شهر محرّم الحرام
كُنْ مواسياً لأهل آية المباهلة، وآية
التّطهير
____ إعداد:«شعائر» ____
تتناول «مراقبات» هذا العدد ستَّ محطّاتٍ تُنال بهنّ
شفاعةُ سيّد الشّهداء وآل بيته الأطهار عليهم السّلام في شهر محرّم الحرام. ولهذه
المحطّات ما يُقابلها من الأعمال العباديّة بحسب الرّوايات الواردة في كلٍّ من
الكُتُب المرجعيّة التي ألّفها أكابر التّابعين للمدرسة الإماميّة، وهي: (مصباح
المتهجّد) للشّيخ الطوسي، (إقبال الأعمال) و(فتحُ الأبواب) للسّيّد ابن طاوس، (وسائل
الشيعة) للشّيخ الحرّ العاملي، (مفاتيح الجنان) للمحدّث الشيخ عبّاس القمّي، و(الأيّام
الحسينيّة) للشيخ جعفر التُّستَري.
«شعائر»
شهر محرّم، هو آخرُ الأشهُر الحُرُم الأربعة. قال
السّيّد ابن طاوس في (إقبال الأعمال): «شهر المحرّم كان في الجاهليّة من جملة الزّمان
المعظّم، وجاء الإسلام شاهداً لهذا الشّهر بالتّعظيم، ودلّ فيه على العبادات الدّالّة
على ما يليق به من التّكريم.
فجرى فيه من انتهاك محارم الله جلّ جلاله والرّسول الّذي
هداهم اللهُ جلّ جلاله به إليه ودلّهم عليه، من سفك دماء ذرّيّته العزيزين عليه، ما
لم يجرِ مثلُه في شيءٍ من الأزمان، وبالغ آلُ حرب وبنو أمّيّة في الاستقصاء على آل
محمّدٍ صلوات الله عليه وآله، وإذهاب حرمة الإسلام والإيمان».
اللّيلة الأولى
* قال الإمام الرّضا عليه السّلام: «كانَ أَبي، صَلَواتُ
اللهِ عَلَيْهِ، إِذا دَخَلَ شَهْرُ المُحَرَّمِ لا يُرى ضاحِكاً، وَكانَتِ الكآبَةُ
تَغْلِبُ عَلَيْهِ حَتّى يَمْضِيَ مِنْهُ عَشَرَةُ أَيّامٍ، فَإِذا كانَ يَوْمُ العاشِرِ
كانَ ذَلِكَ اليَوْمُ يَوْمَ مُصيبَتِهِ وَحُزْنِهِ وَبُكائِهِ..».
* «ينبغي من أوّل ليلةٍ من هذا الشّهر أن يظهرَ على الوجوه
والحركات والسّكنات، شعارُ آداب أهل المصائب المعظَّمات في كلّ ما يتقلّبُ فيه الإنسان،
وأن يقصدَ بذلك إظهار موالاة أولياء الله ومعاداة أعاديه». (إقبال الأعمال)
اليوم الأوّل
*
«إذا وجدْتَ قلبَك يعتصر في هذا اليوم ويستولي عليك البكاء، من دون أن يطرقَ سمعَك
شيءٌ، فَلَكَ البُشرى إذاً، فهذه علامةُ الإيمان.
إنّ
حقيقة الإيمان لا تحصلُ إلّا نادراً، وعلامةُ حصول الحقيقة هي هذا الحزن وهذا
الشّجَن. وهذه علامةٌ – إنْ وُجِدت – تدلّ على فوزنا بمرتبة «المعجونيّة»
بالولاية. ونكون عندها داخلين في تعبير: «شيعَتُنا خُلِقوا مِنْ فاضِلِ طينَتِنا،
وَعُجِنوا بِماءِ وِلايَتِنا»، ويكون قلبُك قد اتّخذَ طريقاً إلى الأئمّة
عليهم السّلام، إذ اليوم هو أوّلُ أيّام أحزانهم». (الأيّام الحسينيّة، مختصَر)
*
«أوّل يوم من المحرّم هو من أيّام الصّيام، وموسمٌ من مواسم إجابة الدّعاء لأهل
الإسلام، فينبغي المبادرة إلى فتح أبواب إجابة الدّعوات، واغتنام الوقت المُعَيَّن
لقضاء الحاجات». (إقبال
الأعمال)
*
«قال الشّيخ الطّوسي: يُستَحبّ صيامُ الأيّام التّسعة من أوّل محرّم، وفي اليوم
العاشر يُمسِك عن الطّعام والشّراب إلى بعد العصر، ثمّ يفطر بقليلٍ من تربة الحسين
عليه السّلام. وروى السّيّد ابن طاوس فضلاً لصوم شهر المحرّم كلّه، وأنّه يعصمُ
صائمَه من كلِّ سيِّئة». (مفاتيح الجنان)
اليوم التّاسع
«في
ما نذكره من فضل صوم التّاسع من المحرّم: رأيناه في كتاب (دستور المذّكّرين) بإسناده
عن ابن عبّاس، قال: إذا رأيت هلال المحرّم فاعدد، فإذا أصبحت من تاسعِه فَأَصبِحْ
صائماً، قال الرّاوي: قلتُ: كذلكَ كانَ يصومُ محمّدٌ صلّى الله عليه وآله؟ قال:
نعم». (إقبال الأعمال)
ليلة العاشر من المحرَّم
«هذه اللّيلة أحياها مولانا الحسين صلوات الله عليه وأصحابه بالصّلوات والدّعوات،
وقد أحاط بهم زنادقةُ الإسلام، ليَستبيحوا منهم النّفوسَ المُعظّمات، وينتهكوا
منهم الحُرمات، ويسبوا نساءهم المصونات.
فينبغي لِمن أدرك هذه اللّيلة، أن يكون مواسياً لبقايا أهل
آية المباهلة وآية التّطهير، في ما كانوا عليه في ذلك المقام الكبير، وعلى قدم الغضب
مع الله جلَّ جلاله ورسوله، صلوات الله عليه، والموافقة لهما في ما جرت الحال عليه،
ويتقرّب إلى الله جلّ جلاله بالإخلاص، من موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه.
وأمّا
فضلُ إحيائها: فقد رأينا في كتاب (دستور المذّكّرين) بإسناده عن النّبيّ صَلّى
الله عليه وآله، قال: قال رسول الله صَلّى الله عليه وآلِه: مَنْ أَحْيا لَيْلَةَ
عاشوراءَ فَكَأَنَّما عَبَدَ اللهَ عِبادَةَ جَميعِ المَلائِكَةِ؛ وَأَجْرُ العامِلِ
فيها كَأَجْرِ سَبْعينَ سَنَةً». (إقبال الأعمال)
اليوم العاشر: عاشوراء
«يُسمَّى اليوم العاشر من شهر محرّم الحرام بيوم عاشوراء، وهو اليوم الّذي وقعتْ
فيه واقعة الطَّفّ الأليمة الّتي قُتل فيها سبطُ النّبيّ المصطفى صَلّى الله عليه وآله
الإمام الحسين بن عليّ عليه السَّلام، خامس أصحاب الكساء وثالث أئمّة أهل البيت عليهم
السّلام، مع جمعٍ من أبنائه وأصحابه الكرام البَررة بأرضِ كربلاء». (وسائل الشّيعة)
زيارة عاشوراء في حديث
الإمام الباقر عليه السّلام
«روى محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه،
عن أبي جعفر عليه السّلام، قال: مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِما
السَّلامُ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ المُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً،
لَقِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ بِثَوَابِ ألْفَيْ حِجَّةٍ، وَألْفَيْ
عُمْرَةٍ، وَألْفَيْ غَزْوَةٍ، ثَوَابُ كُلِّ غَزَوْةٍ وَحِجَّةٍ وَعُمْرَةٍ كَثَوَابِ
مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَمَعَ
الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِين.
قَالَ: قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، فَمَا لِمَنْ كَانَ فِي
بَعيدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيه، وَلَمْ يُمْكِنْهُ المَصِيرُ إلَيْهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ؟
قَالَ: إذَا كَانَ كَذَلِكَ، بَرَزَ إلَى الصَّحْرَاءِ،
أوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ، وَأوْمَا إلَيْهِ بِالسَّلَامَ، وَاجْتَهَدَ
فِي الدُّعَاءِ عَلَى قَاتِلهِ، وَصَلَّى مِنْ بَعْدُ رَكْعَتَيْنِ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ
فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ، ثُمَّ لِيَنْدُبِ الحُسَيْنَ،
عَلَيْهِ السَّلامُ، وَيَبْكِهِ، وَيَأمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لَا يَتَقِيهِ
بِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ، وَيُقِيمُ فِي دَارِهِ المُصِيْبَةَ بِإظْهَارِ الجَزَعِ عَلَيْهِ،
وَليُعَزِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَأنَا
الضَّامِنُ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَلَى اللهِ تَعالى جَمِيعَ ذَلِكَ.
قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، أنْتَ الضَّامِنُ ذَلِكَ لَهُمْ
وَالزَّعِيمُ؟
قَالَ: أنَا الضَّامِنُ وَأنَا الزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ
ذَلِك.
قَالَ: قُلْتُ: وَكَيْفَ يُعَزِّي بَعْضُنَا بَعْضاً؟
قَالَ: تَقُولُونَ: أعْظَمَ اللهُ أجُورَنَا بِمُصَابِنَا
بِالحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَجَعَلَنَا وَإيَّاكُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَارِهِ
مَعَ وَلِيِّهِ الإمَامِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ.
وَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لَا تَنْتَشِرَ يَوْمَكَ فِي حَاجَةٍ فَافْعَلْ، فَإنَّهُ يَوْمٌ
نَحْسٌ لَا تُقْضَى فِيهِ حَاجَةُ مُؤْمِنٍ، فإنْ قُضِيَتْ لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهَا،
وَلَمْ يَرَ فِيهَا رُشْداً، وَلَا يَدَّخِرَنَّ أحَدُكُمْ لِمَنْزِلِهِ فِيْهِ شَيْئاً،
فَمَنِ ادَّخَرَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ شَيْئاً لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَهُ،
وَلَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِي أهْلِهِ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِكَ كَتَبَ اللهُ تَعَالىَ
لهُمْ ثَوابَ ألفِ حِجَّةٍ، وَألفِ عُمْرَةٍ، وَألفِ غَزْوَةٍ كُلِّهَا مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله، وَكَانَ لهُمْ أجْرُ وثَوَابُ مُصِيبَةِ كُلِّ نَبِيٍّ
وَرَسُولٍ وَوَصِيٍّ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ أوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللهُ الدُّنْيَا
إلَى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
قال صالح بن عقبة وسيف بن عميرة: قَالَ عَلْقَمَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الحَضْرَمِيُّ: قُلْتُ لأبِي جَعْفَرٍ عليه السّلام: عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو بِهِ
ذَلِكَ الْيَوْمِ إذَا أنَا زُرْتُهُ مِنْ قُرْبٍ، وَدُعَاءً أدْعُو بِهِ إذَا لَمْ
أزُرْهُ مِنْ قُرْبٍ وَأوْمَاتُ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ دَارِي بِالسَّلَامِ
إلِيهِ.
قَالَ: فَقَالَ لِي: يَا عَلْقَمَةُ، إذَا أنْتَ صَلَّيْتَ
الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ أنْ تُومِئَ إلَيْهِ بِالسَّلَامِ، فَقُلْ عِنْدَ الإيمَاءِ
إلَيْهِ مِنْ بَعْدِ التَّكْبِيرِ هَذَا الْقَوْلَ [الزّيارة الآتية]، فَإنَّكَ
إذَا قُلْتَ ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يَدْعُو بِهِ زُوَّارُهُ مِنَ المَلَائِكَةِ،
وَكَتَبَ اللهُ لَكَ مائَةَ أَلْفِ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَكُنْتَ كَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ
الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، حَتَّى تُشَارِكَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ، وَلَا تُعْرَفُ
إلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ، وَكُتِبَ لَكَ ثَوَابُ زِيَارَةِ
كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ رَسُولٍ، وَزِيَارَةِ كُلِّ مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ عَلَيْهِ
السَّلامُ مُنْذُ قُتِلَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ.
تَقُول: السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أبَا عَبْدِ اللهِ..
(وذكر زيارة عاشوراء المعروفة).
قالَ عَلْقَمَةُ: قَالَ أبُو جَعْفَرٍ عليه السّلام: إنِ
اسْتَطَعْتَ أنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَةِ مِنْ دارِكَ فَافْعَلْ،
فَلَكَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِكَ».
(مصباح المتهجّد)
اليوم الخامس والعشرون
* «في هذا اليوم من السّنة الرّابعة والتّسعين،
وكانت تُسمّى سنة الفقهاء، استشهد الإمام زين العابدين عليه السّلام».
* «ممّا قاله عليه السّلام
لعبد الملك بن مروان حين استعظمَ ما رأى من أثر السّجود بين عينَي الإمام عليه السّلام:
وَاللهِ لَوْ تَقَطَّعَتْ أَعْضائي وَسالَتْ مُقْلَتاي عَلى صَدْري، لَنْ أَقومَ
للهِ جَلَّ جَلالُهُ بِشُكْرِ عُشْرِ العَشيرِ مِنْ نِعْمَةٍ واحِدَةٍ مِنْ جَميعِ
نِعَمِهِ الّتي لا يُحْصيها العادّونَ، وَلا يَبْلُغُ حَدَّ نِعْمَةٍ مِنْها جَميعُ
حَمْدِ الحامِدينَ، لا وَاللهِ، أَوْ يَراني اللهُ لا يَشْغَلُني شَيْءٌ عَنْ شُكْرِهِ
وَذِكْرِهِ في لَيْلٍ وَلا نَهارٍ وَلا سِرٍّ وَلا عَلانِيَةٍ، وَلَوْلا أَنَّ لِأَهْلي
عَلَيَّ حَقّاً وَلِسائِرِ النّاسِ مِنْ خاصِّهِمْ وَعامِّهِمْ عَلَيَّ حُقوقاً لا
يَسَعُني إِلّا القِيامُ بِها حَسَبَ الوَسْعِ وَالطّاقَةِ حَتّى أُؤَدِّيَها إِلَيْهِمْ،
لَرَمَيْتُ بِطَرَفي إِلى السَّماءِ وَبِقَلْبي إِلى اللهِ، ثُمَّ لَمْ أَرُدَّهُما
حَتّى يَقْضِيَ اللهُ عَلى نَفْسي وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمينَ». (فتح
الأبواب)
أعمال شهر محرّم
الحرام
أعمال اللّيلة الأولى
روى السّيّد ابن طاوس في
(الإقبال) للّيلة الأولى عدّة صلوات:
الأولى:
مائة ركعة يقرأ في كلّ ركعة (الحمد) و(التّوحيد).
الثّانية:
ركعتان في الأولى منهما (الحمد) وسورة (الأنعام)، وفي الثّانية (الحمد) وسورة (يس).
الثّالثة:
ركعتان في كلٍّ منهما (الحمد) وإحدى عشرة مرّة (التّوحيد). وفي
الحديث عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله قال: «مَنْ أَدّى هَذِهِ الصَّلاةَ في هَذِهِ
اللَّيْلَةِ وَصامَ صَبيحَتَها، وَهُوَ أَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ السَّنَةِ، فَهُوَ كَمَنْ
يَدومُ عَلى الخَيْرِ سَنَةً (سنَتَه)، وَلا يَزالُ مَحْفوظاً مِنَ السَّنَةِ إِلى
قابِلٍ، فَإِنْ ماتَ قَبْلَ ذَلِكَ صارَ إلى الجَنَّةِ».
أعمال اليوم الأوّل
(مفاتيح الجنان):
اعلم أنّ غرّة محرّم هو أوّل يوم السّنة، وفيه عملان:
الأوّل:
الصّيام. عن الإمام الرّضا عليه السّلام أنّه قال: «مَنْ صامَ هَذا اليَوْمَ وَدَعا
اللهَ اسْتَجابَ اللهُ دُعاءَهُ كَما اسْتَجابَ لِزَكَرِيّا».
الثّاني:
كان النّبيّ صلّى الله عليه وآله يصلّي أوّل يوم من محرّم ركعتَين، فإذا فرغ رفع
يدَيه ودعا بهذا الدّعاء ثلاث مرّات: «اللَّهُمَّ أَنْتَ الإِلَهُ
القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ..». [مفاتيح
الجنان، أعمال شهر محرّم].
أعمال ليلة العاشر من المحرّم
من أعمال هذه اللّيلة:
- الإحياء: رسول الله صلّى الله عليه وآله: «
مَنْ أَحْيا لَيْلَةَ عاشوراءَ فَكَأَنَّما عَبَدَ اللهَ عِبادَةَ جَميعِ المَلائِكَةِ؛
وَأَجْرُ العامِلِ فيها كَأَجْرِ سَبْعينَ سَنَةً».
- زيارة الإمام الحسين عليه السّلام؛ رُوي أنَّ مَن زاره عليه السّلام وبات عنده في ليلة عاشوراء حتّى يُصبِح،
حشَرَهُ اللهُ تعالى ملطَّخاً بدم الحسين عليه السّلام في جملة الشُّهداء معه عليه السّلام.
- الصّلاة: ثلاثُ صلواتٍ مرويّة عن النّبيّ صلّى الله عليه وآله في ليلة العاشر:
1- «.. أربع ركعات من آخر اللّيل، يقرأ في كلّ ركعة
بـ (فاتحة الكتاب) مرّة، وآية (الكرسيّ) عشر مرّات، و(قل هو الله أحد) عشر مرّات، و(المعوّذتين)
عشراً عشراً، فإذا سلّم قرأ (قل هو الله أحد) مائة مرّة..».
2- «.. مائة ركعة بـ (الحمد) مرّة و(قل
هو الله أحد) ثلاث مرّات، ويُسلّم بين كلّ ركعتَين، فإذا فرغ من جميع صلاته قال: سبحانَ
الله والحمدُ لله ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبر، ولا حَوْلَ ولا قوّة إلَّا بالله
العليِّ العظيم - سبعين مرّة..».
3- «أربع ركعات، في كلّ ركعة (الحمد) مرّة، و(قل
هو الله أحد) خمسين مرّة، فإذا سلّمتَ من الرّابعة، فَأَكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ تَعالى،
وَالصَّلاةَ على رسولِهِ، واللَّعْنَ لِأعدائهم ما استطعتَ».
أعمال يوم عاشوراء
1- زيارة الحسين عليه السّلام: «..عن أبي جعفر [الإمام الباقر] عليه السّلام، قال: مَنْ زَارَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِما السَّلامُ
فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ مِنَ المُحَرَّمِ حَتَّى يَظَلَّ عِنْدَهُ بَاكِياً، لَقِيَ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ يَلْقَاهُ بِثَوَابِ ألْفَيْ حِجَّةٍ وألفَيْ عُمَرْةٍ وَأَلْفَيْ غَزْوَةٍ..».
2- زيارة عاشوراء: قال الإمام الباقر عليه السّلام: إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَزُورَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ بِهَذِهِ
الزِّيارَةِ مِنْ دارِكَ فَافْعَلْ..».
3- قراءة التَّوحيد ألف مرّة في هذا اليوم، ورُوي أنَّ الله تعالى ينظر
إلى مَن قَرَأها نَظَر الرّحمة.
4- أن يقول ألف مرّة: اللَّهُمَّ الْعَنْ
قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عليه السّلام.
5- قراءة زيارة وارث [أنظر: مفاتيح الجنان، أعمال اليوم
العاشر من محرّم]
6- صلاة بكيفيّةٍ خاصّة، يليها دعاءٌ، أوردها الشّيخ الطّوسيّ
في (مصباح المتهجّد) برواية عبد الله بن سنان عن الإمام الصّادق عليه السلام، وهي صلاة أربع ركعات
بصفةٍ خاصّة يليها دعاءٌ جليل، ذاكراً في آخرها جزيلَ ثوابها.