شعر

شعر

منذ 0 ساعة

قصيدة في مدح الإمام الحسن العسكري


قصيدة في مدح الإمام الحسن العسكري

يَا راكباً... عَرِّجْ بسَامُرّا

§        العالم المحقّق عليّ بن أبي الفتح الإربلي

قصيدة للعالم المحقّق أبي الحسن عليّ بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي رضوان الله عليه (ت: 693 للهجرة) في مدح الإمام الحسن العسكري عليه السّلام، أوردَها في كتابه (كشف الغُمّة في معرفة الأئمّة عليهم السّلام)، فقال: «يَفنى الزّمان ولا يحيط بوصفِهم عليهم السّلام. أَيُحيط ما يَفنى بما لا ينفد؟ وقد نظمتُ على العادة شعراً في مدحِه [أي الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام] غَرَضي فيه ما قدّمتُه في مدحِ آبائه عليهم السّلام، وَلِأُخَلِّدَ لي ذكراً مع ذكرِهم على بقايا الأيّام، وهو:

 

يا راكِباً يَسْري عَلى جَسْرَةٍ

قَدْ غَبَّرَتْ في أَوْجِهِ الضُّمْرِ

عَرِّجْ بِسامُرّاءَ وَالْثُمْ ثَرى

أَرْضِ الإِمامِ الحَسَنِ العَسْكَرِي

عَرِّجْ عَلى مَنْ جَدُّهُ صاعِدٌ

وَمَجْدُهُ عالٍ عَلى المُشْتَري

عَلى الإِمامِ الطّاهِرِ المُجْتَبى

عَلى الكَريمِ الطَّيِّبِ العُنْصُرِ

عَلَى وَلِيِّ اللهِ في عَصْرِهِ

وَابْنِ خِيارِ اللهِ في الأَعْصُرِ

عَلى كَريمٍ صَوْبُ مَعْروفِهِ

يُرْبي عَلى صَوْبِ الحَيا المُمْطِرِ

عَلى إِمامٍ عَدْلُ أَحْكامِهِ

يُسَلِّطُ العُرْفَ عَلى المُنْكَرِ

وَبَلِّغا عَنْ عَبْدِ آلائِهِ

تَحِيَّةً أَزْكَى مِنَ العَنْبَرِ

وَقُلْ سَلامُ اللهِ وَقِفْ عَلى

ذاكَ الجَنابِ المُمْرِعِ الأَخْضَرِ

دارٌ بِحَمْدِ اللهِ قَدْ أُسِّسَتْ

عَلى التُّقى وَالشَّرَفِ الأَظْهَرِ

مِنْ جَنَّةِ الخُلْدِ ثَرى أَرْضِها

وَماؤُها مِنْ نَهَرِ الكَوْثَرِ

حَلَّ بِها شَخْصانِ مِنْ دَوْحَةٍ

أَغْصانُها طَيِّبَةُ المَكْسِرِ

العَسْكَرِيّانِ هُما ما هُما

فَطَوِّلِ التَّقْريضَ أَوْ قَصِّرِ

غُصْنا عَلاء، قَمَرا سُدْفَةٍ

شَمْسا نهارٍ، فارِسا مِنْبَرِ

مِنْ مَعْشَرٍ فاقوا جَميعَ الوَرى

جَلالَةً، ناهيكَ مِنْ مَعْشَرِ

هُمُ الأَوْلى شادوا بِناءَ العُلى

بِالأَبْيَضِ الباتِرِ وَالأَسْمَرِ

هُمُ الأوْلى لَوْلاهُمْ في الوَرى

لَمْ يُعْرَفِ الحَقُّ وَلَمْ يُنْكَرِ

هُمُ الأولى لَوْلاهُمْ في الوَرى

لَمْ يُؤْمِنِ العَبْدُ وَلَمْ يَكْفُرِ

هُمُ الأولى سَنّوا لَنا مَنْهَجاً

بِواضِحٍ مِنْ سَعْيِهِمْ نَيِّرِ

هُمُ الأولى دَلّوا عَلى مَذْهَبٍ

مِثْلِ الصَّباحِ الواضِحِ المُسْفِرِ

فَاتَّضَحَ الحَقُّ لِرُوّادِهِ

وَلاحَ قَصْدُ الطّالِبِ المُبْصِرِ

أَخْلاقُهُمْ أنّى أَتى سائِلٌ

مِثْلُ الرَّبيعِ اليانِعِ المُزْهِرِ

يا سادَتي إِنَّ وَلائي لَكُمْ

مِنْ خَيْرِ ما قَدَّمْتُ لِلْمَحْشَرِ

أَرْجو بِكُمْ نَيْلَ الأَماني غَداً

في مَبْعَثي، وَالأَمْنَ في مَقْبَري

فَأَنْتُمْ قَصْدي وَحُبِّي لَكُمْ

تِجارَتي، وَالرِّبْحُ في مَتْجَري

وَالحَمْدُ للهِ عَلى أَنَّهُ

وَفَّقَني لِلْفَرَضِ الأَكْبَرِ»

 

اخبار مرتبطة

  دوريّات

دوريّات

منذ 0 ساعات

دوريّات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

منذ 0 ساعات

إصدارات عربيّة

نفحات