صاحبُ أمير المؤمنين عليه السّلام في الدّنيا والآخرة
رُشَيد بن عقبة الهَجَريّ
ـــــ
إعداد: «شعائر» ـــــ
* رُشَيد بن
عقبة الهَجَريّ، من حَواريّي أمير المؤمنين، وحَاملي أسراره، ومُتَلَقّي علومِه
الخاصّة على يدَيه عليه السّلام.
* الأخبار
النّاطقة بفضله وجلالته، وبولائه الصّادق لأهل بيت النّبوّة عليهم السّلام،
وتحمُّل الأذى في جنبهم، فوق حدّ الاستفاضة معنًى.
* قُتِل في حبّ
أمير المؤمنين عليه السّلام، الّذي بشّره بأنّه معه في الدّنيا والآخرة، قتلَه ابن
زياد بعد أن أبى البراءة من أمير المؤمنين عليه السّلام. في ما يلي عرضٌ لسيرته الفاضلة.
أبو عبد الله، رُشَيْدُ
بن عقبة الهَجَريّ. ورُشَيد كزُبَير، والهَجَريّ نسبةً إلى
«هَجَر»، وهي قاعدةُ البحرين، وقيل إنّ النّسبة إلى «هَجَر»، بلدةٍ في أقصى اليمن.
لم تُحدّد المصادر
تاريخَ ولادته ومكانها، إلّا أنّه من أعلام القرن الأوّل الهجريّ، ومن المحتمل
أنّه وُلد في الكوفة.
كان رُشَيد من خواصّ
أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، عليه السّلام، ومن خُلَّص أصحابه، وقد رُوي عنه
عليه السّلام قوله لرُشَيد: «أَنْتَ مَعِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة».
وإلى صحبته لأمير
المؤمنين عليه السّلام، كان رُشَيد من أصحاب الإمام الحسن، ثمّ الإمام الحسين، ثمّ
الإمام عليّ بن الحسين، عليهم السّلام، وفي بعض الأخبار أنّه كان بوّابَ سيّد
الشّهداء عليه السّلام؛ وفي أيّام واقعة كربلاء، كان في محبس ابن زياد بالكوفة.
وممّا يدلّل على عظيم
مكانته، هذه الرّواية عن حبّة العرنيّ، قال: لمّا توجّه عليٌّ إلى الخوارج، كان معه
رُشيد الهجَري، فقال له: «يَا رُشَيْدُ، إِنّي هَوَيْتُكَ، وَإنّي مُحَدِّثُكَ
حَديثاً، فَخُذْهُ مِنّي عَلى خِلْوِهِ».
فقال: يا أمير المؤمنين،
إنّي رجلٌ نَسِيّ. فقال عليٌّ عليه السّلام: «إِنّي سَأُعيدُهُ عَلَيْكَ حَتّى تَحْفَظَهُ:
أَحْبِبْ حَبيبَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أَحَبَّهُمْ، فَإِذا أَبْغَضَهُمْ فَأَبْغِضْهُ؛
وَأَبْغِضْ مُبْغِضَ آلِ مُحَمَّدٍ ما أَبْغَضَهَمْ، فَإِذا أَحَبَّهُمْ فَأَحِبَّهُ،
وَأَنا أُبَشِّرُكَ بِالبُشْرى». قالها ثلاث مرّات.
وقيل إنّه تشرّفَ
بصُحبَة رسول الله، صلّى الله عليه وآله، لكنّ المرجّح أنّ رُشَيْداً كان من
التّابعين، ولم يُدرك النّبيّ، صلّى الله عليه وآله، ومنشأ القول بصُحبتِه، تشابُه
الكُنية، وخلطٌ بينه وبين رُشَيد الفارسيّ الأنصاريّ، وهو الذي كنّاه رسول الله،
صلّى الله عليه وآله، يومَ أُحدٍ، بأبي عبد الله، كما في بعض السِّيَر.
على
المستوى الاجتماعيّ
المعلومات المُتوفّرة
عن حياة رُشيد، رضوان الله عليه، قليلة جدّاً، فلم يَرِد شيءٌ عن أحوال عائلته
وأُسرتِه، باستثناء إشارات عابرة إلى ابنته «قنواء».
ويبدو أنّ صداقاته
وعلاقاته الاجتماعيّة كانت تقتصر على حواريّي أمير المؤمنين، عليه السّلام، حيث
كانت علاقتُه متينةً جدّاً بميثم التّمّار، وحبيب بن مظاهر الأسديّ، وأُويس
القرنيّ، وحبّة العرنيّ، وصعصعة بن صوحان، وأخيه زيد، وكميل بن زياد.
خصائص.. ومزايا
ممّا
أفاض اللهُ تبارك وتعالى على رُشَيد الهَجَريّ - لعلمه بإخلاصه وإيمانه وتصديقه -
أن جعَلَه من أهل العلوم الخاصّة، وقد تلقّاها على يَدَي إمام زمانه أمير المؤمنين
عليٍّ، صلوات الله عليه.. فذاك علمٌ آتاه اللهُ جلّ وعلا أنبياءَه ورُسُلَه،
وأولياءه وأوصياءَه، وخاصّةَ عباده عن طريق المعصومين الهُداة صلوات الله عليهم.
*
عن القنواء بنت رُشَيد، قالت: وكان أميرُ المؤمنين عليه السّلام يُسميّه «رُشَيْد
البلايا»، وقد كان ألقى إليه علمَ البلايا والمنايا. فكان رُشَيد في حياته إذا
لَقيَ الرّجلَ، قال له: أنت تموت بميتةِ كذا، وتُقتَل أنت يا فلانُ بقتلةِ كذا وكذا.
فيكون كما يقول رُشَيد.
*
وفي روايةٍ عن إسحاق بن عمّار، قال: كنتُ عند أبي الحسن (الكاظم) عليه
السّلام، ودخل عليه رجل، فقال له أبو الحسن عليه السّلام: «يا فُلانُ، إِنَّكَ
تَموتُ إِلى شَهْرٍ». قال: فأضمَرتُ في نفسي كأنّه يعلم آجالَ شيعتِه! قال: «يا
إِسْحاقُ، وَما تُنْكِرونَ مِنْ ذَلِكَ؟! وَقَدْ كانَ رُشَيْدُ الهَجَرِيُّ مُسْتَضْعَفاً،
وَكانَ يَعْلَمُ عِلْمَ المَنايا وَالبَلايا، فَالإِمامُ أَوْلَى بِذَلِكَ..».
*
وعن فضيل بن الزّبير، قال: مرّ ميثم التّمّار على فرسٍ له، فاستقبل حبيبَ بن مظاهر
الأسديّ عند مجلس بني أسد، فتحدّثا حتّى اختلف أعناقُ فرسَيهما.
ثمّ
قال حبيب: «لَكأنّي بشيخٍ أصلع، ضخمِ البطن، يبيعُ البطّيخ عند دار الرّزق، قد صُلِبَ
في حُبّ أهل بيتِ نبيّه عليه السّلام، يُبقَر بطنُه على الخشب».
فقال
ميثم: «وإنّي لأَعرِفُ رجلاً أحمرَ له صفيدتان، يخرجُ لينصرَ ابنَ بنتِ نبيّه فيُقتل،
ويُجالُ برأسِه في الكوفة». ثمّ افترقا، فقال
أهلُ المجلس: «ما رأينا أحداً أكذبَ من هذَين».
قال:
فلم يفترق أهلُ المجلس حتّى أقبلَ رُشيد الهجَريّ فطلبَهما، فسأل أهلَ المجلس عنهما،
فقالوا: افترقا، وسمعناهما يقولان كذا وكذا.
فقال
رُشيد: «رحمَ الله ميثماً، ونسي: ويُزاد في عطاء الّذي يَجيء بالرّأس مائةَ درهم»،
ثمّ أدبر، فقال القوم: هذا والله أكذبُهم.
فقال
القوم: واللهِ ما ذهبت الأيّامُ واللّيالي حتّى رأيناه مَصلوباً على دار عمرو بن حُريث،
وجيءَ برأس حبيب بن مظاهر، قد قُتل مع الحسين، عليه السّلام، ورأينا كلّ ما قالوا.
*
وإلى هذا العِلم.. كان رُشَيد الهَجريّ رجلاً يحمل حكمة وافرة تشرق في قلبه، وقد
أفاض بشيءٍ من ذلك على ابنته القَنْواء، فهي تروي عنه قائلة: «قال أبي: يا بنتي، أَمِيتي
الحديثَ بالكتمان، واجعلي القلبَ مسكنَ الأمانة».
وقالت
يوماً: قلتُ لأبي: ما أشدَّ اجتهادَك! فقال: يا بُنيّة، يأتي قومٌ بعدنا بصائرُهم
في دينهم أفضل من اجتهادنا. ولعلّه يعني الّذين يُؤمنون بالنّبيّ والأئمّة، عليهم
الصّلاة والسّلام، ولم يَرَوهم ولم يشهدوا قضاياهم ودلائلهم.
*
وإلى ذلك أيضاً كانت لرُشَيد الهَجَريّ كرامات، أثبت في بعضها أنّه قادرٌ على
الخلاص من يد المجرمين الّذين نَوَوا قتلَه، لكنّه مسلِّم لقضاء الله تعالى إذا
حان، واثقٌ بالله تعالى، راضٍ بقِسَم؛ منها هذه الكرامة الّتي ذكرها الشّيخ
المفيد في (الاختصاص)، قال:
لمّا
طلبَ زيادُ ابنُ أبيه رُشَيد الهَجَريّ، اختفى رشيد، فجاء ذاتَ يوم إلى أبي أراكة
وهو جالسٌ على بابه في جماعة من أصحابه، فدخل رُشَيد منزلَ أبي أراكة، ففزع لذلك
أبو أراكة وخاف، فقام فدخل في أثره، فقال: وَيحَك! قَتَلتَني وأيتَمتَ وُلْدي
وأهلتَكهم! قال رُشَيد: وما ذاك؟! قال: أنت مطلوب، وجئتَ حتّى دخلتَ داري وقد رآك
مَن كان عندي، فقال: ما رآني أحدٌ منهم، قال: وتسخر بي أيضاً؟!
فأخذه
أبو أراكة وشدّه كتافاً، ثمّ أدخله حجرةً وأغلق عليه بابها. ثمّ خرج إلى أصحابه
فقال لهم: إنّه خُيِّل إليَّ أنّ رجلاً شيخاً قد دخل داري آنفاً، قالوا: ما رأينا
أحداً. فكرّر ذلك عليهم، كلّ ذلك يقولون: ما رأينا أحداً. فسكت عنهم.
ثمّ
إنّه تخوّف أن يكون قد رآه غيرُهم، فذهب إلى مجلس زياد ليتجسّس هل يذكرونه، فإن هم
أحسُّوا بذلك أخبرهم أنّه عنده ودفعَه إليهم.. فسلّم على زيادٍ وقعدَ عنده، وكان
الّذي بينهما لطيف، فبينا هو كذلك إذ أقبل رُشَيد على بغلة، وأقبل إلى زياد فسلّم
عليه، فقام إليه زياد فاعتَنَقَه فقبّله، ثمّ أخد يُسائله: كيف قَدِمت؟ وكيف مَن
خلّفت؟ وكيف كنتَ في مسيرك؟ ثمّ مكث هنيئةً ثمّ قام فذهب، فقال أبو أراكة لزياد:
أصلح اللهُ الأمير، مَن هذا الشّيخ؟! قال: هذا أخٌ مِن إخواننا مِن أهل الشّام،
قَدِم علينا زائراً.
فانصرف
أبو أراكة إلى منزله، فإذا برُشَيد الهَجَريّ بالبيت كما تركَه، فقال له أبو
أراكة: أمّا إذا كان عندك من العلم كلَّ ما أرى فاصنَعْ ما بدا لك، وادخُلْ علينا
كيف شئتَ.
إخبارُ أمير
المؤمنين عليه السّلام
بما سَيجري عليه
عن
فُضَيل بن الزّبير، قال: خرج أمير المؤمنين، صلوات الله عليه، يوماً إلى بستان
البَرنيّ ومعه أصحابُه، فجلسَ تحت نخلة، ثمّ أمر بنَخلةٍ فلُقِطت فأُنزل منها
رُطَب فوُضِع بين أيديهم. فقال رُشَيد الهَجَريّ: يا أمير المؤمنين، ما أطيبَ هذا
الرُّطَب! فقال الإمام عليه السّلام: «يا رُشَيْدُ، أَما إِنَّكَ تُصْلَبُ عَلى
جِذْعِها!».
قال
رُشَيد: فكنتُ أختلف إليها طَرَفَي النّهار أسقيها، ومضى أمير المؤمنين صلوات الله
عليه (أي استُشهِد)، قال: فجئتُها يوماً وقد قُطِعَ سعفُها، قلتُ: اقتَرَبَ أجَلي.
ثمّ جئتُ يوماً فجاء العريف (الّذي يعرف أصحابه وقومه) فقال: أجِبِ الأمير.
فأتيتُه، فلمّا دخلتُ القصرَ إذا خشبٌ مُلقى، ثمّ جئتُ يوماً آخَرَ، فإذا النّصف
الآخر قد جُعِل زُرنوقاً يُستقى عليه الماء، فقلت: ما كَذَبني خليلي.
فأتاني
العريف فقال: أجِبِ الأمير. فأتيتُه، فلمّا دخلتُ القصرَ إذا الخشب مُلقى فإذا فيه
الزُّرنوق، فجئتُ حتّى ضربتُ الزُّرنوق برِجلي، ثمّ قلت: لكِ غُذّيتُ، وليَ
أُنْبِتِّ...
ثمّ
أُدخِلتُ على عبيد الله بن زياد، فقال: هاتِ مِن كَذِبِ صاحبِك، قلت: واللهِ ما
أنا بكذّابٍ ولا هو، ولقد أخبرني أنّك تقطعُ يدَيّ ورِجلَيّ ولساني. قال: إذاً -
واللهِ - نكذّبُه، إقطعوا يدَيه ورِجلَيه وأخرِجوه.
قال
الرّاوي: فلمّا حُمِل إلى أهله، أقبل رُشيد يُحدّث النّاس بالعظائم، وهو يقول:
أيّها النّاس سَلُوني، وإنّ للقوم عندي طَلِبةً لم يَقضوها. فدخل رجلٌ على ابن
زياد فقال له: ما صنعت؟! قطعتَ يدَيه ورِجلَيه وهو يحدّثُ النّاسَ بالعظائم! قال:
فأرسلَ إليه: رُدُّوه. وقد انتهى إلى بابه، فَرَدُّوه، فأمر بقطع لسانه وبصَلْبه.
الشّهادة
عن
القَنْواء بنت رُشَيد الهجريّ - وقد سألها أبو حيّان البَجَليّ: أخبريني ما سمعتِ
من أبيكِ - قالت: سمعتُ أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين عليه
السّلام، فقال: «يا رُشَيْدُ، كَيْفَ صَبْرُكَ مَتى أَرْسَلَ إِلَيْكَ دَعِيُّ
بَني أُمَيَّةَ، فَقَطَعَ يَدَيْكَ وَرِجْلَيْكَ وَلِسانَكَ؟!».
قلت:
يا أمير المؤمنين، آخِرُ ذلك إلى الجنّة؟ فقال: «يا رُشَيْدُ، أَنْتَ مَعِي في
الدُّنْيا وَالآخِرَةِ».
قالت
القَنْواء: فوَاللهِ ما ذهبتِ الأيّام حتّى أرسلَ إليه عبيدُ الله بن زياد الدّعيّ،
فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين عليه السّلام، فأبى أن يبرأَ منه، فقال له الدّعيّ:
فبأيّ مِيتةٍ قال لك (أي أمير المؤمنين عليه السّلام) تموت؟
فقال
له: أخبرني خليلي أنّك تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ، فتُقدّمني فتقطع يَدَيّ
ورِجلَيّ ولساني، فقال عبيد الله: واللهِ لأُكذِّبنّ قولَه!
فقدّموه..
فقطعوا يَدَيه ورجلَيه وتركوا لسانه، فحملتُ أطرافَ يدَيه ورجلَيه، فقلت: يا أبه،
هل تجد ألماً لِما أصابك؟ فقال: لا يا بنتي، إلّا كالزِّحام بين النّاس. فلمّا
احتملناه وأخرجناه من القصر اجتمعَ النّاسُ حولَه فقال: آتُوني بصحيفةٍ ودواةٍ، فَأتوه
بصحيفةٍ ودَواة، فجعلَ يذكرُ ويُملي عليهم أخبارَ الملاحم (وما سيكون)، ويسندُها
إلى أمير المؤمنين عليه السّلام، فبلغَ ذلك ابنَ زياد، فأرسلَ إليه الحَجّامَ حتّى
قطعَ لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليلته.
وفي
عددٍ من المصادر، أنّ رُشَيْداً، رضوان الله عليه، قُتل بوشاية من الشّعبيّ (عامر
بن شرحبيل)، فَقيه بني أميّة، بعد أن أنكر على رُشَيْدٍ قوله بالرّجعة فسعى به عند
ابن زياد. لكنّ الرّوايات لم تذكر تاريخ استشهاده بالتّحديد، فجرت العادة أن تُحيَى
ذِكراه في السّابع من صفر من كلّ عام، مع ذكرى استشهاد الإمام الحسن عليه السّلام.
المرقد الشّريف
يقع مرقد رُشَيد
الهجريّ، رضوان الله تعالى عليه، في «باب النّخيلة» ضمن حدود مدينة الكوفة قديماً،
وشرقيّ مرقد نبيّ الله ذي الكفل عليه السّلام، على مسافة كيلو متر واحد عن الطّريق
العامّ بين النّجف والحلّة، وتحديداً في منطقة الشّهابيّة التّابعة لناحية الكفل
ضمن محافظة بابل، وهو عبارة عن مجموعة كاملة تبلغ مساحتها ألفَي متر مربّع،
ويتضمّن الحرم رواقَين: أحدهما للرّجال والآخر للنّساء، ويعلو سطحه قبّة خضراء
مكسوّة بالكاشيّ الكربلائيّ.
وقفة
هكذا وَطَّنَ أصحابُ أمير المؤمنين، عليه السّلام،
أنفسَهم للقتل والشّهادة، وبذا أخبر رسولُ الله، صلّى الله عليه وآله، عليّاً سلام
الله عليه، أنْ «يا عَلِيُّ، إِنَّكَ مُبْتَلًى وَمُبْتَلًى بِكَ فَطُوبَى لِمَنْ
أَحَبَّكَ وَصَدَّقَ فِيكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَبْغَضَكَ وَكَذَبَ عَلَيْكَ، أَمَّا
مَنْ أَحَبَّكَ وَصَدَّقَ فِيكَ، فَمَعِي فِي جَنَّتِي، وَأَمَّا مَنْ أَبْغَضَكَ فَفِي
النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
نعم، فأعداء آل البيت عليهم
السّلام حاولوا قَتلَ كلِّ مَن يوالي أهل البيت النّبويّ أو يعتقد بإمامتهم وفضائلهم،
حتّى حصدوهم حصداً عن جديد الأرض، وسجنوا جماعةً وعرّضوهم للتّعذيب، وشرّدوا آخرين،
إفراغاً منهم لأحقادهم على النّبيّ، صلّى الله عليه وآله، لأنّه أبادَ الزّعامات الجاهليّة،
وقدّم للأمّة أوصياءَه. وكان الامتحان، وكان الابتلاء، وانطوى التّاريخ على عقودٍ من
الظّلم، ولم يَفُزْ إلَّا الموالون لمحمّدٍ وآل محمّدٍ، صلوات الله عليه وعليهم.