الجنّة
في روايات المعصومين عليهم السّلام
____
إعداد: «شعائر» ____
طائفة
من الروايات الشريفة مدارها صفةُ الجنّة، وما الّذي يُودي إليها أو يَحجز عنها،
تليها كلمات للعلّامة السيد حبيب الله الهاشمي الخوئي في تعريف الرّضوان – وهو أعلى
درجات الجنّة – بتظهير معنى ضدّه، وهو الخِذلان.
§
رسول الله صلّى الله عليه وآله:
* «إِذا دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ،
قالَ لَهُمْ رَبُّهُمْ تَعالى: أَتُحِبُّون أَنْ أَزيدَكُمْ؟ فَيَقولونَ: وَهَلْ خَيْرٌ
مِمّا أَعْطَيْتَنا؟ فَيَقولُ: نَعَمْ، رِضْواني أَكْبَرُ!».
*
«أَخْبَرَنِي جَبْرَئِيلُ أنَّ رِيحَ الجَنَّةِ يُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ ألفِ عامٍ مَا
يَجِدُهَا عَاقٌّ، وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ، وَلَا شَيْخٌ زَانٍ، وَلَا جَارُّ إِزَارِهِ
خُيَلَاءَ، وَلَا فَتّانٌ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا جَعْظَرِيّ. [قال
صلّى الله عليه وآله]: قلتُ: فَمَا الجَعْظَريّ؟
قال: الّذِي لَا يَشْبَعُ مِنَ الدُّنْيَا».
*
«أَكْثَرُ مَا تَلِجُ بِهِ أُمَّتِي الجَنَّةَ: تَقْوَى اللهِ وَحُسْنُ الخُلُقِ».
*
«ثَلَاثَةٌ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: الشَّهِيدُ فِي سَبيلِ اللهِ، وَالمَمْلُوكُ
لَم يَشْغَلْهُ رِقُّهُ عَنْ طَاعَةِ رَبِّهِ، وَفَقِيْرٌ ذُو عِيَالٍ مُتَعَفِّفٍ».
§
أمير المؤمنين عليه السّلام:
* «إِنَّهُ
لَيْسَ لِأَنْفُسِكُم ثَمَنٌ إِلّا الجَنّة، فَلَا تَبيعُوهَا إِلّا بِهَا».
* «إِنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ
لَيَنْظُرونَ إِلى مَنازِلِ شيعَتِنا كَما يَنْظُرُ الإِنْسانُ إِلى الكَواكِبِ في
السَّماءِ».
* «..فَلَوْ رَمَيْتَ بِبَصَرِ
قَلْبِكَ نَحْوَ مَا يُوصَفُ لَكَ مِنْهَا، لَعَزَفَتْ نَفْسُكَ عَنْ بَدَائِعِ مَا
أُخْرِجَ إِلَى الدُّنْيَا مِنْ شَهَوَاتِهَا ولَذَّاتِهَا وزَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا،
ولَذَهِلَتْ بِالْفِكْرِ فِي اصْطِفَاقِ أَشْجَارٍ غُيِّبَتْ عُرُوقُهَا فِي كُثْبَانِ
الْمِسْكِ عَلَى سَوَاحِلِ أَنْهَارِهَا ".." فَلَوْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ،
أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُ، بِالْوُصُولِ إِلَى مَا يَهْجُمُ عَلَيْكَ مِنْ تِلْكَ الْمَنَاظِرِ
الْمُونِقَةِ، لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ شَوْقاً إِلَيْهَا ولَتَحَمَّلْتَ مِنْ مَجْلِسِي
هَذَا إِلَى مُجَاوَرَةِ أَهْلِ الْقُبُورِ اسْتِعْجَالًا بِهَا؛ جَعَلَنَا الله وإِيَّاكُمْ
مِمَّنْ يَسْعَى بِقَلْبِهِ إِلَى مَنَازِلِ الأَبْرَارِ بِرَحْمَتِهِ».
* «إنَّ أَطْيَبَ شَيْءٍ في الجَنَّةِ وَأَلَذَّهُ
حُبُّ اللهِ وَالحُبُّ للهِ وَالحَمْدُ للهِ. قالَ اللهُ، عزَّ وجلَّ: ﴿..وَآَخِرُ
دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ يونس:10،
وَذَلِكَ أَنَّهُمْ إِذا عايَنُوا ما في الجَنَّةِ مِنَ النَّعيمِ، هاجَتِ المَحَبَّةُ
في قُلوبِهِمْ، فَيُنادونَ عِنْدَ ذَلِكَ: ﴿..أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾».
§
الإمام زين العابدين عليه السّلام:
*
«مَعَاشِرَ شِيْعَتِنَا! أَمّا الجَنّةُ فَلَنْ تَفُوتَكُم؛ سَرِيعَاً كَانَ أَو بَطِيئاً،
وَلَكِنْ تَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ..».
§
الإمام الرّضا عليه السّلام:
*
«مَنْ سَأَلَ اللهَ الجَنَّةَ وَلَمْ يَصْبِرْ عَلَى الشَّدَائِدِ فَقَد اسْتَهْزَأَ
بِنَفْسِهِ».
قال
العلماء
«لا
تظنّن أنّ أعلى الدّرجات هو أعالي الجِنان... فإنّ هذا من لَذّات البدن، والرّضوان
من لَذّات الرّوح. وتقابل هذه المرتبة - أعني مرتبة الرّضوان لأهل السّعادة - مرتبةُ
الخِذلان لأهل الشّقاوة، كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا
إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ..﴾ آل
عمران:192. فإنّ عبارة (أخزيتَه) دون أحرقتَه أو عذّبتَه
دليلٌ على أنّ ألم الخِزي عند أهل جهنّم أشدّ وأفظع من ألم الاحتراق بالنّار، وذلك
لأنّ الخزيَ عذابٌ روحانيّ، وعذابُ الاحتراق والأفاعي والعقارب وسائر ما أُعِدّ في
جهنّم عذابٌ جسمانيّ، ولا شكّ في أنّ الأوّل أشدّ وآكد».
(منهاج
البراعة، السّيّد الهاشميّ الخوئيّ)