حرب تمّوز .. لكنْ في اليَمن
بقلم:
الشيخ حسين كوراني
كانت
حرب تمّوز
على لبنان كما هي الآن على اليمن «سعوديّة» بامتياز..
ومن
قبلُ كان «مشروع فاس» «مشروع فهد» سعوديّاً صِرفاً..
معه
تمّ نقل الأنظمة العربية من «اللّاءات الثلاث» إلى «حقّ جميع دول
المنطقة في العيش بسلام»، لتبدأ رحلات التسوية الذّليلة، السّعوديّةِ أوّلاً،
واليهوديّةِ ثانياً.
منذ
«النّكبة» وإلى الغارات الصهيونيّة السعوديّة على اليمن كانت مواقف قادة
الكيانَين الدخيلَين على الأمة متطابقة، وكذلك مواقف عملائهما في «دول الطوق»
بالخصوص لا سيّما في لبنان.
وقبل
مشروع «فهد» الذي قدّمه في «قمّة فاس» تطابقت المواقف الصهيونيّة
لوجهَي «الغدّة السرطانيّة»، فتقرّر توجيه ضربة قاصمة للجيش المصريّ في
اليمن تمهيداً لحرب «الأيام الستّة» و«النَّكسة».
في
جميع المراحل كان الأميركيّ هو المشغِّل الرئيس للغدّة السرطانيّة بوجهَيها
السعودي الأوّل، والإسرائيليّ الثاني. كان الأميركي يحميهما بحُرْمَين: حُرم
معاداة الساميّة، وحُرم معاداة السّعوديّة.
«إِرْمِ
بِبَصَرِكَ أَقْصَى القَوْمِ» تُوقنُ بأنّ حرب تمّوز
على لبنان نَسفت «حُرم معاداة الساميّة». ها هو يتدحرج مدوّياً.
حرب
تمّوز الدائرة رحاها الآن على اليمن، «يوم الفصل» لسقوط حُرم «معاداة آل
سعود».
***
يشترك
الحُرمان «معاداة السّاميّة ومعاداة السعودية» في فلسفة واحدة، هي التستّر
على اللصّ بما يناسب شدّة الخوف من انكشاف حقيقته وفضيحته، و«فضيحة آل أبي
سفيان»!
الكيان
الصهيوني دخيلٌ على المنطقة والعالَم، ولصٌّ، ﴿..أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ الشعراء:222،
﴿عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ القلم:13.
والكيان
السعوديّ عضد الحاضنة، كذلك.. «طابق النّعل بالنّعل»!
واللهِ، وباللهِ وتالله: ليست «القدس» أورشليم، وليس «الوهّابيّون» - خصوصاً آل
سعود - مسلمين!
﴿فَوَرَبِّ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ الذّاريات:23.
لم
يصدر «وعد بلفور» إلا بعد أن كتب «عبد العزيز بن سعود» بخط ّيده
الموثّق: «تنازلتُ عن فلسطين للمساكين اليهود،
وليس لأحدٍ أن يطالبَهم بها حتّى تصيح الساعة»!!
لم
يجرؤ «بلفورُ» العجوزِ الشّمطاء - إنجلترا - على حشر اليهود إلى «فلسطين»
إلّا اعتماداً على تسلّل آل سعود إلى موقع زعامة العالم الإسلاميّ وحكم الحرمَين.
كلُّ تحليلٍ دون ذلك، هباء.
لا
بدّ للصّ من «ساتر» ولا بدّ للساتر من تمويه!
اليهود
في فلسطين لصوص متسلّلون، والساتر السعوديّ مموّه ومزيّف – بالفتح والكسر-
لذلك
مسّت حاجتهما معاً وتعاظمت، إلى حُرم «معاداة الساميّة» وحُرم «معاداة
آل سعود».
***
لصوصيّة
اليهود أبينُ من الشمس.. لكنّها مغيّبة أكثر من الأمس والهمس.
هل
ظهر لك من هذا بعض وجه الخفاء في لصوصيّة «آل سعود» الدّخلاء على السُّنّة
والأمة، و«الطلقاء» ...
ليس
إسقاطاً للتأريخ أنّ اتّحاد السعوديّين مع الوجه الآخر الصهيونيّ للغدّة السرطانية
امتدادٌ لاتّحاد أبي سفيان ويهود المدينة المنوّرة، ومن آلاف الأدلّة – في رابعة
النهار - بوّابة «آل سعود» في الجولان المحتل.
أمويّة
آل سعود وكلّ الوهابيّين لا يشكّ فيها حتّى أعور القلب. ويهوديّة بني أميّة – بعضٍ
بالنَّسب، والباقين بالسّبب – لا يجهد في إخفائها حتّى «ابن قتيبة» الأموي -
حفيد ابن عمرو الباهليّ الذي حمل رسالة يزيد إلى ابن زياد في البصرة بتوليته «العراقَين»
- في كتابه الشهير (المعارف).
قال
ابن قُتيْبة: «قال ابن الكلبيّ: كان "أميّة
بن عبد شمس"، خرج إلى "الشام"، فأقام بها عشر سنين، فوقع على أَمَةٍ
لـ "لخم"، يهوديّة، من أهل "صفّورية"، يقال لها:
"ترنا". وكان لها زوجٌ من أهل "صفورية" يهوديّ، فولدت له "ذكوان"،
فادّعاه "أميّة"، واستلحقَه، وكنّاه "أبا عمرو"، ثم قدِم به
مكّة، فلذلك قال النبيّ - صلَّى الله عليه [وآله] وسلَّم – لـ "عقبة"،
يوم أمر بقتله: إنّما أنتَ يهوديٌّ من أهل "صفوريّة"». (أنظر:
ابن قتيبة، المعارف: ص 319؛ والشيخ عباس القمّي، الكنى والألقاب: ج 1/ ص 384).
***
لئن
لم تثبت يهوديّة آل سعود – جزماً - بالنَّسب، فإنّها بالسبب يقين.
وكما
أجمعت الأمّة – شيعة وسنّة - على أنّ الأمويّين ليسوا مسلمين، بل هم – فقهيّاً -
نواصب، ينصبُون العداء لأهل البيت عليهم السلام. هم بالتالي يُظهرون الإسلام،
ويُسرّون الضلال البعيد.
إجماع
الأمة قائم محكمٌ ومتين، على أنّ «آل سعود»، والوهّابيّين بالعموم، لا علاقة
لهم بالإسلام والمسلمين.
تمكينُهم
اليهود من رقاب المسلمين، ثمّ تصدّرهم غارات التجزير في الشام والعراق، وقديماً
مجازر الرياض والدرعيّة ونجد، والطائف، ومكّة والمدينة، أوضح البراهين على أنّهم ليسوا
من هذه الأمّة الوسط.
في
كربلاء، وقع الشهيد نافع بن هلال في الأسر بعد أن كُسِرت عضدُه.. وفيما كان دمه
ينزف «انتضى شِمْرٌ سيفَه ليقتلَه فقال له نافع: واللهِ لو كنتَ من المسلمين لعَظُم
عليكَ أن تلقى اللهَ بدمائنا».
هل
أبقت غاراتُهم في اليمن على البشر والحجر والبُنى التحتية بهدف الإبادة، عذراً
لمعتذر.
***
داعشيّة
«إسرائيل» وهابيّة. لولاها لما كانت. داعشيّة الوهّابيّين التكفيريّين «سعوديّة»
وداعشيّة السعوديّين «صهيونيّة». الحقد الدفين على الأمّة والبشريّة واحد.
قبل
حرب تمّوزِ آلِ سعود على اليمن كان الربطُ بين أضلاع الثالوث اليهودي – التكفيري -
السعوديّ، أصعب.
كان
المخطّط يقضي أن يكون خفاء الدَّور السعوديّ أشدّ بما لا قياس معه من دور التحالف
الأميركي - الغربي في العدوان على العراق.
أدّى
تواتر فشل الدواعش في العراق والشام، إلى إحباط آل سعود، لكنّ نار هشيمهم في اليمن
أفقدَهم بقايا «شعرة معاوية» في التواري والتستّر. أحرجَهم محور المقاومة
فأخرجَهم. استدرجَهم «الكيدُ المتين». أجلبوا بخيلهم ولا من رجل. هاهم
معلّقون بين السماء والأرض لا يملكون من الأرض قراراً، ينتظرهم خسفُ قارون، وغَرَقُ
فرعون وجحيمُ أبي لهب، لا يلبثون إلّا ريثما يزداد كلّ العالَمين يقيناً بأنّهم
ليسوا من هذه الأمّة ولا حماة الحرمَين. في أطفال اليمن وحدهم ألفُ دليل.