الألباني يصفه بأنّه جريء على إنكار الروايات المتواترة
ابن تيميّة يُكذّب حديثاً متَّفقاً على
صحّته في أمير المؤمنين عليه السّلام
!
ــــــــــــ حسن بن علي السقّاف الشّافعي
ـــــــــــــــــــــــــ
هذه المقالة تُضيء على نموذج من آراء ابن
تيمية التي تطعن في الحديث النبويّ الشريف المتّفق عليه عند علماء الأمة – سنّةً
وشيعة – حول ولاية أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.
نشير إلى أنّ هذه المقالة مقتطفة من كتاب
(البشارة والإتحاف) للباحث الشيخ حسن بن علي السقّاف الشّافعي.
«أوردَ ابنُ تيمية حديثاً في (منهاج
سنّته: 4 / 86) فيه فضلُ سيّدنا عليّ بن أبي طالب، رضيَ الله عنه وأرضاه، فادّعى
بأنّه لم يصحّ اعتماداً على ابن حزم، حيث قال ابن تيمية: (وأمّا قوله: مَن كنتُ
مولاه فعَليٌّ مولاه، فليس هو في الصِّحاح، لكن هو ممّا رواه العلماء، وتنازعَ
الناس في صحّته). ثمّ قال نقلاً عن ابن حزم بزعمه: (قال: وأمّا مَن كنتُ مولاه
فعليٌّ مَولاه، فلا يصحّ من طريق الثقات أصلاً). انتهى.
قلت: هذا الحديث متواتر،
نصّ الذهبي على ذلك في (سِيَر أعلام النبلاء: 8 / 335).
[وقد] ردّ الألباني على
ابن تيمية في هذه المسألة: قال الألباني في (صحيحته: 5 / 26): (فمن العجيب حقّاً
أن يتجرّأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث وتكذيبه في (منهاج السنّة:
4 / 104) كما فعل بالحديث المتقدّم هناك).
ثمّ قال في الأخير: (فلا
أدري بعد ذلك وجه تكذيبه للحديث، إلّا التّسرّع والمبالغة في الردّ على الشيعة).
انتهى كلام الألباني، فتأمّل!!
تنبيه مهمّ جداً:
الألباني لا يعوِّل على تصحيح ابن تيمية ولا على تضعيفه للأحاديث، بل ينصح طلّاب
العلم أن لا يعوِّلوا عليه أيضاً، ويؤكد الألباني عليهم ذلك! ومن أمثلته: قوله في
(صحيح الكَلِم الطيب) لابن تيمية (صحيفة 4 الطبعة الرابعة 1400 هـ) ما نصّه: (أنصح
لكلّ من وقف على هذا الكتاب أو غيره أن لا يبادر إلى العمل بما فيه من الأحاديث
إلا بعد التأكّد من ثبوتها، وقد سهّلنا له السبيل إلى ذلك بما علّقناه عليها، فما
كان ثابتاً منها عمل به وعضَّ عليه النواجذ، وإلا فاتركه). انتهى، فتأمّل!!
فالألباني يقول بصراحة:
ارجعوا لي في الحديث ولا ترجعوا إلى شيخ الإسلام ابن تيمية!! فيا للعجب!! فعلى مَن
ينبغي أن يعوِّل طلّاب العلم؟ على تصحيحات وتضعيفات ابن تيمية، أم الألباني؟!».
***
ملاحظة:
بلغ عدد رواة حديث الغدير (مَن كنتُ مَولاه فعليٌّ مولاه) العشرات من علماء
المسلمين السنة، ونحن نذكر هنا أسماء أبرزهم: 1 - محمد بن إسحاق، صاحب السيرة/ 2 -
محمد بن إدريس الشافعي، إمام الشافعية/ 3 - عبد الرزاق بن همام الصنعاني، شيخ
البخاري/ 4 - أحمد بن حنبل، إمام الحنابلة، صاحب المسند/ 5 - ابن ماجة القزويني،
صاحب أحد الصحاح الستة/ 6 - الترمذي، صاحب الصحيح/ 7 - النسائي، صاحب الصحيح/ 8 -
محمد بن جرير الطبري، صاحب التفسير والتاريخ المشهورين المعروفين/ 9 - أبو القاسم
الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة/ 10 - الحافظ أبو الحسن الدارقطني، الذي كان إمام
وقته في بغداد، ويلقبونه بأمير المؤمنين في الحديث/ 11 - الحاكم النيسابوري، صاحب
المستدرك/ 12 - ابن عبد البر، صاحب الاستيعاب.
أمّا الألباني، فهو محمد ناصر الدين
الألباني (1914 - 1999)، من أبرز المعاصرين المشتغلين بعلوم الحديث. عُرف عنه
تعصّبه ضدّ الشيعة. قال عنه مسفر الدميني رئيس الدراسات العليا بكلية أصول الدين بالرياض:
«تساهل الألباني في تصحيح الأحاديث الموافقة لرأيه، وتساهل كذلك في تضعيف الأحاديث
المخالفة لرأيه».
وابن
تيمية الحرّاني (مات سنة 728 للهجرة) من أشهر القائلين بالتجسيم والتشبيه. اشتهر
بالطعن في صحابة رسول الله صلّى الله عليه وآله وبنصبه العداء لآل البيت، لا سيّما
أمير المؤمنين عليه السلام. أجمع علماء وقته على كفره، فحُبس سنة 726 وبقيَ في
السجن حتّى هلك.