«الغَدير» في روايات المعصومين
عليهم السّلام
يَوْمُ التَّبَسُّمِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُذْنِبينَ
____تنسيق: «شعائر»____
هنا مجموعة منتقاة من الأحاديث الشّريفة ترتبط
بعيد الغدير الأغرّ، اختارت «شعائر» معظمها من بحث روائيّ للباحثة الإسلاميّة
الحاجّة ندى الطّويل، على أمل أن تُساهم هذه الكلمات النّورانيّة في تَمتين علاقة
المؤمن الموالي بأعظم الوقائع وأجَلِّها بعد المبعث النّبويّ الشّريف.
أَفْضَلُ
أَعْيادِ الأُمَّةِ
عن الرّسول الأكرم صلّى
الله عليه وآله: «يَوْمُ غَديرِ خُمٍّ أَفْضَلُ أَعْيادِ أُمَّتي، وَهُوَ اليَوْمُ
الّذي أَمَرَني اللهُ، تَعالى ذِكْرُهُ، فيهِ بِنَصْبِ أَخي عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ
عَلَماً لِأُمَّتي، يَهْتَدونَ بِهِ مِنْ بَعْدي، وَهُوَ اليَوْمُ الذي أَكْمَلَ
اللهُ فيهِ الدّينَ، وَأَتَمَّ عَلى أُمَّتي فيهِ النِّعْمَةَ، وَرَضِيَ لَهُمُ
الإِسْلامَ ديناً..».
مُصافَحَةُ
المَلائِكَةِ
عن الإمام الرّضا عليه السّلام، من ضمن حديثٍ
طويل: «لَوْ عَرَفَ النّاسُ فَضْلَ هَذا اليَوْمِ بِحَقيقَتِهِ لَصافَحَتْهُمُ
المَلائِكَةُ في كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرّاتٍ».
عشرة آلاف شاهد
في
(تفسير العيّاشي) عن عمر بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله الصّادق عليه السّلام
ابتداءً منه:
«العَجَبُ يا أَبا حَفْصٍ لِما لَقِيَ عَلِيُّ بْنُ أَبي طالِبٍ! إِنَّهُ
كانَ لَهُ عَشَرَةُ آلافِ شاهِدٍ وَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَخْذِ حَقِّهِ، وَالرَّجُلُ
يَأْخُذُ حَقَّهُ بِشاهِدَيْنِ؛ إِنَّ رَسولَ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ، خَرَجَ مِنَ المَدينَةِ حاجّاً وَتَبِعَهُ خَمْسَةُ آلافٍ، وَرَجَعَ مِنْ
مَكَّةَ وَقَدْ شَيَّعَهُ خَمْسَةُ آلافٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمّا انْتَهى إِلى
الجُحْفَةِ نَزَلَ جَبْرَئيلُ بِوِلايَةِ عَلِيٍّ، عَلَيْهِ السَّلامُ، وَقَدْ كانَتْ
نَزَلَتْ وِلايَتُهُ بِمِنًى، وَامْتَنَعَ رَسولُ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ
وَسَلَّمَ، مِنَ القِيامِ بِها لِمَكانِ النّاسِ.
فقال:
﴿يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ
تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ...﴾، ممّا
كرهتَ بِمِنَى.
فَأَمَرَ
رَسولُ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، فَقُمَّتِ السَّمُرات [جمع
السَّمُرَة: صنفٌ من النّبات]، فَقالَ رَجُلٌ مِنَ النّاسِ: أَما وَاللهِ لَيَأْتِيَنَّكُمْ
بِداهِيَةٍ»!
فَقُلْتُ
لِعُمَرَ [أي لعُمر بن يزيد راوي الحديث،
والضّمير للرّاوي عنه]: مَنِ الرَّجُلُ؟ فَقالَ:
[فلان].
يوم الجمل
عن
الإمام الصّادق عليه السّلام: «لَمّا صُرِعَ زَيْدُ بْنُ صَوْحانَ، رَحِمَهُ
اللهُ، يَوْمَ الجَمَلِ، جاءَ أَميرُ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ السَّلامُ حَتّى جَلَسَ
عِنْدَ رَأْسِهِ فَقالَ: رَحِمَكَ اللهُ يا زَيْدُ! لَقَدْ كُنْتَ خَفيفَ المَؤونَةِ
عَظيمَ المَعونَةِ.
قالَ:
فَرَفَعَ زَيْدٌ رَأْسَهُ إِلَيْهِ ثُمَّ قالَ: وَأَنْتَ فَجَزاكَ اللهُ خَيْراً
يا أَميرَ المُؤْمِنينَ! فَوَاللهِ ما عَلِمْتُكَ إِلّا بِاللهِ عَليماً وَفي أُمِّ
الكِتابِ عَلِيّاً حَكيماً، وَإِنَّ اللهَ في صَدْرِكَ لَعَظيمٌ، وَاللهِ، ما قاتَلْتُ
مَعَكَ عَلَى جَهالَةٍ، وَلَكِنّي سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ، صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، تَقولُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ، صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقولُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللَّهُمَّ
والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ
خَذَلَهُ. فَكَرِهْتُ- وَاللهِ- أَنْ أَخْذُلَكَ فَيَخْذُلَني اللهُ».
سُنَّةُ الأَنْبِياءِ
قَالَ الْحَسَنُ بْنُ رَاشِدٍ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ
الله الصّادق عليه السّلام: جُعِلْتُ فِدَاكَ، لِلْمُسْلِمِينَ عِيدٌ غَيْرُ الْعِيدَيْنِ؟
[أي غير الأضحى والفطر]
قَالَ: نَعَمْ يَا حَسَنُ، أَعْظَمُهُمَا وأَشْرَفُهُمَا.
قُلْتُ: وأَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟
قَالَ: هُوَ يَوْمٌ نُصِبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ،
صَلَوَاتُ الله وسَلَامُهُ عَلَيْه، فِيه عَلَماً لِلنَّاسِ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، ومَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ
نَصْنَعَ فِيه؟
قَالَ: تَصُومُه يَا حَسَنُ، وتُكْثِرُ الصَّلَاةَ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ؛ فَإِنَّ الأَنْبِياءَ،
صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمْ، كَانَتْ تَأْمُرُ الأَوْصِياءَ بِالْيَوْمِ الَّذِي كَانَ
يُقَامُ فِيه الْوَصِيُّ أَنْ يُتَّخَذَ عِيداً...».
في
السَّماءِ أَشْهَرُ مِنْهُ في الأَرْضِ
عن محمّد بن أبي نصر، قال: كنّا عند الرّضا عليه السّلام والمجلسُ
غاصٌّ بأهله، فتَذاكروا يومَ الغدير وأنكرَه بعضُ النّاس. فقال الرّضا عليه
السّلام: «حَدَّثَني أَبي عَنْ أَبيهِ قالَ: إِنَّ يَوْمَ الغَديرِ في السَّماءِ
أَشْهَرُ مِنْهُ في الأَرْضِ». ".."
ثمّ قال عليه السّلام: «يا ابْنَ أَبي نَصْرٍ، أَيْنَما كُنْتَ
فَاحْضُرْ يَوْمَ الغَديرِ عِنْدَ أَميرِ المُؤْمِنينَ عَلَيْهِ
السَّلامُ،
فَإِنَّ اللهَ تَعالى يَغْفِرُ (فيه) لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ وَمُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ
ذُنوبَ سِتّينَ سَنَةٍ، وَيَعْتِقُ مِنَ النّارِ ضِعْفَ ما أَعْتَقَ في شَهْرِ رَمَضانَ
وَلَيْلَةِ القَدْرِ وَلَيْلَةِ الفِطْرِ، وَالدِّرْهَمُ فيهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوانِكَ
العارِفينَ، فَأَفْضِلْ عَلى إِخْوانِكَ في هَذا اليَوْمِ، وَسُرَّ فيهِ كُلَّ مُؤْمِنٍ
وَمُؤْمِنَةٍ».
«الغَديرُ»،
يَوْمُ الإِكْثارِ مِنَ الصَّلَواتِ
عن الإمام الرّضا عليه السّلام:
«.. وَإِنَّ يَوْمَ الغَديرِ بَيْنَ الأَضْحى وَالفِطْرِ وَالجُمُعَةِ
كَالقَمَرِ بَيْنَ الكَواكِبِ. ".."
* وَهُوَ اليَوْمُ الّذي يَزيدُ اللهُ في حالِ مَنْ عَبَدَ فيهِ وَوَسَّعَ
عَلى عِيالِهِ وَنَفْسِهِ وَإِخْوانِهِ، وَيَعْتِقُهُ اللهُ مِنَ
النّارِ.
* وَهُوَ اليَوْمُ الّذي يَجْعَلُ اللهُ فيهِ سَعْيَ الشّيعَةِ مَشْكوراً،
وَذَنْبَهُمْ مَغْفوراً، وَعَمَلَهُمْ مَقْبولاً.
* وَهُوَ يَوْمُ تَنْفيسِ الكَرْبِ، وَيَوْمُ تَحْطيطِ الوِزْرِ، وَيَوْمُ
الحِباءِ وَالعَطِيَّةِ، وَيَوْمُ نَشْرِ العِلْمِ، وَيَوْمُ البِشارَةِ وَالعيدِ الأَكْبَرِ.
* وَيَوْمُ يُسْتَجابُ فيهِ الدُّعاءُ، وَيَوْمُ المَوْقِفِ العَظيمِ،
وَيَوْمُ لُبْسِ الثِّيابِ وَنَزْعِ السَّوادِ، وَيَوْمُ الشَّرْطِ المَشْروطِ، وَيَوْمُ
نَفْيِ الهُمومِ، وَيَوْمُ الصَّفْحِ عَنْ مُذْنِبي شيعَةِ أَميرِ المُؤْمِنينَ.
* وَهُوَ يَوْمُ السُّبْقَةِ، وَيَوْمُ إِكْثارُ الصَّلاةِ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ.
* وَيَوْمُ الرّضا، وَيَوْمُ عيدِ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ، وَيَوْمُ
قَبولِ الأَعْمالِ، وَيَوْمُ طَلَبِ الزِّيادَةِ، وَيَوْمُ اسْتِراحَةِ
المُؤْمِنينَ. ".."
* وَيَوْمُ تَرْكِ الكَبائِرِ وَالذُّنوبِ، وَيَوْمُ العِبادَةِ، وَيَوْمُ
تَفْطيرِ الصّائِمينَ "..".
* وَهُوَ يَوْمُ التَّهْنِئَةِ، يُهَنِّىءُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، فَإِذا
لَقِيَ المُؤْمِنُ أَخاهُ يَقولُ: الحَمْدُ
للهِ الّذي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكينَ بِوِلايَةِ أَميرِ المُؤْمِنينَ وَالأَئِمَّةِ
عَلَيْهِمُ السَّلامُ.
* وَهُوَ يَوْمُ التَّبَسُّمِ في وَجوهِ النّاسِ مِنْ أَهْلِ الإيمانِ؛ فَمَنْ
تَبَسَّمَ في وَجْهِ أَخيهِ يَوْمَ الغَديرِ نَظَرَ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيامَةِ
بِالرَّحْمَةِ وَقَضى لَهُ أَلْفَ حاجَةٍ. ".."
* وَهُوَ يَوْمُ الزّينَةِ، فَمَنْ تَزَيَّنَ لِيَوْمِ الغَديرِ غَفَرَ
اللهُ لَهُ كُلَّ خَطيئَةٍ عَمِلَها، صَغَيرةً [كانت] أَوْ
كَبيرَةً، وَبَعَثَ اللهُ إِلَيْهِ مَلائِكَةً يَكْتُبونَ لَهُ الحَسَناتِ وَيَرْفَعونَ
لَهُ الدَّرَجاتِ إِلى قابِلِ مِثْلِ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَإِنْ ماتَ ماتَ شَهيداً،
وَإنْ عاشَ عاشَ سَعيداً. وَمَنْ أَطْعَمَ مُؤْمِناً كانَ
كَمَنْ أَطْعَمَ جَميعَ الأَنْبِياءِ وَالصِّدّيقينَ. وَمَنْ زارَ فيهِ مُؤْمِناً أَدْخَلَ
اللهُ قبْرَهُ سَبْعينَ نوراً، وَوَسَّعَ في قَبْرِهِ،
وَيزورُ قَبْرَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعونَ أَلْفِ مَلَكٍ، وَيُبَشِّرونَهُ بِالجَنَّةِ...
(إقبال الأعمال، السّيّد
ابن طاوس)