أيها العزيز

أيها العزيز

منذ 0 ساعات

للأخلاق والأعمال صوَرٌ حقيقيّةٌ تناسبها


للأخلاق والأعمال صوَرٌ حقيقيّةٌ تناسبها

إنّنا في قضايانا الدّنيويّة لا نعتمدُ على رحمة الحقّ سبحانه، بل نرى العواملَ الطّبيعيّة والظّاهريّة مستقلّة ومُؤثّرة إلى حدٍّ كأنّه لا أثرَ في الوجود إلّا للأسباب الظّاهريّة. ولكنّنا في الأمور الأخرويّة نتّكلُ غالباً - حسب زعمنا - على رحمة الحقّ سبحانه، ونَغفُل عن توجيهه لنا وتوجيه رسوله، صلّى الله عليه وآله، فكأنّ اللهَ تعالى لم يزوِّدْنا بالقدرة على العمل، ولم يدلّنا على سبيلَ الصّواب، و[سبيل] الاعوجاج.

وخلاصة الكلام: نكون في شؤوننا الدّنيويّة من المُفَوِّضة، وفي شؤوننا الأخرويّة من الجَبريّين، غافلين عن أنّ هذَين المَسلكَين باطلان وفاسدان ومخالفان لإرشاد الأنبياء صلّى الله عليهم، ومنهجِ أئمّة الهدى، والأولياءِ المقرّبين. مع أنّهم كانوا جميعاً يؤمنون برحمة الحقّ، وكان إيمانُهم أكثرَ من الآخرين. رغم ذلك كلّه، لم يَغفُلوا لحظة واحدة عن أداء واجبهم، ولم يتوقّفوا عن السّعي وبذل الجهد دقيقةً واحدة.

أخي! اُدرس صحائفَ أعمالهم، أدعيةَ ومناجاة سيّد السّاجدين وزين العابدين عليه السّلام، وتدبّر ماذا كان يفعل في مقام العبوديّة؟ وكيف كان ينهض بدور العبوديّة؟ ومع ذلك عندما يُلقي - الإمام السّجّاد - نظرةً على صحيفة مولى المُتّقين أمير المؤمنين عليه السّلام، يُبدي أسفه، ويُظهر عجزه! ".."

فيا أيُّها العزيز، كما قال أبو ذرّ لأحدِهم: «إنّ العلمَ كثيرٌ..»، ولكنّ العلمَ النّافع لأمثالنا أن لا نُسيءَ إلى أنفسنا، ونعرفَ بأنّ أوامرَ الأنبياء والأولياء، عليهم السّلام، تَكشف عن حقائق نحن محجوبون عنها. إنّهم يعلمون بأنّ للأخلاق الذّميمةِ والأعمال السّيّئة، صوراً بشعة وثماراً فاسدة، وأنّ للأعمال الحسنة والأخلاق الكريمة صوراً جميلة ملكوتيّة. إنّهم حدّثونا عن كلّ شيءٍ؛ عن الدّواء والعلاج، وعن الدّاء والسّقم. فإذا كنتَ عطوفاً على نفسك، فلا بدّ أن لا تتجاوزَ هذه الإرشادات لتداوي ألَمَك، وتعالج مرَضَك. الله يعلم أنّه إذا انتقلنا - مع ما نحن عليه الآن - إلى ذلك العالم، فبأيّ مصائب وآلام ومعاناة سوف نبتلي؟ والحمدُ لله أوّلاً وآخراً.

اخبار مرتبطة

  دوريات

دوريات

منذ 0 ساعات

دوريات

  إصدارات أجنبيّة

إصدارات أجنبيّة

  إصدارات عربيّة

إصدارات عربيّة

منذ 0 ساعات

إصدارات عربيّة

نفحات