطَ البُراق

لا أبتغي بدلاً له          أو تبلغ الرّوحُ التّراق

     

المؤّرخ والجغرافيّ والفلكيّ

من يطّلع على مؤلّفات د. حسين محفوظ في التّاريخ والجغرافيا والفلك، يحسبه عالماً بها جميعاً، لإتقانه الكتابة في تلك الحقول المعرفيّة، كما اهتمّ بدراسة تواريخ البلدان العربيّة والإسلاميّة المهمّة، وجمع النّصوص المُتعلّقة ببعضها ورتّبها على القرون والسّنين والمصادر. وقد طُبعت في سبعة مجلّدات من (موسوعة العتبات المقدّسة) بين سنة 1965 و1967م.

 

الوحدة الإسلاميّة في بحوثه الفقهيّة

اهتمّ صاحب التّرجمة بعلوم الحديث منذ الصّغر، وحرص على رواية الأحاديث، وقد استجاز العشرات من المراجع والمُجتهدين، والفقهاء والعُلماء والمحدّثين في العراق، ولبنان، والمغرب، وإيران، وسوريا، والحجاز، والجزائر، واليمن، والهند. وهم من علماء الإسلام كافّة، على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم، لا يفرّق بين المذاهب. وله فهرست بأسماء المُجيزين، وتواريخ الإجازات وأمكنتها مرتّبة على السّنين، بلغت عدّتهم التّسعين. وله أيضاً (جنى الجَنَّتَيْنِ) في إجازة المراجع الأعلين، والمجتهدين الكبار، والعلماء الفضلاء، والطّالبين والرّاغبين من أهل العصر والآتين بشرطها وشروطها، كتبها عام ١٤١٩ للهجرة.

ومن مؤلّفاته الوحدويّة: (الوفاق بين المذاهب الإسلاميّة) بيّن فيه – من وجهة نظره - دلائل الوفاق في مسائل الخلاف، معتبراً أنّ نسبة الخلاف لا تزيد على (6%) من مجموع مسائل الفقه.

وقد شارك في مؤتمرات عديدة للتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، ففي عام 1982م شارك في الملتقى السّادس عشر للفكر الإسلاميّ في مدينة تلمسان بالجزائر، وكانت ورقته بعنوان «جوانب منسيّة في دراسة السّنّة النّبويّة»، وقد جعلها بمنزلة التّتمّة لمؤلّفات كثيرة كُتبت للتّعريف بعلماء الحديث والمؤلّفين فيه، والمصادر والأصول الحديثيّة. وقد اختار نموذجَين من هذه الكتب الوافرة وهما كتاب (الرّسالة المستطرفة) للسّيّد محمّد بن جعفر الكتّانيّ المُتوفّى سنة 1345هـ/ 1927م، و(فهرس الفهارس والأثبات) للسّيّد محمّد عبد الحيّ الحسنيّ الأدريسيّ، المُحدّث المغربيّ المُتوفّى سنة 1382هـ/ 1962م. وقصد سدّ الفراغ الذي لم تتوفّر عليه أقلام هذه المؤلّفات في دراسة تاريخ علم الحديث الإماميّ، والتّعريف بالمصادر الحديثيّة، والأصول عند الشّيعة الإماميّة.

وكان في الوقت نفسه يسعى إلى تشكيل منظومة توحيديّة تكون مدخلاً لحلّ أزمة الاختلافات بين المذاهب والفرق الإسلاميّة، ولكن عن طريق علم الحديث، وتحمل الإجازة هذه المرّة.

نشاطه اللّغويّ والأدبيّ

انتُخب عضواً في المجمع العلميّ الإيرانيّ (الهيئة الأدبيّة) عام ١٩٥٢، وفيّ الجمعيّة الآسيويّة الملكيّة في لندن عام ١٩٥٤، ثمّ انتخب عضواً مراسلاً في مجمع اللّغة العربيّة في القاهرة عام ١٩٥٦ (وهو رابع عراقيّ يدخل المجمع)، والمجمع العلميّ الهنديّ في عليكرة سنة ١٩٧٦، ومجمع اللّغة العربيّة في دمشق سنة ١٩٩٣.

وفي مجال الأدب، فإنّه انتسب إلى نادي القلم في بغداد عام ١٩٥٧، ورابطة الأدب الحديث في القاهرة عام ١٩٨٩، وجماعة أبولّو [Apollo] الجديدة في القاهرة عام ١٩٩٠، وملتقى الرّوّاد في بغداد عام ١٩٩٣، ومستشار بيت الحكمة في بغداد عام ١٩٩٧.

وقد مثّل العراق عبر مشاركته في عشرات المؤتمرات العالميّة والاستشراقيّة والنّدوات والمجالس العلميّة والحلقات الدّراسيّة والمهرجانات الأدبيّة في العراق والبلاد العربيّة منذ عام ١٩٥٤. وزار جامعة هارفرد الأميركيّة عام ١٩٥٦م.

مؤلّفاته ومنشوراته

تشير قائمة مؤلّفاته ورسائله ودراساته وأبحاثه ومقالاته المنشورة إلى مئات الأعمال في خدمة اللّغة والأدب، والتّاريخ والعلوم، والفنون والتّراث والخطّ، والأنساب والتّراجم، وغيرها.

 وقد اهتمّت جامعة بغداد، بنشر فهرس أوليّ لبعض أعماله المنشورة (1941 – 2002) منها: صحيفة الإمام الرّضا عليه السّلام في الأحاديث النّبويّة، وسيرة الكُليني، والمُتنبّي وسعدي، وفضولي البغداديّ [أمير الشّعراء التّركمان]، وعراقيّات الكاظميّ، وشعر جلال الدّين الدّوانيّ [قاضٍ من الفلاسفة]، والفارابيّ في المراجع العربيّة، ودوائر المعارف والموسوعات العربيّة، وقواعد التّحقيق وأصوله وضوابطه. كما ألّف معاجم عديدة، منها: (معجم الآلات والأدوات)، ومعجم (العلامات والرّموز)، ومعجم (الأضداد)، ومعجم (المترادفات) ومعجم (الألوان)، وقاموس التّراث. وقد لقبّه علماء أوروبا وأساتذة جامعاتها الكبرى بـ (الموسوعة المُتحرّكة) في ربيع ١٩٨٩م.

وآخر ما طُبع من أعماله، تحقيقُ كتاب (تكملة أمل الآمل) للسّيّد حسن الصّدر.

 

جوائز وأوسمة

 تقديراً لإبداعاته نال (وسام الثّناء) في الثّقافة عام ١٩٥٧، و(وسام إقبال الذّهبيّ) عام ١٩٧٨، وفاز كتابه (المُتنبيّ وسعدي) بجائزة (أحسن كُتب العام) عام ١٩٥٨، وفاز بالجائزة العالميّة للكتاب عام ٢٠٠٥م.

ورشّحته جامعة بغداد لعدّة جوائز علميّة وعالميّة، وقد تخرّج عليه ثلاثون جيلاً علّمهم حرفة النّقاء، وثمّة أجيال تشرّبت من معينه معرفةً وأخلاقاً ونُبلاً.

حين يستريح الجسد

بعد حياة عامرة بالعطاء غير المحدود، توفّي د. حسين محفوظ نهار الاثنين في الثّاني والعشرين من محرّم عام 1430 للهجرة الموافق للتّاسع عشر من كانون الثّاني عام 2009م، وقد شيّعته الجموع الغفيرة من محبّيه، إلى مثواه الأخير في المشهد الكاظميّ، ودُفن، بناءً لوصيّته، في تربة جدّه الأعلى الشّيخ حسين، قرب الشّيخ المفيد. وأقيمت على روحه مجالس التّأبين في الكاظميّة، وفي العديد من المدن العراقيّة الأخرى، وكذلك خارج العراق في لبنان وسوريا والأردنّ وبريطانيا وغيرها.

وشارك في تأبينه المراجع العظام، والحوزات العلميّة، والعلماء والأساتذة، والرّؤساء والسّاسة، والأدباء والشّعراء، وباقي شرائح المجتمع داخل العراق وخارجه، وكذلك المواقع على الشّبكة العنكبوتيّة.

وقد رثاه العديد من الشّعراء عند دفنه، وفي مجالس تأبينه، فممّن رثاه وأرّخ وفاته، الشّاعر عليّ الحيدريّ في قصيدة ألقاها في الصّحن الكاظميّ، عنواها (رِيعَ العراقُ)، مطلعها:

ريعَ العراقُ ربوعُه والآهلُ      لمّا نعتك إلى التّراثِ فطاحلُ

وقال في آخرها:

جئنا لِصَرْحِكَ عازفين عن الكَرى    وبكلّ جارحةٍ حسامٌ قاتلُ

لنخطَّ فوق ضريحِكُمْ بِدُموعِنا       قولاً به للعارفينَ دلائلُ

بجوارِ موسى والجوادِ مُؤرّخاً   وبِرَحْلِهِمْ حَلَّ الحسينُ الفاضلُ

 

وممّا قاله العلّامة الشّيخ باقر شريف القرشيّ في كلمته التّأبينيّة، والتي أُلْقِيَتْ بالنّيابة: «كان الدّكتور محفوظ نموذجاً مُشرقاً ومُتطوّراً في حياته العلميّة، لم يعرف الرّاحة، ولم يخلد إلى السّكون، منذ أن كان شابّاً».

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

29/05/2014

دوريّات

نفحات