تحقيق

تحقيق

منذ 0 ساعة

المسلمون في نيجيريا


المسلمون في نيجيريا

إحياء شعائر الدِّين القيّم في مواجهة التّكفير

ــــــــــــــــــــــــ أعدّته للنشر: د. أليس كوراني ـــــــــــــــــــــــــــ


يحتفل المسلمون، سنّةً وشيعة، في العالم الإسلاميّ بإحياء ذكرى المولد النّبويّ الشّريف بالرّغم من الأصوات الشّاذّة التي تحاول ثَني المسلمين عن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة تحت شعار أنّها بدعة من البدع الواجب منعها وإزالتها.

في هذا التّحقيق نتوقّف عند أحوال المسلمين في نيجيريا، ولا سيّما لجهة إصرارهم على الاحتفال بمولد سيّد البشريّة، غير آبهين بما تفعله الجماعات التّكفيريّة من قتل وتشريد وترويع لطمس شعائر الإسلام الحقيقيّة.

بلغ عدد السّكان في نيجيريا ١٧٣٫٦ ملايين نسمة (إحصاء البنك الدّوليّ عام ٢٠١٣)، وهي بذلك تضمّ أكبر عدد من السّكّان في قارة إفريقيا، وتحتلّ المركز العاشر في العالم من حيث عدد السّكّان.

يشكّل المسلمون حوالي 70% من عدد السّكّان (عدد الشّيعة 5%)، والمسيحيّون 20%، والباقي وثنيّون إلّا أنّ أعدادهم في تناقص بسبب اعتناقهم الإسلام أو المسيحيّة.

وعلى مرّ تاريخ المسلمين في هذا البلد الأفريقيّ، كان الاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف من أهمّ المحطّات الإسلاميّة التي يتوقّفون عندها لإحيائها، تعظيماً وإجلالاً لسيّد البشريّة وخاتم الأنبياء محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله.

ولم يكن يقتصر إحياء هذه المناسبة على جماعة دون أخرى منهم، بل شارك ويشارك فيها جميع المسلمين، مظهرين عبر احتفالات المناسبة مكانة النّبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، ودور الإسلام في إنارة القلوب والنّفوس، وتخليص البشريّة من الضّلال، والأفارقة من عبادة الأوثان...

 

 

ومنذ ظهور الإسلام واستوائه في نيجيريا بدأت الجمعيّات والمؤسّسات الإسلاميّة بالظّهور، وأخذ القائمون عليها بنشر الإسلام وتعريف النّيجيريّين بالإسلام وتعاليمه السّمحاء، وقاموا بإحياء المناسبات الإسلاميّة بما في ذلك إحياء المولد الشّريف، وساعدهم على ذلك أنّ المسلمين في العالم يحيون هذه المناسبة- باستثناء السّعوديّة - في العصر الحديث.

منع الاحتفال إلى حدّ سفك الدّماء

في خلال الأعوام الماضية جرت أحداث دامية بسبب الاحتفالات السنوية بعيد المولد النبوي الشريف، فقد وصل الأمر بالمحاربين لإحياء المولد الشّريف إلى تحريض جماعاتٍ لقتل من يُحيي الذّكرى، أمثال الجماعات المتطرّفة في نيجيريا التي قتلت العام الفائت العشرات إثر تفجير انتحاريّ استهدف مجموعة من المحتفلين بهذه المناسبة المباركة! وهذا هو التّطرّف الذي يعمل المسلمون، سنّة وشيعة، في نيجيريا على محاربته، والذي تتزعمّه الحركات الإرهابيّة والتّكفيريّة أمثال «جماعة بوكو حرام» التي تخوض قتالاً بين الفينة والأخرى ضدّ المسيحيّين والمسلمين الذين لا يوافقونهم في آرائهم المتطرّفة. وهؤلاء التّكفيريّون يحاولون هدم الإسلام بشعارات إسلاميّة زائفة، وهم مستعدّون لسفك دماء الأبرياء حتّى في المناسبات الدّينيّة الجليلة، ففي ذكرى المولد النّبويّ الفائت لقيَ تسعة عشر شخصاً مصرعهم، وأُصيب عدد كبير في انفجار سيّارة ملغومة بمدينة «ميدوجري» بولاية «برنو» شمال شرق نيجيريا، فقد استهدف الإرهابيّون سوقاً بالولاية التي تعتبر المعقل الرئيسيّ لجماعة «بوكو حرام» المناهضة لسياسة الحكومة والمتّهمة بقتل الآلاف وإصابتهم خلال الأعوام الماضية.

 

 

وعلى الرّغم من كلّ هذا الإرهاب فإنّ النّيجيريّين لا يتوقّفون عن إحياء المناسبات الدّينيّة، وما تزال الطّرق الصّوفيّة حريصة على إقامة المولد الشّريف كلّ عام، وقد استطاع شيوخ هذه الطّرق إدخالَ ملايين النّيجيريّن إلى الإسلام، وفيهم «الأشراف» الذين يعودون بنَسَبهم إلى سلالة النّبيّ صلّى الله عليه وآله، كما يقفون بوجه السّلفيّين الذين يدّعون الإصلاح.

لقد ظهر خطاب إسلاميّ مناهض لما يُسمّى الإصلاح السّلفيّ ومعبرّ عن الفكر الصّوفيّ في نيجيريا، ففي عام 1963م تأسّست منظّمة «فتيان الإسلام» وذلك بعد تزايد روابط وعلاقات الطّبقة الدّينيّة والاقتصاديّة في مدينة «كانو» بالعالم الخارجيّ، وقد قام الشّيخ «مودي صالغا» بدور بارز في تأسيس هذه المنظّمة التي وقفت بالأساس في وجه خطاب «إزالة البدعة»، وفي عام 1980م جرى تأسيس حركة «جند الله» في مدينة «كانو» بزعامة «كمال الدّين ناما جي»، وقد ركّز خطاب هذه الحركة على ما يلي: الدّفاع عن الرّسول صلّى الله عليه وآله وعن السّنّة النبويّة، والدّفاع عن المجتمع المسلم، والعمل على نشر التّعليم والنّظام في المجتمع المسلم، وبناء المدارس الإسلاميّة، والدّفاع عن التّيجانيّة والقادريّة (من طرق الصّوفيّة).

 

 

وإزاء الهجوم المتصاعد على المبادئ والمعتقدات الصّوفيّة والذي أسهمت به جماعة «إزالة البدعة» وشيوخها في نيجيريا قام الشّيخ إبراهيم صالح (ولد عام 1939 في Adidibe) بإصدار كتابه: (التّكفير أخطر بدعة تهدّد السّلام والوحدة بين المسلمين في نيجيريا) والذي صدر في القاهرة عام 1982م، ويُعَدّ الشيخ إبراهيم صالح واحداً من أبرز الكتّاب المعاصرين في شمال نيجيريا، حيث كتب ما يقرب من مائة كتاب، وهو ينتمي إلى قبائل الشّوا العربية، وتمكّن من حفظ القرآن ودراسة معظم العلوم الإسلاميّة على أيدي كبار علماء التّيجانيّة في شمال نيجيريا، بالإضافة إلى دراسته في كلّ من السّعوديّة ومصر.

ويحرص المتصوّفة مع بقيّة أبناء المسلمين في نيجيريا على إحياء المولد الشّريف حيث تتزّين المساجد والأماكن في هذه المناسبة، ويجتمع النّاس للاستماع إلى «المولد»، فيقفون على سيرة النّبيّ الأعظم، صلّى الله عليه وآله، في أجواء مفعمة بالإيمان والسّكينة، ثمّ تقدّم الحلوى، ويهنّىء النّاس بعضهم بعضاً، ويَصِلون أرحامهم في هذا اليوم المبارك، وينفق الأغنياء على الفقراء؛ ويمتدّ الاحتفال لأيّام، وتخرج المواكب على نحو عفويّ من المساجد لتجوب الطّرقات وسط الابتهالات والمدائح النّبويّة؛ وقد اعتاد النّيجيريّون على إقامة المولد منذ أمد طويل، ويحاول الأخطبوط السّلفيّ خنقهم وقطع ما يربطهم بالنّبيّ وأهل بيته، بذريعة أنّ الاحتفال بذكرى المولد أو مواليد أهل بيته بدعة يجب إزالتها!!

 

 

شيعة نيجيريا: تأكيد الاحتفال بمولد النّبيّصلّى الله عليه وآله وأهل بيتهعليهم السلام

أمّا المسلمون الشّيعة، ومع أنّهم أقليّة (5% من مجموع المسلمين، حوالي 6 مليون نسمة)، غير أنّ حضورهم فاعل، ولا تخلو ولاية من ولايات الشّمال التّسعة عشر منهم، وهم يقدّمون خدمات جليلة للشّعب النّيجيريّ، من بناء مستوصفات ومعاهد وكليّات، إلى الأنشطة الدّينيّة المتعدّدة التي أرشدت الكثيرين منهم إلى موالاة أهل البيت عليهم السّلام، وقد انتشر التّشيّع منذ نهاية السّبعينيّات من القرن الماضي في الأوساط الجامعيّة النّيجيريّة، لذلك فهناك شريحة واسعة من الطّلّاب والأساتذة الجامعيّين والموظّفين من الشّيعة، وفي صفوفهم علماء دين أجلّاء يعملون على نشر الوعي وتعريف الشّباب بأخلاق أهل البيت عليهم السّلام، وتطهير المعتقدات الدّينيّة الإسلاميّة ممّا شابها من تحريف أو ممارسات أفريقيّة وثنيّة، كالسّحر والشّعوذّة وما شابه ذلك.

 

 

ويحرص الموالون لأهل البيت عليهم السّلام على إقامة الشّعائر الإسلاميّة، بما في ذلك إقامة المولد النّبويّ الشّريف، ولهم جمعيّات ومؤسّسات كثيرة (راجع تحقيق: «نيجيريا... مواجهة المذابح العرقيّة، بالحكمة والكلمة السّواء» في العدد الرّابع والعشرين من هذه المجلّة)؛ ويعدّ العلّامة سماحة الشّيخ إبراهيم يعقوب زكزكي من أبرز العلماء الشّيعة في نيجيريا الذين يحرصون على نشر الإسلام والوعي بين صفوف النّيجيريّين. ولد الشّيخ يعقوب زكزكي في الخامس عشر من شعبان عام 1372 للهجرة (1953م) في «زاريا» في ولاية «كادونا» بنيجيريا؛ وهو رئيس «الحركة الإسلاميّة» في منطقته، وقد استُشهد ثلاثة من أبنائه (مصطفى، وأحمد، وحامد) برصاص الأمن النّيجيريّ في يوم القدس العالميّ، العام الفائت، بعدما شاركوا في تظاهرة سلميّة دعماً للقدس والقضيّة الفلسطينيّة.

 

 

وهذه الحركة أكبر تنظيم للمسلمين الشّيعة في نيجيريا وغرب أفريقيا، وهي حركة دينيّة اجتماعيّة، هدفها نشر مبادىء الإسلام الأصيلة والتّقريب بين المذاهب الإسلاميّة، وعدم إثارة النّعرات العرقيّة أو الطّائفيّة التي تشهدها البلاد، فتقيم المنتديات الحواريّة بين المسلمين والمسيحيّين، كما أنّ علاقتهم جيّدة بأصحاب الطّرق الصّوفيّة.

كما تهتمّ هذه الحركة بإقامة الشّعائر الدّينيّة في شهر رمضان المبارك وإحياء المناسبات الإسلاميّة، لا سيّما ذكرى الغدير، وعاشوراء، والمولد النّبويّ الشّريف، والإسراء والمعراج، وذكرى ولادة سيّدة نساء العالمين صلوات الله عليها، وأبنائها المعصومين عليهم السلام؛ كما تقيم الحركة في التّاسع والعشرين من رجب من كلّ عام، ذكرى استشهاد ثلّة من شباب الشّيعة النّجيريّين الذين قتلوا عام 1410 للهجرة. وللحركة أنشطة اجتماعيّة وثقافيّة في المدارس والمعاهد النّيجيريّة.

 

 

آراء بعض العلماء حول جواز إقامة ذكرى المولد النّبويّ

بَيَّن كثيرٌ مِن العُلماء جَواز الاحتفال بمَولِد النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم.

* فمِن الشّافعيّة:

العلّامة أبو شامة المقدسيّ، والعلّامة النّوويّ، والعلّامة تقي الدّين السّبكيّ، والقاضي عبد الوّهّاب صاحب (طبقات الشافعيّة)، والحافظ ابن ناصر الدّمشقيّ، والحافظ عبد الرّحيم العراقيّ، والحافظ ابن حجر العسقلانيّ، والعلّامة السخاويّ، والحافظ السّيوطيّ، وغيرهم.

* ومِن المالكيّة:

الحافظ ابن دِحيّة، والقاضي أحمد العَزَفيّ (مِن تلاميذ ابن العربيّ)، والقاضي محمّد بن أحمد اللخميّ، والشّيخ ابن عاشِر، والشّيخ محمّد البنانيّ، والشّيخ الدّسوقيّ، والشّيخ الصّاوي، والشّيخ محمد علّيش، وغيرهم.

* ومِن الحنابِلة:

الحافظ ابن الجوزيّ، والحافظ ابن رجب، والعلّامة البُرْزُليّ، وغيرهم كثير.

* ومن المتأخرين:

- محمّد الطّاهر بن عاشور شيخ جامع الزّيتونة ومن أبرز علماء المالكيّة، أيّد الاعتناء بيوم المولد النّبويّ في قوله: «فَقَدْ جَعَلَ اللهُ لِلْمَوَاقِيتِ الْمَحْدُودَةِ اعْتِبَارًا يُشْبِهُ اعْتِبَارَ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ الْمُتَجَدِّدِ، وَإِنَّمَا هَذَا اعْتِبَارٌ لِلتَّذْكِيرِ بِالْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ الْمِقْدَارِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿.. وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ..﴾ إبراهيم:5، فَخَلَعَ اللهُ عَلَى الْمَوَاقِيتِ الَّتِي قَارَنَهَا شَيْءٌ عَظِيمٌ فِي الْفَضْلِ أَنْ جَعَلَ لِتِلْكَ الْمَوَاقِيتِ فَضْلًا مُسْتَمِرًّا تَنْوِيهًا بِكَوْنِهَا تَذْكِرَةً لِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللهُ لِأَجْلِهِ سُنَّةَ الْهَدْيِ فِي الْحَجِّ، لِأَنَّ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَلَى اللهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأَظْهَرَ عَزْمَ إِبْرَاهِيمَ وَطَاعَتَهُ رَبَّهُ، وَمِنْهُ أَخَذَ الْعُلَمَاءُ تَعْظِيمَ الْيَوْمِ الْمُوَافِقِ لِيَوْمِ وِلَادَةِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ، وَيَجِيءُ مِنْ هَذَا إِكْرَامُ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللهِ وَأَبْنَاءِ الصَّالِحِينَ وَتَعْظِيمِ وُلَاةِ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ الْقَائِمِينَ مَقَامَ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالْأَئِمَّةِ».

- حسنين محمّد مخلوف شيخ الأزهر، حيث قال: «إنّ إحياء ليلة المولد الشّريف، وليالي هذا الشّهر الكريم الذي أشرق فيه النّور المحمّديّ إنّما يكون بذِكر الله وشكره لما أنعمَ به على هذه الأمّة من ظهور خير الخلق إلى عالَم الوجود، ولا يكون ذلك إلّا في أدب وخشوع وبُعد عن المحرّمات والبِدَع والمنكرات. ومن مظاهر الشّكر على حبّه مواساة المحتاجين بما يخفّف ضائقتَهم، وصِلَة الأرحام...».

- محمّد الفاضل بن عاشور من علماء تونس البارزين، في قوله: «إنّ ما يملأ قلوب المسلمين في اليوم الثّاني عشر من ربيع الأوّل كلّ عام من ناموسِ المحبّة العُلويّ، وما يهزّ نفوسهم من الفيض النورانيّ المتدفّق جمالاً وجلالاً، ليأتي إليهم محمّلاً من ذكريات القرون الخالية بأريج طيّب ينمّ عمّا كان لأسلافهم الكرام من العناية بذلك اليوم التاريخيّ الأعظم، وما ابتكروا لإظهار التّعلّق به وإعلان تمجيده من مظاهر الاحتفالات، فتتطلع النّفوسُ إلى استقصاء خبر تلك الأيّام الزّهراء واللّيالي الغرّاء؛ إذ المسلمون ملوكاً وسوقةً (أي عامّتهم) يتسابقون إلى الوفاء بالمستطاع من حقوق ذلك اليوم السّعيد».

- المبشّر الطّرازي، شيخ علماء التّركستان، قال: «إنّ الاحتفال بذكرى المولد النّبويّ الشّريف أصبح واجبًا أساسيّاً لمواجهة ما استجدّ من الاحتفالات الضّارّة في هذه الأيّام».

- الشّهيد الشيخ محمّد سعيد رمضان البوطيّ، قال: «الاحتفال بذكرى مولد رسول الله نشاط اجتماعيّ يُبتغى منه خير دينيّ، فهو كالمؤتمرات والنّدوات الدّينيّة التي تعقد في هذا العصر، ولم تكن معروفة من قبل. ومن ثمّ لا ينطبق تعريف البِدعة على الاحتفال بالمولد، كما لا ينطبق على النّدوات والمؤتمرات الدّينيّة. ولكن ينبغي أن تكون هذه الاحتفالات خالية من المنكرات».

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 0 ساعات

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

منذ 0 ساعات

إصدارات عربيّة

نفحات