دعاء الإمام الصّادق عليه السّلام عندَ المسجد الحرام
جئتُ أطْلُبُ رحمتَك، وأرومُ طاعتَك
ـــــــــــــــــــــــــــــ تنسيق: «شعائر»
ــــــــــــــــــــــــــــ
رُويَت عن الإمام الصّادق عليه السّلام
كوكبة مشرِقة من الأدعية الجليلة، من بَدْو خروجه من بيته إلى حين فراغِه من مناسك
الحجّ.
في ما يلي دعاءان من تلك الأدعية التي
يُستحبّ قراءتها قبيلَ الدّخول إلى المسجد الحرام، وعند استقبال القبلة، نقلناهما
عن (الصّحيفة الصّادقيّة)، من إعداد العلّامة الشّيخ باقر شريف القرشي رحمه الله.
دعاء
الإمام الصّادق عليه السّلام عند دخول المسجد الحرام
كان
الإمام الصّادق عليه السّلام، إذا دخلَ البيت الحرام، دَخله بسكينةٍ، وخشوعٍ،
ووقارٍ، وقد أوصى بذلك تلميذَه الفقيه معاوية بن عمّار، وقال له: «مَن دَخَلَهُ –
أي البيت الحرام - بِخُشوعٍ غَفَرَ اللهَ لَهُ، فقال له عمّار: ما الخشوع؟
قال عليه السّلام: السَّكينَةُ؛ لا تَدْخُلْ بِتَكبُّرٍ، وأمره بالدّعاء
التّالي عند باب المسجد:
«السَّلامُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ
وَمِنَ اللهِ وَما شاءَ اللهُ، وَالسَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللهِ وَرُسُلِهِ، وَالسَّلامُ
عَلى رَسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَالسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ، وَالحَمْدُ
للهِ رَبِّ العالَمينَ».
وقال
له: «إِذا دَخَلْتَ المَسجِدَ فَارْفَعْ يَدَيْكَ وَاسْتَقْبِلِ البَيْتَ، وَقُلْ:
اللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ في مَقامي
هَذا، في أَوَّلِ مَناسِكي، أَنْ تَقْبَلَ تَوْبَتِي، وَأنْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطيئَتي،
وَتَضَعَ عنّي وِزْري، الحَمْدُ للهِ الذي بَلَّغَني بَيْتَهُ الحَرامَ.
اللَّهُمَّ إِنّي أَشْهَدُ أَنَّ
هَذا بَيْتُك الحَرامُ الّذي جَعَلْتَهُ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَمُبارَكاً،
وَهُدًى للعالَمينَ. اللَّهُمَّ إِنّي عَبْدُكَ،
وَالبَلَدُ بَلَدُكُ، وَالبَيْتُ بَيْتُكَ، جِئْتُ أَطْلُبُ رَحْمَتَكَ وَأَرومُ
طاعَتَكَ، مُطِيعاً لِأَمْرِكَ، راضِياً بِقَدَرِكَ، أَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ المُضْطَرِّ
إِلَيْكَ، الخائِفِ لِعُقوبَتِكَ. اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أَبْوابَ رَحْمَتِكَ، وَاسْتَعْمِلْنِي
بِطاعَتِكَ وَمَرْضاتِك».
دعاؤه
حولَ الكعبة
كان
الإمام الصّادق عليه السّلام، يستقبلُ الكعبة المُعظّمة بالخشوع، وذكرِ الله، وقد
روى ذَرِيح ما شاهدَه من الإمام، وما سمعَه من دعائه، قال: «رأيتُ الإمام في
الكعبة، وهو ساجدٌ،
يقول:
لا
يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلّا حِلمُكَ، ولا يُجِيرُ مِنْ عَذابِكَ إلّا رَحْمَتُكَ، وَلا
نَجاءَ مِنْكَ إِلّا بِالتَّضَرُّعُ إلَيْكَ، فَهَبْ لي يا إِلَهي فَرَجًا بِالقُدْرَةِ
الَّتي بِها تُحْيي أَمْواتَ العِبادِ، وَبِها تَنشُرُ مَيْتَ البِلادِ، وَلا تُهْلِكني
يا إِلَهي حَتّى تَسْتَجيبَ لي دُعائي وَتُعَرِّفَني الإِجابَةَ.
اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي
العافِيَةَ إِلى مُنْتَهى أَجَلي، وَلا تُشْمِتْ بي عَدُوّي، ولا تُمَكِّنهُ مِنْ
عُنُقي. مَنْ ذَا الَّذي يَرفَعُني إِنْ وَضَعْتَني، وَمَنْ ذَا الَّذي يَضَعُني إِنْ
رَفَعْتَني؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَني فَمَنْ ذَا الَّذي يَعْرِضُ لَكَ في عَبْدِكَ أَوْ
يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ؟ فَقَدْ عَلِمْتُ يا إِلَهي أَنَّهُ لَيْسَ في حُكْمِكَ
ظُلْمٌ، وَلا في نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، إنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَيَحْتاجُ
إلَى الظُّلْمِ الضَّعيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلَهي عَنْ ذَلِكَ.
إِلَهي، فَلا تَجْعَلْني
لِلبَلاءِ غَرَضاً، وَلا لِنَقِمَتِكَ نَصَباً، وَأَمْهِلْني وَنَفْسي، وَأَقِلْني
عَثْرَتي، وَلا تَرُدَّ يَدي في نَحْري، وَلا تُتْبِعُني بِبَلاءٍ فَقَدْ تَرى ضَعْفي
وَتَضَرُّعي إِلَيْكَ، وَوَحْشَتي مِنَ النّاسِ وَأُنْسي بِكَ، أَعوذُ بِكَ اليَوْمَ
فَأَعِذْني، وَأستَجيرُ بِكَ فَأَجِرْني، وَأَسْتَعينُ بِكَ عَلَى الضَّرّاءِ
فَأَعِنّي، وَأَسْتَنْصِرُكَ فَانْصُرْني، وَأتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِني، وَأُؤمِنُ
بِكَ فَآمِنّي، وَأستَهديكَ فَاهْدِني، وَأَسْتَرْحِمُكَ فَارْحَمْني، وَأَسْتَغْفِرُكَ
مِمّا تَعْلَمُ فَاغْفِر لي، وَأَسْتَرْزِقُكَ مِن فَضْلِكَ الواسِعِ فَارْزُقني،
وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظيمِ».